۲٠۲٣/۱۲/۱۸ ۲۲:۲۹:٠۲
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 1 جمادى الثانية 1445هـ


                                      بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 1 جمادى الأولى 1445 ه.


في النظام الاجتماعي الحرية من الأسس التي يعترف بها الإسلام والروايات والآيات تدل على هذه الحقيقة.

 هذه الكلمة التي يستغلها المستكبرون لصالحهم ويبدلون معناها كما يريدون، في الجانب المعنوي أن الإنسان يكون في حراً وأساس الحرية أن الإنسان خلق حرا، ولا يختار في ألا يكون حراُ. الإنسان مجبور على حريته لا يمكن أن يقول أنا لا أريد أن أكون حراً الله تعالى خلقه وقال له إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا هذه علامة على أنه حر يجوز له ويستطيع يجوز له تكوينا ليس تشريعا في التكوين هو يقدر أن يخالف الله ويقدر ألا يخالف الله هو حر الله تعالى قد جعله حرا في أن يختار جهنم أو يختار الجنة. ولكن في الرؤية الإسلامية يفهم معنى الحرية بشكل جيد حيث يعرف المخلوق أن من اختار ربه وخالقه ومن يسقيه ومن يطعمه ومن يشفيه يختاره معبوداً لنفسه يعني يرى نفسه أنه لا يكون حراً أمام ربه لأنه هو الذي يملكه بما أنه يملكه ما معنى أنا حر من قيادة الله تعالى أنا مقيد بقيد الله تعالى إذا أراد الله تعالى ألا أتنفس ولا تتردد أنفاسي ستتوقف هذه الأنفاس إذا أراد الله ألا تنبض قلوبنا لن تنبض فهو بيده كل شيء بما أن كل شيء بيده ما معنى أنا حر؟  حتى من الله تعالى هذا في التكوين واضح  ولكن في التشريع وفي الحياة في حياتنا العملية يجب أن نكون عبيدا لهذا يكون هو المولى ولا مولى غيره لا يوجد مولى غير الله تعالى  بما أنه لا مولى غيره لسنا أحرار بالنسبة له  بل نحن عبيد له  إذا كنت عبداً له ستتحرر من كل عبودية، إذا كنت عبدا لله تعالى فستحرر من عبادة أناس آخرين عبادة الملوك عبادة الأثرياء عبادة الأغنياء عبادة من يريد أن يسترقك ويستعبدك  إذا كنت عبداً لله تعالى ستكون حراً لذلك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هكذا يخاطب الناس ويقول ألا حر يدع  هذه اللماضة لأهلها اللماضة معناه المتبقي من الطعام بين الأسنان  لا قيمة لها  الإنسان عندما يخرجه لا يبلعه بل يخرج هذا ويلفظه من فمه  أليس كذلك  يعني لا قيمة لها الإمام علي عليه السلام يشبه الدنيا باللماضة يقول من يترك هذه الدنيا هو حر لذلك يقول ألا حر يدع هذه اللماضة الإمام هكذا يفسر الحرية الحر من لا يتعلق بأي شيء غير الله تعالى ، الحر هو العبد لله وليس عبدا لغير الله هذه الحرية  الأصيلة المعنوية أن تكون قد أخرجت قلبك من استعباد غير الله تعالى من التعبد لغير الله تعالى لا يقدر أحد أن يستعبدك إلا الله الذي هو مدبرك هو خالقك هو مطعمك هو ساقيك هو شافيك كل شيء بيده فلذلك هو صالح لأن نعبده و لأن نكون عبيدا له لا أحرارا مقابل الله تعالى.

 إذا نفهم هذا الآن يمكننا أن نتحدث عن المعنى العرفي للحرية، الأمير عليه الصلاة والسلام يقول من ترك الشهوات كان حرا يعني لا يكون عبدا لشهواته. يقول الإمام عليه السلام في خطبة له بذي قار حيث حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ اَلْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ‌ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌ عَنْ أَبِيهِ‌ عَنْ جَدِّهِ‌ عَنْ أَبِيهِ‌ قَالَ‌: خَطَبَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ [وَ رَوَاهَا غَيْرُهُ بِغَيْرِ هَذَا اَلْإِسْنَادِ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ خَطَبَ بِذِي قَارٍ] فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ عِبَادِهِ إِلَى عِبَادَتِهِ وَ مِنْ عُهُودِ عِبَادِهِ إِلَى عُهُودِهِ وَ مِنْ طَاعَةِ عِبَادِهِ إِلَى طَاعَتِهِ وَ مِنْ وَلاَيَةِ عِبَادِهِ إِلَى وَلاَيَتِه ... كافي، ج8، ص 386

الله تعالى أراد أن يخرج هؤلاء من عبادة الطواغيت من عبادة الفراعنة من عبادة شهواتهم من عبادة الدنيا إلى عبادة الله تعالى  فإذا الإنسان في هذا المجال هو حر يجب أن لا يقبل أي استعباد كما أن فرعون هكذا فعل وقال أنا ربكم الأعلى بدلا من الله تعالى إذ دعا أنه هو الرب فلذلك عبيد له الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء لهذا الشيء وفي سورة الأعراف نقرأ هذه الآية كثيرا ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .... ﴾.

نعم ربما تتساءلون أن أمير المؤمنين عليه السلام قال أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله أما كان يعرف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن الإنسان حر وليس عبدا؟ لماذا كان يقول أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ معناه أنني أتبع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حيث أنه يدلني إلى عبادة الله تعالى بما أنه يدلني إلى عبادة الله تعالى فلذلك أنا أكون عبدا له لا بصفته أنه إنسانا بل بما أنه مرسل من عند ربه فما يقوله قوله الله تعالى فلذلك أنا عبد له يعني عبد لربه حيث يدلني على عبادة الله تعالى والتحرر من عبادة غير الله تعالى.

رواية أخرى عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام رواية مشهورة حديث معروف يقول سيد الوصيين عليه أفضل الصلاة والسلام لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا.

وفي رواية أخرى عن الإمام عليه السلام الناس كلهم أحرار مما يتجلى ويظهر من الحرية الإنسان الحر ترى فيه بعض الخصائل والفضائل في أحاديث أهل البيت حيث هناك بعض المواصفات والسمات لمثل هؤلاء الأحرار قد ذكرت ولكن أقرأ رواية عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول جمال الحر تجنب العار  الحر لا يتحمل العار لأنه يعبد ربه ولا يذل نفسه لغير الله تعالى  إذا نحن نذل ونخضع نذل أنفسنا ونخضع ونتواضع لأئمة أهل البيت ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأنبياء الله وللكرام ممن يدلونا إلى الله تعالى هذا ليس لهم بل هذا لشأنهم بل هذا لأنهم هم الدالون على الله تعالى وإلا لا يجوز أن تذل نفسك أمام إنسان آخر إلا لسبب ما. كما ورد في بعض الروايات أن تقبيل يد الإنسان ينهى عنه، لا تقبّل يد أحد هذا ورد في الروايات إلا ليراد به الله تعالى يعني رضا الله تعالى تقبل يد أمير المؤمنين عليه السلام بما أن بهذه اليد هو دعم الإسلام رفع كلمة الله بهذا تقبل يداه، إذا تقبل يد إنسان يكدّ لمعاشه كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبّل يد عامل لماذا قبّل يده لشخصه أو لذاك العمل لأنه يكد لعياله هذا يكون في طريق رضا الله تعالى بما أنه يكتسب بهذا اليد رضا الله هذا يقبّل.

مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ‌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ اَلْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ‌ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْأَحْمَسِيِّ‌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ قَالَ‌: إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَّضَ إِلَى اَلْمُؤْمِنِ أُمُورَهُ كُلَّهَا وَ لَمْ يُفَوِّضْ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاً أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: «وَ لِلّٰهِ اَلْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ‌ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ‌» فَالْمُؤْمِنُ يَكُونُ عَزِيزاً وَ لاَ يَكُونُ ذَلِيلاً ....

هذا قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام هذه كلمات تدلنا على أن الحكومة الإسلامية فيها حرية ولكن حدود هذه الحرية الآن يلعبون بكلمة الحرية يقولون حرية التعبير وبعد ذلك شخص يأتي ويشتم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ويقول هذه حرية التعبير أو يهتك المقدسات ويقول حرية التعبير أو يهينك ويقول حرية  التعبير العاقل بعقله السليم يفهم أن هذا ليس المقصود من الحرية  إذا كان مفهوم الحرية هكذا الناس لا يرضون بهذا المفهوم بهذا المبدأ فهذا المبدأ يضر الناس لأن بهذا الكلام وبهذا المبدأ المدّعى يستطيع كل أحد أن ينال من مقدسات أخيه وصديقه شريحة من المجتمع يوجه لهم تهمة يوجه لهم السب والشتم ويقول حرية التعبير.

أنتم تعلمون أن هذه المبادئ تسربت بهذه التفاسير وهذه التفاصيل من العالم الغربي إلى أوساطنا حيث بعض الشباب ربما سمعوا هذه الكلمات البراقة اللماعة ويظنون أنها على حق ولكن هذه الكلمة كلمة حق يراد بها الباطل.

أسأل هؤلاء الأوروبيين ممكن تسألونهم إذا أنا بصفتي إنسان حر وبلادكم بلاد الحرية أريد أن أخالف الصهاينة هل تسمحون لي؟ تتذكرون منذ شهرين في بداية طوفان الأقصى وزير العدل في فرنسا أعلن بأن من يدافع عن غزة ويخالف الصهاينة يجب أن يسجن خمسة أشهر فكيف تقول حرية التعبير أنا أريد أن أعبر هكذا هذه رؤيتي وهذه وجهة نظري أريد أن أبدي برأيي حيث ما أقتنع به تقولون حرية التعبير لماذا لا تتحملون هذه الحرية؟  فإذا تلعبون بكلمة الحرية ولكن مجلة شارلي إيبدو ترسم كاريكاتير على رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عندما يقوم العالم الإسلامي ويستنكر هذا العمل يقولون لا بلدنا بلد الحرية!! هؤلاء أحرار في التعبير عما يبدو لهم فإذا هناك حدود للحرية حتى هؤلاء الذين يدعون الحرية هؤلاء أيضا لهم حدود حسب مصالحهم يحددون الحدود. ونحن حسب المصالح التي ترسمها الشريعة المقدسة نحن نرسم الحدود للحرية لا توجد حرية لمن يشرب الخمر ويأتي سكران ويكسر محلات أو يصيب الناس بأضرار ويقول أنا حراً أي حرية هذه الحرية أو يقول شخص أنا أريد أن أخرج من بيتي عاريا فلا دخل للآخرين هذه حرية؟  أو يفعل ما يشاء!،  الشريعة المقدسة تحد الحدود  وتقول لا يجوز لمن يشرب الخمر ولو أن شرب الخمر إذا كان في جوف بيته هذا ذنبه الله سيعاقبه يوم القيامة ولكن إذا خرج من بيته يعاقب في هذه الدنيا على أساس الحدود الإسلامية  لأنه أضر بالمجتمع هذه الحرية ليست حرية مسموحة هذه الحرية التي تضر بالمجتمع فإذاً معلوم أن للحرية حدودا وحدها الشريعة  وكذلك العرف العام أيضا بعض الأحيان يساعدنا في هذه الحدود كما يقولون حرية اختيارك زوجا من مثلك نستجير بالله هذا العمل الذي يشمئز الإنسان منه الآن يلونونه بلون التقدم والتحضر لأن الأوروبيين لأن الأمريكان بعضهم حتى يخرجون في الشوارع ويقولون نحن المثليون يعني يعملون عمل قوم لوط ويفتخرون بهذا الذنب وربما يقولون عنا إنهم أناس يتطهرون فلنخرج نحن من هذه الدنيا حتى هؤلاء كما يشاؤون يفعلون هذا معنى الحرية عندهم معناه حريتهم بعبودية الشيطان  إذا صاروا عبيدا للشيطان هكذا يتحررون من ولاية الله الرحمن كما يظنون  فلذلك يخرجون من إطار طاعة الله ويفسقون في العالم هذا معنى الحرية.

  إن الحرية التي يتحدثون عنها هي العبودية ولكن ليست العبودية لله الذي هو الخالق وهو المدبر وهو بيده كل شيء بل هو حريتهم بمعنى عبوديتهم للشيطان الشيطان قيدهم وكبلهم وهوى نفسهم قد كبلهم فهم ليسوا بأحرار.

 

عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كُلُّ أمّتي مُعافى إلا المُجاهِرون. صحيح البخاري، ج7، ص89. يعني الذين يتجاهرون بالفسق علنا يذنبون وكأنهم يفتخرون بذنبهم هؤلاء ليسوا أحرارا يجب على الحاكم أن يمنعهم أن يردعهم ويعاقبهم وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال شر الولاة من يخافه البريشَرُّ الوُلاةِ مَن يَخافُه البَريءُ. يجب أن يخاف الوالي المذنب الذي أجرم المجرم يجب أن يخاف عندما يسمع اسم الوالي مثل أمير المؤمنين عليه السلام يرتجف لأنه يعرف أنه أذنب ارتكب جريمة هذا يجب أن يرتجف ولكن البريء الذي لم يجرم وليس له ذنب لماذا يرتجف؟ هذا الوالي يجب أن يصحح تصرفه حتى يرتاح البريء كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الحاكم الإسلامي يجب أن يكون بحيث أن كل الرعية يستطيعون أن يتكلموا معه من دون تتعتع يعني حتى لا يتردد كلامهم لخوفهم عنده هذا معنى الحرية في الإسلام.

  قال ابن هلال الثقفي وروى محمد بن عبدالله بن عثمان عن أبي سيف عن الحارس بن  كعب الأزدي عن عمه عبد الله ابن قعين الأزدي قال كان الخريت بن راشد الناجي أحد بني ناجية قد شهد مع علي عليه الصلاة والسلام صفين فجاء إلى علي عليه السلام بعد انقضاء صفين وبعد تحكيم الحكمين في ثلاثين من أصحابه يمشي بينهم حتى قام بين يديه فقال لا والله لا أطيع أمرك ولا أصلي خلفك وإني غدا لمفارق لك من الخوارج هم ورطوا الإمام في الحكمية وبعد ذلك أنت كفرت بالله لماذا  خضعت للحكمية  فخرج الخريت من عنده منصرفا إلى أهله فقال عبد الله بن قعين  فعجلت في أثره مسرعا هو يقول تابعته ولاحقته حتى أرى ماذا سيفعل وجدت أنه عند قومه كرر هذه الكلمات وقال نحن لن نصلي خلف علي لن نطيعه ونحن لن نكون معه هو جاء عبد الله جاء عند الإمام عليه السلام

 

فقال للإمام عليه السلام لماذا لا تقبض عليهم لماذا لا تستوثق منهم وثيقة حتى لا يرجفوا في الآخرين قال له على عليه السلام: دعه فإن قبل الحق ورجع عرفنا له ذلك وقبلناه منه فقلت يا أمير المؤمنين فلم لا تأخذه الآن فتستوثق منه فقال عليه السلام إنا لو فعلنا هذا بكل من يتهم من الناس ملأنا السجون منهم ولا أراني يسعني الوثوب بالناس والحبس لهم وعقوبتهم حتى يظهروا ليظهروا لي الخلاف.  الإمام قال هؤلاء أحرار أنا لا ألاحقهم إلا إذا أرى منهم أن نصبوا العداء والمخالفة وأن يشهروا سيوفهم عليّ وإلا يجب أن أملأ السجون من المتهمين هذا يتهم هذا يتهم هذا يتهم ربما هو منهم وبعد ذلك بحاجة إلى دراسة حتى يثبت أن هذا بريء إذا كان بريئا لماذا أنا سجنته. الإمام قال أنا لا أفعل هكذا.

 قال ابراهيم  بن هلال وروى عبدالرحمن بن حبيب عن أبيه أنه لما بلغ عليا عليه السلام مصاب بني ناجية و قتل صاحبهم قال هوت أمة ما كان أنقص عقله وأجرأه  إنه جاءني مرة فقال إن في أصحابك رجالا قد خشيت أن يفارقوك فما ترى فيهم فقلت إني لا آخذ على التهمة ولا أعاقب على الظن ولا أقاتل إلا من خالفني وناصبني  وأظهر العداوة لي ثم لست مقاتله حتى أدعوه وأعذر إليه فإن تاب ورجع قبلنا منه وإن أبى إلا الاعتزام على حربنا استعنا بالله عليه وناجزناه... كما فعل أمير المؤمنين عليه السلام في الجمل بدأ يعظهم حتى يعذرهم يعني يتم الحجة عليهم بعد أن أتم الحجة قاتلهم وكذلك أبا عبد الله عليه السلام في كربلاء هكذا فعل نصحهم ثلاث مرات في كربلاء يوم عاشوراء  وبعد ذلك قاتلهم عندما يأس من هدايتهم. نعم أمير المؤمنين أيضا هكذا فعل هذا معنى الحرية كما نحن نفهم من الآثار ومن الكتب من القرآن ومن الأحاديث والسنة النبوية الشريفة.