تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۵   

فُلانٍ, فیقول: یا ربّ إنَّکَ لَتَعْلَمُ أنَّکَ قَبَضْتَنی وما سَفَکْتُ دَماً، فیقولُ: بلى, سَمِعْتَ مِنْ فُلانٍ رِوایةَ کَذا وکَذا, فَرَوَیْتَها علیهِ فَنُقِلَتْ حتى صارتْ إلى فُلانٍ الجَبَّار فَقَتَلَهُ عَلَیْها، وهذا سَهْمُکَ مِنْ دَمِهِ:. م. ن: ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب الإذاعة, ص370، الحدیث5..
وعن الإمام الصادق ({علیه السلام}) فی تفسیر قوله تعالى: ﴿... ذٰلِکَ بِأَنَّهُمْ کَانُوا یَکْفُرُونَ بِآیَاتِ اللَّهِ وَ یَقْتُلُونَ الْأَنْبِیَاءَ بِغَیْرِ حَقٍّ ... (112) ﴾ [آل عمران], فقال: واللهِ ما قَتَلُوهُمْ بأیدیهم ولا ضَرَبُوهم بأَسْیَافِهِم، ولکِنَّهم سَمِعُوا أحادیثَهُم فَأَذَاعُوها فَأُخِذُوا عَلَیْها فَقُتِلُوا ...:. م. ن: ج2، کتاب الإیمان والکفر، باب الإذاعة, ص371، الحدیث6..
قد ظهر ممَّا تقدَّم أن الکتمان سیرة عقلائیة، ذَکره المولى جلَّ شأنه فی القرآن الکریم، واعتَبَره أمراً مشروعاً فی کل ما فیه مصلحة للدین ومصلحة للمؤمنین, ومدحَ القائمین به, المحافظین على تلک الشروط.
وکذلک حضَّت علیه السُنَّة الشریفة، فحصل بذلک على الإمضاء المطلوب من المشرِّع المقدَّس, واکتسبت تلک السیرة حجیتها شرعاً.
إن التقیّة کما عرَّفها ابن حجر هی الحذر من إظهار ما فی النفس من معتقد وغیره للغیر:. فتح الباری بشرح صحیح البخاری (م. س): ج12، ص264., أو هی الحفظ عن ضرر الغیر بموافقة فی قول أو فعل مخالف للحق، کما عرّفها الشیخ الأنصاری ( قدس سره) :. التقیّة, مرتضى الأنصاری (م. س): ص37., وفی کلا الفعلین صور من الکتمان الممدوح فی الآیات والروایات کما تقدَّم.
وتکفی السیرة العقلائیة الممضاة من المعصوم؛ للدلالة على جواز الکتمان والتقیة, بل تعتبر معها کل الآیات والروایات مجرد أوامر وبیانات إرشادیة تشیر إلى مشروعیتها.




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست