تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل (طبعة جدیدة) - المجلد ۱    المؤلف: العلامة الفقیه الشیخ ناصر مکارم الشیرازي    الجزء: ۱    الصفحة: ٦۹   


و نبدأ الآن بأهمها:
هذه الحروف إشاره إلی أن هذا الکتاب السماوی،بعظمته و أهمیّته التی حیّرت فصحاء العرب و غیر العرب،و تحدت الجن و الإنس فی عصر الرساله و کل العصور،یتکون من نفس الحروف المتیسره فی متناول الجمیع.
و مع أنّ القرآن یتکون من هذه الحروف الهجائیه و الکلمات المتداوله،فإن ما فیه من جمال العباره و عمق المعنی یجعله ینفذ إلی القلب و الروح،و یملأ النفس بالرضا و الإعجاب،و یفرض احترامه علی الأفکار و العقول.
فی القرآن من الفصاحه و البلاغه ما لا یخفی علی أحد،و لیس هذا مجرّد ادّعاء،فخالق الکون تحدّی بهذا الکتاب جمیع(الجن و الإنس)،لیأتوا بمثله وَ لَوْ کٰانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِیراً (1) ،و لکنهم عجزوا جمیعا عن ذلک،و تلک دلاله علی أن هذا الکتاب لم یصدر عن فکر بشر.
و کما إن اللّه تعالی خلق من التراب موجودات،کالإنسان بما فیه من أجهزه معقّده محیّره،و کأنواع الطیور الجمیله الرائقه،و الأحیاء المتنوعه،و النباتات و الزهور المختلفه،و کما إننا ننتج من هذا التراب نفسه ألوان المصنوعات،کذلک اللّه سبحانه خلق من هذه الحروف الهجائیه المتداوله،موضوعات و معان سامیه، فی قوالب لفظیه جمیله،و عبارات موزونه،و أسلوب خاص مدهش معجز،و هذه الحروف الهجائیه موجوده تحت تصرف الإنسان،لکنه عاجز عن صنع جمل و عبارات شبیهه بالقرآن.

الأدب فی العصر الجاهلی:
من المهم أن نذکر هنا أن العصر الجاهلی کان عصرا ذهبیا للأدب العربی.



1- 1) -الإسراء،88.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست