سند الروایة: صحیح, والروایة مشهورة عند جمیع المسلمین.
وأمَّا متنها: فإن النبیّ ({صلی الله علیه و آله}) قد حثّ فیها على قول کلمة الحق ولو أمام الجائر, مع معرفة ما یجرّه ذلک أحیاناً على القائل من الویلات, ولکنه على المؤمن المجاهد أن یتحمل ذلک, فإنه کما یعرض نفسه للقتل فی الجهاد, أو الجراحات, فلیکن الموقف کذلک أمام الجائر, ولیقل کلمة الحق ولو أدَّى ذلک إلى قتله, أو سلب ماله, أو ما شابه, لاسیّما وأن قول الحق أمام الظالمین یُظهر الحق ویبیّنه, وتنتشر قصته وجرأته فیکون له من الأثر ما هو أعظم من جهاد السیف, لاسیّما إذا قارنّا أثر ذلک مع جهاد سیف واحد, وکیف کان فإن الجرأة على الظالمین, وردعهم عن ظلمهم, مما یدعو إلیه الدین, باعتبار أن ما یقوّم بالسلطان, أعظم ممّا یقوّم بالقرآن, وهو ما أشار إلیه رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) : إن الله لیزع بالسلطان ما لا یزع بالقرآن:. رواه المتقی الهندی فی کنز العمال (م. س): ج5, الباب الثانی فی الإمارة وتوابعها, ص751, حدیث14287, وذکره الشیخ الطوسی فی التبیان, راجع: الطوسی, أبو جعفر محمد بن الحسن (شیخ الطائفة), التبیان فی تفسیر القرآن: تحقیق: أحمد حبیب قصیر العاملی, ط1, الأمیرة للطباعة والنشر والتوزیع, بیروت, لبنان, 1431هـ, 2010م, ج9, تفسیر الآیة (15) من سورة الأحقاف, ص275, ابن کثیر, أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر الدمشقی, تفسیر ابن کثیر: تقدیم: یوسف عبد الرحمن المرعشلی, دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزیع, بیروت, لبنان, 1412هـ, 1992م, ج3, تکریم بنی آدم, ص63, والسیوطی فی الدر المنثور فی التفسیر بالمأثور (م. س): ج4, سورة الإسراء, ص199, وغیرهم..
ومثله ما رواه أحمد بن محمد بن خالد البرقی, عن یعقوب بن یزید, عن محمد بن جمهور العَمِّیِّ, رفعه, قال: قال رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) : إذا ظهرت البدعة فی أمتی فلیظهر العالم عِلمه, فإن لم یفعل فعلیه لعنة الله:. المحاسن للبرقی (م. س): ج1, ص231, باب إظهار الحق, حدیث176., وذلک لشدة الحاجة لإظهار العلم عند الفتنة, لمنع امحاء صورة الحق ووقوع الناس