۲٠۲٣/٠٣/۱٣ ۱٣:٤٠:٤۸
خطبة صلاة الجمعة 17شعبان 1444هـ لسماحة الشيخ نبيل الحلباوي


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة الشيخ الدكتور نبيل الحلباوي (زيد عزه)، في مصلى مقام السيدة زينب (عليها السلام)، بتاريخ 17 شعبان 1444ه.

الخطبة الأولى:

موضوع خطبتينا لهذا اليوم - ونحن على مقربة من شهر رمضان شهر الله عز وجل - تدور حول تدارك ما فات من شهر شعبان، وهو شهر النبي، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " ألا إنّ شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري " (مصباح المتهجد، ص825).

جاء في الصلوات الشعبانية "شهر شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان، الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه، بخوعاً لك في إكرامه وإعظامه إلى محل حِمامِهِ" إذاً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتبره شهره وطلب منا أن نقتدي به في صيامه وقيامه، وفي كل ألوان الإحياء لهذا الشهر العظيم، ضمن الدورة التربوية المعنوية الخلقية الروحية، التي تمتد في كل سنة على مدى ثلاثة أشهر هي رجب وشعبان ورمضان، من شهر رجب الذي يضاف إلى الإمام علي (عليه السلام)، إلى شهر شعبان الذي يضاف إلى النبي تشريفاً وتعظيماً، إلى شهر رمضان الذي يضاف إلى الله تعالى فيقال شهر الله.

لقد كان هذا الشهر شهراً مفتوحاً للطاعات والقربات وكل ألوان الذكر والشكر والدعاء والصلاة والقيام وقراءة القرآن والصدقة والاستغفار، ومرت فيه أشياء جميلة جداً وهي من قبيل المستحبات، وكذلك رأينا أنه في دعاء هذا الشهر كان هناك تنويه وتذكير وتثمين وتعظيم لأهل بيت رسول الله، "اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي".

ثم نجد أنه في هذا الشهر المناجاة الشعبانية التي رويت عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وهي قرة عيون العاشقين الوالهين المتيمين برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالله (عز وجل) وكان الأئمة يدأبون أيضا على ذكرها والدعاء بها.

وكانت هناك أكثر من مناسبة في شهر شعبان بمولد الإمام الحسين (عليه السلام) أبي الشهداء وسيد الأحرار وإمام الثائرين في الدنيا وكذلك بمولد أخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) ومولد ابنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى مولد عليّ الأكبر (عليه السلام)، فكلها مناسبات تجعلنا مع هؤلاء الكرام العظام الذين يفتخر الزمان بهم ويعتز بهم المؤمنون الموالون العاشقون، وكان إلى جوار ذلك كله الاحتفاء والاحتفال بمولد صاحب الزمان (عجل الله فرجه وسهل مخرجه) وبليلة النصف من شعبان.

 كل ذلك كان يضعنا في سياق عظيم مهم جداً، هو أن يدرك المؤمن أن الله عز وجل منَّ علينا بقرآن عظيم ورسول كريم وأئمة لا نظير لهم، وما روي عنهم من أحاديث كافية لتفعل فعلها في النفوس، ولتنطلق بنا إلى أعلى المراقي قرباً من الله عز وجل، فهي في قمة الفاعلية.

ولكن المشكلة كل المشكلة دائماً هي في القابلية؛ هل عندنا القابلية لنتفاعل مع هذه العبادات والمستحبات والأدعية والنصوص بما يليق بنا معشر الموالين العاشقين؟ هذا هو السؤال الذي يطرح، ومن هنا فإننا نقول إن كل العبادات في الإسلام - وعلى رأسها تاج الولاية وما نودي بشيء كما نودي بالولاية - لها قمة الفاعلية، فهل نستطيع أن نطور قابلياتنا ليحصل التفاعل بيننا وبينها؟ هذه فلسفة الأشهر الثلاثة، شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان؛ أن يكون دورة ينطلق فيها الإنسان ليستخرج أفضل كنوز نفسه من الطاقات والإمكانات، ليفعّلها ويحركها ويثوّرها ويفتّقها، فإذا كان لم يقم بذلك كما ينبغي إلى هذا اليوم فهل ينفض يده من شهر شعبان ويقول فاتني كل الخير؟ لا؛ الإسلام واسع رحب لطيف، وهو يُسرٌ يراعي طاقات الإنسان ولا يغلق الباب في وجه أحد أبداً، والباب دائما مفتوح.

فإذا سأل إنسانٌ: هل يمكنني أن أتدارك فيما بقي من الشهر ما فاتني؟ نقول نعم؛ ورُبَّ دعاء في هذه الأيام الباقية يكون أعظم من كل ما يمكن أن يقوم به الإنسان خلال شهر كامل، هي لحظات وتجلياتٌ ونفحات من الله عز وجل، علينا أن نغتنمها ونستفيد من تلك الفرص العظيمة التي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له" (كنز العمال،21324) ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "الْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ" (نهج البلاغة، قصار الحكم، 21)، فالباب لم يغلق ولا زال الباب مفتوحاً والفرصة قائمة والمجال مفتوح لكل أصحاب الهمم.

وأنتم تعلمون أن بعض خلق الله كالسحرة الذين كانوا مع فرعون وضد موسى (عليه السلام) وعاشوا حياتهم مع فرعون وكانوا خدما لفرعون ولبسوا على الناس وساندوا تربُّبَ فرعون الذي كان يقول: ما علمت لكم من إله غيري، وكان يقول: وقد أفلح اليوم من استعلى. هؤلاء في لحظة واحدة حين انكشفت لهم الحقيقة وفهموا - وهُمُ السحرة - أن هذا الذي جاء به موسى ليس من صنف السحر، بل شيء لا علاقة له بالسحر بل شيء فوق السحر لا يأتي إلا من الله عز وجل، فهموا أنه رسول الله حقاً، وإذا بهم يسقطون ساجدين لله عز وجل، وينقلبون في لحظة واحدة من أزلام الطاغوت الفرعوني إلى أن يصبحوا أول المؤمنين وأعظم الناس إيماناً إلى درجة أنه حين هددهم وتوعدهم بالقتل والتذبيح والتعذيب قالوا: P فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا O(سورة طه، 72)، وذهبوا إلى الله في لحظة واحدة، وارتقوا إلى مرتبة الشهادة. فالباب لا يغلق، فمن بابٍ أولى ألا يغلق على المؤمنين المسلمين الموالين العاشقين، والفرصة قائمة.

وهنا لو سأل سائل: ما معنى أن يستدرك الإنسان؟ أليست مستحبات؟ والمستحبات لم نؤمر بها، فُتح أمامنا بابُها ولكن من قام بها فلهُ أجرٌ ومن لم يقم بها فليس عليه وزر، نقول:

النقطة الأولى: نعم، ولكن الناس تتفاوت في النوافل وليس في الفرائض، فلو أن كل الناس صلوا فرائضهم فقد صاروا على حد سواء، فأين يظهر التنافس وأين يظهر العروج إلى الله والتقرب إلى الله؟ يظهر في النوافل، وهكذا يكون الحديث القدسي: "لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون أنا سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته (كنز العمال، 1155)، فالقصة إذاً هي هنا؛ أن الفرصة هي فرصة للتنافس في التقرب من الله عز وجل Pوَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَO (سورة المطففين، 26).

النقطة الثانية: صحيح أن المستحبات باب للربح وليس فيها خسران، ولكن أيضاً فيها فرص لأن تضيف مستحباً إلى مستحب إلى مستحب، وتكسب أجراً وراء أجر وراء أجر، وبالتالي فعليك إذا كنت من أصحاب الألباب ألا تضيع فرصة، أن تكسب وأن تربح من خلال المستحبات.

النقطة الثالثة: هناك قضية مهمة جداً؛ وهي أن الإنسان يجب أن يدأب ويهتم ويشغف بأن يغير من نفسه دائماً، فالله وحده هو الذي يغير ولا يتغير، أما العبد فلا بد له من أن يغير، نعم مشكلتنا أننا نهتم كثيراً بالتغيير في الماديات، فنريد أن نغير هذا الثوب ونستبدله بثوبٍ أكثر جدة وأكثر جمالاً، نريد أت نغير بيتاً وأن يكون لنا بيت أوسع وأفسح، نريد أن تكون لنا واسطة ننتقل بها... هذا شيء طبيعي، ولا نقول في ذلك أي إشكال، لكن كما أن الإنسان يهتم بالتغيير المادي في حياته عليه أن يهتم أكثر فأكثر بالتغيير المعنوي الروحي الخلقي، هذا هو التغيير الإيماني؛ أن يزداد إيماناً كما قال الله تعالى P إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى O (سورة الكهف، 13) فعلى المرء أن يبحث عن المزيد والمزيد، ففي الماديات اقنع بما تصل إليه وابذل ما عندك من جهد واكدح، وما يتاح لك من الرزق فاقنع به، ولكن لا تقنع في المعنويات ولا تقبل أن يكون حظك منها زهيداً قليلاً أبداً.

ويبقى أن نقول بأن الاسلام إنما ينطلق بالإنسان من أجل أن يبني مستقبله في هذه الدنيا، فكل يوم سيأتي هو بالنسبة لك مستقبل وعليك أن تبني مستقبلك كما يحب الله، لأن الإسلام دين المستقبل ودين الحركة باتجاه المستقبل وليس دينَ أن تعيش فقط في الماضي وتتحسر على ما فات قال تعالى P لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ O (سورة الحديد، 23)، وإنما أن تنظروا إلى ما سيأتي وكيف تضيفون إضافات قيمة ونوعية إلى حركتكم التي تنطلق إلى الله عز وجل، هذا هو التحدي الكبير للإنسان، الذي عليه أن يفكر فيه كيف يغير نفسه وكيف يسعى في تغيير من حوله، إذ المؤمن خير لنفسه وخير لذريته، وإذا لحقتك ذريتك بإيمان فالله يتعهد: P وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ O(سورة الطور، 21) لن ينقص الله من عملك شيئاً ولكنه سيزيدك أجراً على أجر.

فالقصة هي هنا: كيف أبني مستقبلي؟ بعض الناس يظن أن بناء المستقبل فقط هو في الجانب المادي، وحتى على صعيد العلم، جميل أن نسعى إلى مزيد من العلم ولكن العلم صار في زماننا فقط عبارة عن شهادة يسعى الإنسان إليها ليستفيد منها مادياً.

اسعَ إلى أن تكون من المفلحين وليس من الناجحين، فالفلاح هو ما ينطلق بك إلى رضا الله والذي هو الأساس وهو المنطق وهو الحقيقة وهو الواقع، وكل هذه العناوين والمناصب الدنيوية لا قيمة لها عند الله إلا بمقدار ما تقربك إلى الله وبمقدار ما تكون في الواقع منبثقة من إيمان وحب وعشق لله عز وجل.

إذاً: قضيتنا في الأيام الباقية من هذا الشهر الكريم - أيها الإخوة وأيتها الأخوات - أن نستفيد مما بقي، فمن يستطيع أن يصوم يوماً فأهلاً وسهلاً ومرحباً، لا تقل: وماذا يجدي اليوم؟ قد يجدي ويجدي، ويفيدك عند الله عز وجل، يومٌ تصومه بحب وإقبال وشغف أحسن من ثلاثة أيام تصومها وأنت على مضض، وكأنك تقوم بعبء من الأعباء.

لاحظوا مثلا في قضية الصلاة؛ منطق الناس حتى في الصلاة أن لو سألت إنساناً بعد أن صلى الواجب ما شأنك يا فلان؟ يقول الحمد لله صليت وارتحت من الصلاة! وكأن الصلاة عبءٌ وثقل على كاهله، وأما رسول الله وحبيب الله فكان يقول "أرحنا بالصلاة يا بلال" لا أرحنا من الصلاة يا بلال، وشتّان شتان بين أرحنا منها وأرحنا بها، فالصلاة هي الروح والريحان وهي الحياة والفرصة التي فتحها الله أمام الناس ليكونوا مع الله عز وجل، فمنطقنا يجب أن يكون منطق أننا نقبل على الواجبات والمستحبات عن حبٍ وتَوقٍ إلى رضا الله عز وجل، أن نكون مرضيين وأن نكون بعين الله وفي ظلال رحمة الله عز وجل.

نعم، هناك أمور تستدرك، فالإنسان الذي فاتته صلوات واجبة يستطيع أن يتداركها وعليه أن يبادر وألا يضيع الوقت فهو لا يدري إلى متى يمتد به العمر، وأما المستحبات هل تتدارك؟ نعم يمكن تداركها، كل المستحبات حتى صلاة الليل إذا فاتتك فبإمكانك أن تقضيها، نعم لست ملزماً لا بها ولا بقضائها، لكن هنا يتفاوت الناس؛ بين إنسان يحرص عليها ويتذكر وصية رسول الله لأمير المؤمنين: "وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل" (المحاسن، ج1، ص17)، وبين إنسان لا يصليها، أو تفوته ولكنه يقضيها، وبين إنسان لا يهتم بها ولا يلقي إليها بالاً ولا تخطر له ولا في خلده، هذه هي مستويات الناس، لكن الكلام الذي نريد أن نقوله أن الواجبات تستدرك والمستحبات تستدرك، فإن لم تكن قد تصدقت في هذا الشهر فتصدق، Pلِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ O (سورة الطلاق، 7)، رُبَّ ألف ليرة قدمتها أنت هي عند الله أعظم وأكرم من ملايين يقدمها سواك، فلا تنظر إلى قلة العمل بل انظر إلى ما وراءه من التقوى، وبتعبير علي (عليه السلام): " لَا يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟" (الكافي، ج2، ص75)، ليس المهم حجم العمل وإنما المهم روح العمل والتقوى التي تدفعك إلى ذلك العمل.

ولكن بقي شيء لا يمكن ولا يجوز لإنسان إلا أن يستدركه ما دام فيه عرق ينبض ونفس يتردد، وهي حقوق الناس، فإذا كان لإنسانٍ عندك قرش، إذا كنت قد أكلت مال أخت لك من ميراثها، إذا كنت قد أكلت شيئاً بالباطل من غير مالٍ حلال...فالله الله في ذلك، حتى لو لم تتدارك بعض ما له من حقوق عليك هو الغفور الرحيم - وإن كنا ندعو الناس أن يقوموا بما عليهم ويستدركوا ما فاتهم - لكنه لا يتسامح في حقوق الناس حتى يوم القيامة إلا أن يسامحك من لك عنده حق وبملء خاطره وبطيب نفسه.


 

الخطبة الثانية:

عباد الله أوصيكم ونفسي مراراً وتكراراً بتقوى الله، ولا سيما في حقوق الناس، اتقوا الله في حقوق الناس، في حقوق أبنائكم وآبائكم وأمهاتكم وإخوتكم وأخواتكم وأهلكم وأصدقائكم وجيرانكم وأبناء وطنكم، وكل إنسان له حق عندك فاتق الله وأدِّ له ذلك الحق وإذا كنت إلى الآن لم تقم بذلك فبادر، فلا يجديك كل ألوان الطاعات وأنت مقيم دائب ومستمر في التنكر لحقوق الناس، فهذا أمر مهم جداً في حركة المسلم إلى ربه.

في ساحتنا ساحة هذا العالم المضطرب الذي بدأت تسقط فيه القيم وتسقط كل ألوان الاحترام لإنسانية الإنسان ولحرمة الأخلاق، ورأينا من الفساد ما رأينا، ورأينا أن الاحتلال والاستعمار وسلب خيرات الشعوب جهاراً نهاراً يتم وبلا وجل وبلا خجلٍ، أمريكا تسرق نفطنا ليل نهار، ولا يرف لها جفن ولا يقول لها أحد لماذا تفعلين ذلك، وأعداء كثر يتكالبون على هذه الأمة وعلى هذا البلد، والعدو الصهيوني يزداد لؤماً وحقداً وأذى، لكن كما قلت: نحن إذا قمنا بواجبنا وهذبنا نفوسنا وغيرناها من الداخل ضمن البرنامج الذي تكلمنا عنه فإن الله يحقق لنا التغيير الخارجي P إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْO (سورة الرعد، 11)، إذا غيرنا أنفسنا فيتغير كل شيء من حولنا، والقصة تبدأ من داخل الإنسان، من داخل كل بيت، من داخل كل حي، إذا استطعنا أن نطور أنفسنا ونرقي أنفسنا فإننا نأمل أن يأتينا نصر الله قريباً غيرَ بعيد.