تحمیل PDF هویة الکتاب
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی - المجلد ا    المؤلف: محمود بن عبدالله آلوسى    الجزء: ۱    الصفحة: ٣٤   

أیضا فلا لأنا نقول: النفی هو الأصل وعلى مدعی الإثبات الإثبات وأنى به وما قالوا فی الجواب عن الاعتراض بأن النزول ظهور من عالم الغیب إلى الشهادة والظهور بها لا یقبل التکرر فإن ظهور الظاهر ظاهر البطلان کتحصیل الحاصل من دعوى أنه کان فی کل لفائدة أو أنه على حرف مرة وآخر لورود مالک وملک أو ببسملة تارة وتارة بدونها وبه تجمع المذاهب والروایات مصحح للوقوع لا موجب له کما لا یخفى، والسورة مهموزة وغیر مهموزة بإبدال إن کانت من السور وهو البقیة لأن بقیة کل شیء بعضه وبدونه إن کانت من سور البناء وهی المنزلة أو سور المدینة لإحاطتها بآیاتها، أو من التسور وهو العلو والارتفاع لارتفاعها بکونها کلام الله تعالى وتطلق على المنزلة الرفیعة کما فی قول النابغة:
ألم تر أن الله أعطاک سورة * ترى کل ملک حولها یتذبذب
وحدها قرآن یشتمل على ذی فاتحة وخاتمة. وقیل طائفة أی قطعة مستقلة لتخرج آیة الکرسی مترجمة توقیفا وقد ثبتت أسماء الجمیع بالأحادیث والآثار فمن قال بکراهة أن یقال سورة کذا بل سورة یذکر فیها کذا بناء على ما روی عن أنس وابن عمر من النهی عن ذلک لا یعتد به إذ حدیث أنس ضعیف أو موضوع وحدیث ابن عمر موقوف علیه وإن روى عنه بسند صحیح. والفاتحة فی الأصل صفة جعلت اسما لأول الشیء لکونه واسطة فی فتح الکل والتاء للنقل أو المبالغة ولا اختصاص لها بزنة علامة أو مصدر أطلقت على الأول تسمیة للمفعول بالمصدر إشعارا بأصالته کأنه نفس الفتح إذ تعلقه به أولا ثم بواسطته یتعلق بالمجموع لکونه جزءا منه، وکذا یقال فی الخاتمة فإن بلوغ الآخر یعرض الآخر أولا والکل بواسطته ولیس هذا کالأول لقلة فاعلة فی المصادر إلا أنه أولى من کونه للآلة أو باعثا لأن هذه ملتبسة بالفعل ومقارنة له، والغالب أن لا تتصف الآلة ولا یقارن الباعث على أن الآلة هنا غیر مناسبة لإیهام أن یکون البعض غیر مقصود وجوزوا أن یکون للنسبة أی ذات فتح مع وجوه أخر مرجوحة. والکتاب: هو المجموع الشخصی وفتح الفاتحة بالقیاس إلیه لا إلى القدر المشترک بینه وبین أجزائه وهو متحقق فی العلم أو اللوح أو بیت العزة فلا ضیر فی اشتهار السورة بهذا الاسم فی الأوائل، والإضافة الأولى من إضافة الاسم إلى المسمى وهی مشهورة، والثانیة بمعنى اللام کما فی جزء الشیء لا بمعنى من کما فی خاتم فضة لأن المضاف جزء لا جزئی قاله شیخ الإسلام وهو مذهب بعض فی کل، وقال ابن کیسان والسیرافی وجمع إضافة الجزء على معنى (من) التبعیضیة بل فی " اللمع وشرحه " إن (من) المقدرة فی الإضافة مطلقا کذلک من غیر فرق بین الجزء والجزئی، وبعضهم جعل الإضافة فی الجزئی بیانیة مطلقا، وبعضهم خصها بالعموم والخصوص الوجهی کما فی المثال وجعلها فی المطلق کمدینة بغداد لامیة والشهرة لا تساعده.
ولهذه السورة الکریمة أسماء أوصلها البعض إلى نیف وعشرین أحدها: فاتحة الکتاب لأنها مبدؤه على الترتیب المعهود لا لأنها یفتتح بها فی التعلیم وفی القراءة فی الصلاة کما زعمه الإمام السیوطی ولا لأنها أول سورة نزلت کما قیل. أما الأول والثالث فلأن المبدئیة من حیث التعلیم أو النزول تستدعی مراعاة الترتیب فی بقیة أجزاء الکتاب من تینک الحیثیتین ولا ریب فی أن الترتیب التعلیمی والنزولی لیسا کالترتیب المعهود، وأما الثانی فلما عرفت



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب