تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء - المجلد ۱    المؤلف: الفیض الکاشانی    الجزء: ۱    الصفحة: ۸۱   

إلیها و إنّما کانت التجربة تتطرّق إلیها لو رجع إلینا بعض الأموات فأخبرنا عن الأعمال المقبولة النافعة المقرّبة إلى اللّه تعالى زلفى و عن الأعمال المبعّدة عنه و کذا فی العقائد و ذلک لا مطمع فیه، فیکفیک من منفعة العقل أن یهدیک إلى صدق النبیّ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم و یفهمک موارد إشاراته فاعزل العقل بعد ذلک عن التصرّف و لازم الاتّباع فإنّک لا تسلم إلّا به، و لذلک قال صلّى اللّه علیه و آله و سلّم: «إنّ من العلم جهلا و إنّ من القول عیّا»[1]و معلوم أنّ العلم لا یکون جهلا و لکنّه یؤثّر تأثیر الجهل فی الإضرار.

و قال صلّى اللّه علیه و آله و سلّم أیضا: «قلیل من التوفیق خیر من کثیر من العلم[2]».

و قال عیسى علیه السّلام: «ما أکثر الشجر و لیس کلّها بمثمر، و ما أکثر الثمر و لیس کلّها بطیّب، و ما أکثر العلوم و لیس کلّها بنافع» [1].

(بیان ما بدل من ألفاظ العلوم)

«اعلم أنّ منشأ التباس العلوم المذمومة بالعلوم الشرعیّة تحریف الأسامی المحمودة و تبدیلها و نقلها بالأغراض الفاسدة إلى معان غیر ما أراده السلف الصالح و القرن الأوّل و هی خمسة ألفاظ: الفقه، و العلم، و التوحید، و التذکیر، و الحکمة، فهذه أسامی محمودة، و المتّصفون بها أرباب المناصب فی الدّین و لکنّها نقلت الآن إلى معان مذمومة فصارت القلوب تنفّر عن مذمّة من یتّصف بمعانیها لشیوع إطلاق هذه الأسامی علیهم.

اللفظ الاوّل الفقه‌

فقد تصرّفوا فیه بالتخصیص لا بالنقل و التحویل إذ خصّصوه بمعرفة الفروع الغریبة فی الفتاوی، و الوقوف على دقائق عللها، و استکثار الکلام فیها،


[1] قال العراقی: حدیث «ان من العلم جهلا» أخرجه أبو داود من حدیث بریدة و فی اسناده من یجهل.

[2] قال المولى على بن سلطان محمد القاری فی الموضوعات ص 52 قال العراقی: لم أجد لهذا الخیر أصلا و قد ذکره صاحب الفردوس من حدیث أبی الدرداء و قال: «العقل» بدل «العلم» و لم یخرجه ولده فی مسنده و تعقبه بعض المتأخرین بان ما ذکره فی الفردوس رواه ابن عساکر عن أبی الدرداء و رواه الطبرانی عن ابن عمر بلفظ «قلیل الفقه خیر من کثیر من العبادة». أقول: و فی الجامع الصغیر باب القاف أیضا «قلیل التوفیق خیر من کثیر العقل» عن ابن عساکر عن أبی الدرداء.


[1] أخرجه ابن شعبة فی تحف العقول مرسلا ص 503.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست