تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٤۹   

یجعل الحوار بعیداً عن الموضوعیة والدِّقة العلمیة, وتکثر معه الخلافات اللفظیة للجهل بمعانی المصطلحات والمعانی المعتمدة عند الآخر, ولو اطلع على ذلک لأغناه ذلک عن کثیر من الکلام والجدل الذی لا خیر فیه, ومن أقرب الأمثلة إلى ذلک مسألة البداء التی یعتقد بها الشیعة الإمامیّة ویعتبرونها من المسلّمات, ویعدّها أهل السُنَّة کفراً؛ لأنهم بنْوا على أن البداء لغةً هو الظهور بعد خفاء, وهذا معناه نسبة الجهل إلى الله جلّ شأنه, وهذا المعنى لا یقول به أحد من الشیعة ولا أثر له فی کتبهم, بل هناک روایات عن أئمة أهل البیت ({علیهم السلام}) تلعن من یقول بذلک: . روى محمد بن یعقوب الکلینی فی الکافی عن منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله ({علیه السلام}) هل یکون الیوم شیء لم یکن فی علم الله بالأمس ؟, فقال: لا, مَنْ قال هذا أخزاه الله، قلت: أرأیت ما کان وما هو کائن إلى یوم القیامة ألیس فی علم الله ؟, قال : بلى قبل أن یخلق الله الخلق. [الکافی (م س): ج1, کتاب التوحید, باب البداء, ص148, ح11]., وإنما البداء عندهم هو نسخ فی التکوین کما هو النسخ فی التدوین, وهو على حدّ قوله تعالى فی کتابه الکریم: ﴿ یَمْحُو اللَّهُ مَا یَشَاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتَابِ‌ (39) ﴾ [الرعد], وهو سیر مع قوله تعالى: ﴿... وَ کَانَ اللَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْ‌ءٍ مُقْتَدِراً (45) ﴾ [الکهف], فالهدف من البداء هو القول بعدم محدودیة قدرته تعالى, کما هو أیضاً لا حدّ لعلمه تعالى, وفی عقیدة الشیعة أن ما کان مقدّراً أولاً والذی تحوّل إلى آخر بالبداء کلّه فی علمه تعالى الذی لا یعزب عن علمه شیء, والطریف أننی شرحت هذا المصطلح لأحد کبار الأساتذة:. هو الأستاذ الدکتور محمد سعید رمضان البوطی رحمه الله. فی سوریة فقال لی: اکتبوا هذا, فقلت له: اقرؤوا هذا, فإنه مکتوب فی کل کتبنا, فمن غیر الصحیح أن تعمّ هذه الجفوة العلمیة والفکریة بین المسلمین حتى صار کل قوم بما لدیهم فرحون, ویألون على الله بظنّهم أنهم الفرقة الناجیة.




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست