۲٠۲٤/٠۵/۲۷ ۲٠:۵۱:۵٠
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 15ذي القعدة 1445 ه.


                                                                                         بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 15ذي القعدة 1445 ه.

 

الخطبة الأولى:

 نتحدث في هذه الخطبة عن نمط الحياة على أساس الرؤية الإسلامية، تحدثنا سابقاً عن المشورة ومن لا ينبغي أن نشاورهم ونستشيرهم، في هذه الخطبة سنقرأ لكم بعض الأحاديث عن أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام حول مواصفات المستشار، وبعبارة أخرى من ينبغي مشاورتهم: عَنْهُ‌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْجَامُورَانِيِّ‌ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ‌ عَنْ صَنْدَلٍ‌ عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ‌ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ يَقُولُ‌: اِسْتَشِرِ الْعَاقِلَ مِنَ الرِّجَالِ الْوَرِعَ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَأْمُرُ إِلاَّ بِخَيْرٍ وَإِيَّاكَ وَالْخِلاَفَ فَإِنَّ خِلاَفَ الْوَرِعِ الْعَاقِلِ مَفْسَدَةٌ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا. المحاسن، ج2، ص602.

 الإمام الصادق عليه السلام يوصينا بأن نستشير العاقل الورع؛ العقل لا يكفي بل الورع عن محارم الله أيضاً، من الشروط التي ذكرها الإمام للمستشار: عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام يقول؛ عندما يتحدث الراوي بهذه الصيغة، سمعت الإمام يقول معناه سمعته أكثر من مرة قال. يعني هذه من الوصايا المكررة والمتكررة للإمام الصادق عليه الصلاة والسلام. يقول: استشر العاقل من الرجال الورع، الرجل العاقل الرجل الورع، استشر هذا الإنسان، بعد ذلك الإمام يذكر الدليل، لماذا أمرك بأن تستشير العاقل الورع؟ فإنه لا يأمر إلا بخير، لأنه أولاً عاقل يميز بين الخير والشر، وعندما عرف الخير والشر، هو ورع وأمين، لا يخونك حتماً، يدلك على الخير، وإذا كان عاقلاً ولم يكن ورعاً ربما يكتم عقله ما يفهمه، ولا يقول لك بصدقٍ وأمانة ما يميز عقله من الشر والخير. فإنه لا يأمر إلا بخير نعم استشرتَ في مسألة هذا الإنسان العاقل فماذا تفعل؟ تستشير وتخالف؟ بعض الأحيان ترى أن بعضاً يستشير وبعد ذلك بدون دليل يخالف، يعني بسبب هوى نفسه يريد أن يتبع هواه، بعض الأحيان الناس يأتون إلينا للاستخارة بالقرآن، يقول: أنا أريد خيرة، يريد أن أستخير له، عندما أقول له مثلاً جيدة أو غير جيدة، كأنه هو كان ينتظر جواباً، إذا سمع شيئاً غير الذي كان ينتظره يكفهرّ وجهه، فربما ترى أنه لا يريد أن يطبق ما قاله تعالى، استخار الله، واستشار الله؛ ولكن كأنه لا يريد أن يسمع إلا ما كان بباله. أولاً إذا كنت متأكداً أن هذا خير لماذا استخرت بالقرآن، وإذا استخرت كأنك استشرت الله تعالى، فعليك أن تطبق ما قاله الله تعالى في الاستشارة. مع الناس المؤهلين للاستشارة هكذا يحدث، لذلك الإمام عليه السلام يؤكد ويقول: وإياك والخلاف. إياك ومخالفة المستشير العاقل الورع الذي لا يريد إلا خيرك، فإن خلاف الورع العاقل، مفسدة في الدين والدنيا. إذا تخالف الإنسان الذي تتأكد أنه عاقل ويفهم وإضافة إلى هذا هو ورع، فماذا بعد الورع والعقل؟ وأنت استشرت وهو دلّك فإذاً اتبع ما قاله لك، وأعطاك مما كان عنده كهدية، فعليك أن تتبع ما قاله.  هناك رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام هذا حديث مهم الإمام عليه السلام يذكر حدوداً للمشورة: عَنْهُ‌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُوحٍ‌ عَنْ شُعَيْبٍ اَلنَّيْسَابُورِيِّ‌ عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانِ‌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنِ اَلْحَلَبِيِّ‌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: إِنَّ الْمَشُورَةَ لاَ تَكُونُ إِلاَّ بِحُدُودِهَا فَمَنْ عَرَفَهَا بِحُدُودِهَا وَ إِلاَّ كَانَتْ مَضَرَّتُهَا عَلَى الْمُسْتَشِيرِ أَكْثَرَ مِنْ مَنْفَعَتِهَا لَهُ فَأَوَّلُهَا: أَنْ يَكُونَ اَلَّذِي يُشَاوِرُهُ عَاقِلاً وَ اَلثَّانِيَةُ: أَنْ يَكُونَ حُرّاً مُتَدَيِّناً وَ اَلثَّالِثَةُ: أَنْ يَكُونَ صَدِيقاً مُؤَاخِياً وَالرَّابِعَةُ: أَنْ تُطْلِعَهُ عَلَى سِرِّكَ فَيَكُونَ عِلْمُهُ بِهِ كَعِلْمِكَ بِنَفْسِكَ ثُمَّ يَسْتُرَ ذَلِكَ وَ يَكْتُمَهُ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ عَاقِلاً انْتَفَعْتَ بِمَشُورَتِهِ وَإِذَا كَانَ حُرّاً مُتَدَيِّناً جَهَدَ نَفْسَهُ فِي النَّصِيحَةِ لَكَ وَإِذَا كَانَ صَدِيقاً مُؤَاخِياً كَتَمَ سِرَّكَ إِذَا أَطْلَعْتَهُ عَلَى سِرِّكَ وَإِذَا أَطْلَعْتَهُ عَلَى سِرِّكَ فَكَانَ عِلْمُهُ بِهِ كَعِلْمِكَ تَمَّتِ اَلْمَشُورَةُ وَ كَمَلَتِ اَلنَّصِيحَةُ‌. المحاسن.

عندما يقول الإمام: فمن عرفها بحدودها. يعني فهو فليأخذ، وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له، يعني إذا تستشير شخص غير هؤلاء الذين يدلك الإمام عليه السلام عليهم، ربما تجد الضرر أكثر من الوقت الذي لا تستشير، إذاً لا تستشير أفضل، إذا كان من اللازم أن تستشير الإنسان الأحمق وغير الورع الأفضل ألا تستشير وتعمل بما عندك. الإمام هكذا يريد أن يقول، فالإمام يذكر هذه الحدود، هذه المواصفات، هذه السمات، فأولها أن يكون الذي يشاوره عاقلاً، يعني يفهم الأشياء لا يكون جاهلاً، لا يكون سفيهاً، حتى لا يؤدي إلى الفساد، يؤدي إلى خراب حياتك، والثانية أن يكون حراً متديناً، حراً يعني حراً من هوى نفسه، لا يكون عبداً لنفسه، حتى لا يقول لك ما يكون لهوى نفسه، لا يتبع هواه، حتى لو كان على حساب نفسه، حتى إذا كان على ضرره، عندما يرى هذا حق يقول لك هذا حق، مع أنه يكون على حساب منافعه ومصالحه الشخصية، ولكن هو حر، فلذلك ليس مقيداً بقيود الحميّة الجاهلية، أو العصبية ، كما قال المعصوم عليه الصلاة والسلام: أن الحمية الجاهلية هي بمعنى أنك تدافع عن الباطل. بما أن هذا الذي هو من أهل الباطل هو من أهلك، هو من عشيرتك، بما أنه من عشيرتك مع أنك تعرف أنه على باطل، أنت تدافع عنه، هذه هي حمية الجاهلية، والحر هو الذي تخلّص من مثل هذه القيود، ولو كان عليه هو يقول الحق، فإذاً الإمام قال هذا المستشار يجب أن يكون حراً، لا متديناً فقط، بل حراً متديناً، لا يتبع هوى نفسه، ويلتزم بقواعد الشرع، بموازين الشرع، بمبادئ الشرع، هذه السمة الثانية للمستشار وأما الثالثة: أن يكون صديقاً لك، الصداقة ما هو معناها؟ معناها العلاقة مع الصدق، العلاقة التي لا يشوبها الكذب، والرابعة: أن تُطلعه على سرّك، أنت إذا تريد أن تستشير، يجب أن يعرف كل ما يجب معرفته عن هذا الموضوع، يجب أن تعطيه المعلومات، كما أن في المشاورة وفي الاستشارة الآن عادةً، مثلاً عالم النفس الذي يقوم بالمشاورة يطلب منك بعض المعلومات، أنت إذا أخفيت هذه المعلومات وتكتمها عن هذا المستشار ربما يشخص بشكل خاطئ، لأنه لا يعرف بعض زوايا حياتك، الإمام الصادق عليه السلام يقول: والرابعة أن تطلعه على سرك فيكون علمه به. يعني علم هذا المستشار بسرك كعلمك بنفسك، ثم يستر ذلك ويكتمه، يعني إذا أنت قلت له سرك هو لا يفشيه، لا تقل سرك لمن لا تأتمنه، إذا ليس هو مؤتمناً، عليك ألا تفشي سرك له، لا تقل سرك لمن لا يكتم سرك، الذي يدّخره وفيما بعد ربما يفشيه عند حدوث خلاف بينك وبينه في يوم ما. فإذا كان عليك أن تقول له سرك، ولكن شرط أن يكون هذا الشخص أمينا لسرك لا يفش سرك إلى أي شخص، هذا المستشار إذاً يجب أن يكون أمين سرّك، فإذاً إذا كان أميناً لسرك قل له سرك، حتى هو يداوي لو صح التعبير أقول يداوي، كما أنك عندما تذهب إلى الطبيب، يسألك هل تشعر بألم الرأس؟ هل تشعر بألم في هذا الجانب من البطن؟ إذا أنت تكتم هذا يضرك، لأنه يريد أن يصف الدواء المناسب لهذا الألم وهذا الألم وهذا المرض إذا لا تخبره به ربما هو يشخص بسبب  كلامك مرضاً آخر، ويعطيك دواء خاطئاً، دواء لا يناسب هذا المرض،  بالنسبة للذي تستشيره يجب أن تعطيه معلومات شرط أن يكون أميناً لهذا السر، والإمام يبدأ بتفصيل هذه المواصفات  فإنه إذا كان عاقلاً الإمام قال: استشر مع العاقل،  إذا كان عاقلاً انتفعت بمشورته، وإذا كان حراً متدينا ًجهد نفسه في النصيحة لك، لإرادة الخير لك ليدلك إلى الخير، لا يستريح حتى يجد الحل، حتى يحل مشكلتك لماذا ؟  لأنه هو حر ومتدين وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرك، الصديق المؤاخي هو يكتم سر أخاه إذا أطلعه على سره، وإذا أطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك، تمّت المشورة، وكملت النصيحة، بهذا تكمل النصيحة، وتتم المشورة، هكذا مشورة صحيحة سليمة فيؤدي إلى نتيجة. يعني لابد أن تصل إلى نتيجة، نتيجة سليمة، وصحيحة، هذه من كلمات الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام.

 أيها الإخوة هذا نمط حياتنا، نحن لدينا هذه التعاليم الراقية، التي قد نجدها من خلال روايات أهل البيت منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، فالآن علماء النفس الأوروبيين يبيعون لنا ببخل نفس هذه المعلومات، كأنه هؤلاء من عند أنفسهم يعطوننا هذا، وهذه عندنا في كتبنا، وأئمتنا قد علمونا ونحن كنا غافلين عن هذه المدرسة، المدرسة التي للأسف الشديد لم نستفد من تعليماتها، فهذا على عاتق علمائنا أن يعلمونا، وكذلك علينا أن نجلس وندرس ونطلب من علمائنا أني يعلمونا كلمات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

 

 

الخطبة الثانية

من الشروط التي يجب أن تكون متوفرة في صلوات الجمعة ألا يكون هناك صلاة جمعة أخرى وبينهما دون ثلاثة أميال مسافة ستة كيلو مترات تقريبا على وجه التقريب يعني فرسخا واحداً، يعني إذا هنا نقيم صلاة الجمعة صلاة بجميع شروطها لا يمكن أن تقام بجميع شروطها إلا بعد ستة كيلو مترات وليس أقل في هذه المسافة ممكن ولكن أقل من هذه المسافة لا يجوز فطبعا كما تعرفون في القرى في المدن المختلفة ربما الإخوة يصلون صلاة الجمعة ولكن كما أنهم يعرفون أن هذه ليست صلاة جمعة شرعية لذلك يصلون صلاة الظهر أيضا ويلقون خطبتين كأنها محاضرة للجمعة وليست خطبة الجمعة، خطبة الجمعة لا يمكن أن تسمى خطبة الجمعة إلا أن تكون مقدمة لصلاة الجمعة إذاً هذا من الأمور المهمة فطبعا حسب فتاوى مراجعنا ما نقوله بالنسبة لصلوات الجمعة عند أتباع أهل البيت يجب أن تكون بينهم هذه الفاصلة المحددة.

  وأما من الأمور التي تكون واجبة على الإمام: يجب عليه في الخطبتين التحميد أن يحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله في الخطبة الأولى هذا فتوى للإمام الخميني ولسماحة الإمام القائد أنه يجب أن نقرأ سورة قصيرة في الخطبة الأولى هذا واجب وفي الخطبة الثانية أيضا تستحب قراءة سورة قصيرة بل يمكن أن يقال احتياط استحبابي في الخطبة الثانية أن نقرأ سورة كما نحن نعمل بهذا الاحتياط ونقرأ سورة قصيرة في نهاية الخطبة الثانية كذلك. وأيضا على الاحتياط الاستحبابي أن نذكر أسماء الأئمة كل واحد تلو الآخر ونصلي عليهم كما أنتم تعرفون نحن في الخطبة الثانية هذا العمل الاستحبابي ورد فلذلك في الخطبة الثانية نحن نصلي على الأئمة عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرداً فرداً فهذا يسمى بالصلاة على الأئمة عليهم أفضل صلوات المصلين.

 

أنتم رأيتم ماذا حدث في إيران إثر هذه الفاجعة المؤلمة، كيف نهض الناس وبحفاوة شيّعوا جثمان خدامهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

  كان الرئيس الشهيد آية الله السيد الدكتور ابراهيم رئيسي رضوان الله عليه قائدا رسالياً دؤوباً يفيض همة ونشاطا ولا يتوانى في أداء الواجب فيكفيه أن يعلم بوجوب عمل معين حتى يبادر إليه ولم يكن يفكر أو يتحرك في أفق بلده فقط بل كان يسعى في خدمة خط المقاومة بل في خدمة المستضعفين في كل أنحاء العالم بما أمكنه ذلك. ولم يجد حرجا في الجهل بالدفاع عن المقدسات والقيم. وعن المقاومة وأهلها، ولا سيما فلسطين العزيزة. ويكفيه فخرا أنه الرئيس الذي جرى في عهده تمريغ أنف كيان الإجرام الصهيوني بالتراب في عملية الوعد الصادق.  ولم يكن يبالغ حين يصف منهج حكومته بأنه فقد ثبت صدق هذا الوصف وتجلى حبه للشعب وعطفه عليه وتواضعه له في جميع المواقف  وقد عاش حياة بسيطة بعيدة عن البذخ تلامس حياة ذوي الحالة الاقتصادية دون المتوسطة  لم يغيره الكرسي ولم يحرف المنصب عن السوية الأخلاقية التي نشأ عليها وبقي على سجيته من التواضع وعفّة النفس و طيب المعشر منذ أن كان طالبا في سنواته الاولى الحوزوية وخير دليل على تواضعه ونزاهته أن والدته الفاضلة ما تزال تعيش في بيتها المتواضع في مشهد حتى هذا اليوم ولا شك في أن سيرته العطرة باتت اليوم سيرة معيارية في إيران فمن أراد من العاملين في خدمة الدين والشعب أم يحظى برضوانه تعالى ومحبة الشعب سيحرص كل الحرص على الالتزام بهذه السيرة.

 

لقد علم الله تعالى في شهيدنا العزيز آية الله السيد ابراهيم رئيسي الإخلاص والحرص على خدمة الناس فوفقه في أقل من ثلاثة أعوام في رئاسة إيران لإنجاز مشاريع وخطوات مهمة يصعب تصور إنجازها في مثل هذه الفترة القياسية وهو الذي صمد بحكمة وثبات حين حاول الكثيرون من أبالسة العالم وأذيالهم من المنافقين ومرضى القلوب أن ينالوا من هيبة الإسلام ودولته مختبئين خلف أقنعة وشعارات زائفة من قبيل الحرية السياسية وحقوق المرأة وقضية الحجاب وغيرها.  أما على الصعيد الدولي فقد استطاع تحقيق انجازات كبيرة في بناء وتعزيز علاقات إيران بعدد من الدول الكبرى مثل روسيا والصين ودول افريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا وكذلك مع دول الجوار العربية وغيرها.

  وأما سوريا الأبية المقاومة فقد كان لها مكان مخصوص في قلب وفكر وعمل شهيدنا العزيز وكثير ما كان يردد يجب أن نفعل شيئا لمساندة الشعب السوري وتخفيف وطأة الحصار عنه وقد شرع بالفعل في عدد من المشاريع الاقتصادية في هذا المجال على الرغم مما تعانيه إيران أيضاً من تضييق وحصار وستظهر ثمار تلك المشاريع تباعا بإذن الله تعالى.

وللمحب أن يسأل ماذا بعد استشهاد آية السيد ابراهيم رئيسي رضوان الله تعالى عليه؟  إن الرئيس الشهيد هو تلميذ نجيب من مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل  إسلام القرآن الكريم والسنة المطهرة  إسلام الإمام الخميني العظيم الذي جاء ليوقظنا لنستعيد عزتنا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وبفضل الله تعالى فإن شعوب محور المقاومة في إيران والعراق واليمن وفلسطين وسوريا ولبنان قد وعت معادلة العزة التي أشار إليها الإمام وتمسكت بها وبدأت تحصد ثمارها وبذلك سنحقق النصر الشامل بإذن الله تعالى وهذه المدرسة هي التي ربّت الشهداء العظام آية الله المطهري  وآية الله بهشتي  والرئيس رجائي وحجة الإسلام والمسلمين باهنر  والحاج قاسم سليماني وغيرهم ( وكان تلميذ) وكان التلميذ الأنجب في هذه المدرسة سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله وأقولها تذكيرا لمن عايش تلك الحقبة أو سمع عنها وأقول للأجيال الصاعدة التي ربما لم تتعرف عليها بعد إن من يعرف هذه المدرسة ينبغي أن يطمئن إلى أن استشهاد هؤلاء الكبار لا يحدث خللا في مسيرة الثورة المباركة أو بنية الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 إن دولة الإسلام المحمدي الأصيل التي صمدت وهي لا تزال غضة فتية أمام هزات عنيفة من قبيل اغتيال آية الله مطهري وآية الله بهشتي والشهيد رجائي والشهيد باهنر وغيرهم قد أصبحت اليوم دوحة عظيمة لن تستطيع أعتى العواصف اقتلاعها بحول الله وقوته وستمضي هذه السفينة نحو شاطئ العزة والنصر المؤزر  بحراسة الله تعالى وتسديد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وحكمة ربانها الإمام المفدى الخامنئي دام ظله وهمة وعمل ودعاء المخلصين في كل مكان وسنكحل عيوننا جميعا بمرأى زوال الكيان الصهيوني المجرم ويتحقق فيه وعد الله ووعد الإمام الخامنئي بأن الصهاينة لن يروا العقود المقبلة من هذا القرن ان شاء الله تعالى.

 

رأيتم في هذه الأيام أن قادة دول كثيرة أكثر من خمسين دولة أرسلوا وفوداً حتى بعض الدول التي ليسوا أصدقاء إيران مثل دولة مصر حيث جاء وزير الخارجية وقدّم العزاء، فتعرفون أن هذا معناه العزة فبهذه التضحيات نحن وجدنا عزتنا، فليعلم العالم كله وليسمع العدو وليطمئن الصديق والحليف بأن الراية شامخة خفاقة يستلمها صالح بعد صالح وصادق بعد صادق ممن تربوا في مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل فالماضون من قادتنا الشهداء هم تلاميذ هذه المدرسة وهي مدرسة فياضة بالخير دوماً بإذن الله تعالى.

 أيها المؤمنون أيتها المؤمنات ها نحن في جوار زينب الكبرى عليها السلام قبلة المجاهدين وملهمة الصامدين التي جلجل صوتها في التاريخ صارخة في وجه الظالم  لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا زينب التي زارها الشهيد السعيد  آية الله  ابراهيم رئيسي في العام الماضي في مثل هذه الأيام وعانق ضريحها المقدس ليستلهم من إباء عمته وعنفوانها  ويجدد العهد بنهج العزة المحمدية العلوية ويعيش معاني إباء عاشوراء الحسين عليه السلام التي لطالما كانت تتوقد في قلبه جمرة مصائبها ولا سيما مصيبة عبد الله الرضيع ورقية سلام الله عليهما فيمتلئ قلب شهيد رؤوف حزناً  وينبت هذا الحزن إحساسا مرهفاً بمعاناة كل طفل مظلوم ولا سيما أطفال غزة الأبية أطفال غزة الأبية الصامدة ويورق الحزن عزماً على مواجهة القتلة المجرمين أذناب الطغيان في كل زمان.

ولكل شامت بشهادته المباركة وشهادة إخوانه المخلصين أقول يكفي أن تنظر إلى الجموع المليونية التي خرجت في وداعهم لينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ولتدرك أيها المملوء حقداً والمأجور لأعداء الله والإنسانية أن إيران ومحور المقاومة عصيان على الانكسار بل إن إيران كما قال قائدها الإمام الخامنئي عازمة على بلوغ القمة وسنصل إن شاء الله تعالى. إيران الإسلام إيران القيم إيران السند والحليف ستكمل مواجهتها للشيطان الأكبر الأصغر الكيان الصهيوني المجرم وستواصل بناء اقتدار وعزة الأمة جمعاء وستكمل مسيرة دعمها لأبناء محور المقاومة خصوصا ولعموم مستضعفي العالم، لا يشغلها عن ذلك تزييف الإعلام المضلل ولا تنتظر شكراً سوى من الله تعالى ولا تتبع دعمها المادي والمعنوي لإخوانها منّاً ولا أذى فخُلقُها خُلق الإسلام في كتمان فعل الخير وستلتزم بهذا الخلق دوماً إن شاء الله تعالى.

 سلام على ابراهيم سلام على النفس الزكية التي انطفأت شمعة حياتها الدنيوية لتتوهج لها في عليين وفي قلوب الصادقين ألف شعلة للخلود سلام على ثالث شهداء المحراب  في  إمامة جمعة تبريز آية الله السيد محمد علي آل هاشم سلام على فارس الدبلوماسية المقاومة  والخادم المخلص لتوجهات الجمهورية الإسلامية  صديق السورية ومحبها والعامل بنشاط في سبيل تمكين العلاقات بين إيران وسوريا الشهيد السعيد الدكتور حسين أمير عبد اللهيان سلام على جميع الذين ارتقوا في قافلة النور هذه من أهل التواضع والإخلاص والتميز في أداء الذين عملوا فنالوا خير الدنيا والآخرة ولمثل هذا فليعمل العاملون.

 

والحمد لله رب العالمين.