۲٠۲٣/٠۵/۲٠ ۲٠:٣٣:۵٣
فاطمة المعصومة كريمة أهل البيت ( عليهم السلام)


في أول ذي القعدة عام 173هـ أشرقت المدينة المنورة بالولادة المباركة للسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام من أم صالحة مؤمنة هي نجمة خاتون،وتعتبر السيدة المعصومة ثاني وآخر أبنائها وقد اشتهرت بكريمة أهل البيت عليهم السلام.

نشأتها:
تربَّت السيدة فاطمة عليها السلام في حجر والدها الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وحضن أمها التقية العالمة، وترعرعت في ظلِّ أخيها الإمام الرضا عليه السلام ما جعلها في فترة صباها تتبوأ مكاناً رفيعاً في العلم والمعرفة، وأحاطت بالكثير من العلوم الإسلامية، إضافةً إلى منزلتها المعنوية العظيمة كما يُفهم من الروايات الواردة فيها كما سيأتي.

فاطمة كمثل فاطمة عليها السلام:
ولدت السيدة الطاهرة وقد مضى ثلاث سنوات على خلافة هارون الرشيد الذي عُرف ببطشه وظلمه وانغماسه في الدنيا. وهو كأسلافه في ملاحقة أئمة أهل البيت عليهم السلام، فأمر باعتقال الإمام الكاظم عليه السلام وأودعه السجن. وهكذا فتحت عينيها على المحن والخطوب، وامتزجت حياتها بالحزن والألم، لفقد أبيها الإمام عليه السلام، فكانت حياتها شبيهة بحياة جدتها الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.

فاطمة أخت الرضا عليه السلام:
بعد شهادة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام انتقلت إلى كنف الأخ الشقيق لها وهو الإمام الرضا عليه السلام، وأخذت عنه العلوم والمعارف واكتسبت منه الفضائل والمناقب. وقد كان لها بأخيها صلة خاصّة قلّ نظيرها، وتميزت هذه الصلة بينهما بحيث أصبحت تعرّف نفسها بأنها أخت الرضا عليه السلام.

فاطمة في قلب المحنة:
تظللت السيدة المعصومة بفيء إمامة أخيها الإمام الرضا عليه السلام سبعة عشر عاماً من عام 183هـ تاريخ شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام إلى حين سفر الإمام الرضا عليه السلام إلى مرو عام 200هـ حين طلب منه المأمون العباسي التوجه إليه لتسلّم ولاية العهد. وطيلة هذه الفترة كانت تشعر بدفء الحنان والعاطفة نتيجة العلاقة الشديدة بأخيها الإمام الرضا عليه السلام. إلا أن حكام بني العباس حالوا بين الأخ وأخته، ولم تستطع أن تعيش بعيدة عن الإمام عليه السلام فقررت الخروج إليه قبل مضي سنة من بعده عنها، إلا أن القدر كان بانتظارها في وسط طريقها إليه.

فاطمة عليها السلام تطلب أخاها والموت يطلبها:
يمّمت السيدة فاطمة عليها السلام وجهها شطر إمامها قاطعة الصحاري والفيافي دون توقّف ما خلا الاستراحة، وهي تحمل في قلبها شوق النظر إلى الوجه المشرق للإمام عليه السلام، ولما وصلت إلى ساوه مرضت مرضاً شديداً بحيث لم تقدر على الاستمرار في المسير فسألت كم بيني وبين قم؟ قالوا عشرة فراسخ فأمرت خادمها بالتوجه إليها. وهناك رواية أخرى تقول إنه لما وصل الخبر إلى آل سعد اتفقوا وخرجوا إليها ليطلبوا منها النزول في بلدة قم، فخرج من بينهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى قم وأنزلها في داره فمكثت فيها ستة عشر يوماً ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه فدفنها موسى بن خزرج بعد تجهيزها في أرض له، وهي الأرض التي فيها مدفنها وبنى على قبرها سقفاً من البواري إلى أن بنت زينب بنت الجواد عليه السلام على القبر قبة.

قبر فاطمة حرم آل محمد صلى الله عليه وآله:
لم يُبنَ لأحد من أولاد وبنات الأئمة مقامات أضحت محلاً لأفئدة محبيهم كمقامي السيدة زينب عليها السلام في الشام ومقام المعصومة عليها السلام في مدينة قم المقدسة. وقد روى صاحب كتاب تاريخ قم عن الحسن بن محمد القمي عن الصادق عليه السلام قال:"إن لله حرماً وهو مكة، ألا إن لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم وستدفن فيها امرأة من أولادي اسمها فاطمة".

فضل زيارتها:
روى الشيخ الصدوق عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن سعد القمي عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال:" يا سعد عندكم لنا قبر، قلت له: جعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى؟ قال: نعم، من زارها عارفاً بحقها فله الجنة".وروي عن الصادق عليه السلام قال:" تُقبض في قم امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى وتُدخل بشفاعتها شيعتي بأجمعهم".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين