۲٠۲٣/٠٤/۱۷ ۲۲:۱٣:۵٠
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 23 رمضان 1444هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 23 من شهر رمضان 1444ه.

الخطبة الأولى:

في بحثنا حول أسلوب الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية تحدثنا عن آداب الضيافة، واليوم نتحدث عن آداب الضيف التي على المؤمن مراعاتها عندما ينزل ضيفاً على أحد.

روى أبو حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال: "قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي مُسْلِمٍ أَتَى مُسْلِماً زَائِراً أَوْ طَالِبَ حَاجَةٍ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ؟ قَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ أَيُّمَا مُسْلِمٍ أَتَى مُسْلِماً زَائِراً أَوْ طَالِبَ حَاجَةٍ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ لَمْ يَزَلْ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ حَتَّى يَلْتَقِيَا، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فِي لَعْنَةِ اللَّهِ حَتَّى يَلْتَقِيَا؟ قَالَ نَعَمْ يَا أَبَا حَمْزَة"َ. (الكافي، ج2، ص365) هذا يدل على أنه هناك عقوبة على من يصد الضيف، فإذا دخل عليك ضيف يجب أن تستقبله. نعم إذا لم تكن مستعداً لاستقباله كان عليه هو أيضاً أن يخبرك بمجيئه ولا يفاجئك بالدخول عليك، ولكنّ الأدب من جانبك أن تستقبله.

وأما بالنسبة لأدب الضيف: أولاً الامتناع عن الصوم، وقد قرأنا هذه الرواية، وفي الجانب الآخر على صاحب البيت عندما يستضيف ضيفاً ألا يصوم لئلا يستحي حين يريد أن يأكل لأنك تستضيفه وأنت صائم.

وقد قرأت لكم ما رواه الإمام الباقر (عليه السلام) عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه: لا ينبغي للضيف أن يصوم إلا بإذنهم لئلا يعملوا الشيء فيفسد عليهم، وقلنا إن هذا الصيام المقصود هو الصيام التطوعي المستحب وليس الصيام الواجب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وثانياً: من آداب الضيف عدم التأمُّر على صاحب البيت، فعن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال في وصيته له: "يا علي، ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم؛ الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها، والمتأمّر على ربِّ البيت..." (الخصال، ص410) يدخل في بيته ضيفاً فيتصرف كأنه هو صاحب البيت، فيعطي الأوامر: ائتِ بهذا، افعل هذا...، وليس من شأن الضيف أن يقوم بذلك، فإذا أهين بسبب هذا التآمر فلا يلومن إلا نفسه.

وأدب آخر من آداب الضيف يقول فيه الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): "إِنَّ مِنَ‏ الْحِشْمَةِ عِنْدَ الْأَخِ إِذَا أَكَلَ عَلَى خِوَانِ أَخِيهِ أَنْ يَرْفَعَ يَدَهُ قَبْلَ يَدَيْه" (السرائر، ج3، ص579)‏ أي إن عليك أن تكتفي من الطعام قبل صاحب البيت، هذا أيضا أدب، كما أن الأدب بالنسبة لصاحب البيت ألا يرفع يديه من الطعام إلا أن يكون هو الأخير؛ حتى لا يستحي الضيوف.

وأيضاً أدب آخر؛ إذا استضافك  كريم يريد أن يكرمك واختار لك أن تجلس في هذا المكان أو ذاك من صدر المنزل أو صدر المجلس فلا تقل أنا لا أقبل، بل عليك أن تتبع قبول كرامته فهذا من شيمة الكرماء، وقد قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): "دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَأَلْقَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وِسَادَةً فَقَعَدَ عَلَيْهَا أَحَدُهُمَا وَأَبَى الْآخَرُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) اقْعُدْ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لَا يَأْبَى الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ" (الكافي، ج2، ص659)، أي لا يأبى الكرامة إلا غبي لا يفهم شيئاً، ففي الرواية كناية عن الجهل، لأن الحمار نموذج للجهل عندنا، ثم نقل أمير المؤمنين (عليه السلام) كلام النبي (صلى الله عليه وآله): أتاكم كريم قوم فأكرموه، يريد بذلك أن يقول لضيفهِ: أنت كريم قومك وأنا أردت أن أكرمك فلماذا تمتنع من هذا الإكرام.

