۲٠۲٤/٠۱/۲۹ ۲۱:٠۹:۱٠
خطبة الجمعة لسماحة السيد أيمن زيتون بتاريخ 14 رجب 1445


                                                                          بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة الجمعة لسماحة السيد أيمن زيتون، بتاريخ 14 رجب 1445 ه.

  

الخطبة الأولى

نحن أمام مناسبتين عظيمتين مهمتين في تاريخ البشرية والإنسانية. ذكرى ولادة أمير المؤمنين أسد الله الغالب علي ابن أبي طالب عليه السلام،  هذه الشخصية العظيمة والاستثنائية في تاريخ الإنسانية، والتي من خلال حركتها وسير ومواقفها وتعاليمها بنت بناء عقائديا إيمانيا فكريا للمحبين والعاشقين والسالكين في نهج علي عليه السلام. والمناسبة الثانية ذكرى وفاة ورحيل عقيلة بني هاشم زينب الكبرى صلوات الله وسلامه عليها، والتي كانت شبيهة لأبيها علي عليه السلام في مشيتها وفي نطقها ومنطقها وفي سيرتها وفي شجاعتها وفي مواقفها وفي كل تحديها لأولئك الطغاة الذين انحرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وواجهوا نهج الحق ونهج الولاية بالإمام الحسين عليه السلام وآل بيته.

 في ولادة اأمير المؤمنين أيها الأحبة تلك المعجزة الخالدة التي حدثنا عنها التاريخ أن فاطمة بنت أسد سلام الله عندما كانت تطوف حول البيت وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يسهل عليها ولادتها وكان هنالك جمع من قريش يجلسون أمام باب الكعبة المشرفة وإذا بالجدار ونداء من داخل الجدار مناديا لفاطمة عليها السلام أن ادخلي ليكون في داخل هذا البيت ولادة علي المدافع الأول عن حريم التوحيد والعقيدة. ولادة أمير المؤمنين الذي يجسد من خلال حركته وسيرته توحيد الله عز وجل في هذا الوجود والذي يدعو إلى توحيد الله الخالص ليس نظريا وإنما عمليا من خلال مواقفه وسيرته أمير المؤمنين يولد في الكعبة ويخرج من الكعبة المشرفة ليكون المدافع والحامي والشريك لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم في رسالته  ألم يقل النبي صلى الله عليه وآله لعلي السلام عندما قال له يا رسول الله إنني أسمع صوت الوحي ورنة الوحي قال له يا علي إنك تسمع ما تسمع وترى ما ترى إلا النبوة  لكن علي عليه السلام هكذا كان بدايته  في مكة كان إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله في وقت خذلت الأمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغم صغر سنه بات على فراشه وكان ذلك الموقف الله عز وجل في القرآن الكريم ومنهم من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. أمير المؤمنين كان يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله ليس فقط في يوم الهجرة وإنما في كل حياته الشريفة أوتسلم أنت يا رسول الله قال بلى هكذا وعدني ربي قال إذا لا أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت عليّ .

كل المسلمين  هاجروا إلى المدينة المنورة سرا إلا علي عليه السلام خرج جهرا مع الفواطم سلام الله عليهم ليأخذهم الى رسول الله صلى الله عليه وأله. والذي يتحدث عن إمامة علي اأو يشكك في إمامة علي عليه السلام حتى النبي الأعظم عندما دخل إلى قباء لم يدخل المدينة إلا عندما جاء علي عليه السلام ليدخل هو وعلي المدينة، أما في المدينة المنورة يا من قد أنكر من آيات أبي ما لا ينكر  إن كان لجهلك بالآيات جحدت مقام أبي شبر فاسأل بدرا واسأل أحدا واسأل الأحزاب واسأل خيبر  من دبر فيها الأمر ومن أربى الأبطال ومن دمر  من هد عروش الشرك ومن شاد الإسلام ومن عمر  من قدمه طه وعلى أهل الإيمان له أمر علي عليه السلام الذي يقول ما بارزني أحد إلا وأعانني على نفسه  كان يسمع باسم علي ترتعد فرائسه  مع علمهم بأن عليا عليه السلام لا يقتلهم، ولا يسفك دما حراما ولا يظلم أحدا وإنما يقاتل ليس لشخصه وليس لنفسه وإنما لله عز وجل.  هذه معركة الخندق عندما برز عمرو بن ود العامري ذلك الذي يعد رجل بألف فارس وهو يدعو الناس إلى المبارزة والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول من لعمرو وأنا أضمن له على الله الجنة   سكت إلا علي عليه السلام قال أنا له يا رسول الله  المرة الأولى والثانية والثالثة ليقيم الحجة على الناس  برز علي عليه السلام  أول ما سمع عمرو بن ود العامري باسم علي وافتخر علي باسمه وارتجز، قال له ارجع يا ابن أخي لا أريد أن أقتلك لأن أباك كان صديقا لي في الجاهلية حيث كان الرعب من أمير المؤمنين سلام الله عليه الإمام خيره بين ثلاث... عندما ضرب أمير المؤمنين عمرو بن ود العامري وأرداه على الأرض، جلس أمير المؤمنين ليقتله وإذا بعمرو يشتم عليا عليه السلام فيقوم أمير المؤمنين من على صدر عمرو ويجول حوله حتى أن بعض المرجثين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لماذا جبن علي عن قتل عمرو ابن ود العامري؟ قال لهم الآن يأتي ونسأله ما هي إلا لحظات وإذا بأمير المؤمنين يقتل عمرو بن ود العامري ويأتي إلى الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسأله النبي صلى الله عليه وآله وهنا موضع الشاهد أيها الأحبة في حركة علي وسيرة علي وتصرفات علي عليه السلام لما أبطأت يا علي في قتل عمرو بن العامري قال يا رسول الله عندما جلست على صدره شتمني فغضبت فخشيت إن قتلته أن يكون غضبا لنفسي فقمت حتى هدأ روعي فقتلته غضبا لله عز وجل حينها رسول الله صلى الله عليه وآله لضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين إلى يوم القيامة.

أما عقيدة بني هاشم زينب الكبرى سلام الله عليها والتي نذرت نفسها منذ أيام طفولتها لتكون
إلى جانب علي عليه السلام وحقيقة هذا الحضور الضخم المبارك من كل أنحاء العالم خصوصا من أهلنا من العراق بمواكبهم بمجالسهم بتواجدهم هذا رد على أولئك الذين ظنوا أنهم اجتثوا اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا تثبيت لقول العقيلة زينب عليها السلام ليزيد والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، هذا الحضور المبارك هذا التواجد العظيم هذا الولاء المطلق للعقيلة زينب عليها السلام هذه المواكب والمجالس والتواجد هذا نداء في كل آن وفي كل حين لآولئك الذين ظنوا انهم قتلوا ال بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهت القصة. نقول لهم أن الإمام الحسين قال لكم هذه شيعته وهذه محبيه يرددون نفس النداء أبالقتل تهددني يا ابن الطلقاء... إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، وقول الحسين عليه السلام ولقد خيرني الدعي ابن الدعي بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة.

 

 

الخطبة الثانية

العدوان الصهيوني المستمر على أهلنا في فلسطين والذي فضح اسرائيل وفضح كل الذين يقفون إلى جانبها في المجتمع الغربي،  هذه إسرائيل دمرت معظم غزة قتلت النساء قتلت الأطفال هجرت النساء والأطفال ظنا منها أنها تستطيع القضاء على المقاومة وظنا منها أنها تستطيع أن تأخذ أسراها من دون إخراج السجناء الفلسطينيين وغيرهم في سجون الكيان لكن الأيام التي وصلنا إلى أكثر من مائة وعشرة أيام في هذه المعركة تثبت أن المقاومة لا زالت وأن الكيان الصهيوني يتكبد في كل يوم العشرات من القتلى والجرحى وأن هنالك تشتت وتفتت وتمزق داخل الكيان الصهيوني سيظهر إن شاء الله في الأيام القادمة وفي الأسابيع القادمة.

 هذه المعركة أيضا مرة أخرى أثبتت أن الذين يتبعون عليا عليه السلام ويوالون عليا عليه السلام الذين كانوا مع الحق لأن إمامهم مع الحق والذين يدورون الحق لأن إمامهم أمرهم بأن يدوروا حول الولاية وحول الحق ثبتوا وصمدوا ووقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية ليس بالحديث وليس بالكلام وإنما من خلال العمل هذا ما نراه في جنوب لبنان.

 هذه المعركة التي يديرها أبطال المقاومة الإسلامية في حزب الله والتي يكبدون فيها الصهاينة ولأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني، يهجر أكثر من مئة ألف صهيوني من القرى ومدنه ويخرجون إلى تل أبيب وإلى بقية المدن غير الذين خرجوا من خارج فلسطين هذا يثبت هذا الموقف، ما يقوم به أهلنا في العراق الأبطال الشرفاء المجاهدين من مواجهة هذا الكيان الغاصب وأمريكا أيضا هذا الأمر وما يقوم به أهلنا في اليمن من بطولات ومواقف وتحديات أيضا يضعضع الكيان الصهيوني وبضعضع كل من وقف إلى جانبه في هذه الأزمة. هذا المحور المقاوم رغم محاولة الكيان الصهيوني أن يرعبنا من خلال الاغتيالات التي حصلت هنا وهناك سواء القصف الذي حصل في دمشق قبل أيام واستشهد مجموعة من قادة والمجاهدين من الجمهورية الإسلامية في إيران ومن سوريا أو في لبنان أو في غيرها كل هذه الأمور لا ترعبنا لأننا والينا أمير المؤمنين الذي يقول ما برز إلي أحد إلا وأعانني على نفسه وإن شاء الله سيكون زوال هذا الكيان الصهيوني وهلاك هذا الكيان الصهيوني على أيدي المؤمنين وعلى أيدي المقاومة بإذن الله تعالى.