۲٠۲٤/٠٣/۱۸ ۲٣:٠٤:۵٤
خطبة الجمعة لسماحة الشيخ حميد الصفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 4 من شهر رمضان المبارك 1445هـ


                                                                     بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 4 شهر رمضان المبارك 1445 ه.

 

الخطبة الأولى:

 

من التكاليف الاجتماعية والتي على عاتق كل مؤمن هو حفظ الثغور، وأن نعرف أن كل مؤمن عليه هذا الأمر وهذا يجب على الجميع على نحو الواجب الكفائي طبعا على كل مسلم. أن يكون دائما مبادراً للدفاع عن الحدود عن الثغور عن ثغور البلد الإسلامي. قال الله تعالى في الآية الاخيرة من سورة آل عمران "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"... يدعو المؤمنين إلى الصبر والمصابرة والمرابطة... التفسير الذي جاء به علماؤنا في الكتب التفسيرية هو أن المقصود من المرابطة أن نكون مستعدين للدفاع عن ثغور البلاد الإسلامية فطبعا بعض الأحيان يمكن أن نعمم مفهوم المرابطة إلى مفاهيم معنوية منها المرابطة للقيم الإسلامية والعقيدة الإسلامية فعلماؤنا هم المرابطون في الدفاع عن حدود عقيدتنا وهم يراقبون ويدافعون وهم يواجهون الأعداء، أعداء الدين ويتصدون لمثل هذه الهجمات على الدين القويم الإسلامي.  كما تعرفون الإمام علي بن الحسين سيد الساجدين زين العابدين عليه أفضل صلوات المصلين له دعاء عظيم في مفاهيمه وكذلك كلمات طويلة في مجال الدفاع والدعاء للمدافعين والمجاهدين والمقاتلين الذين يدافعون عن الثغور والحدود الإسلامية، حدود البلاد الإسلامية، هذا الدعاء دعاء معروف وأنتم قد قرأتم وأوصيكم بأن تقرأوا  كل حين أو آخر،  وتنوون بهذا الدعاء  كل مجاهد يجاهد في سبيل الله ويقاتل ويدافع عن الثغور عن ثغور البلاد الإسلامية في بداية هذا الدعاء يصلي الإمام على محمد وآل محمد كما أن معظم الأدعية المأثورة عن الأئمة خصوصا عن الإمام زين العابدين تكون هذه الأدعية مكللة بالدعاء والصلاة على رسول الله وآله،  قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ‌، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ‌، وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ‌. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ‌، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ‌، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ‌، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ‌، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ‌، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ‌، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ‌، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ‌، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ. الصحيفة السجادية.

أيها الإخوة أيتها الأخوات، يجب أن نعرف أننا حسب القواعد والقوانين التي قننها الشارع المقدس يجب أن نعيش عيشة طيبة حيث  تدعى هذه العيشة بالحياة الطيبة وهي نفس التي نحن سميناها بنمط الحياة، إذا نريد نحن  أن نرسم هذه الحياة الطيبة يجب أن نبحث في الآيات والروايات  عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسيرة أهل البيت نجد توصياتهم وأوامرهم ماذا يقولون ويدعوننا إلى أي شيء في أي مجال من مجالات حياتنا  في طعامنا كيف نأكل  كيف نشرب... أنتم تتذكرون قد بحثنا عن هذا الأمر وتحدثنا وذكرنا لكم روايات وأحاديث كثيرة حول كيف نأكل كيف نشرب،  هل يكون عن جلوس أو عن قيام حتى بهذه التفاصيل الأئمة تعرضوا لمثل هذه الأمور. نمط الحياة هو الذي هاجمه الأعداء، الأعداء يريدون أن يغيروا منهج حياتنا نمط حياتنا ولا يريدون أن يطبق ما قاله الشارع في هذا المجال من نمط من أصول نمط الحياة الدفاع عن الحدود الدفاع عن الثغور والمرابطة والأهمية والاهتمام بهذا الأمر المهم يعني الذي يعيش في المجتمع هذا الشاب الذي هو يعتنق للإسلام وهو ترعرع في بيت مسلم مؤمن ملتزم يجب أن يتطوع للدفاع عن بلده لأن الله تعالى يأمرنا ويحثنا على هذا،  كيف يترك بلده يهجم الصهاينة عليه يهجم الأعداء والمنحرفين والضالين والمعتدين على هذا البلد وهو يكون موضعه موضع الحياد موضعا حياديا و يتفرج هذا المنظر ويبقى في بيته أو يأخذ راحته ولا يحرك ساكنا في هذا المجال لا يظن أن هذا واجبا مثلا واجبا قوميا بل هذا واجب ديني. الدين يأمرنا بهذا الشاهد على هذا الدعاء للإمام سيد الساجدين عليه السلام الإمام سيد الساجدين يدعو لأي المقاتلين؟ هؤلاء المقاتلون الذين كانوا يقاتلون بأمر من السلطان الجائر الأموي ولكن الإمام يدعو لهم  يدعو لهؤلاء الذين يتصدون لهجوم المشركين على المسلمين ولو أن قائد الجيش كان رجلا من بني أمية الذين هم  قتلوا الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام  ولكن الإمام  يدعو لهؤلاء المجاهدين لأن هذا أمر واجب ديني لا فرق بين أن هذه الجبهة جبهة تديرها مجموعة من الطواغيت المهم أنهم واجهوا الأعداء (عدو المشترك) العدو المشترك فلذلك يجب عليهم أن يقوموا بواجبهم فهذا واجب ديني شرعي حَدَّثَنَا رَوْحٌ‌، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ‌، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ‌: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَ هُوَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِهِ‌: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مَا كَانَ يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ إِلَّا الضِّنُّ عَلَيْكُمْ‌، وَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ‌: "حَرْسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُقَامُ لَيْلُهَا، وَ يُصَامُ نَهَارُهَا".

افرض أنك تقوم ألف ليلة في بيتك تصلي صلاة الليل وتصوم نهار هذه الأيام ألف يوم تصوم ليالي هذه الأيام، أنت تكون قائما بين يدي الله وتصلي صلاة الليل تتهجد بذكر الله بتلاوة القرآن، هذا أمر عظيم له ثواب، ولكن يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا تقوم بحراسة بلدك بحراسة ثغور المسلمين ليلة واحدة في سبيل الله تعالى لا في سبيل المال ولا في سبيل السمعة أن يقول الناس إنه رجل قوي شجاع يدافع عن وطنه لا بل في سبيل الله لمرضاة الله تعالى هذا يكون أفضل ممن كان مصليا وقائما في لياليه ألف ليلة. وكذلك كان صائما ألف يوم هذا أفضل من ذاك ليلة واحدة يحرس في سبيل الله هذا المجاهد.

هذا الشاب الذي ترك أهله وهو بقي في خندق في الأماكن الحدودية في البوكمال في المناطق الأخرى وهو يدافع  عن الوطن إذا ينوي أنه يفعل هذا العمل في سبيل الله تعالى هو له هكذا أجر أجر قيام ألف ليلة وصيام ألف يوم هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقول في سبيل الله هذا لا ينافيه أن يعطى إليه أجرا ماديا لأنه يريد أن يعيش ويقتات به لمعاشه هذا أمر طبيعي واضح ولكن نيته تكون نية صادقة  لاتباع أمر الله تعالى لامتثال أمر الله تعالى وأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هناك حديث عن طرق العامة هذه الأحاديث كثير من هذه الأحاديث وردت في كتب السنة وعلماؤنا قد نقلوا هذه الروايات واعتمدوا عليها ووثقوا بهذه العبارات والكلمات وهم صدقوا أن هذه قد وردت  عَبْدُ الرَّزَّاقِ‌، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ‌: حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ قَالَ‌: مَرَّ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ بِشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وهو مُرَابِطٌ عَلَى قَلْعَةٍ بِأَرْضِ فَارِسَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ‌: ألا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عَوْنًا لَكَ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يَقُولُ‌: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وقيامه، ومن مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، ونُمِيَ لَهُ صَالِحُ عَمَلِهِ‌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‌».

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال مر سلمان للفارسي بشرحبيل بن السمط وهو مرابط على قلعة بأرض فارس فقال له سلمان: ألا أحدثك حديثا لعله يكون عونا لك على ما أنت فيه، بما أنك مجاهد أريد أن أقول شيئا يقوي قلبك في هذا المجال في هذا الطريق في هذا السبيل فقال سلمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا في سبيل الله أجير من عذاب القبر، ونمي له صالح عمله إلى يوم القيامة. إذا نحن نموت عملنا الصالح أيضا يموت يتوقف يسجل لنا هذا العمل الذي كنا نعمل في هذه الدنيا إذا متنا ما يسجل لنا ثوابا ولكن لهذا المرابط النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول نمي له صالح عمله إلى يوم القيامة دائما يزداد عمله إلى يوم القيامة يحسب له حسنات إلى يوم القيامة. هكذا تكون الآثار المعنوية لحفظ الثغور عن شرحبيلي ابن السمط عن سلمان الفارسي هذا حديث آخر ربما يكون هذا الحديث نفس الحديث ولكن فيه كلمات أخرى زائدة عما قلنا ويختلف شيئا يسيرا.

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ الْأَنْطَاكِيُّ‌، وَ أَبُو قِلَابَةَ‌، قَالَا: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ح وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمِيرَةَ التِّنِّيسِيُّ‌، قَالَ‌: ثنا عَبْدُ اللّٰهِ بْنُ يُوسُفَ‌، قَالَا: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ‌، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ‌، قَالَ‌: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ‌، يَقُولُ‌: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَ قِيَامِهِ‌، وَإِنْ مَاتَ مُرَابِطًا جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ‌، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ‌، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ‌». مسند أبي عوانة، ج4، ص497.

الفتان بمعنى سؤال النكيرين في القبر هو سيكون مأمونا في قبره. هذا أيضا كلام وعد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ‌، أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ‌، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ‌: أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‌: «كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ‌؛ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ يَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ» وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ‌: «الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ‌». سنن الترمذي، ج3، ص89.

 

الخطبة الثانية

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ؛ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَلَيْكُمْ وَ أَبْوَابُ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ؛ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ وَ الشَّيَاطِينُ مَغْلُولَةٌ؛ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ. قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: [فَقُمْتُ‏] فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ!‏ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ! أَبْكِي لِمَا يُسْتَحَلُّ مِنْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ؛ كَأَنِّي بِكَ وَ أَنْتَ تُصَلِّي لِرَبِّكَ وَ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ شَقِيقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ فَضَرَبَكَ ضَرْبَةً عَلَى فَرْقِكَ [قَرْنِكَ‏] فَخَضَّبَ مِنْهَا لِحْيَتَكَ. قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي؟ فَقَالَ: فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ. ثُمَّ قَالَ صلى الله علیه وآله: يَا عَلِيُّ مَنْ قَتَلَكَ فَقَدْ قَتَلَنِي وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَ مَنْ سَبَّكَ فَقَدْ سَبَّنِي؛ لِأَنَّكَ مِنِّي كَنَفْسِي رُوحُكَ مِنْ رُوحِي وَ طِينَتُكَ مِنْ طِينَتِي؛ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَنِي وَ إِيَّاكَ وَ اصْطَفَانِي وَ إِيَّاكَ وَ اخْتَارَنِي لِلنُّبُوَّةِ وَ اخْتَارَكَ لِلْإِمَامَةِ وَ مَنْ أَنْكَرَ إِمَامَتَكَ فَقَدْ أَنْكَرَنِي‏ نُبُوَّتِي. يَا عَلِيُّ! أَنْتَ وَصِيِّي وَ أَبُو وُلْدِي وَ زَوْجُ ابْنَتِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَوْتِي أَمْرُكَ أَمْرِي وَ نَهْيُكَ نَهْيِي أُقْسِمُ بِالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَ جَعَلَنِيَ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ إِنَّكَ لَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ أَمِينُهُ عَلَى سِرِّهِ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَى عِبَادِهِ‏.

 

 أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم ألا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة فاسألوا الله ربكم أن لا يفتحها عليكم، في هذه الجملة يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة أولا في كل شهر أبواب الجنان مفتوحة  لمن يكون أهلا لهذا الباب، ويقدر أن يفتح أبواب الجنة، ولكن بما أن هذا الشهر شهر ضيافة الله تعالى يبدو أنه الأمر يختلف من الشهور الأخرى، يعني المذنبون يسهل لهم أن يأتوا على أبواب رحمة الله تعالى ويدقون هذا الباب حتى يفتح لهم أبواب الجنان، هذا الشهر شهر ضيافة الله، عندما المضيف يريد أن يستضيف لا يشدد ولا يشد ولا يضيق على ضيوفه في اليوم الذي هو يدعوهم، ربما تذهب في بعض الأيام  حيث ما دعوك للضيافة تطرق الباب، المضيف صاحب البيت لا يرغب في فتح الباب بما أنه مثلا مشغول بشيء لا يحب أن يستقبل ليس مستعدا للاستقبال، ولكن الله تعالى جعل هذا الشهر شهر الضيافة فلذلك فتح أبواب الجنان ومن يغلق هذه الأبواب  أعمالنا تغلق لا سمح الله أبواب الجنان.  النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة مفتّحة بالتضعيف في باب التفعيل هذا يدل على شيئين إما للمبالغة لأن الفتح فعل متعدد ممكن أن يقول مفتوحة  لماذا قال مفتحا  إذا كانت للمبالغة يعني الأبواب يكون مفتوحة بشكل كامل

 

إذا كان من باب التكثير لأنه يقول أبواب فإذا يقول مفتحة هذه نقطة أدبية ونحوية، في هذا صرفية في هذا المجال على كل حال أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة،  فاسألوا ربكم ألا يغلقها عليكم،  فطبعا إذا تسألون يجب أن لا تكونوا مثل الذي يستهزئ الله تعالى على حد تعبير الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام الإمام قال:  الذي يقول أستغفر الله ربي وأتوب إليه وفي نفس الوقت يرتكب الذنوب! هو كأنه يستهزئ بالله تعالى  إذا أنت تقول أستغفر الله تقول أتوب إليك يعني أرجع إليك فكيف تعمل  عملا معناه ليس الرجوع إلى الله تعالى هذا بمعنى أنك تستهزئ الله تعالى،  فاسألوا ربكم يعني اسألوا مثل التائب النصوح الذي يريد أن لا يرجع إلى الذنوب فهو طبعا الله تعالى لا يغلق عليه أبواب الجنان لأنه هو عاد إلى ربه عاد إلى أحضان مولاه،  والمولى هو مولى كريم  فاسألوا ربكم ألا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة الله تعالى سكر أبواب جهنم في هذا الشهر الله بأي ذريعة يريد أن يغفر لنا في هذا الشهر الله تعالى كأنه يريد أن يتذرع بشيء حتى يغفر لنا، هكذا الأمر كما يقول أهل البيت عليهم الصلاة والسلام  هذا شهر فيه فضائل كثيرة أيها المذنب أنا المذنب راجٍ لرحمة الله في هذا الشهر أكثر من الشهور الأخرى  لأن النبي هكذا وعدنا فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم لا يفتحن أبواب النيران عليكم والشياطين مغلولة.  الله تعالى يقول قد غلقنا الشياطين كما أنه رجم الشياطين من النبي في آخر الزمان من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الله تعالى جعل رصدا يرصدون للشياطين ويرجمون الشياطين.  لا يقدرون أن يأتوا وينالوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم  هذا من فضائل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.  أمة رسول الله في هذا الشهر مأمونون من الشيطان لا يقدر أن ينالهم إلا أنهم هم بأنفسهم لا سمح الله يهرولون وراء الشيطان، نستجير بالله من مثل هكذا التصرف الخاطئ. هذا الشهر تعالى أراد أن يغلق الشيطان عليك أن تستفيد من  هذه الفرصة فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم اسألوا ربكم أن لا يسلط الشياطين عليكم قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: فقمت فقلت يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر  إمام تقي ورع في قمة الإنسانية في العبودية عندما يسأل سؤاله سؤال ذهبي عظيم ما أفضل الأعمال في هذا الشهر  فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله، أن تتورع عن محارم الله تترك محارم الله لا تقترب من محارم الله شيء بسيط لا يقول عليك أن تصلي ألف ركعة حتى يقال أنه أفضل الأعمال لا أهم شيء أن تترك محارم الله أن تتورع من محارم الله أي شيء حرام الله لا يحبه لا تقترب من هذا الحرام ثم بكى صلى الله عليه وآله  فقلت يا رسول الله الأمير عليه السلام يقول قلت يا رسول الله ما يبكيك فقال يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقل ناقة ثمود فضربك ضربة على فرخك فخضب منها لحيتك.  قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقلت يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني فقال: في سلامة من دينك. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني  ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي،  إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة  واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي،  يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمري ونهيك نهي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده.  النبي صلى الله وعليه وآله وسلم كان يتحدث عن الصيام عن شهر الصيام لماذا بكى  كأنه كان يريد أن ينذر الناس أن ينبههم إلى ما سيحدث في المستقبل بالنسبة لوصيه ولخليفته أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، استفاد من هذا الموقف أنه هو روح الصيام  هو روح هذا الشهر من لم يكن مع هذا الرجل مع هذا الإمام هو كأنه لم يصم كأنه لم يصم كأنه لم يفهم قدر هذا الشهر المبارك.

  أيها الإخوة يجب علينا أن نتهيأ ليوم القدس العالمي، هذا العام و هذا اليوم له صبغ غير السنين الماضية كما تعرفون أهلنا في غزة وفي فلسطين بشكل عام يعانون من الاضطهاد والظلم من قبل هؤلاء الصهاينة الطاغين الغواشم لعنة الله تعالى عليهم لا يمكن أن لا نقوم ولا ولا نصرخ في وجه هؤلاء الظلمة. أقل شيء نستطيع أن نفعل هو بأن نقوم وأن نقيم هذا اليوم يوم القدس العالمي الذي أسسه وأعلنه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه و نقول لأهلنا في فلسطين أننا نحن بجانبكم ونحن سنكون معكم وسنساعدكم وندعمكم قدر استطاعتنا بدعائكم في ليالي شهر رمضان في أسحار شهر رمضان علينا أن نتضرع وأن نسأل الله تعالى الفرج لهؤلاء المظلومين. الفرج للأمة الإسلامية الفرج لحجة تعالى عليه أفضل الصلاة والسلام، علينا أن ندعو ونتضرع وبكل إخلاص إن شاء الله تعالى.

 كما تعرفون هناك بعض الطرق يمكن أن يصل إلى إخواننا في غزة بعض المؤن الغذائية بعض الإخوة (قائمين) قائمون على هذا العمل نحن فنرى استطاعتنا علينا أن نقوم بهذا المهمة  قرص واحد رغيف واحد من الخبز إذا نعطي ونضع بجانب لهؤلاء هذا يكون أمرا الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف سيرضى عنا لأن هؤلاء الأمة  الإسلامية برمتها أمة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف هو إمام على الإنسانية ولو أنهم لا يعرفون إمامهم هو يكون  إماما للجميع فلذلك علينا أن نعرف هذا سيفرح الإمام ويجعل السرور في قلب الإمام عليه السلام أن نكون مهتمين بأمر إخواننا في غزة.  أنا اقترح لاخوتنا القائمين بهذه الأعمال في المكتب في جمع بعض الأموال ولو بمثلا خمسمائة ليرة إذا تساعد هذا يكون في ميزان عملك ثقلاً والله تعالى سيعطيك أضعافا مضاعفة.

هذه الأشياء الزهيدة إذا تجتمع بعضها مع بعض سيكون شيئا كبيرا،  المهم هذه النوايا الطيبة التي وراء هذه المساعدات إن شاء الله تعالى مع أنكم تعانون من هذه المشاكل الاقتصادية في البلد بسبب الحرب المفروضة على هذا البلد الطيب ، أنتم أمة رسول الله وأنتم نفس الأمة التي كانوا في بعض الغزوات يمتص تمر مجاهد ويعطي إلى الآخر حتى يمتص ذاك التمر حتى يتقوى به يعني مع أنه كان به خصاصة كان يؤثر به على نفسه ويؤثرون على أنفسهم ولو خصاصة فهذا أمر واضح لكل مؤمن الذي درس سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته المجاهدين المؤمنين الأوفياء له.