وأما الأدب الآخر فهو البساطة في الضيافة، فعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما الصلاة والسلام) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): أَنَّهُ دَعَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (ع): قَدْ أَجَبْتُكَ‏ عَلَى‏ أَنْ‏ تَضْمَنَ‏ لِي‏ ثَلَاثَ‏ خِصَالٍ‏، قَالَ وَمَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لَا تُدْخِلْ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ خَارِجٍ وَلَا تَدَّخِرْ عَنِّي شَيْئاً فِي الْبَيْتِ وَلَا تُجْحِفْ بِالْعِيَالِ، قَالَ: ذَاكَ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَجَابَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (ع)" (عيون أخبار الرضا، ج2، ص42).

وكأن هذه الدعوة كانت دعوة مفاجئة، وكأن الرجل أخذ الإمام من المسجد وقال: عندما تمرُّ على بيتي تفضل اجلس على مائدتنا حتى نتبرك بوجودك، فاشترط الإمام عليه ألا يكلف نفسه بشراء شيء، ولا يستحي مما لديه بل يقول إن الإمام يأمرني بأن آتي بكل ما عندي فإذاً يقبلني جواداً سخيّاً، واشترط الإمام أيضاً على مضيفه ألا يجحف بالعيال ويكلفهم.

عندما تنزل في بيت صديقك ضيفاً ليلة واحدة، والثانية والثالثة، وتبقى أسبوعاً أو شهراً، وتحسب أنك ضيف، فهذا ليس مما يقبله الشارع فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الضِّيَافَةُ أَوَّلَ‏ يَوْمٍ‏ حَقٌ‏ وَالثَّانِيَ وَالثَّالِثَ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا يَنْزِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ حَتَّى يُوثِمَهُ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُوثِمُهُ‏؟ قَالَ: حَتَّى لَا يَكُونَ عِنْدَهُ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ" (الخصال، ج1، ص149).

قال: حتى يوثمه، وفي بعض النسخ "يؤثمه" فإذا قرأنا يوثمه أي يتعبه ويشق عليه في التكلف، وإذا قرأنا يؤثمه أي يورطه في الإثم حين ينفد كل شيء في البيت.

وهناك حديث آخر يفسر هذا الحديث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الضَّيْفُ‏ يُلْطَفُ‏ لَيْلَتَيْنِ‏ فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الثَّالِثَةِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ يَأْكُلُ مَا أَدْرَكَ" (الكافي، ج6، ص283)، أي تحسن إليه وتحسبه ضيفاً لليلتين، فإذا كانت الليلة الثالثة يكون كما أهل البيت؛ هل يتوقعون أن يتكلف أحد لهم ويحضر طعاماً؟  كلا، إذا وجد خبزاً وجبنة أكلَ، وإذا وجد خبزاً وملحاً أكل، وإذا لم يجد شيئاً نام بلا أكل.

الخطبة الثانية:

 اليومَ يومُ القدس العالمي، اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني (رض) في يوم الجمعة الأخيرة لشهر رمضان المبارك، ولم يكن أحدٌ يظن أن في هذا أيُّ بركة، بينما نرى هذه الإنجازات الكبيرة في أيامنا هذه من بركات وإنجازات هذا الإعلان.

راية القدس كانت قد نسيت حتى من بعض أهالي فلسطين، الذين كانوا يتناسون ما لهم من حق العودة إلى وطنهم، واستعادة الأراضي المقدسة، ولكن الإمام الخميني (رض) أعلن هذا اليوم يوماً خاصاً للقدس، وأصبح رمزاً لتحرير القدس، والحمد لله نرى الجميع الآن يعترفون بهذا اليوم يوماً مهماً، مع أن كثيراً من أبناء الأمة الإسلامية لم يكونوا يعرفونه، أما اليوم ففي جميع أرجاء المعمورة يقوم الناس لإحياء يوم القدس في كثير من البلدان غير العربية بل حتى إن بعض هذه البلدان ليست بلاداً إسلامية، ويقوم الناس لأجل إنقاذ البشرية من هذه المشكلة التي سببتها هذه الغدة السرطانية.

ورأيتم كيف تعامل إخواننا المسلمون المؤمنون في إندونيسيا مع قضية القدس وقضية فلسطين، التي ليست حكراً على الشعب العربي أو على المسلمين، بل هذه قضية المجتمع البشري والإنسانية بأجمعها.

ونحن نقدّر تضحيات وجهاد الفصائل الفلسطينية المقاومة في هذه الفترة، وخصوصاً في هذه الأيام، وما يجري في الأراضي المحتلة ليس منحصراً بالفصائل؛ بل يرى كل الشعب الفلسطيني نفسه مسؤولاً عن تحرير هذه البلاد المقدسة من دنس الصهاينة.

ولا ينسى أحدٌ أيها الإخوة دور سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله تعالى) ومعه شباب غيارى كانوا أول من دحر الصهاينة من الأراضي الإسلامية المحتلة، وهذا فخر لنا، كما نعتز بالشعب السوري الذي له بصمات في القضية الفلسطينية، ويجب ألا تُنسى هذه البطولات، فقضية الشعب السوري هي قضيتنا إذ إن بعض أراضي سورية ما زالت محتلة، فلا ننسى الجولان، والأعداء يعرفون أنكم ستستعيدون هذا الجزء من أراضي سورية الحبيبة بإذن الله تعالى، بمقاومتكم لا بالمساومة ولا المفاوضة، بل سيتحرر الجولان ببطولاتكم ومقاومتكم وبنادقكم وصواريخكم بإذن الله تعالى.

ولا ننسى كذلك شهيدنا الغالي الفريق الحاج قاسم سليماني الذي كان يطمح إلى تحرير القدس ويعمل في هذا المجال، وقد زود الإخوة الفلسطينيين بالأسلحة التي لم تكن مجرد البنادق وقواذف "آر بي جي" وما شابه ذلك، بل زودهم بالصواريخ، رضوان الله تعالى على هذا البطل الشهيد.

أيها الإخوة، كيف نسكت على جرائم الكيان الغاصب من قتل الأطفال والشيوخ والنساء من أهالينا العزل والحصار الجائر والظالم على غزة والظلم الفادح على شعبنا المؤمن في رام الله وجنين وطولكرم وجميع أصقاع الأرض المحتلة الفلسطينية؟

تعرفون ما هي إنجازات المقاومة؟ تعرفون أن المقاومة سخِرَتْ من هذه الأسطورة المضحكة أسطورة دولة الصهاينة؟ كان الأعداء دائماً يقولون: لا يمكن أن يتسرب صاروخ من القبة الحديدية إلى أي قسم من سماء فلسطين المحتلة، هكذا كانوا يظنون، ولكن الآن ترون أن الإخوة الفلسطينيين يقصفون المناطق بالتحديد بقرب من المراكز الحساسة للصهاينة، هذا كله من إنجازات يوم القدس العالمي، وهذا ما فعله الإمام الخميني بهذا الإعلان المبارك.

تعرفون ما يجري من الانقسامات الداخلية وانهيار النظام الصهيوني من الداخل، وهو أمر تنقله الفضائيات، وترون ما يجري في شوارع تل الربيع التي يسمونها تل أبيب، وقد شغلهم الله تعالى بأنفسهم، وبإذن الله تعالى ستمزقهم هذه الانقسامات وسينهار هذا النظام من الداخل، وقريباً سنصلي في القدس الشريف بإذن الله تعالى، بعد تحرير هذه الأراضي المقدسة، أراضي فلسطين كل فلسطين من دنس هؤلاء المجرمين الطغاة.

هناك بعض الأصوات غير صالحة للسماع، نسمعها من بعض المنبهرين بدعايات الصهاينة التي تقول إن المقاومة لا تؤثر! وكيف لا تؤثر المقاومة؟ أنسيتم الأيام التي كان الفلسطيني لا يملك فيها إلا حجراً أو على أكثر التقدير بندقية؟ واليوم يهدد الفلسطيني هؤلاء الصهاينة.

كيف لا تؤثر المقاومة وقد رأيتم كيف أثرت المقاومة في اليمن؟ وترون أن الذين اعتدوا على اليمن جلسوا الآن إلى طاولة المفاوضات مع من كانوا يسمونه إرهابياً، هذا معناه أن المقاومة هي الطريق الوحيد لإنقاذ الأمم المسلمة إن شاء الله تعالى.

إذاً إن هذه الحنجرة التي تتحدث بالتطبيع أو تزرع اليأس في قلوب الناس هي أوتار يعزف عليها الصهاينة، ومن يتفوه بمثل هذه الكلمات التي تدل على الذل والهوان والرضوخ للمستكبرين هو خائن، أو على أقل تقدير هو جاهل علينا أن نخرجه من هذا الجهل.

أيها الإخوة، تعرفون أن الصهاينة يعانون الآن من مشاكل عديدة، منها عدم استقرار دولتهم، حيث جرت خلال أربع سنوات خمسة انتخابات، وهذا شيء غريب، كما ترون أن هذا الملعون الخبيث نتنياهو الآن يعاني من مشكلة قد تسقط هذه الدولة بعد فترة قصيرة من أخذهِ بزمام الحكم في الكيان الصهيوني، وهم يغطون هذا الفشل وهذه المشاكل بالاعتداءات على دمشق أو غزة، وهم يعرفون أن لا جدوى من مثل هذه الأفعال.

وأنتم أيها الإخوة في هذه الحرب المفروضة قد قاتلتم الصهاينة، إذ إن هؤلاء الذين كانوا ينوبون عن الصهاينة كانوا يقاتلونكم بشعار "الله أكبر" وما شابه ذلك، هؤلاء الإرهابيون كانوا جلاوزة الصهاينة وأنتم دحرتموهم واستطعتم أن تُفشلوا مؤامرات الصهاينة، فكيف يمكن أن يهددوكم بصاروخ؟

أيها الشعب المؤمن، صراعنا مع الصهاينة اليوم ليس فقط على ساحة القتال، بل إن ساحة الإعلام هي ساحة حرب، فعلينا أن نشارك في هذه الحرب لأنهم يغزوننا في هذه الحرب الإعلامية، علينا أن نهتف ضد إسرائيل، وأقول وأنا صائم - ولا يجوز للصائم أن يكذب على الله - أنا أضمن أن الله تعالى يعطي ثواباً لمن يلعن هؤلاء اليهود ويصرخ في وجه هؤلاء الطغاة ويقول "الموت لإسرائيل".

ومن عجيب ما نرى هذه العزلة السياسية لليهود للصهاينة، فلأول مرة نسمع أن بين الولايات المتحدة وبين قادة الصهاينة شجاراً كلامياً، هذا يقول وذاك يردّ: لا شأن لك في هذا المجال، ولقد أراد هؤلاء الصهاينة أن يفرضوا عزلة سياسية على سورية، والآن يمد الجميع يد الالتماس إلى سورية أن تكون معهم، بعد أن كانوا مأمورين بأن يهاجموكم  الآن يريدون أن يفتحوا سفاراتهم، هذا انتصار للمقاومة على التطبيع والرضوخ للمستعمرين، فطوبى لكم أيها الشعب المقاوم، أيها الشعب السوري البطل، ليس أجركم أقل من النصر القريب بإذن الله تعالى.

وتصلكم أخبار الهجرة العكسية للصهاينة من الأراضي المحتلة، وأنا أوصي المهاجرين اليهود الذين جاؤوا إلى الأراضي المحتلة طمعاً في حياة هادئة: إن هذا حلمٌ، فليرجعوا إلى حيث كانوا في بلادهم الأصلية، لأنهم لن يذوقوا طعم الراحة في هذه الأراضي المغتصبة.

إن مطلب كل شعوب العالم اليومَ هو قلع هذا الكيان الغاصب من الوجود، فالحل الوحيد هو المقاومة، وأنصح المطبعين - الذين يبدو أنهم بدؤوا يتنبهون لما فعلوا – أن يرجعوا إلى أحضان الأمة ويسلكوا سبيل مقاومة الأعداء، فلنوحد صفوفنا أمام عدونا لنشهد النصر القريب بإذن الله تعالى، وسنصلي في القدس الشريف ونحن نصرخ كما يصرخ المقدسيون ويقولون: بالروح بالدم نفديك يا أقصى.