تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: إحياء علوم الدين - المجلد ۱    المؤلف: ابو حامد الغزالی    الجزء: ۱    الصفحة: ۲   

صاحب الشرع صلوات اللّٰه علیه و سلامه[1]: «أشدّ النّاس عذابا یوم القیامة عالم لم ینفعه اللّٰه سبحانه بعمله» و لعمری إنه لا سبب لإصرارک على التکبر إلا الداء الذی عم الجم الغفیر،بل شمل الجماهیر،من القصور عن ملاحظة ذروة هذا الأمر ،و الجهل بأن الأمر إدّ،و الخطب جد، و الآخرة مقبلة،و الدنیا مدبرة،و الأجل قریب،و السفر بعید،و الزاد طفیف و الخطر عظیم، و الطریق سد،و ما سوى الخالص لوجه اللّٰه من العلم و العمل عند الناقد البصیر رد،و سلوک طریق الآخرة مع کثرة الغوائل من غیر دلیل و لا رفیق متعب و مکد فأدلة الطریق هم العلماء الذین هم ورثة الأنبیاء،و قد شغر منهم الزمان و لم یبق إلا المترسمون،و قد استحوذ على أکثرهم الشیطان،و استغواهم الطغیان،و أصبح کل واحد بعاجل حظه مشغوفا ،فصار یرى المعروف منکرا و المنکر معروفا،حتى ظل علم الدین مندرسا،و منار الهدى فی أقطار الأرض منطمسا.و لقد خیلوا إلى الخلق أن لا علم إلا فتوى حکومة تستعین به القضاة على فصل الخصام،عند تهاوش الطغام،أو جدل یتدرع به طالب المباهاة إلى الغلبة و الإفحام،أو سجع مزخرف یتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام،إذ لم یروا ما سوى هذه الثلاثة مصیدة للحرام،و شبکة للحطام فأما علم طریق الآخرة و ما درج علیه السلف الصالح،مما سماه اللّٰه سبحانه فی کتابه فقها


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست