الشيخ محمد المجذوب (طرطوس)


 ـ ولد الشيخ محمد بن مصطفى بن عبد القادر بن محمد عابدين بن محمود بن أحمد المجذوب في عام 1906 في مدينة طرطوس، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).

 ـ قرأ كتاب الله على يدي عمّه الشيخ عبد الله المجذوب في سنٍّ مبكرة ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية في طرطوس أيّام الانتداب الفرنسي.

 ـ حال دون متابعته الدراسة الثانوية وفاة والده التاجر المشهور مصطفى المجذوب الذي ترك من وراءه أربعة أولاد ولما يتجاوز ولده البكر محمد الثالثة عشر من العمر فكانت مسؤوليته كبيرة في هذا السن المبكر.

 ـ عمل بالتجارة في متجر والده مع حرصه على متابعة الدراسة في أثناء عمله.

 ـ تعرّف على الشيخ سليمان الأحمد وانتقل معه إلى قرية السلاطة حيث تابع دراسته على يديه وحينما رأى الشيخ سليمان الأحمد فيه نبوغاً غير عادي لأمثاله أعطاه اهتماماً أكثر وشجعه على قول الشعر وهو ما يزال يافعاً إلا أن موهبته فاقت سنّه بكثير.
 
 ـ عندما بلغ السابعة عشر من عمره التحق مع المجاهدين ضد فرنسا بقيادة الشيخ صالح العلي وتحمّل معه الكثير من أعباء الثورة في الساحل السوري وقُبض عليه عدة مرات من قبل الفرنسيين وأودع السجن في جزيرة أرواد، وسخّر شعره في تلك الأيام للحث على مواجهة الفرنسيين والوحدة الوطنية مع الوطن الأم سوريا عندما أرادت فرنسا تقسيم سوريا إلى عدة دويلات.

 ـ دخل ميدان الإنتاج الأدبي والفكري قبل العشرينات من عمره بقصيدة وطنية نشرتها الصحف المحلية في الساحل السوري، ثم رسالة (فضائح المبشرين).

 ـ توطدت العلاقات بينه وبين الشاعر بدوي الجبل ابن الشيخ سليمان الأحمد وكانت علاقاته مميزة معه ومع بعض شعراء الوطن العربي مثل الشعراء والأدباء (عمر أبو ريشة – الأخطل الصغير – إبراهيم طوقان – حافظ إبراهيم – أحمد شوقي – فدوى طوقان – عباس محمود العقاد – محمود سامي البارودي) وقد أشار إلى ذلك في ديوانه الأول (نارٌ ونور) عام 1947.

 ـ في عام 1948 أجرت جامعة الدول العربية مسابقة لشعراء العالم العربي لوضع نشيد للجامعة فحاز على الجائزة الأولى من بين 160 شاعراً من العالم العربي مما أعطى له صدىً واسعاً في الأوساط الأدبية العربية، ووصل صوته الأدبي إلى شعراء المهجر في الأمريكيتين وتوطدت علاقاته معهم مثل الشعراء والأدباء (إيليا أبو ماضي – الشاعر القروي – ميخائيل نعيمة... إلخ).

 ـ طبع له كتاب المرشد في الأدب العربي من قبل وزارة التربية وأصبح يدرّس في ثانويات سوريا حتى عام 1962.

 ـ في عام 1964 انتقل إلى المدينة المنورة ليكون أحد مؤسسي وإداريي الجامعة الإسلامية فيها ورئيساً لتحرير مجلة الجامعة وبقي كذلك حتى عام 1990 وأثناء إقامته في المملكة العربية السعودية انطلق قلمه ولسانه وتفجّرت قريحته في الكتابة وكان ديوانه الثاني (همسات قلب) عام 1970. الذي طبع في القاهرة، ثم ديوانه الثالث (آلام وأحلام) عام 1992. الذي طبع في النادي الأدبي في المدينة المنورة ثم طبع له ديوانه الرابع (قصائد مختارة في الدار الأخيرة).

 ـ في عام 1984 طبع له كتاب (تحفة اللبيب من ثقافة الأديب) في النادي الأدبي في المدينة المنورة وأصبح يُدَرَّس في جامعتها الإسلامية.

 ـ آثاره المطبوعة: هناك عدة مؤلّفات في المجالات الدينية المختلفة مثل كتاب (دروس من الوحي) و (مشكلات الجيل في ضوء الدين)............ وغيرهم، أما الكتب الأخرى التي تصنف في مجال الأدب مثل (صور من حياتنا ـ من تراث الأبوة ـ فارس غرناطة ـ مدينة التماثيل ـ قاهر الصحراء ـ ثورة الحرية ـ الكواكب الأحد عشر ـ قصتين من الماضي... الخ).

 ـ ولعل أبدع ما سطرته يراع هذا الشيخ الشاعر هي قصيدته المشهورة في صراع الحق والباطل الذي تجلى في طموح معاوية بن أبي سفيان بالقضاء على دولة العدل المتمثلة في دولة الإمام علي ابن أبي طالب (ع) ويبدأ ذلك من خلال المقارنة بين ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف وضريح معاوية بن أبي سفيان في دمشق حتى أن هذه القصيدة أصبحت مع مرور الزمن من أهم الأشعار والقصائد التي يفتتح بها عادة المجالس الحسينية في عاشوراء الحسين (ع)  ويبدأ الشاعر قصيدته وهو يخاطب معاوية بن أبي سفيان سائلاً إياه عن قصره ومجده وعزه فيقول:

أيــن القصـور أبــا يزيـد ولهوهـا
                                  والصــافـنــات وزهــوها والــسؤدد
 
أيـن الـدهـاء نـحرت عزتــه على
                            أعـتـاب دنيـا سـحـرهـا لا ينـفــد

آثــرت فــانيها عـلى الـحق الذي
                            هــو لـو عـلمـت عـلى الزمـان مخلـد