تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الاسلام المحمدي الاصيل في كلام الامام الخميني    المؤلف:    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠   


حدود وابعاد الاسلام المحمدی کما یراها الامام الخمینی


القسم الثانی
مجید فلاح بور

فی القسم الاول من هذا البحث استعرضنا جانباً من أطر وأبعاد الاسلام الاصیل بناء على آراء وافکار سماحة الامام، وسنحاول فی هذا القسم الوقوف على جانب آخر من هذه الأبعاد:


رابعاً – محاربة الظلم ومساندة المحرومین
من جهة أخرى ونظراً لأن أبرز الاهداف السیاسیة والاجتماعیة للاسلام تکمن فی إقامة القسط وإرساء العدالة الاجتماعیة والنظام التوحیدی العادل بمختلف أبعاده، فأن اتباع الاسلام المحمدی الاصیل یرون أنفسهم على الدوام مسؤولین عن حمایة المظلومین والمحرومین والمستضعفین والدفاع عنهم، والتصدی دون هوادة للظالمین والمستکبرین والطواغیت. وعلیه فان هدف الاسلام الاصیل فی المجال الاقتصادی والمعیشی یکمن فی إزالة الحرمان عن جمیع المحرومین وتمتع کافة طبقات وفئات المجتمع بالنعم الالهیة والثروات الطبیعیة. ولهذا فأن اتباع الاسلام الاصیل یناهضون بشدة المترفین والمسرفین والمرفهین الذین لا یعرفون معنی للألم، ولن یسکتوا على جوع الجیاع وتخمة اصحاب الکروش.
یقول الامام الخمینی (قدس سره) عن علماء الدین ورجاله المناصرین للاسلام الاصیل: (ان علماء الاسلام الحقیقیین لن یخضعوا مطلقاً للرأسمالیین وعبدة المال والخوانین، وحافظوا على هذا الشرف على الدوام. ومن الظلم الفاحش أن یرى البعض بأن علماء الدین الحقیقیین انصار الاسلام المحمدی ، والرأسمالیین وضعوا أیدیهم فی إناء واحد، ولن یغفر الله تعالى لکل من یروج لذلک أو یفکر بهذا النحو. بل أن علماء الدین الملتزمین متعطشون لدماء الرأسمالیین الطفیلیین ولم ولن یتصالحوا معهم. إذ أن هؤلاء العلماء تعلموا الزهد والتقوى والریاضة جنباً الى جنب مع کسبهم المقامات العلمیة والمعنویة، وعایشوا الفقر والحرمان وترک بهارج الدنیا، ولم یعرفوا المنّة والذلّة مطلقاً. فالمتأمل فی حیاة علماء السلف یرى کیف اعتادت روحهم السامیة على التعایش مع الفقر، وکیف کانوا یدرسون العلوم على نور الشمعة وشعاع القمر وعاشوا بقناعة وکبریاء.). (صحیفة الامام، ج 21، ص 252).
أن أتباع الاسلام الحقیقی لا یدافعوا عن المحرومین والمستضعفین بشکل دعائی ومرحلی، بل أن الدفاع عن المحرومین هو شعارهم الدائم متمسکین به فی القول والفعل على الدوام، وفی حیاتهم الشخصیة والخاصة ایضاً لا یفکرون بمصالحهم الشخصیة ومصالح أسرهم إلاّ بقدر احتیاحاتهم الضروریة.
یتحدث الامام الخمینی (قدس سره) عن بعض حماة الاسلام المحمدی، الذین کرسوا حیاتهم لخدمة المحرومین ومناهضة الظالمین، ولن یألوا جهداً عن التضحیة بالغالی والنفیس فی هذا الطریق، موضحاً: (ان الفارق الکبیر بین الروحانیة، وعلماء الاسلام الملتزمین، وبین الذین یتظاهرون بالروحانیة ، یکمن فی أن علماء الاسلام المناضلین کانوا دائماً هدفاً لسهام الناهبین الدولیین المسمومة، وفی کل حادثة کان اولى السهام تستهدف قلوبهم. غیر أن الروحانیین المزیفین کانوا دائماً فی کنف وحمایة عبید الذهب وطلاب الدنیا، یروجون للباطل ویمدحون الظلمة ویدافعون عنهم. فحتى الآن لم نر معمماً واحداً من معممی البلاط أو رجل دین وهابی تصدى للظلم والشرک والکفر، لا سیما لروسیا المعتدیة وامیرکا ناهبة العالم. مثلما لم نر عالم دین صادق یعشق خدمة الله وعبادة، تخلى لحظة واحدة عن نصرة الحفاة فی الارض ولم یناضل بکل کیانه ضد الکفر والشرک ومن أجل تحقیق أهدافه... ولا شک أن الشعوب الاسلامیة ادرکت تماماً لماذا یکون امثال مطهری وبهشتی وشهداء المحراب وبقیة علماء الدین الاعزاء فی ایران، وأمثال الصدر والحکیم فی العراق، وأمثال راغب حرب وعبدالکریم عبید فی لبنان، وامثال عارف الحسینی فی باکستان وعلماء الدین الواعین


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست