۲٠۲۲/٠۵/۲۲ ۱۵:٠۱:۵٣
روسيا تغير قواعد الاشتباك مع الإسرائيلي فوق سوريا


یشتد الاشتباك السياسي والتوتر المتنامي بين موسكو وتل أبيب، وبدأ يتخذ مناحي عسكرية متقدمة، ويترجم في ساحات الصراح الساخنة في المنطقة لا سيما سوريا حيث قواعد الاشتباك بدأت تتغير بشكل مضطرد، وذلك على خلفية الموقف الاسرائيلي من العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا والدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه تل أبيب للجيش الاوكراني والجماعات النازية في كييف.

يبدو واضحا انه كلما أمعن قادة الكيان المؤقت بالتدخل في اوكرانيا ومساعدة كييف كلما ذهبت موسكو باتجاه تأديب هذا الكيان ومعاقبته وفرملة اندفاعه، وهي بما تمتلك من قدرات وأوراق قوة على غير صعيد، سيجد قادة تل أبيب أنفسهم امام مواجهة محتدمة مع الروس في أكثر من ساحة وميدان، وعلى الصعد السياسية والعسكرية وربما الأمنية والاقتصادية.

ففي سوريا التي تشكل مصدر قلق متزايد للكيان المؤقت لا سيما بعد تعافيها وانتصارها على الارهاب والدول الراعية له (رغم الحصار الاميركي المفروض عليها)، يجد الروس فيها المكان الانسب لمعاقبة الإسرائيليين على فعلتهم في اوكرانيا، فللمرة الاولى قررت القيادة الروسية في الكرملين رفع مستوى القدرات الدفاعية الصاروخية لدمشق عملياً، وأعطت الضوء الاخضر لاستخدام صواريخ S300 الروسية المتطورة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على دمشق، وبالفعل أطلق الجيش السوري اول صاروخ من هذه المنظومة على الطائرات الاسرائيلية المغيرة في عدوانها قبل ايام (13 أيار الجاري) على منطقة مصياف في محافظة حماة الوسطى وذهب ضحيته مدني واحد وأربعة جنود بينهم ملازم من قوات الدفاع الجوي السورية كما أصيب بالعدوان 7 مدنيين بينهم طفلة، وهو الحدث الاول من نوعه في هذه المواجهة العسكرية بين سوريا و"اسرائيل". وصفته القناة 13 العبریة بانه غیر مسبوق، ويشير إلى تحول كبير في موقف موسكو من "إسرائيل" وتطورا مقلقاً لها.

وأضاف التقرير الاسرائيلي إن «بطاريات (إس 300) السورية فتحت النار بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تغادر المنطقة»، مشيراً إلى "أن المنظومة يجري تشغيلها من قبل الجيش الروسي ولا يمكن إطلاقها دون موافقته" حسب القناة الاسرائيلية.

وقد اعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان "أنّ وسائط الدفاع الجوي تعاملت بفاعلية من مواقع مختلفة مع كثافة صواريخ العدوان الإسرائيلي في أجواء مصياف وأسقطت معظمها". ويؤكد الخبراء العسكريون، بأن باستطاعة هذه المنظومة غالبًا تغيير قواعد اللعبة، لأن بإمكانها بالإضافة إلى إغلاق أجزاء كبيرة من المجال الجوي السوري، استهداف الطائرات الإسرائيلية التي تعمل فوق لبنان، أو حتى في المجال الجوي لشمالي فلسطين المحتلة.

ولم تتوقف موسكو عند هذا المستوى من الرد على الاسرائيليين بل ذهبت ابعد من ذلك، حسب مصادر مطلعة للخنادق بان رفعت مستوى التنسيق والتعاون العسكري مع الجمهورية الاسلامية وحرس الثورة الاسلامية في سوريا، في إطار تفعيل المنظومات الصاروخية الايرانية من طراز باور 373 التي سيكون لها دور مهم في الحد من الاعتداءات الاسرائيلية واستباحتها للسيادة والاجواء السورية. وستعيد رسم ميزان القوة الجوية هذه المرة، في سياق المواجهة المتواصلة بين محور القدس والكيان المؤقت.

وما هجوم الأمس، إلا أكبر دليل على هذه المعادلة الجديدة، حينما نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته بواسطة صواريخ أرض – أرض، من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في جنوب دمشق، ارتقى على إثرها ثلاثة شهداء تابعين لقوات الدفاع الجوي السوري، بعدما استطاعوا التصدي بواسطة منظوماتهم لمعظم صواريخ الاعتداء.