۲٠۲٤/٠۱/٠۸ ۲٣:٠۱:٤۹
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 22 جمادى الثانية 1445هـ


                                    بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 22 جمادى الثانية 1445 ه.

 

الخطبة الأولى:

 

في الخطبة الأولى نتحدث عن نمط الحياة على أساس الرؤية الإسلامية تحدثنا عن تكاليف الحكومة والشعب في خصوص الأمن والأمان، تحدثنا في هذا المجال وقرأنا بعض الروايات بأن الأمان من أهم الأشياء ومن أهم تكاليف الحاكم كما أنه من أهم تكاليف الشعب لأجل نفسه لأجل أمانه لأجل أمان مجتمعه.

 كلنا مكلفون بالنسبة لهذا الأمر وهذا لم يخول ولم يحول إلى جانب دون جانب بل الجميع هم المسؤولون عن أمان المجتمع الأمان النفسي والأمان المعنوي والأمان الظاهري والمادي.  كل الجوانب من الأمان هو المقصود في هذا البحث وأما جزاء العبث بالأمان؟  جزاء العبث بالأمن قد ذكرنا بعض الأحاديث ما هي عقوبة من يلعب بأمان المجتمع في جميع مجالات هذا الأمان سواء كان رجل لا يراعي كرامة أخيه فبهذا يخل بالأمان بهذا القدر الذي يغتاب هو يخالف أمن المجتمع الذي يفتري ويتهم أخاه بشيء سيء هذا هو أيضا يعبث بالأمان والأمن.

 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: سِبَابُ اَلْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ‌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ‌. الكافي، ج 4، ص418.

سباب المؤمن فسوق أن تسب مؤمنا وقتاله كفر وأكل لحمه معصية كناية عن الاغتياب أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأكل لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُدْرِكٍ اَلْحَارِثِيُّ‌، قَالَ‌: دَخَلْتُ مَعَ عَمِّي عَامِرٍ بْنِ مُدْرِكٍ‌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‌: مَنْ أَعَانَ عَلَى مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ‌، لَقِيَ اَللَّهَ وَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ‌: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ‌. الأمالي، الطوسي، ص 198.

من أعان على مؤمن بشطر كلمة من أعان على مؤمن يعني على ضرر مؤمن لقي الله وبين عينيه مكتوب آيسٌ من رحمة الله هكذا قيمة المؤمن ومكانة المؤمن ولا يجوز لأحد أن ينال من أخيه المؤمن.

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ‌ قَالَ‌: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌ ثُمَّ اِنْصَرَفَ مُسْرِعاً حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى بَابِ اَلْمَسْجِدِ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ اَلنَّاسِ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ ولَمْ يُخْلِصْ إِلَى قَلْبِهِ لاَ تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِ اَلْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ اَلْمُؤْمِنِينَ تَتَبَّعَ اَللَّهُ عَوْرَتَهُ ومَنْ تَتَبَّعَ اَللَّهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ ولَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِه. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، صفحه: ۲۴۱

النبي وصف هذا الإنسان الذي يرتكب تلك الخطيئة بأنه من الذين آمن بلسانه ولكن لم يصل هذا الإيمان إلى قلبه يا معشر الناس من آمن بلسانه ولم يخلص إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين لا تتبعوا عورات المؤمنين يعني عيوب المؤمنين فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته. هذه عقوبة دنيوية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوعّد بالنسبة له بعقوبة دنيوية لا محالة هو سَيُفضح الذي يريد أن يفضح الآخرين يتتبع عيوبهم الله تعالى سيري عيوبه إلى الآخرين ولو في جوف بيته.

عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ‌: مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِيُصِيبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ فَلَمْ يُصِبْهُ فَهُوَ فِي اَلنَّارِ وَمَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِيُصِيبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهٌ فَأَصَابَهُ فَهُوَ مَعَ فِرْعَوْنَ‌ وَآلِ فِرْعَوْنَ‌ فِي اَلنَّارِ. الكافي، ج2، ص368.

عندك قوة عندك قدرة عندك سلطة تستطيع  أن تفعل كل شيء لا يجوز لك أن تروع المؤمنين لأن تروع الناس الله تعالى على لسان الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام لأن هؤلاء ما كانوا يقولون بشيء إلا كان تفسيرا لوحي الله تعالى هذا كلام الإمام الصادق وكلامهم كلام رسول الله وكلام رسول الله ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى  يقول الإمام الصادق عليه السلام من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه  فلم يصبه ولو إذا لم يصبه  فهو في النار ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه  فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار هذه عقوبة عظيمة أن يكون محشورا مع فرعون وآل فرعون الذي روع المؤمن و أصابه بمكروه هذه هي عقوبته.

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ‌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ يَقُولُ‌: إِذَا قَالَ اَلرَّجُلُ لِأَخِيهِ اَلْمُؤْمِنِ أُفٍّ خَرَجَ مِنْ وَلاَيَتِهِ وَإِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّي كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَلاَ يَقْبَلُ اَللَّهُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلاً وَهُوَ مُضْمِرٌ عَلَى أَخِيهِ اَلْمُؤْمِنِ سُوءاً. الكافي، ج2، ص361

إذا قال الرجل لأخيه المؤمن أفٍّ يعني أهان إلى  أخيه لم يكرمه لم يحفظ كرامة أخيه هذا ما قاله الإمام الصادق عليه السلام بالنسبة له كما ترون أبي حمزة يقول سمعت أبا عبد الله يقول يعني أكثر من مرة سمع عن الإمام عليه السلام هذا القول سمعته يقول يدل على الاستمرار إذا قال الرجل لأخيه المؤمن أف خرج من ولايته وإذا قال أنت عدوي  بعض الأحيان في المشاجرات والمصارعات والخصومات فيما بين الناس قد تصدر هذه الكلمات ويقول أنت عدوي عدوك الشيطان عدوك الكافر عدوك المشركون  ليس عدوك أخاك المؤمن  وإذا قال أنت عدوي كفر أحدهما إما الذي قيل له أنت عدو  وإما هذا ولا يقبل الله من مؤمن عملاً وهو مضمر على أخيه المؤمن سوءا أن ينوي في قلبه ولو سراً  أن يسيء إلى أخيه  الله تعالى لا يقبل منه صلاته لا يقبل منه صيامه كيف يعادي أخاه وهو يتوقع أن يتقبل الله أعماله.

 

الخطبة الثانية

في هذا الأسبوع الذي قد قضيناه حدثت أحداث مهمة منها استشهاد القائد البطل الشيخ صالح العاروري القيادي في حركة حماس هذا يدل على أن الصهاينة بما أنهم لا يستطيعون أن يتصدوا في الجبهات لهؤلاء الأبطال المجاهدين يتمسكون بمثل هذه الاغتيالات ولكن سوف تنبت شجرة الانتصار من هذه الدماء الزكية وسيحترقون في النار التي أوقدوها وأججوها. قال الله تبارك وتعالى ﴿ ٱسْتِكْبَارًا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِۦ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾.

كذلك قبل أيام استشهد خمسة وثمانين زائراُ من زوار مرقد الشهيد الحاج قاسم سليماني هؤلاء الذين جاؤوا لأن يزوروا مرقد هذا الشهيد يخافون من زواره كما كانوا يخافون منه ويخافون من اسمه ويخافون من مدرسته فلذلك هكذا تعاملوا مع هؤلاء الزوار.

 قد ورد في بعض الأخبار بأن تنظيم داعش الارهابي تعهد هذه الجريمة ولكن هناك شواهد على أنه قد تمت هذه الجريمة بأيدي الصهاينة المجرمين مباشرة ولو قبلنا بصحة الخبر الذي لا نتأكد من صحته نقول: أليست منظمة داعش صنيعة أمريكا وحليفة الصهاينة الاستكبار العالمي هذا أمر مهم الاستكبار العالمي عندما ظهرت الثورة الإسلامية في إيران وعلمت بقدرة وقوة هذه المدرسة مدرسة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه قام بتصنيع واختلاق بعض المنظمات على غرار الحركة في الجمهورية الإسلامية يعني هذا الانتصار في الجمهورية الإسلامية على حد قول الامام الخميني قال نحن انتصرنا بسلاح الله أكبر نحن بالله وأكبر استطعنا أن نفوز ونغلب على أعدائنا فهؤلاء قاموا بحركات ظاهرها تشبه هذه الحركة ولكن مبادئها تختلف وهؤلاء كانت مهمتهم بأن يشوهوا سمعة هذه الحركة المقدسة للإمام الخميني رضوان الله عليه. بعد فترة من انتصار الثورة الإسلامية حدثت حادثة في الظاهر كان إنجازا لخط المقاومة ولخط الإمام الخميني و كان يحسب أنه درس اعتبروا هذا الدرس و تعلموا هذا الدرس من مدرسة الإمام الخميني ومن الثورة الإسلامية في إيران ، كانت في الجزائر جبهة الإنقاذ انتصرت في الانتخابات البلديات وبعد فترة وجدنا أن هذه الجبهة امتدت إلى بلاد مختلفة على صعيد الجزائر ولكن بدأوا يبادرون ببعض الجرائم في بعض القرى بقتل الأبرياء من الذين كانوا هؤلاء أطفال أو نساء الذين كانوا ينتمون بجهة غير جهتهم وكانوا قد ذبحوا بعض هؤلاء  فهذا كان لأجل تشويه سمعة الحركة التي تنادي بالإسلام شعاره الله أكبر الناس يكرهونهم لأنهم يرون منهم خلق بعض المجازر وكذلك اختلقوا مجموعات أخرى كما أنتم رأيتم منها منظمة وتنظيم داعش الإرهابي تنظيم النصرة وغيرهم... هؤلاء كلهم قاموا بتشويه سمعة الله أكبر بتشويه سمعة الحكومة التي ترتكز على أساس الإسلام على المبادئ الإسلامية.

