۲٠۲٤/٠۲/۱۲ ۲۱:۲٦:۲۲
خطبة الجمعة لسماحة السيد الدكتورر عبد الله نظام بتاريخ 28 رجب 1445


                             بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الله نظام (زيد عزه) بتاريخ 28 رجب الأصب 1445 ه.

 

 

الخطبة الأولى:

 

أبدأ الحديث بالنسبة إلى المبعث النبوي الشريف برواية حصلت مع الإمام الحسين عليه السلام ونحن أيضا نقترب من ذكرى مولده الشريف جاءه رجل كثير الذنوب  فقال له إني كثير الذنوب فعظني يا ابن رسول الله قال له الإمام الحسين عليه السلام: يا هذا لا تأكل من رزق الله وافعل ما شئت، ذهب هذا الرجل ورجع قال له قال له ما وجدت شيئا  آكله ليس من رزق الله  كل ما آكل هو من رزق الله فقال له الحسين عليه السلام يا هذا اذهب إلى مكان لا يراك الله فيه وافعل ما شئت،  ذهب هذا الرجل ورجع قال له: يا ابن رسول الله كل مكان يراني الله عز وجل فيه قال له: يا هذا اخرج من ملك الله وافعل ما شئت، ذهب هذا الرجل ورجع قال له: وكيف أخرج من ملك الله؟ الله عز وجل هو المالك لكل شيء، قال له: يا هذا إذا جاءك ملك الموت فادفعه عن نفسك وافعل ما شئت. فالمسألة في قضية الإنسان والعلاقة مع الله عز وجل أنه أيها الإنسان أنت مخلوق لله عز وجل، عبد لله عز وجل، مملوك لله عز وجل، تعيش في ملكه تأكل من رزقه، كل أمرك مرتبط به ومرجعك إليه لذلك من هذه الجهة الله عز وجل هو محيط بنا من كل جانب أيها الأعزة. قضية الدين هي هذا الله عز وجل عندما شرّع الدين للناس شرعه على هذا الأساس،  أنه الله عز وجل هو الخالق الله عز وجل هو المالك، إذا الله عز وجل له أن يفرض المنهاج الذي يريده على خلقه،  الخلق ليس له اختيار في طبيعة المنهج الذي يريده الله عز وجل  لذلك إذا تلاحظون  أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كانت (اقرأ باسم ربك الذي خلق) يعني هذه القراءة التي ستقرأها في القرآن الكريم والتي هي عبارة عن عقيدتك وعن أحكام دينك وشريعتك أيها الإنسان في جميع مناشط حياتك إنما هي مرتبطة بالذي خلق، الذي خلق هو الذي له الحق أن يفرض عليك ما يشاء.  ولذلك أنا سابقا ذكرت لكم مرة أنه أهم سؤال يسأله الإنسان لنفسه من أنا؟  عرف نفسك من أنت؟ هل أنت كائن مستقل تستطيع أن تفعل ما تشاء وأن تكون حيث تشاء وكما تشاء من دون تدخل من الله عز وجل؟ أو أنه كل أمرك بيد الله؟ إمامنا الصادق عليه السلام له عبارة جميلة جدا في هذا المقام كان يقول إذا أردت وأريد وحيل بيني وبين ما أريد عرفت أن المدبر غيري. إذا أردت أنا شيئا وأريد لي شيء آخر غير الذي أنا أردته الذي أريده ما حصل حصل شيء آخر وحيل بيني وبين ما أريد الذي أردته لم أستطع تحصيله عرفت أن المدبر غيري.  النتيجة هي هكذا فلذلك في قضية الدين هذه القضية ترتبط بالإرادة الإلهية ترتبط بالله عز وجل الله عز وجل هو الذي شرع لنا الدين والله عز وجل عندما شرع الدين شرعه على أساس أنه هو الخالق والمالك وعلى أساس أنه هو العالم بدقائق وتفصيل خلقتنا ونوازعنا وتفكيرنا وقد عبر عن ذلك في القرآن الكريم ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فإذا هو جاءنا بما يصلح حالنا بما يناسب حياتنا.  نحن أيها الأعزاء الذين نخرب القوانين والنواميس ونخطئ في اختيار الأعمال والأقوال ربنا جل شأنه ذكر في كتابه الكريم هذه الآية هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل  لفي ضلال مبين  إذا هو بعث في أمة جاهلة أمية  رسولا منهم يعلمهم آياته  يتلو عليهم آيات الله عزوجل ليتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة  الحكمة أن تضع الشيء في محله،  إذا قلنا فلان حكيم يعني فلان يعلم كيف يتصرف يضع الشيء في مكانه المناسب في محله فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا التصرف المناسب الفعل المناسب الذي يتناسب مع أحوالنا وشؤون حياتنا ما يصلحها ويحسنها أيها الأعزة،  وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين يعني قبل هذا البيان من الله عز وجل وقبل أن يبعث رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كان الناس في ضلال مبين هذا الاهتمام من الله عز وجل هو الذي نعبر عنه في أدبياتنا العقدية أنه النبوة لطف من الله عز وجل، اللطف هو المحبة والرأفة، الله عز وجل يلطف بنا يرأف بنا لذلك جعل لنا الدين وأرسل لنا الأنبياء.  في آية أخرى يتحدث الله وجل عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾. هذه حدود للديانة الإسلامية حدود للمبعث النبوي الشريف، الله عز وجل في هذه الآية المباركة أولا يقول يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا  يعني في يوم القيامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقف بين يدي الحساب تعرض عليه أعمالنا ونسأل عنها ونقدم أعذارنا عن الخطايا والذنوب التي ارتكبناها في حياتنا الدنيا  النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشهد علينا أمام ربنا،  لقد بلغتهم كذا علمتهم كذا أمرتهم بكذا نهيتهم عن كذا فإذا هو يشهد علينا في الأشياء التي أطعنا وفي الأشياء التي خالفنا في القرآن الكريم ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  هو شاهد وهو كذلك مبشر ونذير يبشرنا بالرحمة التي بالمغفرة التي عند الله بالثواب الجزيل الذي عند الله عز وجل.

 هي المشكلة مشكلة في الاعتقاد أيها الأعزاء، في فرق بين التصديق هكذا كيفما كان يدعي الإنسان أنه مصدق وأنه يقبل وبين الالتزام الحقيقي لأوامر الله عز وجل في الالتزام الحقيقي الإنسان لا يخالف أمر الله عز وجل هو على يقين من أن هنالك جنة ونار هنالك حساب وكتاب وموقف بين يدي الله عز وجل ذرني ومن خلقت وحيدا نحن وكأننا هذا الاعتقاد ليس حاضر في القلب يقال بحسب المنطق الأرسطي أنه عندنا تصور وعندنا تصديق، نحن بالنسبة إلى القيامة في مرحلة التصور يعني نحنا منتخيل يمكن في جنة  يمكن في نار هلأ لو أحدنا سأل نفسه ربما يقول لا أنا أعتقد لكن عملك يشهد أنك لا تعتقد  إذا كنت تعتقد على ما خالفت وأنذرتكم نارا تلظى  أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كان يقول فازَ والله من رأى النار  أمامه،  فاز والله من رأى الجنة أمامه،  هذا الإنسان الذي يرى النار أمام عينيه يرى الجنة أمام عينيه يعني هذا الإنسان هو في مرحلة القطع في مرحلة اليقين في مرحلة التصديق  لن يصدر عنه إلا ما يكون موافقا لتلك الرؤيا التي رآها رأى النار أمامه رأى الجنة أمام و نحن لسنا هكذا نحن كأننا نعيش على وعد  هنالك وعد من الله عز وجل هذا الوعد أنه في جنة وفي نار وفي ناس رايحين عالجنة وفي ناس رايحين عالنار.  أما ترى نحن سنكون من أهل الجنة سنكون من أهل النار الله عز وجل غفور رحيم إن شاء الله أهل البيت يشفع لنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يشفع لنا يعني كان مهمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام أن ينظفونا من الأخطاء والأقذار التي حملناها في حياتنا. من قال إن وظيفة النبي هي هذه؟ وظيفة آل البيت عليهم السلام هي هذه! نحن علينا أن نعتمد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام بالنسبة إلى الذلل من أخطائنا الذي يحصل صدفة اتفاقا، أما الذي نعمله ونحن نتوجه إليه على أنه حرام من أين لنا اليقين بأن هؤلاء سيشفعون لنا لذلك من هذه الناحية أيها الأعزاء القضية هي كما ذكرت لكم هي مسألة الاعتقاد نحن عندنا ضعف في الاعتقاد ولو كان عندنا يقين وجزم وقطع في عقائدنا لما كنا قد برزنا إلى الله عز وجل بمعاصينا وأخطائنا.

 بعد ذلك الله عز وجل يتحدث عن وظيفة نبيَه يقول وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا داعيا إلى الله بإذن الله وبتكليف من الله عز وجل وسراجا منيرا بناء على أنه يظهر الحقائق الكونية والحياتية للناس  ويعلمهم ما يتناسب مع تلك الحقائق الكونية  والحياتية للناس أنا ذكرت لكم الإنسان ليعرف نفسه أنت عرف نفسك سابقا الإمام الصادق عليه السلام قابل رجلا من الملاحدة يسمى عبد الكريم ابن أبي العوجاء حاور الإمام الإمام عليه السلام سأله هذا السؤال قال له يا هذا أنت لم تكن ثم كنت  كلنا لم نكن ثم جئنا إلى هذه الحياة الدنيا ثم كنا من جاء بك من العدم إلى الوجود؟ أنت جئت لوحدك كيف يأتي لوحده  شيء من العدم إلى الوجود، إذا هنالك من جاء بك من العدم إلى الوجود إذا أنت تابع للذي أوجدك للذي جاء بك من العدم إلى الوجود  عليك أن تأتمر بأمره وأن تطيع تعاليمه الدين في الواقع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبين حقائق الحياة لذلك هو سراج منير بعد ذلك إذا أنت اعتقدت وآمنت وعرفت نفسك تعريفا صحيحا وأطعت الله عز وجل لك هذه البشارة وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا وفي قضية التدين ينبغي لنا أيها الأعزة أن نذعن لله عز وجل ولرسوله في ما شرع ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.  فمن هذه الجهة إذا لابد من التسليم وفلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فإذا نحن بمناسبة المبعث النبوي الشريف علينا أن نعيد النظر أيها الأعزاء في تعريف أنفسنا في تحديد موقفنا من الدين في الثبات على الطاعة والالتزام بالأحكام والتشريعات التي شرعها الله عز وجل. ربنا جل شأنه ذكر في سورة القيامة (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) لاحظوا هذه الكلمات الدقيقة (أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من منيي يمنا ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى).  الله عز وجل يستدل في هذه الآيات هذا كلام الإمام الصادق عليه السلام مأخوذ من القرآن من هذه الآية وغيرها  ماذا قال لذلك الرجل يا هذا أنت لم تكن ثم كنت  الله عز وجل في هذه الآية يذكرنا بأصلنا أنه أيها الإنسان ما أصلك أنت  أصلك نطفة ألم يكن نطفة من مني يمنا ثم كان علقة فجعل منه الذكر والأنثى لذلك في البداية قال أيحسب الإنسان أن يترك سدى و الذي هو يتشكل بإذن ربه الذي يوجد بمعرفة ربه بقدرة ربه،  الذي جعله ذكرا هو ربه هو الذي جعله والذي جعلها أنثى هو ربها هو الذي خلق هو الذي كوَن هو الذي صوَر هو الذي يملك لذلك هو له الحق أن يسألك عن عملك. أيها الإنسان المبعث النبوي الشريف هو لضمان السلامة بالنسبة للإنسان في حياته وفي آخرته.

 

 

الخطبة الثانية

 

 

نحن الآن في عشرة الفجر، ونسأل الله عز وجل أن يتم فضله ونعمته على المسلمين وأن يجعلهم من المنتصرين إن شاء الله.

 أيها الأعزة؛ الثورة الإسلامية المباركة لها فضل كبير وأثر عظيم في العالم الإسلامي، بل في العالم كله، أعادت إحياء الإسلام مرة أخرى، وأي إسلام؟ الإسلام الأصيل، لأنه عندما انتهت الدولة العثمانية وجاء أتاتورك بالعلمانية المفرطة انتهى دور الإسلام في الكثير من دول العالم الإسلامي بحيث في بعض الدول منعت منها المظاهر الدينية في بعض الدول منع الأذان باللغة العربية،  في كثير من الأمور حرفت أبعد الناس عنها، وقهروا على ذلك لم يعد للإسلام دور في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، أبعد عن أنشطة الحياة واقتصر فيه على علاقة بين الإنسان وبين ربه يعني إذا أردت أن تصلي هذه الركعات المفروضة أردت أن تصوم شهر رمضان أن تحج البيت لا مانع من ذلك، أما أن يكون الإسلام هو قانون حياتك في المجالات كافة فهذا ممنوع محظور.  غلب المسلمون على أمرهم غصبت خيراتهم احتلت بلادهم، في الواقع هناك حالة مأساوية في العالم الإسلامي،  الله عز وجل يأبى إلا أن يظهر نوره  و إلا أن يقيم الحجة على العالمين  أراد لهذه الثورة المباركة على يد هذا الرجل الاستثنائي العظيم الإمام الخميني قدس سره الشريف أن تنتصر على أقوى قوة في المنطقة وهي قوة الشاه،  الشاه ما كان يرضى أن يسمى شاه إيران كان يريد أن يسمى شاه شاه يعني هو ملك الملوك ، هو ليس ملك لدولة  كان هو حامي كل تلك الكيانات القائمة في الخليج والتي تستثمر أمريكا وبريطانيا خيراتها بشكل فظيع وإلى الآن يعني النفط تجارة سياسة الوجود العسكري هي دول محتلة في صورة دول مستقلة  لا يملك حاكمها من أمره شيئا إذا أرادت بريطانيا شيء أو أمريكا شيء ليس له إلا التسليم بما تريده أمريكا وما تريده بريطانيا. التطبيع القائم الآن هو خير شاهد على ذلك، هؤلاء طبعوا وهرولوا ومشوا سراعا على هذا الطريق بأمر من ترامب من الولايات المتحدة الأمريكية من بريطانيا من الصهيونية العالمية.  إذا رأى بعضكم أنه هنالك فيديو في مواقع التواصل أن هنالك معبدا هندوسيا افتتح في أبي ظبي وجاء أحد المسؤولين وقبّل البقرة التي وصلت إلى ذلك المعبد، هذا نوع من الإذعان نوع من الذل نوع من الخزي.  أنت مسلم أعطيتهم مجالا أن يجعلوا معبدا طيب جعلوا معبدا أما أن تأتي إلى معبدهم وتقبل بقرتهم هذا من الأشياء العجيبة الغريبة أو كما فعل بعضهم عندما أراد أن يصلي صلاة مشتركة على الديانة الابراهيمية المزعومة وقف وقال أبانا الذي في السماوات أبانا الذي في السماوات من الذي قالها واحد شيخ مسلم من أين أباك الذي في السماوات أنت مسلما صرت مسيحيا على أي دين أنت!  ما الداعي إلى مثل هذه التنازلات وهذه الخزعبلات؟  الذي يجعل هذه الأمور تحصل إنما هو الذل القابع في داخل النفوس هنالك قلوب ملأها الذل وملأها حب الدنيا هو الذي جعلها تخضع هذا الخضوع الثورة الاسلامية المباركة أهميتها أنها قالت لا في وجه الاستكبار العالمي قالت لا لأمريكا وقالت لا للصهيونية وقالت لا للانجليز وقالت لا لكل التيارات الإلحادية والتيارات المنحرفة سياسة ثقافة اقتصادا مجتمعا في عالمنا الإسلامي. ولذلك نحن رأينا أنه كيف تكالبت كل دول الدنيا جميعا على الجمهورية الإسلامية ودفعت صدام إلى حربه المشؤومة مع تلك الجمهورية. نعم يسجل هنالك موقف حر لسوريا في ذلك الوقت لم تنضم إلى ذلك الحلف الدولي بل ناصرت الجمهورية الإسلامية لأن قيادتها كانت ترى ذلك الأثر الكبير بالنسبة إلى تلك الدولة. فلذلك في الواقع نحن إذا ننظر إلى محور المقاومة المقاومة الإسلامية التي استطاعت أن تحرر لبنان من رجس الصهاينة بأمر من تشكلت بأمر من تأسست هي تأسست بأمر من الإمام الراحل الخميني قدس سره الشريف.  الدعم للفصائل المقامة الفلسطينية بدأ منذ عهد الإمام الخميني قدس سره الشريف.  التحرر الاقتصادي الثورة العلمية التي تمتلك الآن غزوا للفضاء وملفا نوويا وكثيرا من وجوه التقدم في كل أنحاء الصناعة والعلم هو بدأ من الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه. هذه ثورته وهذه توجيهاته يتابعها الآن الإمام علي الخامنئي دام ظله الشريف هو تلميذ الإمام مقرب من الإمام عاش في ظل الإمام، هذه الشجرة المباركة التي تحتضن الثورة الإسلامية  بكل جوانبها الدينية الشرعية السياسية الجهادية أولئك الشهداء العظام الذين استشهدوا على طريق مقاومة أمريكا ومقاومة إسرائيل الحاج قاسم  سيد رضي ابو مهدي المهندس أبو  باقر الساعدي وسيد ذو الفقار والحاج عماد وغير هؤلاء الكثير من الشهداء،  هؤلاء في الواقع هم أبناء هذه المدرسة ربوا في هذه المدرسة، اغتالتهم أمريكا واغتالتهم إسرائيل لأنهم أبناء مخلصون أوفياء لهذه المدرسة قاموا بما عليهم فاتخذهم الله شهداء،  ربنا في كتابه الكريم يقول ويتخذ منكم شهداء.

هذه الثورة في الواقع هي التي تجعلنا الآن نقف على أقدامنا مرفوعي الرأس أمام الاستكبار العالمي،  هذا الفكر الذي ترونه الآن في غزة العزة رغم كل الدمار رغم كل القتل  رغم كل الإجرام الإسرائيلي  استمعوا إلى كلام الأمهات إلى كلام الزوجات إلى كلام الآباء  إلى كلام الأبناء استمعوا إلى الإصرار المضي والثبات في وجه إسرائيل رغم كل ما حصل  هذا كله في الواقع إنما هو من ذلك الفكر الذي جاءت به الثورة الإسلامية المباركة، لا أدري إن كان بعضكم قد سمع قول المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي عندما ردد كلام السيدة زينب سلام الله عليها الذي قالته في مجلس عبيد الله بن زياد عندما سألها كيف رأيت صنع الله فيك وبأهلك  قالت له والله ما رأيت إلا جميلا  أولئك فتية كتب الله عليهم الموت فبرزوا إلى مضاجعهم. بالحقيقة هنالك امتحان للصبر امتحان في الإيمان هنالك امتحان في الثبات وهذا يرتبط بعالم اليقين وعالم الاعتقاد.  زوجة الشهيد الحاج صادق الذي استشهد في المزة جاءت إلى المكان لحظة نظرت ومضت سلمت لله عز وجل لم يظهر انهيار لم يظهر عليها انكسار لم يظهر عليها إلا القبول والصبر بقضاء الله وقدره ومعرفتها برفعة شأن زوجها ومكانته عند الله عز وجل بهذه الشهادة. نحن بحاجة إلى هذه المدرسة أيها الأعزاء، لا يزال أمامنا طريق طويل في تحرير سوريا في تخليصها من الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي وقوى الشر المدعومة من كثير من دول ومن الأعراض. كل محور المقاومة بحاجة إلى أن يحمل هذه الروح بقوة أن يستلهمها وهذه في الواقع هي بدأت كصناعة في مدرسة آل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وأعادت إحياءها وإبرازها الثورة الإسلامية المباركة.  نحن لسنا أمام حدث سياسي هذا الحدث السياسي يتحدث عن مصير دولة عن مصير شعب وأما نحن في الواقع أمام صناعة أممية عالمية تعلم الإنسان أن يكون حرا تنطق بمقالة عليّ عليه السلام لا تكن عبد غيرك وقد الله حرا.