۲٠۲٤/٠۷/٠۱ ۱٦:۱۲:٠٦
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 21ذي الحجة 1445 ه.


                                                                                           بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 21 ذي الحجة 1445 ه.

الخطبة الأولى:

كنا نتحدث عن الوصية، وأهمية الوصية، والوصية بالثلث من الأموال، إن الوصية ممكن أن يكون مضمونها وصية العهد: بأن توظف أحد على أمرٍ تريد أن تتابعه بعد مماتك، وكذلك الوصية بالنسبة للأموال، إن الوصية لا تتم بالنسبة لجميع ما تركت من أموالك، المال الذي تتركه قسم منه للوصية، فإذا كان يتعلق بالتركة مال الله، حق الله مثل الخمس وما إلى ذلك أو تكاليف الحج وما إلى ذلك أو صلوات مقضية ما أديتها في أيام حياتك، ويجب أن يقوموا بهذه الصلوات فطبعاً تدفع هذه الأموال، ديونك تُخرج وبعد ذلك يقسم الميراث، ولكن ينبغي أن توصي بالنسبة لثلث من أموالك لما بعدك لفعل الخير، بعض الأحيان توصي لبعض أولادك ترى أنه هو من بين أولادك فقير، من ثلث أموالك توصي حتى هو يأخذ شيئا إضافة إلى ما يأخذ من حقه من الميراث، هذه وصية بالمعروف لأنك راعيت جانب هذا الولد الذي هو فقير، وأعرف أن بعضاً من الناس هم يتداركون حصة البنت في الثلث مثلاً يوصون أن يُعطى لبنتهم هكذا مال لأنها مثلاً زوجها فقير وهي تعاني من مشاكل، من ثلثه يمكن أن يوصي. ولكن هذا الذي تسرّب في ثقافتنا بعض الأحيان نسمع أن فلانا قال أنا أحرم هذا الولد من الورثة ومن الإرث، ومن الميراث، هذا شيء خطأ لأن هذا المال ليس لك بعد مماتك هذا حصة الورثة، لكن ثلث مالك ما شئت تقدر أن توصي، توصي بأن يعطوا للفقراء في كل ليلة جمعة، هكذا مبلغ من المال كخيرات ومبرات فهذا من ثلث أموالك، أو توصي أن يمدوا طريقاً في حيك ومثلاً يزفتوا الشارع من ثلث مالك، أو توصي إذا كان عندك شيئاً كثيراً من المال يمكنك أن توصي من ثلث مالك أن يبنوا مستوصفاً أو مدرسة لكي يدرس الناس في تلك المدرسة، هذا كله مما يحب الله تعالى، الإمام الصادق عليه السلام هكذا يُروى عنه أنه كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة وأنه حضره الموت وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون يصلّون إلى بيت المقدس. فأوصى البراء بن معرور إذا دفن أن يجعل وجهه إلى تلقاء النبي صلى الله عليه وآله إلى القبلة وأوصى بثلث ماله فجرت به السنة، يعني أول من أوصى بالثلث كان هذا الرجل وهو البراء ابن معذور الانصاري. ربما كانت هذه السُنة سُنة ابراهيمية لا نعرف ليس عندنا سند عن هذا الأمر أنا أقول: ربما كان هذا الشيء شيئا مسنوناً ولكن هذه ذريعة بأن يقال من هذا الوقت جرت السنّة على الوصية بالثلث، هذه رواية عن الامام أبي عبد جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في كتاب من لا يحضره الفقيه الجزء الرابع، ابن بابويه القمي هو الذي روى هذه الرواية كما أن في وسائل الشيعة للحر العاملي هذا الحديث موجود.
رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة في حسناتكم. فإذاً الله تعالى فتح باباً لمزيد في حسناتكم، إذا تريدون الحسنات عليكم أن توصوا بثلث أموالكم. وكذلك حديث مرفوع محمد بن يحيى رفعه عنهم عليهم السلام ليس معلوماً أي إمام من الأئمة أو أي معصوم من المعصومين عليهم الصلاة والسلام قال هذا الحديث، ولكن هو يروي عنهم في حديث مرفوع هذا المعصوم عليه السلام قال: من أوصى بالثلث احتسب له من زكاته. افرض أن هناك دين عليه بالنسبة لزكاة ماله، هو لم يدفع إما هو قصّر في هذا المجال أو كان قاصراً، ما كان يعرف المسألة الشرعية، وما دفع خمس زكاة ماله مثلاً زكاة الحنطة أو ما دفع زكاة الشعير، ما دفع كان فلاحا وزرع وكانت حصة للفقراء كزكاة هو ما كان يعرف ولم يدفع، افرض أنه كان هكذا.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام أو النبي يعني المعصوم الذي هو يُروى عنه هكذا، أنه من أوصى بالثلث احتسب به زكاته. يعني كأنه دفع ذاك الزكاة، يعني هذا يغطي ذاك، الدين الذي كان من حق الله على عاتقه، عن الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام من أوصى ولم يحف ولم يضار كان كمن تصدق به في حياته ، يعني لا يضار الورثة، البعض كأنه يريد أن ينتقم من ورثته يوصي بشيء يؤذيهم، قُلنا فمن خاف من موصٍ جنفا فلا إثم عليه لا إثم على هذا الوصي أن يغير هذه الوصية بحيث أن يكون على سبيل العدالة والعدل، يغير هذه الوصية، هو ظلمَ مثلا إحدى بناته أو أبنائه في هذه الوصية، لا يُعمل وفقاً لهذه الوصية أو وصّى بشيء باطل وصى بحرام، هذا إذا لم يوصي هكذا، بل وصى بشيء كما في القرآن الكريم يصفهم هؤلاء بأنهم وصّوا بالمعروف وصيتهم بالمعروف، إذاً كان هكذا يقول الإمام علي عليه السلام كان كمن تصدق به في حياته، هو لم يوفّق في التصدق في أيام حياته، الآن مات ولكن وصّى بأن يؤدوا من ثلث ماله لشيء في سبيل الخير، هذا كأنه هو في حياته دفع هذا المال وتصدّق لله تعالى، هذا قول الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.  وأما سؤال وُجِّهَ إلى الإمام أبي الحسن الرضا عليه الصلاة والسلام قال الراوي سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عما يقول الناس قال أنا سمعت شيئا بعضٌ يقولون علينا أن نوصيَ بثلث مالنا بعضهم يقولون بربع مالنا، ما هو الأمر عندكم؟ عما يقول الناس في الوصية بالثلث والربع عند موته أشيء صحيح معروف؟ أم كيف صنع أبوك؟ أبوك الإمام الكاظم عليه السلام ما كان يفعل بأي شيء؟ كان يتصرف ويوصي بأي شيء؟ فقال الإمام الرضا عليه السلام: الثلث الأمر الذي صنع أبي رحمه الله الكاظم عليه السلام كان يوصي بالثلث، مراجعنا جميع المراجع يفتون وفقا لهذه الروايات أنه يجوز الوصية للثلث بل يستحب بأن توصي بالنسبة لثلث مالك إذا كان فيه مجال، الذي ماله شيء يسير وقليل ويقول إذا يوزع بين الورثة هذا أفضل وليس علي حق من حقوق الله ومن حقوق الناس، فإذاً لا أوصي بشيء، فإذا هو يرى أن يدفع مالا حسب رغبته بعد وفاته، نعم إذا أنت في أيام حياتك تريد أن تعطي إلى بعض أولادك لشيء ولو لانك تحبه اكثر، انا لا اصيّب هذا ولكن أقول: شرعياً هذا ليس حراماً بان تعطيه هذا المال تقول: هذه الارض لابني فلان. مثلا تقول لأنك اشتغلت بإخلاص معي عندما كنت محتاجاً لأن يعمل أحد ويساعدني أنت ساعدتني هذا أجرك، هذا لا بأس به. ولكن بعد مماتك لا يمكن أن تزيد في حصته من الميراث بل يجوز لك أن توصي من الثلث، على كل حال الوصية بالثلث هذا أمر مهم، علينا أن نعرف أن ما يوصى من الثلث ليس من الأشياء الواجبة، يعني لا توصي بالثلث لأجل مثلاً خمسك تقول عليّ هكذا مبلغ من الخمس أعطوه من الثلث، لا إذا كان عليك مبلغاً من الخمس يعني حق من حقوق الله عليك، عليهم أن يخرجوا من اصل المال قبل أن يقسم، ولكن تقول على سبيل الاحتياط، أنا أحب أن تستأجروا شخصاً يصلي لي ثلاث سنوات يعني ثلاث سنوات يصلي لي كل الصلوات، أنا على سبيل الاحتياط أقول هذا ليس على سبيل الوجوب، ليس عليّ شيء، ولكن أحب أن يصلوا ثلاث سنوات لي استأجروا شخصاً أعطوه شيئا من المال حتى هو يصلي عني، هذا يمكن وصيته من ثلث المال لا من أصل المال لأنه ليس عليه شيء ليس شيئا واجباً حتى يخرج من أصل المال، بل يوصى في هذا المجال، أو مثلاً يقال أنا أريد أن تقيموا مجالس تأبين بعد وفاتي خمسة أيام، ستة أيام، وتطعموا الناس هكذا، بهكذا مبلغ، بهكذا شكل، هذا ليس شيئا واجباً فإذا يمكن أن يوصى من الثلث، إذا وصّى الميت من ثلثه هكذا شيء يجب أن نعمل وفقاً لما قاله شرط أن لا يكون مضارة وضرراً على الورثة، بعض الأحيان ربما هو يوصي ويقول أنا أوصيكم بأن تدفنوني في بقيع الغرقد والطرق مسدودة والمشاكل أمام هؤلاء المساكين، هذه وصية لا يمكن أن يعمل بها إلا بمشقة كبيرة، ممكن يسقط عنهم بسبب أن هذه الوصية وصية فيها ضرر على الأوصياء أو أشياء أخرى، ممكن هذا المثل أنتم تناقشون فيه ولكن أمثال أخرى نحن جربنا بعض الأحيان الوصايا، وصايا متعبة مزعجة للورثة، وليس فيها شيء من المصالح فلذلك هذا ما يوصف به وصية بالضرر، الوصية يجب أن تكون وصية معروف. وأما رواية عن الإمام محمد الباقر عليه الصلاة والسلام حيث الإمام يذم من لا يوصي بالثلث، يقدر أن يوصي ولكن لا يوصي بثلث ماله، يقول الإمام الباقر عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى يقول ابن آدم تطولت عليك بثلاث يعني أنعمت عليك بثلاث نعم سترتُ عليك ما لو يعلم به اهلك ما واروك، أنت أذنبت ذنوبا وأنا سترت، إذا كان أهلك يعرفون ما كانوا يدفنونك، يتركونك، ذنوب عظيمة ذنوب كبيرة أنا الذي سترته، هذه نعمة من الله عليك، والثاني و أوسعت عليك، أعطيتك من المال، أوسعت عليك سعة مالية فاستقرضت منك من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا، فلم تقدم خيرا، ما أعطيت شيئا، ما قدمت ما أنفقت في سبيل الله، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك، يعني أعطيتك مهلة أمهلتك لموتك. لما بعد موتك، أن تستدرك ما فات، أن تتدارك ما فات، ما دفعت في هذه الدنيا من أموالك، عليكم أن تقدموا في هذه الدنيا، عندما كان عندكم أموال، بعض علمائنا رضوان الله تعالى عليه آية الله أحمدي ميانجي كان يقول: إذا تريدون أن تعطوا وتقدموا شيئا لأنفسكم، الأفضل أن تقدموا أنتم، ربما الورثة لا يكون بعهدهم، عليك أن تقدم ما تريد أن تقدم نعم افرض أنك قصرت ولم تدفع الإمام الباقر عليه السلام يقول الله تعالى أمهلك لما بعد موتك بوصيتك في ثلث مالك فلماذا لا تستفيد من هذه المهلة الإلهية، الله تعالى أمهلك خذ هذه المهلة وهذه الفرصة واستفد من هذه الفرصة، وبعد ذلك يقول الإمام عليه السلام الله تعالى قال وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم خيرا، الذي لم يوصي بثلثه الإمام هكذا يؤنبه ويلومه ويقول الله تعالى هكذا يلومك ويقول لك لماذا لم تستفد من هذه الفرصة؟ أعاذنا الله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وبارك الله لنا في لقائه ان شاء الله نحن نلقى ربنا ومبيضة الوجوه وأديّنا كل تكاليفنا إن شاء الله تعالى. ان شاء الله نلقى ربنا مغفورين مرحومين.لا محرومين من فضل ربنا.

الخطبة الثانية

من الأمور التي يجب أن أتحدث عنها عما حدث في هذا الأسبوع في الأيام المنصرمة من اعتداءات العدو على مدينة سيدتنا زينب سلام الله تعالى عليها. وضرب مجموعة تقدم الخدمات للشعب السوري، ضرب البناء الذي له دور في إمدادات للمياه ومد الطرق. وتعرفون جيداً مما يقوم به جهاد البناء ويرى على نفسهم واجبا أن يقوموا بتقديم هذه الخدمات جمع النفايات والزبالة من منطقة السيدة زينب هذه كلها على عاتق هؤلاء الإخوة بالتعاون مع البلدية لمدينة السيدة زينب.

 العدو الصهيوني لا يريد تقديم أي خدمات للشعب السوري، ويقاتلون الأمن في هذه المنطقة كما هم يحبون تجويع الناس في هذه المنطقة، ويخالفون أي خدمة تقدم إلى الشعب السوري. رحمة الله على الشهداء المظلومين الذين ارتقوا في هذا الاعتداء الغاشم. نتقدم بأحر التعازي إليكم أيها المؤمنون القاطنون في هذه المنطقة جيران سيدتنا زينب عليها السلام، وبإذن الله تعالى المقاومة ستنتقم من هؤلاء المجرمين.

 أيها الإخوة بالنسبة للانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أنا أقول لكم هذه الحادثة المؤلمة التي جراءها استشهد سماحة بيت الله السيد ابراهيم رئيسي هذه فاجعة مؤلمة، ولكن الجمهورية الإسلامية لا تتوقف عن حركتها بمثل هذه الأحداث إذ بعد فترة يسيرة يقوم الشعب الإيراني بواجبه في هذا اليوم وينتخب أحدا من المرشحين.

 الصهاينة، العدو وإعلام العدو قالوا: إن النظام الصهيوني تمهل حتى يرى ما هي نتيجة هذه الانتخابات هل المرشح الإصلاحي هو الفائز أو الآخر؟ أنا أقول إن أي شخص يُنتخب هو يعرف جيداً وهذا مبدأ في الجمهورية الاسلامية ولا يريد أي منتخب من هؤلاء المنتخبين بالنسبة لهذه الغدة السرطانية الا إزالتها من الوجود. إصلاحياً كان أو غير إصلاحياً. هذا هو موقفنا.

 

والحمد لله رب العالمين