  فعندما يتحدث عن الإسلاميين الأذهان تتجه إلى هذه الجهة أن هؤلاء الذين يذبحون الأبرياء أطفال نساء ومخالفيهم في أفغانستان طالبان هؤلاء في البداية بدأوا بذبح الناس بدأوا بمنع النساء من التعلم  هذه الأشياء التي لاصلة للإسلام، الإسلام لا يقبل هذه الأمور الإسلام يقول طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة سيدتنا الزهراء سلام الله عليها هي كانت تعلم الناس وتعلم النساء سيدتنا زينب سلام الله عليها كانت معلمة للنساء  أهل البيت عليهم الصلاة والسلام كانوا يهتمون بتعليم النساء  فما هذه الظاهرة التي نحن نشاهد في أفغانستان وطالبان حيث يمنعون النساء من الدراسة بذرائع تافهة. مع أن النموذج الأصيل ليس النموذج المزور والمزيف هو نموذج الجمهورية الإسلامية حيث استطاعت خلال أربعة عقود تحقيق إنجازات كبيرة على جميع الأصعدة مع أن قادة الجمهورية الإسلامية والقائد المعظم سماحة الإمام الخامنئي حفظه الله يعترف بأننا إلى  الآن لم نستطع أن نطبق الإسلام كما نريد وهناك مسافة طويلة حتى نصل إلى تطبيق الإسلام بشكل كامل  ولكن عندما يتحدث عن الحكم الإسلامي فور ما يتحدث يقولون داعش وفلان وفلان وطالبان  هذه الأشياء المفبركة والمصنعة والمزورة باسم الله اكبر حتى نرى بعض المؤمنين كأنهم يخجلون أن يقولوا ويهتفوا الله أكبر  مع أن الله أكبر من أهم الأذكار الإسلامية الذكر الكثير هو التسبيحات الأربعة منها تكبير الله أكبر  الله أكبر  هذه الشعارات أصيلة لعقيدتنا ولإسلامنا ولكن هؤلاء بما أنهم حكروا هذه الشعارات لأنفسهم  الناس كأنهم يخجلون أن يهتفوا بهذه الهتافات بهذه الكلمات المقدسة هكذا جعلوا سمعة الحكم الإسلامي هكذا مشوه.

 كما تعرفون السلعة إذا تريد أن تشتري عليها ماركة فلانة بما أن هذه الماركة اشتهرت بأن فيها جودة يعني تسوق هذه الماركة مع الجودة عندما يقال مركز فلانية تقول جودة تقول هذا جيد نحن جربنا إذا يريدون أن يفسدوا سمعة هذه الماركة يمكن أن ينشروا سلع مزورة وأنت فور ما تستخدم وتستعمل تقول ماركة فلانية استخدمته وأصبحت بالية ومتمزقة وليست جيدة ومن الآن أنا لن أستخدم هذه السلعة هكذا فعلوا بالنسبة لمدرسة الإمام الخميني رضوان الله عليه هذه مؤامرة من قبل القوى العظمى هؤلاء أذكياء جلسوا في غرف فكرهم ودبروا كيف يواجهوا هذه الجمهورية الإسلامية التي تهجم عليهم هجوما عارما ويتوسع كل يوم و كل يوم كل ضمير حر يستقبل بحفاوة هذه الفكرة بما أنهم رأوا وشعروا بهذا الأمر بدأوا يخترقون هذه الجماعات كما أن تلك المرأة كلينتون هي قالت بأننا نحن صنعنا واختلقنا داعش  هؤلاء الأمريكان هم الذين صنعوهم وهم بأنفسهم يأتون في الساحة ويقولون نحن نريد الحرب على الإرهاب والحرب على داعش  من حارب داعش في العراق وفي سوريا هل الولايات المتحدة هي التي كانت في الخط المقدم للمحاربة مع هؤلاء؟  بل هؤلاء كانوا يمدونهم بالسلاح كانوا في وسائل الإعلام كانوا يقولون نحن نحارب داعش وفي نفس الوقت كانوا يمدونهم بالسلاح والعتاد والآن هؤلاء يحتفظون بهم ليوم ما حتى يرسلوهم لتدمير الأمة ولتمزيق الأمة وأما بالنسبة لما حدث قبل يومين في العراق الحبيب ارتقاء شهيدين من قادة حركة النجباء سلام الله على هؤلاء الشهداء هذه الحادثة المفجعة تدل على أهمية تنفيذ قرار الشعب العراقي بطرد الأمريكيين المحتلين من أرض العراق بل من كل منطقتنا وتطهير هذه البقعة الطاهرة من دنس الأمريكان المجرمين.

  قسما بدماء الشهداء الشهيد سليماني وأبي مهدي المهندس سندحرهم ونستعيد بالأمن المستلب لمنطقتنا بإذن الله تعالى الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.