۲٠۲٤/٠٣/٠٤ ۲٠:٣۸:۲۵
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 20 شعبان 1445


                                                         بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 20 شعبان المعظم 1445 ه.

 

الخطبة الأولى:

في الخطبة الأولى نتحدث عن نمط الحياة وفقا للرؤية الإسلامية، كنا نتحدث عن التكاليف الاجتماعية تكاليفنا تجاه الحكومة وتكاليف الحكومة تجاهنا تكاليف المجتمع تجاه الأفراد والأشخاص وهم تجاه المجتمع...

 من الأشياء التي يجب أن نذكر أن الإسلام لا يتحمل حكم الظالم على المظلومين، ويفرض على الجميع أن يثوروا في وجه الظالم، أن يأبوا الاستسلام للظالم أو ما يعبر عنه بالطاغوت الذي يطغى على حكم الله تعالى ويجعل نفسه مكان الله تعالى. كما أن فرعون كان يحسب نفسه مكان الله تعالى! وكان يحكم كما يريد، بما أن الحكم لله تعالى فالحاكم يجب أن يتبع هذا المبدأ، بأن الحكم أساسا من الله تعالى، فإذا الحاكم يجب أن يطبق ما حكم الله تعالى وما أمر الله تعالى ومن يخالف أمر الله هو الطاغوت. في الآيات القرآنية نحن نقرأ عن الطاغوت وعما يجب علينا أن نتخذ من الموقف تجاه الطاغوت، وعلى الطاغوت.  الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام يدلنا على الثورة على الظالم بكلماته في خطبه عندما خرج إلى الكوفة ومن ثم إلى كربلاء، في منزل يقول الإمام أَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ اَلْحَقَّ لاَ يُعْمَلُ بِهِ وَأَنَّ الْبَاطِلَ لاَ يُتَنَاهَى عَنْهُ لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ مُحِقّاً فَإِنِّي لاَ أَرَى اَلْمَوْتَ إِلاَّ سَعَادَةً وَلاَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلاَّ بَرَماً إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ‌ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلاَءِ‌ قَلَّ الدَّيَّانُونَ‌. تحف العقول، ص245.

ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه؟ إذا حدث هكذا يعني الناس خرجوا عن حكم الله تعالى بأمر من الطاغوت أو يتبعون الطاغوت أو يتحاكمون إلى الطاغوت، وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما.  برما يعني سأمَاً ضجراً.  هكذا يقول الإمام أبو عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام بأن هذه الحياة هكذا حياة لا قيمة لها أجداد هؤلاء الذين يقطعون على أرض غزة إربا إربا إذا كانوا يعملون بهذه الأحكام الإلهية وكانوا يواجهون الطاغوت بقوة وكانوا يتبرأون من الطاغوت في تصرفاتهم، ما آل الأمر إلى هذا المصير الذي صار بما أنهم عطلوا حدود الله سكتوا أمام الطواغيت. الله تعالى ليس له صداقة مع أي أحد هناك سنة في هذا العالم هناك ناموس وقانون لهذا العالم إذا أنت تسكت أمام الباطل، الباطل سيحكم، فلذلك أمرونا بأن لا نسكت أمام الظلمة.

 في حديث آخر وأنتم تعرفون هذه الخطبة للإمام عليه السلام في الساعات الأخيرة من عمره الشريف على أرض كربلاء نادى هكذا أَلاَ وَإِنَّ اَلدَّعِيَّ اِبْنَ اَلدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اِثْنَتَيْنِ‌؛ بَيْنَ اَلسِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ‌. وَهَيْهَاتَ مِنَّا اَلذِّلَّةُ‌. يَأْبَى اَللَّهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ‌. نُؤْثِرُ مَصَارِعَ اَلْكِرَامِ عَلَى طَاعَةِ اَللِّئَامِ‌. الملهوف، ص97. ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة هكذا يكون أمر الإمام عليه السلام وهذا ليس أمر الإمام الحسين بل كل الأئمة هكذا كانوا يأمرون نبينا الأعظم كان هكذا قد أمرنا بمثل هذا الأمر الذي  أمرنا الحسين عليه الصلاة والسلام جميع الأنبياء كانوا يسيرون بنفس هذا المنهج وهذه السيرة بأنهم كانوا يواجهون الظلمة بقوة ما كانوا يقتدون بهم وماكانوا يخضعون أمامهم وما كانوا يرضخون أمامهم، بل كانوا يغيرون عليهم إما بكلامهم بلسانهم وإما بفعلهم إذا كانوا يستطيعون، وإما بعدم مساعدتهم إذا ما كانوا يستطيعون على القول والفعل هذا هو تكليفنا.  البراءة من الظالمين في القرآن الكريم في سورة البقرة في الآية الخامسة والستين بعد المئتين بعد آية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى الإيمان يجب أن يكون قرينا مع الكفر بالطاغوت الإيمان بالله تعالى يجب أن يكون معه الكفر بالطاغوت الكفر بالطاغي الذي يطغى على الله وعلى نبي الله وعلى إمام المسلمين وكذلك في سورة النحل الآية السادسة والثلاثين هكذا نقرأ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا.  الله تعالى بعث في كل أمة رسولا ومؤدى رسالة هؤلاء الرسل ما هو؟ أن يعبدوا الله، واجتنبوا الطاغوت نفس المضمون، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله هنا يقول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.  واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة، فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.

في سورة النساء يؤنب ويلوم هؤلاء الذين يتحاكمون إلى الطاغوت...  يقول الله تعالى بعد أن أمر الناس بالإطاعة لله والرسول وأولي الأمر منكم أوصياء الرسول يقول ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هؤلاء يزعمون  أنهم مؤمنون يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به  ومن يكفر بالطاغوت الله تعالى أمرهم أن يكفروا بالطاغوت  ولكن هؤلاء يأتمرون بأمر الطاغوت ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا  كذلك في سورة الزمر الله تعالى يمدح المؤمنين الذين هكذا وصفهم،  والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها، وأنابوا إلى الله لهم البشرى  فبشّر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب  هؤلاء المهتدون.

 وعن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: يا أبا الصباح إياكم والولائج فإن كل وليجة دوننا فهو طاغوت.

 عن ابن أبان قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول يا معشر الأحداث يعني يا معشر الشباب اتقوا الله، ولا تأتوا الرؤساء، دعوهم حتى يسيروا أذنابا الذي أصبح رئيسا بالغصب وبمخالفة الدين وبالظلم هذا هو المقصود لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله إن والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره.

  هذه الأحاديث تدل على هذا الأمر المهم عندما توجه بعض الناس إلى طاغوت بسم المكافحة ضد الطاغوت الإمام الصادق عليه السلام رفض هذا اتجهوا إلى أبي مسلم الخراساني حيث كان له شعار مثل شعار أهل البيت كان يتحدث عن موقف مثل موقف أهل البيت كان يقول وجماعتهم كانوا يقولون نحن نأخذ بثأر أهل البيت، نحن نريد أن نرجع الحق إلى أهل البيت والإمام عليه السلام يعرف هؤلاء بأنفسهم طواغيت وهؤلاء يريدون أن يصبحوا طاغوتا جديدا كيف تعامل معهم الإمام؟ رفض أن يساعدهم قصدي هؤلاء الذين أسسوا الحكومة الغاشمة العباسية مقابل الأمويين مع أن أهل البيت كانوا يكرهون الأمويين فهم كانوا ظلمة.  هؤلاء كانوا ظلمة أهل البيت هؤلاء قتلة أهل البيت ولكن كان الإمام يعرف هذا الذي يدعي أنه هو ضد الطاغوت هو يدعو إلى نفسه لا يدعو إلى إمام عادل بل يريد أن يرفض طاغوتا لصالح طاغوت جديد وطاغوت آخر.  مثل هذا ربما يحدث في أيامنا وما شابه ذلك فأنتم يمكنكم أن تروا مثل هؤلاء الطواغيت الذين هم يدعون الكفاح ضد الظلم مع أنهم ينتمون إلى جهات ظالمة وإلى طواغيت.  فهم يحاربون لأجل أن يأتوا هؤلاء الطواغيت الجدد ويتربعون على العروش هؤلاء هم بأنفسهم يقاتلون في سبيل الطاغوت  لا يقاتلون فيه سبيل الله تعالى.

 

 

 

الخطبة الثانية

 

هذه العشرة الأخيرة لشهر شعبان المعظم علينا أن ننتهز هذه الفرصة إذا ما اغتنمنا وما وفقنا إلى الآن أن ندرك من فيوض ومن فيوضات هذه الأيام المباركة، والليالي الميمونة، علينا أن نستفيد من هذه الأجزاء المتبقية من هذا الشهر الفضيل وأنا أريد أن نستقبل شهر الله شهر رمضان المبارك بكلمات عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في في الجمعة الأخيرة من شهر شعبان المعظم.

 بما أن هذه الخطبة خطبة قيمة وبحاجة إلى شيء من الإيضاح والتدقيق في بعض فقرات هذه الخطبة لذلك أنا أجزئ هذه الخطبة إلى ثلاث أجزاء وفي كل جمعة إلى الجمعة الأولى لشهر رمضان المبارك بإذن الله تعالى، لو قدر الله لنا وكنا على قيد الحياة إن شاء الله سنقرأ هذه الفقرات من هذه الخطبة الشريفة.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمَدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ:

 أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ. هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ وَ جُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ. أَنْفَاسُكُمْ‏ فِيهِ‏ تَسْبِيحٌ‏ وَ نَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ وَ عَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ وَ دُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ؛ فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَ قُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِهِ؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ مِنْ غُفْرَانِ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ. وَ اذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَ عَطَشِكُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ عَطَشَهُ، وَ تَصَدَّقُوا عَلَى فَقُرَائِكُمْ وَ مَسَاكِينِكُمْ وَ وَقِّرُوا كِبَارَكُمْ وَ ارْحَمُوا صِغَارَكُمْ وَ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ غُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ وَ عَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ وَ تَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ ارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَوَاتِكُمْ؛ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ وَ يُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ وَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ وَ ظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَ السَّاجِدِينَ وَ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ.‏ ...

 

أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، هذه الباء على حد قول النحويين باء المصاحبة يعني هذا الشهر الذي يكون مصحوبا بالبركة مصحوبا بالرحمة مصحوبا بالمغفرة البركة بمعنى النماء والزيادة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، من يقول هذا القول؟  هو سيد المرسلين أصدق الناس الذي يصدقه الله تعالى ويصدق صدقه هذا النبي الصادق، يقول: هذا الشهر شهر رمضان أفضل الشهور، فإذا علينا أن نتهيأ لهذا الشهر الذي يكون أفضل شهر في شهور سنتنا، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، فلنغتنمه، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله،  هذه ضيافة الله والمضيف هو أكرم الأكرمين،  عليك أن تستفيد في هذه الضيافة، أي شيء ما شئت الله تعالى يعطي بغير حساب في هذا الشهر  يعطي للمذنب وللمؤمن، يعطي للجميع وجعلتم فيه من أهل الكرامة أهل كرامة الله،  الله تعالى يكرمنا في هذا الشهر،  أنفاسكم فيه تسبيح، ما قال أنفاس الصائمين فيه تسبيح الذي لا يستطيع أن يصوم بسبب الهرم بسبب المرض بسبب السفر بأي سبب ليس تكليفه أن يصوم هو أيضا مشمول لهذه الخطبة نفسه في هذا الشهر يكون تسبيحا يحسب له تسبيح شرط أن يكون من الرمضانيين أن يكون من الملتزمين بما يجب أن يلتزم به. يعني إذا كان يصلي في بقية الشهور ولم يكن يلتزم بأول الوقت يصلي في شهر رمضان ويلتزم بأن يكون هذه الصلاة في أول وقتها، هذا طبعا سيجد الرائحة الطيبة من هذا الشاب وسيجد من هذا الفيض المصبوب في هذا الشهر المبارك.  أنفاسكم فيه تسبيح كلام النبي الصادق هو كلام الله، هذا ليس مبالغة عندما يقول أنفاسكم فيه تسبيح تأكد من أنه يكون تسبيح يوم القيامة، سيتبين لنا عندما يكشف الغطاء، سنرى أن كل هذه الأنفاس كانت تسابيح والله تعالى قد قدر لنا وحاسب لنا التسبيح عدد أنفاسنا أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة، خصوصا نوم العابد الصائم من تعب الصلاة والصيام هو عبادة. وعملكم فيه مقبول، هناك شروط خاصة الله تعالى يقبل بسهولة هذا السريع سريع الرضا الله تعالى الذي هو سريع الرضا سيرضى في شهر رمضان أكثر من الشهور غير هذا الشهر عملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب قد تستجاب الدعوة ونحن لا نجد إجابة الدعوة إلا يوم القيامة.

الله تعالى هو الذي يعرف متى وإلى متى و... لأي وقت يستجيب لنا دعائنا،  قد يؤخره ولكن علينا أن نتأكد من أن هذا الدعاء سيستجيبه الله تعالى، وفي موقعه سترى هذه الاستجابة،  فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة،  اسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة، نسأل أي شيء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا يقول اسألوا أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه،  طبعا إذا تتلو الكتاب الأفضل أن تفهم ماذا تقرأ، أن تفهم كيف يناديك الله تعالى وماذا يريد منك فإن الشقي من حرم من غفران الله في هذا الشهر العظيم،  من حرم من غفران الله في شهر رمضان هو سيكون محروما في الشهور  لأن هذا الشهر فيه ظروف متوفرة له لغفرانه كل الأبواب مفتوحة أبواب الله كلها مفتوحة بل مفتحة فإذا يجب أن ننتهز هذه الفرصة.

 واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، طبعا يجب أن نتذكر يوم القيامة في هذه العبادة يوم القيامة يوم عظيم ورهيب بحيث أن بداية هذا اليوم وهي زلزلة الساعة القرآن يقول شيء عظيم بحيث أن المرضعة تضع عما أرضعت هكذا يكون الأمر أمرا صعبا لذاك اليوم المهول، وذاك اليوم مخيف. علينا أن نتهيأ بزاد فهذا الزاد هناك يوجد عطش عندما نحن ننتظر حتى يبلغ إلينا ما هو مصيرنا إن شاء الله متى ندخل الجنة؟ هل ندخل بسرعة أو يجب أن نتوقف! هل ندخل لا سمح الله إلى جهنم ونحرق شيئا ما وندخل من بعده في الجنة، فلا سمح الله أن يحدث هكذا أنتم أتباع أهل البيت أنتم البكاؤون للحسين عليه الصلاة والسلام فذاك اليوم إن شاء الله كلنا سنمر على الصراط ولو أنه لم يكن كالبرق الخاطف مثل أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام على كل حال إن شاء الله لا نكون كذلك.

 على أية حال ذاك اليوم هناك وقت طويل يجب أن ننتظر لما يقدم لنا ويكتب لنا هناك جوع هناك عطش يختلف عن عطش الدنيا وعن جوع الدنيا.  ممكن يكون أكثر بكثير مما نتحمل في هذه الدنيا بهذه صومكم يعني بهذا الصيام في شهر رمضان عليك أن تذكر بجوع وعطش يوم القيامة، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم فارحموا صغاركم، كل شهر يجب أن نتصدق على المساكين، ولكن هذا الشهر يختلف عن تلك الأشهر، وله فضل عظيم ووقروا كباركم كبار السن وارحموا صغاركم، الأطفال وصلوا أرحامكم، كلها دروس لنمط الحياة كما نحن نتحدث في الخطبة الأولى عن نمط الحياة هذا كلها نمط الحياة. المؤمن لا يصيح بلا جدوى على ابنه على ولده على بنته لماذا تعصب؟ على هذا الطفل الصغير الذي يمكن بتوجيه العطف إليه والرحمة هو يكون مقتنع بما تأمره أنت كأب له أب حنون عليك أن تعلمه أن يكون هكذا بدلا من صياحك هو يسمع حنانك ما يدل على حنانك.  ارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم في الشهر المبارك، أنتم ربما متعودون على هذا الأمر، سهرات ليالي رمضان الأفضل أن يكون سهرات مع الأرحام، وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم في بعض الروايات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينصح الناس بأن يكونوا على (حذر) حذر مما بين لحييهم وبين فخذيهم يعني ذنوب الفرج النبي جعلها قرينا مع ذنوب اللسان هكذا يكون أمرا خطيرا إذا لا تراقب ماذا تقول على من تقول لا سمح الله تقول شيئا لأخيك المؤمن تبحثه ببهتان أو تغتابه عند الآخرين، تخفف شأنه تنقص من قيمته هذا كلها لها عقوبة عظيمة.

واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عن ما لا يحل النظر اليه أبصاركم، غضوا أبصاركم عما يكون حراما، ليس فقط غض البصر عن المرأة الأجنبية بل غض البصر على أسرار أخيك، ربما هناك ورقة أو شيء هو يخفيه عنك ولكن أنت تبحث حتى تجد هذا الشيء هذا السر هذا أيضا هو النظر إلى ما لا يحل، هو لا يريد أن ترى ولكن أنت تحاول أن تجد هذا  السر من أسرار أخيك لا تنظر إلي،ه  هذا أيضا مصداق ما لا يحل النظر إليه وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم غضوه،  غضوا أسماعكم عما لا يحل استماعه منها الغيبة، عندما يغتاب شخص عن أخيك المؤمن، إما أن ترد الغيبة وأن تدافع عن ذاك الغائب الذي يغتاب الناس أمامك عنه وإما أنت تخرج من هذا المجلس حتى لا تخوض معهم في هذا الباطل وكذلك استماع ما في بعض الروايات طبق الموسيقى المحرمة الغنى بقول الزور قالوا من مصاديق قول الزور الموسيقى المحرمة  هذا الموسيقى المهيجة للشهوات وما شابه ذلك مصاديق الموسيقى المحرمة عليكم أن أن تغضوا أسماعكم من مثل هذه المحرمات، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، كما تدين تدان، إذا ترحم سترحم وإذا لا ترحم على الناس لا ترحم  هكذا العالم هكذا،  قانون العالم هكذا، إذا تتحنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول تتحنن على أيتام الناس سيكون أيتامك من الذين يتحنن الناس عليهم، يرحمونهم يعطفون عليهم وبعد ذلك يقول وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم،  ويقول فإنها أفضل الساعات الآن أفضل الساعات حين تصلون أفضل وقت للدعاء بعض الناس يصلون وعندما يقولون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يهرولون نحو العمل،  مع أن هذا الوقت وقت يجب أن تنتهز هذه الفرصة بقراءة تعقيب وتدعو  ما تريد وتسأل الله ما تريده ولو بدقائق يسيرة، فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه هذا بالنسبة لأوقات الصلاة ليس خاصا لشهر رمضان،  طبعا في شهر رمضان يكون مضاعفا ولكن بالنسبة لكل صلاة تصلي عقب كل صلاة عليك أن تدعو ربك وتسأل ما تريده، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه، يا أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم الذي يرتكب ذنبا هو يكون مدينا المدين يعطي شيئا كرهن حتى يفك نفسه حتى يدفع فيما بعد ويسد دينه، كيف نسد ديننا؟  وكيف نفك رهننا؟ كيف نفك أنفسنا من هذا الرهان؟ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ففكوا باستغفاركم، فكوها باستغفاركم فكوا أنفسكم باستغفاركم، إذا تستغفر الله تعالى يمحي هذه الذنوب، وأنت لا تكون مديناً، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، خففوا عنها بطول سجودكم واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته بألا يعذب المصلين والساجدين ولا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.

 

قضية ومأساة غزة التي ما زالت تؤلمنا وتحرق قلوبنا، في هذا الأسبوع كان لسماحته لقاء مع جماعة من الناس قال سماحته عرفت قضية غزة العالم إلى الإسلام وتبين أن الإسلام والعامل الديني هما السبب في اقتدار الناس ومقاومتهم وعدم استسلامهم أمام كل هذا القصف والفجاع التي يرتكبها الصهاينة.

  أي إنسان يقدر أن يتحمل هذه المجازر، وهذه المشاكل أمامه تحدث، إبادة جماعية يرى بأم عينه أن عددا كبيرا من أهله ومن عائلته قد استشهدوا ومع ذلك نحن نبقى نبقى على أرضنا.

 النزعات القومية والنزعات العرقية وما شابه ذلك لا تدفع الانسان أن يقاوم هكذا بصموده  ها هو العقيدة الإسلام والثقة بوعد الله تعالى يجعل الناس أن يقاوموا هكذا،   هؤلاء من صميم وجودهم وبجميع خلاياهم يعتقدون هذه الآية الشريفة هي كلام الله تعالى وهو وعد الله الصادق، حيث يقول إن تنصروا الله ينصركم هو ينتظرون نصر الله تعالى بهذا يقاومون هذا يجعل الناس أن يقاوموا وإلا القومية و ما شابه ذلك أنتم تعرفون كم من الفصائل ومن الجماعات ومن الأحزاب الذين كانوا يتشتقون بهذه الشعارات القومية هؤلاء تراجعوا واتفقوا مع الصهاينة وجلسوا معهم على طاولة الاستسلام وسموها بالمفاوضات لا هذا هو عنصر الإسلام والعقيدة والدين، هذا الذي جعلهم هكذا أقوياء مقابل الصهاينة لعنهم الله تعالى.

  وفي السياق نفسه أضاف سماحته هذه القضية كشفت للعالم حقيقة الثقافة والحضارة الغربية واتضح أن سياسيي هذه الثقافة غير مستعدين حتى للاعتراف بارتكاب الصهاينة إبادة الفلسطينيين، ورغم بعض الكلام يحولون عمليا دون وقف هذه الجرائم عبر الفيتو على قرارات مجلس الأمن كلهم يكذبون  يدعون حقوق الإنسان ولكن يتناسون أو يتجاهلون أن هؤلاء أناس بشر  الذين نحن كل يوم ننتشل أشلائهم من أنقاض هذه العمارات التي هؤلاء يدمرون على رؤوس أهلها،  هذا أمر واضح قد تبين للعالم أن الغرب أوسخ حضارة وأبشع حضارة ولا يمكن أن نسميهم هؤلاء بشر. ولكن هذا الجندي هذا الضابط الأمريكي الذي أحرق نفسه هو كان من الضباط في سلاح الجو الأمريكي وأحرق نفسه هذا يدل على أي شيء سماحة الإمام القائد قال هذا كان احتجاجا على جرائم الكيان الصهيوني هذا يدل على ذروة الفضيحة والشين لسياسات أمريكا المناهضة للإنسانية والثقافة الغربية الفاسدة والمستبدة قال حتى هذا الشخص قال سماحته حتى هذا الشخص الذي ترعرع في الثقافة الغربية أدرك عمق شين هذه الثقافة وأعرب سماحته عن أمله بأنه نأمل أن يمن الله على المسلمين وفلسطين بالنصرة التامة وخاصة نصرة أهالينا في غزة بإذن الله تعالى.

والحمدلله رب العالمين.