۲٠۲٣/٠٤/۲۵ ۱٠:۵۱:۲٣
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 30 رمضان 1444هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 30 من شهر رمضان 1444ه.

الخطبة الأولى:

في حديثنا عن نمط الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية سنتطرق اليوم إلى ما حدده الشرع المقدس حول علاقتنا مع المجاهدين المرابطين، الذين يجاهدون في سبيل الله تعالى ويحافظون على الحدود وعلى القيم.

تعرفون فضل الجهاد فيما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "ذروة سنام الإسلام لا يناله إلا أفضلهم" (مجمع الزوائد، ج5، ص274)، أي لا ينال الجهاد إلا أفضل المؤمنين، وقد ورد مثل هذا المضمون عن الإمام محمد الباقر (عليه الصلاة والسلام). وفي رواية أخرى في فضل الجهاد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها والجهاد هو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء" (الكافي، ج5، ص4) فمن تركه رغبة عنه، لا من تركه لعذر كأن يكون مُقعداً ولا يقدر أن يشارك في الجهاد فليس عليه حرج وليس عليه جهاد حتى يؤنب ويلام بترك الجهاد، أما لو ترك رغبة عن هذا الواجب ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء، كما نرى أن كل أمة تركت الجهاد شملها البلاء وألبسها الله ثوب الذل، ولا بد للأمة التي ترضخ للظالمين ولا تجاهد في سبيل الله دفاعاً عن كرامتها أن يلبسها الله ثوب الذل، ونرى ذلك بوضوح عبر التاريخ في الأمم.

وأما فضل المجاهدين فإن الله تعالى يفضلهم على غيرهم من القاعدين، نعم هناك مؤمن مسلم من غير أولي الضرر إنْ تقاعس عن الجهاد لم يخرج عن ربقة الإيمان والإسلام، وله مثوبة بأنه يصلي ويصوم، ولكن هل يقاس بالمؤمن المجاهد في سبيل الله؟ كلا؛ إذ يقول الله تعالى Pلا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم...O (سورة النساء، 95)، قد يوجد من لا يحضر في ساحة القتال وهو يحب بل يعشق أن يشارك في الحرب، ولكن أصيب بجراح في الحرب بحيث أنه لا يقدر أن يقاتل ويفرض عليه الأطباء أن يبقى في المستشفى أو في البيت ويحرمون عليه أن يحضر، هذا يكون من أولي الضرر، والذين الآية بصددهم هم القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر، أي من يستطيع أن يذهب إلى الجبهة ولكن لا يذهب وربما يتعذر بأعذار، ولكنه ليس مخالفاً للجهاد والمجاهدين.

والجهاد بالمال والجهاد بالنفس ليسا على سواء، فمن هو المفضل؟ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، ومن يعطي مالاً في سبيل الجهاد أو يشارك هو بنفسه حتى يضحي بنفسه أو يخرج من الحرب منتصراً دون أن يستشهد هذا أيضا له درجة على القاعدين، وكلاً وعد الله الحسنى، كل هؤلاء المؤمنين القاعدون منهم أو المجاهدون منهم وعدهم الله الحسنى أي المثوبة الحسنى، ولكن "وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً"

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم لا تقل الآن لا يحاربون بالسيوف نعم متقلدون ببنادقهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم، ثم قال عليه السلام: من ترك الجهاد ألبسه الله عز وجل ذلاً وفقرا في معيشته ومحقا في دينه هذا أهم من فقره في معيشته محقا في دينه" (الكافي، ج5، ص2).

لو جاهد الناس مع علي (عليه السلام) ضد المنافقين لما كان مصير المسلمين كما حصل بعد أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولما كانت تحدث كربلاء، ولكن هؤلاء تركوا الجهاد فألبسهم الله الذل وسلط عليهم من يذبحهم، مثل الحجاج بن يوسف الثقفي، وهذا وعد الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) الذي تنبأ بأن رجلاً من ثقيف سوف يسلط عليهم، بعض يقولون إن المقصود هو المختار الثقفي ولكن بعضاً آخر يقول إن المقصود هو الحجاج الذي سُلِّطَ على هؤلاء الذين لم يقبلوا حكم علي (عليه الصلاة والسلام) وحكم الحسن والحسين (عليهما السلام)، فبدلاً من هذا سلط الله عليهم هذا الجبار السفاك للدماء الحجاج بن يوسف، الذي كان يذبح ويقتل بالظنة والتهمة، و هذا هو ما حذّر منه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين والإمام الصادق (عليهما السلام).

بعد ذلك يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) نقلاً عن النبي "إن الله عز وجل أغنى أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها"، أيها الناس عزكم رهين بحوافر خيولكم، والآن يمكن أن يقال: بصواريخكم بمدرعاتكم بدباباتكم، وإذا لم تقاوموا الآن وجب عليكم أن تخضعوا للمنافقين.

أنتم تفهمون ما أقول، أنتم عوائل المجاهدين، أو أنكم شاركتم بأنفسكم في الجهاد وتحملتم دمار الحرب وما شابه ذلك، فتفهمون ما نقول وما يقول الإمام عليه السلام، لو لم تجاهدوا لألبسكم الله تعالى الذل أمام هؤلاء، ومحقوا دينكم ولم يسمحوا أن تجتمعوا في مثل هذا المصلى أو تقومون بما يجب أن تقوموا به، ولا حاجة إلى أن أشرح وأذكر التفاصيل بما أنكم تعرفون ما جرى في هذا البلد، وتعرفون هؤلاء الذين كانوا باسم الإسلام وبشعار التكبير والتهليل يقضون على معالم الإسلام ويسخرون من الأحكام الشرعية، كما روجوا جهاد النكاح! هل يعقل أن يجعلوا الزنا تحت مسمى الجهاد؟! نستجير بالله من ذلك.

وعلينا أن نكرم المجاهدين، هذا المجاهد المرابط الذي يدافع عن الوطن والحدود والقيم وعن كرامتنا علينا أن نكرمه، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "من بلغ رسالة غازٍ كان كمن أعتق رقبة وهو شريكه في ثواب غزوته" (الكافي، ج5، ص8)، هذا ثواب من يبلغ رسالته فقط كأنه حرر عبداً وأعتق رقبة وكان شريكاً في ثواب غزوته.

 كذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام): " ثلاثة دعوتهم مستجابة...والغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلفونه" (الكافي، ج2، ص509) هذا المجاهد على الحدود يجب أن تكونوا مهتمين بأمره، فإذا رأيت أهله بحاجة إلى شيء عليك أن تساعدهم، وبالعكس إذا أقدم إنسان يحسب نفسه مؤمناً على أذية مجاهد لا سمح الله فإن الله تعالى يعاقبه عقوبة شديدة، وقد قال الإمام جعفر الصادق عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من اغتاب مؤمناً غازياً أو آذاه أو خلفه في أهله بسوء نصب له يوم القيامة فيستغرق حسناته ثم يركس في النار إذا كان الغازي في طاعة الله عز وجل (ثواب الأعمال، 256) يركس: يعني يسقط على رأسه، إذا كان هذا المقاتل في طاعة الله وذهب للجهاد لوجه الله تعالى وأساء إليه أحدٌ فإن الله تعالى يعاقبه بهذه العقوبة الشديدة.

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "اتقوا أذى المجاهدين فإن الله يغضب لهم كما يغضب للرسل  ويستجيب لهم كما يستجيب لهم" (كنز العمال، ج4، 10664)، جعلنا الله من المجاهدين ممن لا يراوغ في ساحات القتال إذا سنحت له الفرصة بأن يكون مجاهداً، جعلنا الله منهم ووفقنا الله للجهاد في سبيله، وجعلنا من الذين يدعمون المجاهدين مستجابي الدعوة، وكما يقول الحديث إنهم إذا يدعون لشخص يستجيب الله لهم وكذلك إذا يدعون عليه يستجيب الله لهم، لأنهم يعرضون أنفسهم للقتل في سبيل الله، فهذا أجر عظيم وعملٌ يجعلهم من المقربين عند الله تعالى، فعلى المؤمن المقاتل أن يجعل نيته خالصة دائماً لوجه الله تعالى مهما يكن، فإذا كان هكذا فإنه يبلغ درجة أعلى، ويكون له أجر عظيم.

لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جلس في جمع من الناس ودخل عليه بدريٌّ أو أُحديٌّ أجلسه بجانبه، مفضّلاً المجاهدين حتى يعرف الناس قيمتهم وأجرهم ودرجتهم على القاعدين.

الخطبة الثانية:

هذا اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك، فالحمد لله الذي أنعمَ ومنّ علينا بأن نصوم هذا الشهر الفضيل، ومنّ علينا يوماً إضافياً أن نقوم بواجبنا، وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة الأخيرة في هذا الشهر المبارك بأن نتأكد - على حد قولي - من أن الله قد غفر لنا في هذا الشهر المبارك.

هلال شوال وهلال أي شهر لا يثبت إلا بالرؤية، والرؤية إما تكون مجردة أو تكون بمعونة المنظار أو ما يدعى "التلسكوب" حسب رأي بعض الفقهاء، إذ إن بعض الفقهاء ومنهم الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وسماحة آية الله السيستاني (حفظه الله) لا يكتفون بالرؤية بالمنظار، مستدلّين بأن عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن فيه منظار، فمعنى الرؤية بأن ترى بهذه العين دون أن تكون مزودة بشيء مثل المنظار، ولكن سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (حفظه الله) وبعض المراجع الآخرين يقولون إن الرؤية تتم بالعين المجردة وبالعين المزودة بالنظارة أو بالمنظار، والنظارة تكون أضعف من المنظار، فعندما ترى من خلال المنظار هذا مثل أن ترى من خلال النظارة، والمهم أن الرؤية تستند إليك أنت.

والعلماء الفلكيون أعلنوا بأن منطقة كبيرة من الكرة الأرضية، من القارة الإفريقية إلى قارة آسيا، كان مستحيلاً فيها أن يرى القمر البارحة في ليلة الجمعة، وقالوا لن يستطيع أي أحد حتى بالمنظار أن يرى، فلا أعرف كيف رأى البعض؟ أنا لا أريد أن أناقش ولكن أقول إن هؤلاء علماء الفلك هكذا قالوا، وجرّبتْ بالأمس مجموعة كثيرة في أنحاء إيران، كلهم كان عندهم أجهزة تلسكوب متطورة وما استطاعوا أن يروا، وبما أنهم لم يستطيعوا أن يروا فحسب المصطلح الفقهي عند العلماء: إذا لم تر الهلال تستصحب الشهر المبارك شهر رمضان، أي تبني على استمراره، ويجب أن تصوم.

 فإذاً نحن صائمون بأمر من الله تعالى حسب هذه الأمارات والعلامات، واليوم هو اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك، وغداً لا محالة يكون يوم العيد سواءٌ استطعنا أن نرى أم لم نستطع، لأنه لا يمكن أن يكون الشهر أكثر من ثلاثين يوماً، وبالطبع فإن الذين يريدون أن يرصدوا القمر سيرونه الليلة أكيداً، وغداً يكون يوم عيد بإذن الله تعالى، أدخلنا الله في ذاك اليوم المبارك الذي جعل الله لنا ولنبيّه عيداً.

هناك بعض الأعمال منها صلاة العيد التي هي في عصر الإمام المعصوم واجبة، ولكن في عصر الغيبة معظم الفقهاء يقولون إن هذه الصلاة مستحبة، ولكن بما أنها بالأصل صلاة واجبة نصليها جماعة، وأما كيفية هذه الصلاة فأنتم تعرفونها وإن شاء الله نوفق لأن نصليها غداً.

وأما ما يجب على بعض الناس من زكاة الفطرة، فأقول بعض الناس؛ أي الأغنياء، والغني هو الذي تكفيه موارده ودخله مؤونة سنته، وليس دائماً مجبراً أن يقترض من هذا أو ذاك، وفي نهاية السنة يكون مديناً للآخرين، فمن كان هذا حاله فليس واجباً عليه أن يعطي الزكاة، فمن يسأل ويصرُّ على أنه يريد أن يؤدي هذه الزكاة، فهي تجب على من له مورد يكفيه سنته.

نعم يستحب لمن لا يملك كل الزكاة أن يعطي ما يوجد عنده من الزكاة، ربما لك سبعة من العيال ولكن تقدر أن تعطي عن واحد، فقال العلماء يمكن أن تعطي زكاة واحدٍ لأحد أفراد الأسرة ويداورون بينهم هذا المقدار، وأخيراً يخرجون هذا المقدار إلى فقير من خارج العائلة، فهذا يستحب لمن يملك مثلاً صاعاً واحداً ولا يستطيع أن يعطي كل الزكاة.

وعلى كل حال لا تصروا على أن تعطوا وأنتم غير قادرين، بعض قالوا نحن نستدين حتى نعطي الزكاة، فأقول كيف تستدين وأنت لا تملك شيئاً وليس عليك زكاة؟

ومقدار الزكاة صاعٌ وهو يعادل تقريباً ثلاثة كيلوات من الطعام، أما ما هو الطعام؟ فهو ما نأكله من الحنطة والشعير والرز والتمر والزبيب والذرة...إلخ، مثلاً في البلاد الإفريقية معظم أكلهم من الذرة، وبعض يقولون هنا يغلب على الناس أنهم يأكلون اللبن، ولكن الأفضل هذه الغلات الأربع: الحنطة والشعير والزبيب والتمر، وأنتم تقدرون أن تعطوا أقل شيء قيمة، ولكن لو كان عندك مال ويمكنك أن تعطي الأكثر فالأفضل أن تعطي الأكثر، وقد سألنا في السوق فيكون على وجه التقريب (١٥) ألف ليرة لكل شخص قيمة الصاع الواحد.

وأما وقت إخراج هذه الزكاة فحينما يثبت العيد، أي حين رؤية الهلال في هذه الليلة إلى الصباح يمكن أن تخرجها، وإذا تأخرت فلا بأس، وإذا كنت تصلي صلاة العيد فالأفضل أن تخرج الزكاة من مالك قبل إقامة الصلاة وتدفعها بإذن الله تعالى على أكثر تقدير إلى الظهر، إلى زوال يوم العيد، ومن نسي ولم يعطِ إلى زوال العيد ثم تنبّهَ بعد الظهر، فيدفعها ولكن لا بنية الأداء ولا بنية القضاء بل بنية القربة المطلقة.

وأما الميزان في دفع زكاة الفطرة فهو المعيل دافعُ الزكاة، فمثلاً افرضوا أن زوجتي سيدة (هاشمية) وأنا غير سيد، وأريد أن أدفع زكاة الفطرة، فيجب أن أدفع إلى غير السيد، لأن من يدفع الزكاة هو أنا المعيل غير الهاشمي وليست زوجتي الهاشمية، فإذا كان عندكم في عائلتكم فيمن يعول يوجد سيدة فالمدار على من يدفع، وهو صاحب البيت، لأن السيد يمكن أن يدفع إلى السيد وإلى غير السيد، ولكن أنا غير الهاشمي لا أقدر أن أدفع زكاتي إلى السيد لأن زكاتنا على السادة محرمة، فإذا لم تكن أنت سيداً وتعطي الزكاة إلى مكتب المصلى مثلاُ فتضعُ مال الزكاة في العلبة المخصصة لغير السيد، وإذا كنت سيداً اكتب "سيد" حتى يعطى المال إلى السيد أو إلى غير السيد، وهذا أمر مهم.

وأختم خطبتي بفقرة من دعاء وداع شهر رمضان للإمام سيد الساجدين (عليه السلام):

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَـا أكْرَمَ مَصْحُـوب مِنَ الاوْقَاتِ، وَيَا خَيْرَ شَهْر فِي الايَّامِ وَالسَّاعَات، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر قَرُبَتْ فِيهِ الآمالُ وَنُشِرَتْ فِيهِ الأعْمَالُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِين جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً، وَمَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيف آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وَأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِر رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِر أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ وَصَاحِب سَهَّلَ سُبُلَ الاحْسَانِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أكْثَرَ عُتَقَاءَ اللهِ فِيكَ وَمَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لِأنْوَاعِ الْعُيُوب.