تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱    المؤلف: علی بن الحسین المسعودی    الجزء: ۱    الصفحة: ۵٦   

وأربعین سنة.

تارح بن ناحور:


ولما قبض الله ناحور قام بعده ولده تارح، وهو آزر أبو إبراهیم الخلیل، وفی عصره کان نمروذ بن کنعان، وفی أیام نمروذ حدثت فی الأرض عبادة النیران والأنوار، وجعل لها مراتب فی العبادات، وکان فی الأرض هرج عظیم من حروب وإحداث کور وممالک بالشرق والغرب، وغیر ذلک، وظهر القول بأحکام النجوم وصورت الأفلاک، وعملت لها الآلات، وقُرِّبَ فهم ذلک إلى قلوب الناس، فنظر أصحاب النجوم إلى طالع السنة التی ولد فیها إبراهیم علیه السلام وما ذا یوجب، فأخبروا النمروذ أن مولوداً یولد یُسَفّه أحلامهم، ویزیل عبادتهم، فأمر النمروذ بقتل الولدان، وأخفى إبراهیم علیه السلام فی مغارة، ومات آزر، وهو تارح، وکان عمره إلى أن قبضه الله عز وجل مائتین وستین سنة، والله الموفق للصواب.

ذکر قصة إبراهیم علیه السلام، ومن تلا عصره


من الأنبیاء والملوک، من بنی إسرائیل وغیرهم

[إبراهیم علیه السلام]


ولما نشأ إبراهیم علیه السلام، وخرج من المغارة التی کان بها، وتأمل آفاق الأرض والعالم، وما فیه من دلائل الحدوث والتأثیر، نظر إلى الزهرة وإشراقها فقال: هذا ربی، فلما رأى القمر أنور منها قال: هذا ربی، فلما رأى الشمس أبهر مما رأى قال: هذا ربی هذا أکبر، وقد تنازع الناس فی قول إبراهیم «هذا ربی» فمنهم من رأى أن ذلک کان منه على طریق الاستدلال والاستخبار ومنهم من رأى أن ذلک کان منه قبل البلوغ وحال التکلیف، ومنهم من


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست