تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الرأى الآخر في الوحدة التقريب قواعد فقهية و عقايدية    المؤلف: الشیخ محمد السند    الجزء: ۱    الصفحة: ۷۸   

الدرجة، فینزّه موسى علیه السلام بأنزه ممّا ینسبه إلیه الیهود، وینزّه عیسى ومریم بأنزه ممّا ینزّههما النصارى، وهکذا الحال فی آدم، ونوح، وإبراهیم، وإسماعیل، وإسحاق، ویعقوب، ویوسف، ویحیى، وبقیّة الأنبیاء علیهم السلام، فیعظم جمیع رموز الدیانات الإلهیّة والسماویّة.

وهذا ما لا تجده فی المذاهب الإسلامیّة الاخرى ولا فی أتباع الدیانات. فهذه خصیصة فریدة فی مدرسة أهل البیت علیهم السلام مؤهلّة لریادتها للوحدة الأدیانیّة.

الرابع: إنّ الوحدة لا تتمّ إلّابالمحبّة والمودّة

، وإلّا کیف یتصوّر وحدة والفة بدون محبّة ومودّة، وقد جعل القرآن محور وقطب المحبّة والمودّة هو أهل البیت علیهم السلام ومودّتهم فی قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى [1]، فالقرآن یسطّر ملحمة ونبوءة أنّه لم ولن ولا تتحقّق مودّة تأتلف علیها البشریّة إلّا بمحوریّة المودّة فی أهل البیت علیهم السلام، فقال تعالى: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى، ولم یقل: «إلّا مودّة القربى»، أیجعل أجر الرسالة بحصر المودّة المرکزیّة المحوریّة فی أهل البیت علیهم السلام، فالمجیء بلفظة فِی*) یعطی مفاد الحصر أنّ الآیة فی صدد أصل افتراض مودّتهم، بل فی مورد حصر المودّة العلیا بهم.


[1] الشورى 42: 23.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست