تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل (طبعة جدیدة) - المجلد ۱    المؤلف: العلامة الفقیه الشیخ ناصر مکارم الشیرازي    الجزء: ۱    الصفحة: ۸٦   


عَذٰابٌ عَظِیمٌ
.
أجهزه استقبال الحقائق معطوبه عند هؤلاء...العین التی یری المتقون فیها آیات اللّه،و الاذن التی یسمعون بها نداء الحق،و القلب الذی یدرکون به الحقائق، کلها قد تعطّلت و توقفت عن العمل لدی الکافرین.هؤلاء لهم عیون و آذان و عقول،لکنهم یفتقدون قدره«الرؤیه»و«الإدراک»و«السمع».لأن انغماسهم فی الانحراف و عنادهم و لجاجهم،کلها عناصر تشکل حجابا أمام أجهزه المعرفه.
الإنسان قابل للهدایه طبعا-إن لم یصل إلی هذه المرحله-مهما بلغ به الضلال أمّا حینما یبلغ فی درجه یفقد معها حسّ التشخیص «فلات حین نجاه» لأنه افتقد أدوات الوعی و الفهم،و من الطبیعی أن یکون فی انتظاره عذاب عظیم.

بحوث

اشاره

1-سلب قدره التشخیص و مسأله الجبر
أول سؤال یطرح فی هذا المجال یدور حول مسأله الجبر،التی قد تتبادر إلی الأذهان من قوله تعالی: خَتَمَ اللّٰهُ عَلیٰ قُلُوبِهِمْ وَ عَلیٰ سَمْعِهِمْ وَ عَلیٰ أَبْصٰارِهِمْ غِشٰاوَهٌ... فهذا الختم یفید بقاء هؤلاء فی الکفر إجبارا،دون أن یکون لهم اختیار فی الخروج من حالتهم هذه.ألیس هذا بجبر؟و إذا کان جبرا فلما ذا العقاب؟ القرآن الکریم یجیب علی هذه التساؤلات و یقول:إن هذا الختم و هذا الحجاب هما نتیجه إصرار هؤلاء و لجاجهم و تعنتهم أمام الحق،و استمرارهم فی الظلم و الطغیان و الکفر.یقول تعالی: بَلْ طَبَعَ اللّٰهُ عَلَیْهٰا بِکُفْرِهِمْ (1) و یقول:



1- 1) -النساء،155.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست