۲٠۲٤/٠۸/٠۵ ۲٣:٠۱:٠۵
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 26محرم 1446 ه.


                                         بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 26 محرم الحرام 1446 ه.

 

 

الخطبة الأولى: في بحثنا عن نمط الحياة على أساس الرؤية الإسلامية وصلنا إلى قضاء حاجة الناس.

 يجب على المسلم أن يحسب حاجة أخيه حاجةً لنفسه، ولا يكون محايداً بالنسبة لأخيه المؤمن بل يهتم لقضاء حاجته.
ذكرنا بعض آثار قضاء حوائج الناس في الروايات الواردة عن المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام ستة أحاديث قد قرأناها لكم وست خصوصيات مترتبة على قضاء حاجة المؤمن حسب الروايات التي قرأناها.

نذكر ستة أخرى من الأحاديث فإذا نُشرت على أساس ما ذكرناها في الأسبوع الماضي يجب أن نقول إن السابع من آثار رفع حوائج الناس: اليسر في الدنيا والآخرة: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ ذَرِيحٍ اَلْمُحَارِبِيِّ‌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: يَقُولُ‌: أَيُّمَا مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً وَ هُوَ مُعْسِرٌ يَسَّرَ اَللَّهُ لَهُ حَوَائِجَهُ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ .... الكافي، ج2، ص200. هذا المنفس لكربة أخيه هو معسر، ولكن هو يخدم أخاه ينفّس كربته أيّما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة وهو معسّر يسّر الله له حوائجه في الدنيا والاخرة؛ هكذا يثاب بسبب عمله لأخيه المؤمن.


الثامن دخول الجنة: وَعَنْهُ‌، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ‌، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ‌، عَنْ آبَائِهِ‌، قَالَ‌: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: «مَنْ قَضَى لِمُؤْمِنٍ حَاجَةً قَضَى اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ كَثِيرَةً‌، أَدْنَاهُنَّ الْجَنَّةُ‌» قرب الإسناد، ص56.،    عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ حَاجَةً فَبِحَاجَةِ اَللَّهِ بَدَأَ وَقَضَى اللَّهُ بِهَا مِائَةَ حَاجَةٍ فِي إِحْدَاهُنَّ الْجَنَّة ... ثواب الأعمال، ص146.

 

التاسع: القرب من الله سبحانه وتعالى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ‌ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ‌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: تَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمُوَاسَاةِ إِخْوَانِكُمْ‌. الخصال، ج1، ص8. يعني إذا تواسي أخاك، تتقرب إلى الله تعالى من أسباب التقرب إلى الله هو المواساة لإخوانك في قضاء حوائجهم

 

 العاشر: الفوز بحب الله: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ‌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ يَقُولُ:‌ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‌: خَلْقِي عِيَالِي فَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ ... وَأَسْعَاهُمْ فِي حَوَائِجِهِمْ‌. مصادقة الإخوان، ص71.   

الخلق عيال الله ينقل الإمام بعض موارد وبعض المصاديق من المحبوبين عند الله تعالى وموضع الحاجة هذه الجملة

في هذا الحديث وأسعاهم في حوائجهم، يعني أحب الناس إلى الله تعالى من يكون أسعى في رفع وقضاء حوائج أخيه.

 

الحادي عشر: الوصل بولاية الله: اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ [الكاظم] عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ‌: مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِي حَاجَةٍ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاقَهَا إِلَيْهِ فَإِنْ قَبِلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلاَيَتِنَا وَهُوَ مَوْصُولٌ بِوَلاَيَةِ اللَّهِ .... الكافي، ج2، ص196. هذه رحمة وليست زحمة عليك، جاء ويريد منك شيئاً الإمام يقول لك هذه رحمة من الله تعالى، فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا، يكون قد التحق بولايتنا وهو موصول بولاية الله، ولايتنا ولاية الله تعالى، فإذاً هذا العمل يوصل لولاية الله تعالى.

الثاني عشر: التحكيم في الجنة: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يُحَكِّمُهُمْ فِي جَنَّتِهِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ‌ وَمَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُحَكِّمُهُمُ اللَّهُ فِي جَنَّتِهِ‌؟ قَالَ: مَنْ قَضَى لِمُؤْمِنٍ حَاجَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ‌. مصادقة الإخوان، ص55. لا يفشي أنه قضى حاجة أخيه، بينه وبين ذاك المؤمن، بيني وبينك أنا عندي حاجة. هل تقضي لي حاجتي؟ أنت تقضي بيني وبينك ولا أفشي هذا، حتى يكون تخفيفاً لشأن أخيه ربما لا يرضى، بأن يعرف الناس أنه كان عنده حاجة وأنت قضيت هذه الحاجة، هذا ينفعك إلى هذه الدرجة أن تكون حاكماً على الجنة.

 

الخطبة الثانية

رُوِيَ أَنَّ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَمَرَ بِمِنْبَرٍ وَ خَطِيبٍ لِيُخْبِرَ النَّاسَ بِمَسَاوِي الْحُسَيْنِ وَ عَلِيٍّ عليهما السلام وَ مَا فَعَلَا؛ فَصَعِدَ الْخَطِيبُ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ أَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي عَلِيٍّ وَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام وَ أَطْنَبَ فِي تَقْرِيظِ مُعَاوِيَةَ وَ يَزِيدَ لَعَنَهُمَا اللَّهُ فَذَكَرَهُمَا بِكُلِّ جَمِيلٍ. قَالَ: فَصَاحَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما السلام: وَيْلَكَ أَيُّهَا الْخَاطِبُ! اشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ الْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ الْخَالِقِ، فَتَبَّوأْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ. ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام: يَا يَزِيدُ! ائْذَنْ لِي حَتَّى أَصْعَدَ هَذِهِ الْأَعْوَادَ فَأَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ لِلَّهِ فِيهِنَّ رِضاً وَ لِهَؤُلَاءِ الْجُلَسَاءِ فِيهِنَّ أَجْرٌ وَ ثَوَابٌ. قَالَ: فَأَبَى يَزِيدُ عَلَيْهِ ذَلِكَ. فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! ائْذَنْ لَهُ فَلْيَصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَلَعَلَّنَا نَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئاً. فَقَالَ: إِنَّهُ إِنْ صَعِدَ لَمْ يَنْزِلْ إِلَّا بِفَضِيحَتِي وَ بِفَضِيحَةِ آلِ أَبِي سُفْيَانَ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا قَدْرُ مَا يُحْسِنُ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ قَدْ زُقُّوا الْعِلْمَ زَقّاً. قَالَ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً أَبْكَى مِنْهَا الْعُيُونَ وَ أَوْجَلَ مِنْهَا الْقُلُوبَ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أُعْطِينَا سِتّاً وَ فُضِّلْنَا بِسَبْعٍ؛ أُعْطِينَا الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ السَّمَاحَةَ وَ الْفَصَاحَةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ الْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فُضِّلْنَا بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ الْمُخْتَارَ مُحَمَّداً وَ مِنَّا الصِّدِّيقُ وَ مِنَّا الطَّيَّارُ وَ مِنَّا أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ. مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَ نَسَبِي. أَيُّهَا النَّاسُ! أَنَا ابْنُ‏ مَكَّةَ وَ مِنَى،‏ أَنَا ابْنُ زَمْزَمَ وَ الصَّفَا، أَنَا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرَافِ الرِّدَاَ، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ ائْتَزَرَ وَ ارْتَدَى، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ انْتَعَلَ وَ احْتَفَى، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ طَافَ وَ سَعَى، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ حَجَّ وَ لَبَّى، أَنَا ابْنُ مَنْ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فِي الْهَوَاءِ، أَنَا ابْنُ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ‏ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى،‏ أَنَا ابْنُ مَنْ بَلَغَ بِهِ جَبْرَئِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، أَنَا ابْنُ مَنْ‏ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى،‏ أَنَا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ، أَنَا ابْنُ مَنْ أَوْحَى إِلَيْهِ الْجَلِيلُ مَا أَوْحَى، أَنَا ابْنُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى، أَنَا ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى، أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الْخَلْقِ حَتَّى قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ بِسَيْفَيْنِ وَ طَعَنَ بِرُمْحَيْنِ وَ هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ وَ بَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ وَ قَاتَلَ بِبَدْرٍ وَ حُنَيْنٍ وَ لَمْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَنَا ابْنُ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ وَ وَارِثِ النَّبِيِّينَ وَ قَامِعِ الْمُلْحِدِينَ وَ يَعْسُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَ نُورِ الْمُجَاهِدِينَ وَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ تَاجِ الْبَكَّائِينَ وَ أَصْبَرِ الصَّابِرِينَ وَ أَفْضَلِ الْقَائِمِينَ مِنْ آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَنَا ابْنُ الْمُؤَيَّدِ بِجَبْرَئِيلَ، الْمَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ، أَنَا ابْنُ الْمُحَامِي عَنْ حَرَمِ الْمُسْلِمِينَ وَ قَاتِلِ الْمَارِقِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمُجَاهِدِ أَعْدَاءَهُ النَّاصِبِينَ وَ أَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ أَجْمَعِينَ وَ أَوَّلِ مَنْ أَجَابَ وَ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ مِنَ‏ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَوَّلِ السَّابِقِينَ وَ قَاصِمِ الْمُعْتَدِينَ وَ مُبِيدِ الْمُشْرِكِينَ وَ سَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اللَّهِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَ لِسَانِ حِكْمَةِ الْعَابِدِينَ وَ نَاصِرِ دِينِ اللَّهِ وَ وَلِيِّ أَمْرِ اللَّهِ وَ بُسْتَانِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ، سَمِحٌ سَخِيٌّ بَهِيٌّ بُهْلُولٌ زَكِيٌّ أَبْطَحِيٌّ رَضِيٌّ مِقْدَامٌ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوَّامٌ مُهَذَّبٌ قَوَّامٌ قَاطِعُ الْأَصْلَابِ وَ مُفَرِّقُ الْأَحْزَابِ، أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً وَ أَثْبَتُهُمْ جَنَاناً وَ أَمْضَاهُمْ عَزِيمَةً وَ أَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً. أَسَدٌ بَاسِلٌ يَطْحَنُهُمْ فِي الْحُرُوبِ إِذَا ازْدَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ وَ قَرُبَتِ الْأَعِنَّةُ طَحْنَ الرَّحَى وَ يَذْرُوهُمْ فِيهَا ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ. لَيْثُ الْحِجَازِ وَ كَبْشُ الْعِرَاقِ، مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ خَيْفِيٌّ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ شَجَرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ. مِنَ الْعَرَبِ سَيِّدُهَا وَ مِنَ الْوَغَى لَيْثُهَا وَارِثُ الْمَشْعَرَيْنِ وَ أَبُو السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. ثُمَّ قَالَ: أَنَا ابْنُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ أَنَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ أَنَا أَنَا حَتَّى ضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَ النَّحِيبِ. وَ خَشِيَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ فِتْنَةٌ فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَقَطَعَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ. فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: لَا شَيْ‏ءَ أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: شَهِدَ بِهَا شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي. فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، الْتَفَتَ مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: مُحَمَّدٌ هَذَا جَدِّي أَمْ جَدُّكَ يَا يَزِيدُ؟ فَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدُّكَ فَقَدْ كَذَبْتَ وَ كَفَرْتَ وَ إِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدِّي فَلِمَ قَتَلْتَ عِتْرَتَهُ. قَالَ: وَ فَرَغَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ وَ تَقَدَّمَ يَزِيدُ فَصَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ ... بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏45، ص: 140