تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۷   


وهو يطارد، فقال له عمار بن ياسر: يا أمير المؤمنين ما هذه الكنايات؟ قال: «اسم الله الأعظم و عماد التوحيد لله لا إله إلا هو» ثم قرأ وشهد الله أنه لا إله إلا هو وآخر الحشر، ثم نزل فصلی أربع ركعات قبل الزوال. قال: وقال أمير المؤمنين علیه السلام : «الله معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الأبصار، المحجوب عن الأوهام والخطرات».|
قال الباقر علیه السلام: «الله معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته ويقول العرب: أله الرجل إذا تحير في الشيء فلم يحط به علما، ووله إذا فزع إلى شيء مما يحذره ويخافه، فالإله هو المستور عن حواس الخلق». .
وقال الباقر علیه السلام : «الأحد: الفرد المتفرد، والأحد والواحد بمعنى واحد».
وهو المتفرد الذي لا نظير له، والتوحيد: الإقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد المتبائن الذي لا ينبعث من شيء ولا يتحد بشيء، ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد؛ لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: الله أحد المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيته فرد بإلهيّته، متعال عن صفات خلقه .(2)

۲. أهمية بحث التوحيد


إن التوحيد هو علم حياة الدين(3) ، ودمه المقدس الذي يجري في عروقه، ووجهه النير المشرق، لذا فهو على نحو من الأهمية بالغ الخطورة، ويحوي من الدقة ما يوجب على المسلم أن يقف لا لساعة أو يوم بل العمر كله متفکراً ومتأملا في عظمته وأسراره، ليحظى بنفحاته عز وجل الذي أوجب التوحيد وجعله ملاك دينه:


1 - آل عمران: 18.
٢. التوحيد، للصدوق: ۸۸ – ۸۹
٣. أنظر سير أعلام النبلاء ۱۷: 4۸۲.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست