۲٠۲٣/٠۵/۱۵ ۲٠:٤٣:۲۸
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 21شوال 1444هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه)، ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 21 شوّال 1444ه.

الخطبة الأولى:

في سياق حديثنا في الخطبة الأولى عن نمط الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية، وصلنا إلى الحديث عن علاقتنا مع الأطفال وقد قرأنا روايات عن النبي وآله (عليه وعليهم الصلاة والسلام)، واليوم نبدأ بالحديث عن الشباب، هذه الشريحة المهمة في المجتمع، ومكانتها التي تجعل الأعداء يركزون عليها لتعطيل تطور الأمم، وذلك عبر خلق بعض الملهيات والتسالي الخداعة لإيقاف عجلة النمو والتقدم والسلامة الجسمية والروحية، وخلق الظروف المناسبة لإخضاع هذه الشريحة المهمة في كل مجتمع، فإذا فسد الشباب فسد المجتمع، إذ يمكن أن نحسب الشباب هم المحرك للمجتمع، لذلك نجد الأعداء يروجون المخدرات ليعطلوا هذه الطاقة البشرية المهمة عن العمل، وترون أن مجموعات مختلفة تمول من قبل الاستكبار العالمي لنشر المخدرات، وهي صناعة تتطور باستمرار، وهناك دول تهتم بإنتاج المخدرات وترويجها وخصوصاً المجتمع الإسلامي، كما ترون في مجتمعنا حرصاً على نشر المخدرات من قبل القوى العظمى.

عندما دخلت الولايات المتحدة أفغانستان شجعت الناس على زرع النباتات التي تصنع منها المخدرات كالأفيون وما شابه ذلك، ولم يكونوا يشددون على منع المخدرات في تلك الآونة، مع أنهم في منصاتهم الدولية الرسمية كانوا يتشدقون بشعارات مواجهة ترويج وتهريب المخدرات وما شابه ذلك، ولكن هم أنفسهم كانوا يشجعون زرع المخدرات وتصنيعها في مخابرهم ونشرها.

 هذا جانب، والجانب الآخر هو إفساد أخلاق الشباب، وهناك مواقع الكترونية منتشرة في العالم تبث الأفلام الإباحية في المجتمعات المختلفة، ويسهلون تناول هذه الأشياء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، عبر بث عدم الحياء من الأشياء الغريبة والعجيبة في المجتمع الذي يلتزم بالأخلاق، وأنا أستحيي أن أذكر ما يجري في قنوات التواصل الاجتماعي هذه، ونعرف أن الكيان الصهيوني المجرم قاتل الأنبياء والأطفال الأبرياء أيضاً يقتل أولادنا وشبابنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قتلاً صامتاً لا يشعر به أحد، إذ يدمّر الأجيال من خلال المحتويات الفاسدة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إن كل أحد منا إذا راقب شبابه وقام بتربية الشباب ستكون هذه الأمة أمة ناجحة، والأمة التي تفقد شبابها ستنهار من الداخل، وستضمحل الأسرة بسبب هذه الأشياء التي يقومون بنشرها لتدمير الأسر وتدمير الأمم، من خلال هلاك الشباب.

وبالنسبة لأهمية موقع الشباب أقرأ رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام)، "عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ (عليه السلام) يَقولُ لِأَبي جَعفَرٍ الأَحوَلِ - وأنَا أسمَعُ -: أتَيتَ البَصرَةَ؟ فَقالَ: نَعَم، قالَ: كَيفَ رَأَيتَ مُسارَعَةَ النّاسِ إلى هذَا الأَمرِ ودُخولَهُم فيهِ؟ قالَ: وَاللّهِ إنَّهُم لَقَليلٌ، ولَقَد فَعَلوا، وإنَّ ذلِكَ لَقَليلٌ. فَقالَ: عَلَيكَ بِالأَحداثِ؛ فَإِنَّهُم أسرَعُ إلى كُلِّ خَيرٍ" (الكافي، ج8، ص93).

يقصد الإمام بالأمر أمرَ دعوة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وقد أرسل أبا جعفر الأحول مُبلِّغاً إلى أهل البصرة، وقوله: "عليك بالأحداث" يقصد به الشباب، فإنهم أسرع إلى كل خير، كما أنهم ربما يكونون أسرع إلى كل شر، لأن السرعة من مواصفات الشاب، فالذي يأتي بمكر ويخدع الشاب يخدعه باسم الخير، ويدعوه إلى الشر باسم الخير، فيسعى الشاب لأن يفعل ما يُطلب منه.

فيؤكد الإمام (عليه السلام) أنك إذا أردت أن تفعل شيئاً يجب أن تركز على هذه الشريحة من المجتمع، فتجد ثماراً كثيرة، لأن الشيخ - مع أن له حرمة - هو على وشك النهاية، والذي هو يبني المستقبل هو هذا الشاب، فعليك بالأحداث.

وهناك حكمة منسوبة إلى أمير المؤمنين عليّ (عليه الصلاة والسلام) ينقلها ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة والإمام عليّ (عليه السلام) يوصينا فيها بأن نتشاور مع الشباب إذ في ذلك نفعٌ، ولعل بعضاً يظنون أن التشاور مع الشاب لا ينفع بما أنه ليس عنده تجربة، ولكن اسمعوا ماذا يقول الإمام علي (عليه السلام): " إذا احتجت إلى المشورة في أمر قد طرأ عليك فاستبده ببداية الشبان، فإنهم أحَدُّ أذهاناً، وأسرع حدساً، ثم رده بعد ذلك إلى رأي الكهول والشيوخ ليستعقبوه ويحسنوا الاختيار له، فإن تجربتهم أكثر". (شرح نهج البلاغة، ج20، ص337)، إذاً عليك أن تطلب هذا المشورة في البداية من الشاب، لأن أذهانهم فعالة نشيطة، وفي بعض الأحيان نجتمع مع الشباب ويقترحون اقتراحات جميلة، وقد لا يكون اقتراحاً ناضجاً ولكن فيه خيرات، لذلك الإمام عليه السلام بعد ذلك: "ثم رده بعد ذلك إلى رأي الكهول" ليناقشوا ويدرسوا، ليستعقبوه ويحسنوا الاختيار، لأن هؤلاء الشيوخ بسبب تجربتهم يمكن أن يختبروا هذا الاقتراح ويجدوا فيه خيرات أو فيه نقطة معينة فيقولون: لو تصحح هذه النقطة فإن هذا الاقتراح اقتراح جيد يجب أن ينفذ. فعلينا أن نستفيد من تجربة الشيوخ ويجب أن نستفيد من ذهن الشاب الحاد النشيط الذي يبدع الآراء الجديدة.

فإن كان عندك ابنٌ شاب في البيت يمكن أن تتشاور معه حتى في التجارة، ويمكن أن يدلك على شيء لم تكن تتصور أن فيه أمامك باباً مفتوحاً ووراءه إنتاجاً أكثر، كما أنكم تعرفون مثلاً أن الوالد لو أعطى ولده دكاناً كان قد قضى عمره فيه وله فيه تجارب، فإن الابن الشاب ينشط في هذا الدكان ويمكن أن يتحسن البيع والشراء أكثر من السابق، لأن رأي الشاب قد يحمل حدساً سريعاً وربما يقترح شيئاً جديداً نافعاً. ولكن المعالجة لهذه الأقوال والآراء لدى الشاب تكون على يد الشيخ والكبير الذي له تجربة فيعالج الموضوع ويرمم ما يوجد فيه من خلل.

لا تخف أن تنيط المسؤولية بالشاب، نحن نخاف عادة ونقول إننا إنْ نحولْ هذه المسؤولية إلى هذا الشاب يمكن أن يخرب، وأقول: عليك أن تتحمل هذا الخلل، وستجد نتائج؛ لأن الشاب أشجع من الشيخ الذي قضى شيئاً من العمر محافظاً - على حد قول السياسيين - يحرص على أشياء قديمة، ولكن الشاب شجاع في هذا المجال، بل بعض الأحيان يصل إلى حد التهور في العمل، ولهذا التهور أيضاً منافع، ولكن عليك أن تأخذ بأزمة الأمور وأن تراقب الأمر وأن تكبح عندما يحتاج الأمر إلى أن تكبح، وبهذا يمكن أن تستفيد من شجاعة هذا الشاب في الأعمال في الحياة المادية وفي الشؤون المعنوية أيضاً، فالشاب حتى عباداته تختلف عن عبادات الشيوخ، فالشيخ لا يقدر أن يصلي ركعتين وتطول الركعات ساعة، ولكن الشاب ربما يقوم على قدميه ويقرأ سوراً وأدعية، كما يعهد من بعض كبار العرفاء حيث كانوا في شبابهم يقرؤون دعاء طويلاً مثل دعاء أبي حمزة في  قنوت صلاة الوتر، والشاب يستطيع أن يفعل هذا، أما الشيخ فلا يستطيع.

وقد وثق الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بهؤلاء الشباب، وفي الحرب المفروضة ضد صدام الطاغية كان قادتنا في الحرس معظمهم في عمرٍ أقل من ثلاثين سنة واستطاعوا أن يحققوا انتصارات كثيرة، والقادة في هذه الحرب الكونية استطاعوا من خلال صبرهم ومقاومتهم أن ينتصروا على القوى العظمى التي فرضت على هذا البلد هذه الحرب العالمية، هؤلاء أيضاً كانوا من الشباب. وطبعاً على الشباب – كما قلنا - أن يخضعوا لنصائح الكبار حتى يصححوا أخطاءهم.

وفي رواية: "قال علي بن ابراهيم قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج وكان بين الأوس والخزرج حرب قد بقوا فيها دهرا طويلا وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار وكان آخر حرب بينهم  يوم بعاث وكانت للأوس على الخزرج فخرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى مكة في عمرة رجب هذا في الجاهلية يسألون الحلف على الأوس لا في الجاهلية بمعنى أنهم كانوا في الجاهلية ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مبعوثا آنذاك  كان في أيام حصار النبي ومن كان معه في شعب أبي طالب، وكان هؤلاء قد جاؤوا إلى مكة يسألون الحلف على الأوس وكان أسعد بن زرارة صديقا لعتبة بن ربيعة خال معاوية اسمه عتبة بن ربيعة الذي قتل على يد الإمام علي عليه السلام في يوم بدر فنزل عليه فقال له: إنه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناك نطلب الحلف عليهم، فقال له عتبة: بعدت دارنا من داركم ولنا شغل لا نتفرغ لشيء، قال وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟ قال له عتبة: خرج فينا رجل يدّعي أنه رسول الله  سفّه أحلامنا يعني عقولنا وسب آلهتنا وأفسد شباننا هذه الهداية كانوا يسمونها إفساداً وفرق جماعتنا فقال له أسعد من هو منكم؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب من أوسطنا شرفا وأعظمنا بيتا وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم النضير وقريظة وقينقاع أن هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنكم به يا معشر العرب اليهود كانوا يهددون المشركين بالنبي (ص)  وكانوا يظنون أن هذا النبي منهم فلما عرفوا أنه ليس منهم بدؤوا يخالفونه ويقاتلونه، فلما سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود  قال فأين هو؟ قال عتبة هو جالس في الحجر في حجر إسماعيل وإنهم لا يخرجون من شعبهم إلا في الموسم في موسم العمرة كان مسموحاً للمسلمين أن يخرجوا من شعب أبي طالب فلا تسمع منه ولا تكلمه فإنه ساحر يسحرك بكلامه وكان هذا وقت محاصرة بني هاشم في الشعب فقال له أسعد فكيف أصنع وأنا معتمر لا بد لي أن أطوف بالبيت  قال ضع في أذنيك القطن حتى لا تسمع كلامه فدخل أسعد المسجد وقد حشى أذنيه بالقطن فطاف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر إليه نظرة فجازه لأنه كان يطوف بالبيت وقد رأى النبي ولكن جازه فلما كان في الشوط الثاني قال في نفسه: ما أجد أجهل مني أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أتعرفه حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم ما هذا الجهل مني؟! عليَّ أن أستفسر. ثم أخذ القطن من أذنيه ورمى به وقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنعم صباحاً هذه التحية التي كانت في الجاهلية فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه إليه وقال له: قد أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذا؛ تحية أهل الجنة السلام عليكم، فقال له أسعد: إن عهدك بهذا لقريب، إلامَ تدعو يا محمد؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأدعوكم إلى ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون، ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها، وإذا قلتم فاعدلوا ولو  كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. انظروا لهذه الكلمات القصيرة التي جعلت هذا يتحول إلى الإسلام فلما سمع أسعد هذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أنا من أهل يثرب من الخزرج وبيننا وبين إخوتنا من الأوس حبال مقطوعة، فإن وصلها الله بك ولا أجد أعز منك، ومعي رجل من قومي فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك، والله يا رسول الله لقد كنا نسمع من اليهود خبرك ويبشروننا بمخرجك ويخبروننا بصفتك وأرجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا، فقد أعلمنا اليهود ذلك، فالحمد لله الذي ساقني إليك، والله ما جئت إلا لنطلب الحلف على قومنا وقد آتانا الله بأفضل مما أتيت له. ثم أقبل ذكوان فقال له أسعد: هذا رسول الله الذي كانت اليهود تبشرنا به وتخبرنا بصفته فهلّم فأسلم، فأسلَم ذكوان ثم قال: يا رسول الله ابعث معنا رجلاً يعلمنا القرآن ويدعو الناس إلى أمرك فاختار النبي شاباً من عائلة مشهورة في مكة من أشراف مكة وهو مصعب بن عمير الذي كان في حياة متنعمة فقال رسول الله لمصعب بن عمير وكان فتى حدثاً مترفاً يكرمانه ويفضلانه على أولادهم ولم يخرج من مكة اختار هذا الشاب ولم يخف ويختار مثلاً شيخاً مجرباً بل اختار شاباً لتعليمهم وتبليغهم الإسلام فلما أسلم جفاه أبواه وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشعب حتى تغير وأصابه الجهد وأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج مع أسعد وقد كان تعلم من القرآن كثيراً فذهب إلى يثرب قبل أن يأتي المهاجرون إلى المدينة، فكان يعلّم الأوس والخزرج من القرآن.

هذا نموذج من النماذج، ونحن كم نرى من الصحابة الشبان، والإمام عليّ (عليه السلام) هو من هؤلاء الصحابة وفي رأسهم، وكذلك جعفر بن أبي طالب عليه السلام جعفر الطيار، هؤلاء كانوا قادة جيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما أرسل النبي جعفراً سفيره إلى النجاشي في الحبشة، وكذلك عمار بن ياسر وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله الأنصاري ومعاذ بن جبل، وأسامة بن زيد الذي أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأيام الأخيرة لعمره الشريف أصحابَه الكبار الشيوخ بأن يخرجوا مع أسامة بن زيد مع أنه كان في الثامنة عشرة من عمره. وفي كربلاء نرى عليّاً الأكبر والقاسم بن الحسن والعباس بن علي عليهم السلام، هؤلاء كلهم شباب.

هذا دور الشباب في المجتمع، فيجب أن نقتدي بقادتنا أهل البيت (عليهم السلام) حيث كانوا يثقون بالشباب ويرون في هذه الجماعة طاقة مهمة، فعلينا أن نهتم بهذا الشريحة المهمة من المجتمع.

الخطبة الثانية:

أيها الإخوة في اليوم الخامس عشر من شهر شوال تمرُّ بنا ذكرى استشهاد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الشهيد الذي كانت فاطمة (سلام الله عليها) تلتزم بزيارة قبره في كل أسبوع مرتين، وله قدر عظيم في الإسلام، وبغيرته وبشجاعته كان سنداً للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

وفي السابع عشر من شهر شوال ذكرى غزوة الخندق - أو الأحزاب - التي طالت أكثر من شهر وبإذن الله تعالى وبمدده تعالى وبإمداد غيبي بملائكة الله تعالى وبهبوب الرياح المرسلة من الله تعالى كانت سبباً لإخافة جيش المشركين الذين كبدهم الله الهزيمة، ومن الأشياء المهمة التي كان لها دور في هذا الانتصار في غزوة الخندق ضربة علي (عليه السلام) لعمرو بن عبد ود العامري الذي كان من صناديد العرب، وعليٌّ الشاب استطاع - بإذن الله تعالى وبإخلاصه لله - أن يكسر شوكة مشركي قريش، حتى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصف هذه الضربة بأنها أفضل من عبادة الثقلين؛ أفضل من عبادة البشر والجن، فسلام الله تعالى على سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وفي هذا الأسبوع - كما تتابعون - وقعت اعتداءات الصهاينة على غزة المظلومة في فلسطين الحبيبة، وعلى المعتدين أن يعرفوا أن هذه الاعتداءات لن تؤثر على إرادة الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي في استئصال هذه الغدة السرطانية، وبإذن الله تعالى سنصلي عن قريب في القدس الشريف بزوال هذا الكيان الغاصب.