تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء - المجلد ۱    المؤلف: الفیض الکاشانی    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۷   

و لیلته لا یخلو عن وقائع فی عباداته و معاملاته تجدّد علیه لوازمه فیلزمه السؤال عن کلّ ما یقع له من النوادر و یلزمه المبادرة إلى تعلّم ما یتوقّع وقوعه على القرب غالبا فإذا تبیّن أنّه صلّى اللّه علیه و آله و سلّم إنّما أراد بالعلم- المعرّف بالألف و اللّام- فی قوله صلّى اللّه علیه و آله و سلّم: «طلب العلم فریضة» علم العمل الّذی هو مشهور الوجوب على المسلمین لا غیر فقد اتّضح وجه التدریج و وقت وجوبه.

(بیان العلم الذی هو فرض کفایة)

اعلم أنّ الفرض لا یتمیّز عن غیره إلّا بذکر أقسام العلوم و العلوم بالإضافة إلى الفرض الّذی نحن بصدده تنقسم إلى شرعیّة و غیر شرعیّة و أعنى بالشرعیّة ما یستفاد من الأنبیاء صلوات اللّه علیهم- و لا یرشد العقل إلیها مثل الحساب و الهندسة و لا التجربة مثل الطبّ و لا السماع مثل اللّغة.

و العلوم الّتی لیست شرعیّة تنقسم إلى ما هو محمود و إلى ما هو مذموم و إلى ما هو مباح، فالمحمود ما یرتبط به مصالح الدّنیا کالطبّ و الحساب، و ذلک ینقسم إلى ما هو فرض کفایة و إلى ما هو فضیلة و لیس بفریضة، و أمّا فرض الکفایة فهو کلّ علم لا یستغنى عنه فی قوام أمور الدّنیا کالطبّ إذ هو ضروریّ فی حاجة بقاء الأبدان على الصحّة و کالحساب فإنّه ضروریّ فی المعاملات و قسمة الوصایا و المواریث و غیرها و هذه هی العلوم الّتی لو خلا البلد عمّن یقوم بها حرج أهل البلد، و إذا قام بها واحد کفى و سقط الفرض عن الآخرین و لا یتعجّب من قولنا أنّ الطبّ و الحساب من فروض الکفایات، فإنّ أصول الصناعات أیضا من فروض الکفایات کالفلاحة و الحیاکة و السیاسة بل الحجامة فإنّه لو خلا البلد عن الحجّام لتسارع الهلاک إلیهم و حرجوا بتعریضهم أنفسهم للهلاک فإنّ الّذی أنزل الدّاء أنزل الدواء، و أرشد إلى استعماله، و أعدّ الأسباب لتعاطیه، فلا یجوز التعرّض للهلاک بإهماله.

و أمّا ما یعدّ فضیلة فکالتعمّق فی دقائق الحساب و حقائق الطبّ، و غیر ذلک ممّا یستغنى عنه و لکنّه یفید زیادة قوّة فی القدر المحتاج إلیه.

و أمّا المذموم منه فعلم السحر و الطلسمات و علم الشعبدة و التلبیسات.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست