تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٤٣   


أولاً: الآثار السیاسیة


وأهمّ مظاهرها الآتی:
أ. صیرورة القوة والبطش معیاراً لتمجید القادة والحکام.
ب. تقبل الظلم والذلّ من قبل العامّة.
ج. شیوع الاستبداد والتسلّط.
د. الفلتان الأمنی والسیاسی عند الحصول على الحریة.
لقد نسج الاضطهاد الطویل بساطاً سیاسیاً احتوى مسیرة الأمة باتجاه تمجید الأشخاص على قدر قوتهم وبطشهم والخضوع لهم, تحول فیه المستضعفون مع آنات الزمان إلى ما یشبه طبقة المنبوذین عند الهندوس, الذی یرضون باستضعافهم, وتروق لهم ذلّتهم وحرمانهم, فلذلک خُلقوا, وعلیهم الرضا والقبول بذلک, حتى أن الثقافة الشعبیة اختزنت مقوّمات ذلک فی أمثالها وطریقة محاکمتها للأمور, کقولهم: الظهور یقصم الظهور, فیرجحون الإنطواء, ویعیشون فی الخمول وفی الظلّ, یکتفون بامتلاک قوت یومهم إذا وصل الرغیف للبیت دقّیت وغنّیت, ویعللون ما یحیق بهم من ظلم بأن الدنیا دار بلاء, وبأن ما یحصل لهم هو قضاء الله وقدره, دون الالتفات إلى سنن التغییر, وأن الله تعالى لا یغیّر ما بقوم حتى یغیّروا ما بأنفسهم, ویفسّرون عقائدهم الدینیة بما ینسجم مع سوء حالهم, فیجنحون إلى الجبر ویفسّرون القضاء والقدر تفسیراً خاطئاً, ویصبح القهر والظلم عندهم أمراً حتمیاً لابدّ من التعاطی معه على أنه قدر محتوم, وینتظرون المخلّص فی دعة وخمول, ویحمّلونه مسؤولیة رفع الاضطهاد عن کاهلهم وهم مستسلمون, فتضعف




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست