۲٠۲٤/٠٣/۱۱ ۲٠:۲۸:٤۹
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 27 شعبان 1445


                                                                           بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 27 شعبان المعظم 1445 ه.

 

 الخطبة الأولى:

 

كعادتنا في الخطبة الأولى نتحدث عن نمط الحياة وفقا للرؤية الإسلامية.

ذكرنا أنه وجب على الرعية بعض التكاليف تجاه الأمراء، كما أن على الأمراء تكاليفا موجهة عليهم بالنسبة للرعية .

ذكرنا من المسؤوليات الاجتماعية هو الكفاح ضد الظلم وعدم الخضوع للظالمين وعدم تولي الظالمين ومساندة الظالمين ودعم الظالمين. اِبْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ‌ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: «لاَ تُعِنْهُمْ عَلَى بِنَاءِ مَسْجِدٍ». تهذيب الأحكام، ج6، ص338. 

هذا حديث عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام  بعض الجبابرة بعض الظالمين يعملون بعض الأعمال الصالحة ولا ينوون بها إلا عرشهم واستحكام جذور حكمهم، وليس لله تعالى. على سبيل المثال بعض الملوك في منطقتنا كانوا وما زالوا ينشرون المصاحف ويهدون الناس بلا مقابل حتى يقال هذا الملك هو يحب القرآن ويروج القرآن مع أنه يشرب الخمور وينشر المفاسد ويهتم بهذه الأمور ولكن لخداع الناس هكذا يفعل قد يبنون مساجد هؤلاء الظلمة يبنون أفخم المساجد  مساجد في المغرب العربي مساجد في أماكن مختلفة في أرجاء العالم فقد أسست هذه المساجد لا لله تعالى بل لأن يرى الناس ويقولوا هذا ملك مستظهر بدعم الله تعالى وبنصرة الله تعالى وهو مؤمن. الإمام الصادق عليه السلام يخاطب يونس بن يعقوب ويقول له لا تعنهم على بناء مسجد بناء مسجد أمر إذا أنت تشارك فيه  سيبنى لك بيوت في الجنة هذا من مصاديق من يعمر مساجد الله فكيف ينهى الإمام عليه السلام عن هذا الشيء يقول إذا كان هذا الجابر الظالم الغاشم يريد أن يبني مسجدا وأنت تكون معينا له  فيما ينويه هو لا في بناء المسجد يقول الامام عليه السلام ولا تعنهم لا تعنهم على بناء مسجد بهكذا درجة عدم معونة الظالمين هكذا يشدد ويؤكد في كلام الإمام المعصوم عليه السلام

حديث آخر اَلْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ‌ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ‌ قَالَ‌: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ فَقَالَ لِي: يَا زِيَادُ! إِنَّكَ لَتَعْمَلُ عَمَلَ اَلسُّلْطَانِ. قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ لِي: وَلِمَ؟ قُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ لِي مُرُوءَةٌ رجل الإحسان وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ظَهْرِي شَيْ‌ءٌ. فَقَالَ لِي: يَا زِيَادُ! لَأَنْ أَسْقُطَ مِنْ حَالِقٍالجبل المرتفع فَأَتَقَطَّعَ‌ قِطْعَةً قِطْعَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَوَلَّى لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَمَلاً أَوْ أَطَأَ بِسَاطَ أَحَدِهِمْ إِلاَّ لِمَاذَا؟ قُلْتُ: لاَ أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ. فَقَالَ: إِلاَّ لِتَفْرِيجِ كُرْبَةٍ عَنْ مُؤْمِنٍ أَوْ فَكِّ أَسْرِهِ أَوْ قَضَاءِ دَيْنِه. الكافي، ج5، ص110-109.

 زياد ابن أبي سلمة من أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام  قال دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام فقال لي يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان قلت أجل قال لي ولم  قلت أنا رجل لي مروءة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء لي مروءة الناس يعرفونني بمروءة ويدي يد محسنة دائما أنفق إلى الآخرين،  الناس تعودوا على إحساني، فإذا يجب أن يكون بجيبي شيء حتى أنفق على عيالي، لمصاريف حياتي وليس وراء ظهري شيء لا يوجد من يدعمني  لا يوجد من ينفق عليَّ.  فماذا أفعل ؟ إذ اضطررت أن أكون خادما للسلطان الجائر عندما يقال السلطان هذا المقصود به ليس السلطان العادل بل هو السلطان الجائر،  فقال لي قال الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فقال لي يا زياد لأن أسقط من حالق حالق الجبل المرتفع  لأن أسقط من حالق فأتقطع قطعة قطعة أحب إليّ من أن أتولى لأحد منهم من أن أتولى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط أحدهم . إلا لماذا الإمام قال إلا بعد ذلك سأله تعرف لماذا؟  إلا لأي شيء زياد يقول، قلت: لا أدري جعلت فداك، فقال عليه السلام: إلا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فك أسره، أو قضاء دينه،  هكذا مبررات تبرر العمل لسلطان...  أن تأتي عند سلطان سلطان جائر.

 الأحداث المرة التي قد قضاها هذا الشعب المظلوم في سوريا تعرفون بعضا من الوجهاء الذين كان لهم بعض الاتصال مع جهات المسلحين. لماذا كانوا يراودونهم يتحدثون معهم لفك أسراهم لأجل خير كانوا يتصلون بهم يعني كانوا بسطاء حتى يحرروا مثلا فلانا من أيدي داعش أو من أيدي آخرين منهم. نعم هذا المبرر الإمام عليه السلام يصحح هذا المبرر  يقول لا بأس  ولكن مبدئيا إذا تكون في خدمتهم هذا لا يجوز هذا لا يصلح الذي يذهب ويكون في خدمة المطبعين في خدمة جماعة يعرف أنهم يرسلون بالبواخر العتاد والمؤن للصهاينة ويعرف  هذا التركي الذي يرسلوا هذه الأشياء يهتم بأي شيء يقول علي عيال أنا ذو مروءة أنا عندي أولاد هناك أنا بحاجة إلى أن أنفق عليهم مصاريف فكيف أحصل على المال فاذا لابد أن أخدمهم وأعرف أنهم يتقوون بهذه الأمتعة ويضربون الأطفال والنساء الأبرياء هذا التبرير لا يكون مبررا صحيحا وسيعاقب في الآخرة، بسبب هذا أقرأ هذا الحديث ممكن قد سمعتم هذا الحديث من الوعاظ الخطباء الذين قصوا لكم هذه القصة حقيقية واقعية رواية صحيحة وأنا سأقرأ هذا مثال واضح

حَمْدَوَيْهِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ اَلرَّازِيُّ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنِي صَفْوَانَ بْنُ مِهْرَانَ اَلْجَمَّالُ‌، قَالَ‌: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْأَوَّلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِي: يَا صَفْوَانُ كُلُّ شيء مِنْكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ مَا خَلاَ شَيْئاً وَاحِداً قُلْتُ‌: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَيُّ شيء؟ قَالَ‌: إِكْرَاؤُكَ جِمَالَكَ مِنْ هَذَا اَلرَّجُلِ -يَعْنِي هَارُونَ‌-، قُلْتُ‌: وَاللَّهِ مَا أَكْرَيْتُهُ أَشَراً وَلاَ بَطَراً وَلاَ لِلصَّيْدٍ وَلاَ لِلَّهْوِ؛ وَلَكِنِّي أكْرَيْتُهُ لِهَذَا الطَّرِيقِ -يَعْنِي طَرِيقَ مَكَّةَ‌- وَلاَ أَتَوَلاّهُ بِنَفْسِي، وَلَكِنْ أبعَثُ معه غلماني. فَقَالَ لِي: يَا صَفْوَانُ! أيقع كِرَاؤُكَ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ‌: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، قَالَ‌: فَقَالَ لي: أ تحب بقاءَهم حَتَّى يَخْرُجَ كِرَاؤُكَ؟ قُلْتُ‌: نَعَمْ‌، قَالَ‌: فَمَنْ أَحَبَّ بقائهم فهو مِنْهُمْ‌، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَانَ وَرَدَ النَّارَ. وسائل الشيعة، ج17، ص182.

 صفوان بن مهران الجمال هو كان جمالا كان له كثير من الجمال، ويكري هذه الجمال  للأمتعة ولحمل الناس أيضا، هو كان يعيش في عهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام صفوان الجمال قال: دخلت على أبي الحسن الأول عليه السلام أبي الحسن الأول في الروايات يعني الإمام أبو الحسن  موسى بن جعفر عليه السلام،  أبو الحسن الثاني الإمام علي بن موسى رضا عليه السلام، وأبو الحسن الثالث تعرفونه هو الإمام علي النقي عليه الصلاة والسلام، يقول: دخلت على أبي الحسن الأول عليه السلام فقال لي يا صفوان كل شيء منك حسن جميل  ما خلا شيئا واحدا يعني كان الإمام يريد أن يقول أنا زعلان منك بالنسبة لشيء واحد أنت مؤمن تقي  ملتزم الفرائض وتحبنا ولكن هناك شيء قلت جعلت فداك أي شيء  قال إكراؤك جمالك من هذا الرجل  يعني هارون الرشيد قلت والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو، ولكني أكريته لهذا الطريق يعني طريق مكة طريق الحج ، يعني هذا الجمال ماأكريته ما أكريت الجمل لأن يلهو به  يحملون الخمور ومثلا يقيمون مجالس  السفور والفسوق وما شابه ذلك لمكة لزيارة بيت الله الحرام للحج ولا أتولاه بنفسي  ولكن أبعث معه غلماني فقال لي يا صفوان أيقع قراؤك عليهم يعني يدفعون بدلا من هذا الجمل الذي أكريتهم  قلت نعم جعلت فداك يدفعون،  قال فقال لي عليه السلام  قال الإمام عليه السلام لي أتحب بقاؤهم حتى يخرج قراؤك تحب أن يبقوا سالمين حتى تأخذ مالك منهم؟ قلت : نعم ، قال عليه السلام: فمن أحب بقاءهم فهو معهم ومن كان منهم كان ورد النار.  هكذا قال الإمام عليه السلام نماذج في عصرنا الحالي نحن بأم أعيننا نرى  هذه الباخرة التي تحمل للصهاينة، أنصار الله حفظهم الله وأيدهم  هؤلاء يمنعون يضربون لا يسمحون أن يصل إلى الصهاينة حتى يتنفسوا ويتمتعوا بهذه الأمتعة، ولكن هناك بعض المسلمين بنفس هذه الحجة ما نرسل الصواريخ ما نرسل البندقيات إلى الصهاينة  بل نرسل إليهم الخضر والفواكه يعني تعطيهم حتى يتقووا ويضربوا على رؤوس أهالينا غزة وفي غير غزة، هل هو معهم في النار على حد قول الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر عليه الصلاة والسلام هذا يكون مساعدا لهم ودائما ربما يقول إن شاء الله هذه الباخرة تصل بسلامة إلى مثلا ميناء حيفا أو...دائما هو يرضى بأن يكون هذا سالما حتى يحصل على ماله. كما أن الحكومة المصرية أيضا دائما  تكون راضية بأن تمر هذه الباخرة من قناة السويس حتى يأخذ ضريبته ويحصل على مال من هذا الشيء ولا يبالي أن هذا يكون مساندة للظلمة هكذا ظلمة وأنتم تجدون أمثلة أخرى لمثل هذا الأمر.  الشاب الذي يترك بلده ويذهب إلى بلد ما في خدمة جيش غير مسلم لا يعرف من يقاتل ومن يضرب إذا صوب برصاصه إلى مظلوم بدلا من أي شيء يقول أنا أريد مالا أرسل إلى أهلي لذلك أنا أخدم في ذاك الجيش حتى أحصل على المال. أنا لا أريد شيئا آخر أنا لا أحبهم أحب فلوسهم أحب نقودهم  هذا المنطق أمثال هذه المبررات لا يمكن أن نصححها بل كلها نخطئها وكلها خطأ وباطلة والإمام عليه السلام قال لنا أن هذا الذي يكون هكذا ويرضى بمثل هذا الأمر هو سيدخل النار مع الظالم لأنه ساند الظالم.

 

الخطبة الثانية

 

كما وعدتكم وبدأت في الخطبة الثانية في الأسبوع الماضي الخطبة الشعبانية للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم خطبته الشريفة التي ألقاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجمعة الأخيرة من شهر شعبان المعظم وصلنا إلى هذه الفقرة ... أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ وَ مَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ؛ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَ لَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ عليه السلام: اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ. أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ وَ مَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ حِسَابَهُ وَ مَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللَّهُ فِيهِ‏ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ مَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ مَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ مَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَ مَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاةٍ كَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ مَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ وَ مَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تُخَفَّفُ الْمَوَازِينُ وَ مَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ. ...

 أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه،  من فطر منكم صائما مؤمنا طبعا هذا سؤال يخطر ببال الجميع خصوصا المعوزين الذين هم لا يستطيعون أن يفطروا الناس ونحن ربما نظن أن الإفطار الذي يوصي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نبسط سفرة وفيه ألوان مختلفة من الأطعمة مع أنه ليس كذلك قال كان له بذلك عند الله عتق نسمة يعني تحرير عبد  الإسلام يولي بأهمية لهذا الأمر لعتق الرقبة حتى يقضي على ظاهرة الرقية. الإسلام لا يريد عبودية إنسان لإنسان آخر بهذا جعل العقوبات والكفارات العتق منها يقول صلى الله وآله وسلم إذا أفطرت مؤمنا صائما كأنك أعتقت رقبة كأنك حررت عبدا من العبودية، وأيضا مغفرة لما مضى من ذنوبه يعني يجب أن تستأنف من جديد كأنك قد ولدت من أمك هذا أجر عظيم. فقيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك نحن كلنا لا نقدر. هكذا بعضنا ربما عنده شيء من المال يمكن يفطر،  فقال صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة، لا بتمرة بل بشق تمرة،  اتقوا النار ولو بشربة من ماء،  تعطي شربة من الماء  كأسا من الماء إلى الصائم الذي يريد أن يفطر لك هذا الأجر هذا الأجر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الأقدام. من حسن خلقه حسن الخلق من أعظم المكارم النبي صلى الله وآله وسلم هو كان أحسن خلقا من جميع الخلق ، فكان يوصينا وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام كانوا يوصونا بحسن الخلق، ولكن في هذا الشهر كأنه يريد أن يمرننا أن يعودنا أن يعلمنا نمارس ممارسة  دؤوبة في هذا الشهر المبارك لهذه الأمور الطيبة لهذه الأعمال الصالحة منها حسن الخلق، بعد ذلك هذا أجره أمر مهم لا تزل قدمك على الصراط نحن دائما نتمنى أن لا تزل أقدامنا على الصراط لا سمح الله ونهوى في جهنم نستجير بالله تعالى. ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوجد ملك اليمين  ولكن حاليا لا يوجد ولكن يوجد من يعمل عندك كعامل وأنت تكون صاحب عمله هذا يطبق على مثل في مثل هذه الأيام في هذا العهد في هذا الزمان معناه خفف العمل في شهر رمضان على عاملك على الذي يعمل عندك على عمالك إذا تخفف  ماذا سيحدث  خفف الله عنه حسابه الله تعالى يخفف حسابك  لا يشد عليك ويضغط عليك في يوم القيامة  خفف الله عنه حسابه ومن كف فيه شره كف الله فيه غضبه يوم يلقاه يجب أن نتمالك أنفسنا ونراقب أنفسنا وأن نكف شرنا إلى الآخرين أن لا يصل منا إلى الآخرين إلا الخير  فالله تعالى يكف غضبه يوم القيامة ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته علينا بصلة الرحم في هذا الشهر المبارك. ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب له براءة من النار صلاة تطوعي،  هذا بالنسبة للسنن وللمستحبات،  ومن أدى فيه فرضا يصلي صلاته اليومية صلوات الفرائض ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة  فيما سواه من الشهور  يعني إذا صليت صلاة الظهر تعطى حسنة في هذا الشهر في شهر شعبان على سبيل المثال في شهر رمضان نفس الصلاة عندما تصلي تكتب لك سبعين حسنة يعني ثواب سبعين فريضة سبعين مقابل فيما سواه من الشهور  كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخفف الموازين ومن تلى فيه آية من القرآن كان له مثل أجر لمن ختم القرآن في غيره من الشهور هذه هي الأجور والثواب الذي قاله ووعده سيد المرسلين وأصدق الصادقين

 

كلمات يسيرة في أمر أريد أن أنوّه على هذا الأمر المهم...

 أيها الإخوة كما تعرفون نحن ولينا الله تعالى الله هو لي وهو ولى أنبياءه والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم علينا والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بعده ولى علينا الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام كما أن الله تعالى أيضا في الآية الشريفة قال وأطيعوا الله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم أي هؤلاء الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام والأئمة المعصومون عليهم صلاة والسلام لم يتركونا بلا راع في أيام غيبتهم في أيام غيبة الإمام عليه السلام.

 الإمام العسكري عليه الصلاة والسلام قال:  من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه، هذا أيضا هؤلاء الذين ظل الله علينا والأئمة عليهم السلام بأمر من الله تعالى ولّوا هؤلاء الفقهاء علينا في عصر الغيبة، في عهد كما أن الإمام صاحب العصر والزمان عليه الصلاة والسلام أمرنا بأن نرجع إلى رواة الحديث، وأما حوادث الواقعة فالجأوا فيها إلى رواة حديثنا فهؤلاء رواة الحديث يعني الفقهاء والعلماء.

أيها الاخوة التحذير من البدع من الأمور التي كان يشدد عليها أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من عهد الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام نحن نجد الإمام عليه السلام يلعن من يبدع في الدين ويزيد شيئا ويأتي بشيء باسم الدين وليس من الدين، نحن كما يقول الإمام سيد الساجدين عليه السلام في صلواته الشعبانية يصفنا هكذا يصف المؤمن  بهذه الصفات ويقول المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق... يجب أن نكون ملازمين لأهل البيت ما يقوله أهل البيت هو الدين وما لا يقوله هؤلاء لا يمكن أن نبدع من عند أنفسهم وفقهاؤنا هم رواة حديث أهل البيت عليهم السلام، علينا أن نتبعهم في جميع هذه الأمور اسمعوا  هذه الرواية وَبِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِيلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي اَلْعُبَيْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ‌ قَالَ:‌ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: سَتُصِيبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقَوْنَ بِلاَ عَلَمٍ يُرَى وَلاَ إِمَامٍ هُدًى وَلاَ يَنْجُو مِنْهَا إِلاَّ مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ اَلْغَرِيقِ. قُلْتُ: كَيْفَ دُعَاءُ الْغَرِيقِ؟ قَالَ: يَقُولُ يَا اَللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ‌. فَقُلْتُ: يَا اَللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.‌ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ وَلَكِنْ قُلْ كَمَا أَقُولُ لَكَ: يَا مُقَلِّبَ اَلْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ‌. كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص352.

 عن عبدالله بن سنان قال قال أبو عبدالله عليه السلام ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق أنتم تقرأون دعاء الغريق قلت كيف دعاء الغريق  قال الإمام عليه السلام يقول يعني الذي يريد أن يدعو هكذا يقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك عبد الله يقول: قلت فقلت يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك قال الامام عليه السلام : إن الله عزوجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك يعني لا تزد شيئا فيه، لا تضف قل كما أقول لك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك  لماذا زدت الأبصار؟

يها الإخوة نحن قد وصلنا هذا الحديث أن الامام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام وصف الشيعة مواصفات الشيعة وصفات الشيعة منها أي شيء صلوات الفرائض والنوافل الرواتب  نعم وكذلك منها زيارة الأربعين أربعين من ؟ أربعين الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام.  إذا كانوا يريدون الأئمة المعصومون عليهم السلام يشيروا إلينا بأربعينية الإمام الرضا عليه السلام كانوا يشيرون إذا كانوا يريدون أن يشيروا الى أربعينية الرسول الأعظم كانوا يشيرون إذا كانوا يريدون أن يرشدونا إلى تعظيم أربعينية سيدتنا زينب سلام الله عليها  كانوا يشيرون فما هذا القول هذه السنة أبدعوها بأربعينية السيدة زينب سلام الله تعالى عليها، إقامة العزاء إقامة الفرح كلها بأمر من الأئمة عليهم الصلاة والسلام،  نحن في شهر لا يوجد فيه مناسبة عزاء لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام كما تعرف منذ بداية هذا الشهر مولد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، ومولد الإمام زين العابدين عليه السلام، ومولد سيدنا أبي الفضل العباس عليه الصلاة والسلام، ومولد إمامنا الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف فلماذا لا نقيم ما يريده أهل البيت يقولون يفرحون بفرحنا لفرحنا ويحزنون لحزننا حزن أهل البيت لا تخففوها. أيها الذين نعرف أن فيكم عواطف جياشة نيات صادقة هؤلاء الشباب الذين أنا أراهم في هذه الأيام أرى فيهم الصدق أرى فيهم نوايا طيبة ولكن كأنهم تحيروا بما أن بعضا من الذين ربما يريدون مصالحهم يدلوهم يوجهوهم إلى شيء ليس بصحيح. أيها الإخوة إذا تريدون أن تأتوا في هذه الأيام إلى زيارة السيدة سلام الله عليها أنا أقترح أن نقرأ المناجاة الشعبانية في أجواء معنوية روحية نكتسب من مقام السيدة زينب سلام الله تعالى عليها لا نقدر أن نفعل هكذا حتى نكون مضطرين أن نقول أربعينية سيدتنا صلوات الله تعالى عليها إفرضوا أنني إذا أنا أقترح اليوم بأن تقيموا أربعينية سيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها سيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها استشهدت على الرواية الصحيحة المشهورة  في اليوم الثالث من شهر جمادى الثانية  فأربعين سيدتنا فاطمة عليها السلام يصادف يوم مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنتم تقومون بالعزاء أو تقومون بالفرح مولد الإمام عليه السلام

طبعا إذا كان هذا أمرا يصبح سنة وسيرة أولا كل الأيام لا يوجد أي دوام كل أيام يجب أن نقوم عزاء وخصوصا بهذه الطريقة التي تؤذي الناس، آداب الزيارة ليست صياح وصراخ... علمونا قالوا أن نأتي ونستأذن من الله تعالى أولا أأدخل يا الله أأدخل يا رسول الله  أأدخل يا ملائكة الله المقربين المحدقين بهذا المقام الشريف بدلا من هذا الزائر يريد أن يقوم بواجبه في هذا المكان ليرى أن واحدا يصيح واحدا يلطم نفسه يدمي وجهه وما شابه ذلك ...لا أظن أن هذا مما وصانا  أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

 أنا أقدّر هذه العواطف الجياشة التي نراها في هؤلاء الشباب ولكن يجب أن ندلهم وأن يدلهم العلماء إلى ما هو الصحيح والصواب بهذا  الطريق.