تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۸۵   

الأشخاص بأنه إنما یقسم لهم خشیة أن یفتنوا فی دینهم وتکون نهایتهم إلى النار، فیداری حالهم خشیة ذلک، فتدلّ الروایة على تقیّة المداراة، وهی قسم من التقیّة کما مر، ولا فرق فی التقیّة بین الخشیة على نفسک وبین الخشیة على الآخرین الذین تشعر بالمسؤولیة عنهم، وقد ذکر الله تعالى فی کتابه الکریم طبیعة مشاعر نبیه ({صلی الله علیه و آله}) بالمسؤولیة عن إیمان قومه وحرصه على أن یکونوا مؤمنین، فقال فی کتابه الکریم: ﴿ لَعَلَّکَ بَاخِعٌ نَفْسَکَ أَلاَّ یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ‌ (3) ﴾ [الشعراء], فدفعه ذلک إلى إعطاء بعضهم تألیفاً لقلوبهم, وتثبیتاً لهم على إسلامهم, مع معرفته بأن غیرهم أحقّ منهم:. ومن المظاهر الجلیّة لهذا العمل, قسمته لغنائم غزوة حُنین, حیث أعطى النصیب الأوفى منها للمؤلَّفة قلوبهم من حدیثی الإسلام, قال ابن إسحاق: وأعطى رسول الله صلى الله علیه وسلم المؤلفة قلوبهم، وکانوا أشرافاً من أشراف الناس، یتألَّفهم ویتألَّف بهم قومهم، فأعطى أبا سفیان ابن حرب مئة بعیر، وأعطى ابنه معاویة مئة بعیر، وأعطى حکیم بن حزام مئة بعیر، وأعطى الحارث بن الحارث بن کلدة - أخا بنی عبد الدار - مئة بعیر ... فهؤلاء أصحاب المئین.وأعطى دون المئة رجالاً من قریش ... وأعطى سعید بن یربوع بن عنکثة ابن عامر بن مخزوم خمسین من الإبل، وأعطى السهمی خمسین من الإبل ... قال ابن إسحاق: وأعطى عباس بن مرداس أباعر فسخطها، فعاتب فیها رسول الله صلى الله علیه وسلم، فقال عباس بن مرداس یعاتب رسول الله صلى الله علیه وسلم:
کانت نهابا تلافیتها
وإیقاظی القومَ أن یرقدوا
فأصبح نهبی ونهب العبید
وقد کنت فی الحرب ذا تُدرإ
إلاَّ أفائلَ أعطیتها
وما کان حصن ولا حابس
وما کنتُ دون امرئ منهما
بِکرّی على المهر فی الأجرعِ
إذا هجع الناس لم أهجعِ
بین عیینة والأقرعِ
فلم أعطَ شیئاً ولم أمنعِ
عدید قوائمها الأربعِ
یفوقان شیخی فی المجمعِ
ومَنْ تَضَعِ الیوم لا یُرفَعِ
ذا تُدرَإ: بضمّ التاء وفتح الراء, أی ذا دفع, من قولک: درأه إذا دفعه, و: أفائل: جمع أفیل, وهی الصغار من الإبل].قال ابن إسحاق: فقال رسول الله صلى الله علیه وسلم: اذهبوا به، فاقطعوا عنی لسانه، فأعطوه حتى رَضیَ ... قال ابن هشام: وحدثنی من أثق به من أهل العلم فی إسناد له عن ابن شهاب الزهری، عن عبید الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: بایع رسول الله صلى الله علیه وسلم قوم من قریش وغیرهم، فأعطاهم یوم الجعرانة من غنائم حنین ...قال ابن إسحاق: وحدثنی محمد بن إبراهیم بن الحارث التیمی: أن قائلاً قال لرسول الله صلى الله علیه وسلم من أصحابه: یا رسول الله، أعطیت عیینة بن حصن والأقرع بن حابس مئة مئة، وترکت جعیل بن سراقة الضمری !, فقال رسول الله صلى الله صلى علیه وسلم: أما والذی نفس محمد بیده لجعیل بن سراقة خیر من طلاع الأرض، کلهم مثل عیینة بن حصن والأقرع بن حابس، ولکنی تألفتهما لیسلما، ووکلت جعیل بن سراقة إلى إسلامه.[السیرة النبویة لابن هشام الحمیری (م. س): ج4, ص929-933], وراجع کذلک:فتح الباری بشرح صحیح البخاری (م. س): ج8, باب غزوة الطائف, ص44.صحیح مسلم (م. س): ج 3, باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم على الإسلام وتصبّر مَنْ قوی إیمانه, ص107- 108السنن الکبرى (م. س): ج7, باب مَنْ یُعطى من المؤلفة قلوبهم, ص17.الطبقات الکبرى (م. س): ج4, الصحابة الذین أسلموا قبل فتح مکة (العباس بن مرداس), ص272-273.تاریخ الأمم والملوک (المعروف بتاریخ الطبری) (م. س): ج2, ذکر الخبر عن غزوة رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) هوازن بحنین, ص358-359, وغیرها من کتب السیرة والحدیث.
.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست