تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۱٠   

تمهید


نظراً لتعدد مصادر الحدیث واختلاف طرق تصحیحه بین المذاهب الإسلامیة، فإننا سنقسم الأحادیث إلى قسمین:
الأول: ما ورد من طرق مدرسة أهل البیت ({علیهم السلام})، وفی مصادرهم.
والثانی: ما ورد من طرق مدرسة أهل السنة وفی مصادرهم.
وقبل البدء بسرد الروایات والکلام فی سندها ومضمونها ووجوه دلالتها، لابدّ من بیان عدة أمور:
أولاً: إن مصطلح التقیة بلفظها ومعناها، وکذلک بحدودها وشروطها حال کونها بین المسلمین، لم یکن معروفاً فی صدر الإسلام، فمعاناة المسلمین على عهد رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) إنما کانت من المشرکین خاصة، وبالتالی فقد انحصرت التقیّة فی العصر النبوی بکونها بین المسلمین والکافرین، وإن کان مناطها حفظ النفس والمال والعرض، ولو بإعطاء الکفار ما یریدونه والقلب مطمئن بالإیمان.
ولمّا نشبت الخلافات بین المسلمین بُعیْد وفاة رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) ، واشتدّت فی ظل الدولتین الأمویة والعباسیة وما بعدهما, ونشأت عن تلک الأحداث تدریجیاً مدارس فقهیة وعقائدیة, صار معها الانتماء المذهبی تعبیراً عن الانتماء السیاسی, والعکس صحیح, حتى صار الإنسان محاسباً على آرائه العقدیة, وآرائه الفقهیة من هذا المنظور, فبات یخشى على نفسه وماله وعرضه من إعلان مخالفته للظلمة والطغاة، کما یخشى على نفسه من مخالفة ما یؤیِّدونه من الآراء والمذاهب, ویدفعون باتجاهه الغوغاء والعوام, ویخشى من الإنکار علیهم إذا خالفوا الشریعة، فبدأت التقیّة بین المسلمین, وبدأ مفهومها یتبلور نتیجة الحاجة




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست