۲٠۲٤/٠۹/٠۲ ۱٤:۱٣:۵۱
خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 25 صفر 1446 ه.


                                         بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفّار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 25 صفر 1446 ه.

 

الخطبة الأولى:

مما أكد عليه الإسلام هو الحياة الاجتماعية. وكل إنسان مسؤول اتجاه إخوته من المسلمين.

 من الأمور المهمة في المجتمع أن تقوم بوساطة في عمل الخير. أي أن تكون وسيطاً في عمل يكون هذا العمل خيراً. سنذكر مثالاً واحداً في الروايات الواردة عن النبي وآله عليهم الصلاة والسلام، ويمكنكم أن تجدوا نماذج أخرى من الخير، حيث يمكنكم أن تقوموا بالتوسط في هذه المجالات في الخير، أن تكونوا وسطاء في الوصول إلى هذا الخير. أن تساعدوا إخوانكم وأخواتكم في هذا العمل، ممكن هذا الأمر يكون مصداقاً لقضاء حوائج الناس، ولكن ذكرناه بشكل مستقل وهو (وساطة عمل الخير). طبعاً الوساطة في عمل الخير أيضاً مصداق من مصاديق رفع حوائج المؤمنين.: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خَیْرُ النَّاسِ مَنْ نَفَعَ وَوَصَلَ وَأَعَانَ. مستدرک الوسائل، ج12، ص390 خير الناس وكلمة خير كما قلت تكون أفعل التفضيل. معناه التفضيل وليست صفة مطلقة، بل هي صفة تفضيلية. خيركم يعني أخيركم. خير الناس من نفع أولاً يكون نافعاً للأخرين، ووصل يقوم بوصل الأواصر المقطوعة، إذا يجد آصرة فيها خلل أسرع اليها يقوم بوصل هذا الذي قد قطع "ليصلون ما أمر الله به أن يوصل"، خير الناس من نفع ووصل وأعان ودائماً يكون في عون أخيه.          

  النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بالوساطة في خير، في عمل يحسب عمل الخير. أقرأ لكم حديثاً عن الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام عن وساطة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنِ الصَّادِقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله -وَقَدْ بَلِيَ ثَوْبُهُ- فَحَمَلَ إِلَيْهِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَماً، فَقَالَ صلى الله عليه وآله: يَا عَلِيُّ! خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ فَاشْتَرِ لِي بِهَا ثَوْباً أَلْبَسُهُ. قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: فَجِئْتُ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْتُ لَهُ قَمِيصاً بِاثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَماً وَ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله. فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ غَيْرُ هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ؛ أَتَرَى صَاحِبَهُ يُقِيلُنَا؟( هذا شيء غالي. أترى صاحبه يقيلنا يعني برأيك هذا البائع هل يقبل أن ترد القميص وتأخذ المال؟) فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ: انْظُرْ. فَجِئْتُ إِلَى صَاحِبِهِ فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَدْ كَرِهَ هَذَا، يُرِيدُ غَيْرَهُ فَأَقِلْنَا فِيهِ. فَرَدَّ عَلَيَّ الدَّرَاهِمَ وَ جِئْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَمَشَى {النبی صلی الله علیه وآله} مَعَهُ {علي عليه السلام} إِلَى السُّوقِ لِيَبْتَاعَ‏ قَمِيصاً. فَنَظَرَ إِلَى جَارِيَةٍ قَاعِدَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ تَبْكِي. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: وَ مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!‏ إِنَّ أَهْلِي أَعْطَوْنِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ لِأَشْتَرِيَ لَهُمْ حَاجَةً فَضَاعَتْ، فَلَا أَجْسُرُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ(. لا اتجرأ أن ارجع إليهم)، فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ وقَالَ: ارْجِعِي إِلَى أَهْلِكِ ومَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَى قَمِيصاً بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ولَبِسَهُ وحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فَرَأَى رَجُلًا عُرْيَاناً يَقُولُ: مَنْ كَسَانِي كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ. فَخَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَمِيصَهُ الَّذِي اشْتَرَاهُ وَ كَسَاهُ السَّائِلَ، ثُمَّ رَجَعَ صلى الله عليه وآله إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَى بِالْأَرْبَعَةِ الَّتِي بَقِيَتْ قَمِيصاً آخَرَ فَلَبِسَهُ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَإِذَا الْجَارِيَةُ قَاعِدَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ تَبْكِي! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَا لَكِ لَا تَأْتِينَ أَهْلَكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي قَدْ أَبْطَأْتُ عَلَيْهِمْ، أَخَافُ أَنْ يَضْرِبُونِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مُرِّي بَيْنَ يَدَيَّ وَ دُلِّينِي عَلَى أَهْلِكِ وَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ دَارِهِمْ. ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الدَّارِ! فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَأَعَادَ السَّلَامَ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَأَعَادَ السَّلَامَ فَقَالُوا: وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ. فَقَالَ صلى الله عليه وآله مَا لَكُمْ تَرَكْتُمْ إِجَابَتِي فِي أَوَّلِ السَّلَامِ وَ الثَّانِي؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْنَا كَلَامَكَ فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَسْتَكْثِرَ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: إِنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ أَبْطَأَتْ عَلَيْكُمْ فَلَا تُؤْذُوهَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هِيَ حُرَّةٌ لِمَمْشَاكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَماً أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ هَذِهِ؛ كَسَا اللَّهُ بِهَا عَارِيَيْنِ وَ أَعْتَقَ نَسَمَةً. الخصال؛ ج‏2؛ ص490 .

النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعب دور الوسيط هنا، قام بهذا الأمر المهم، لكي نقوم بمثل هذا العمل، في عمل الخير نقوم بالوساطات. هكذا يعلمنا طريقة الحياة ونمط الحياة.

ومن النماذج ومن المصاديق لعمل الخير هو الزواج. وهو من أحب السنن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. الوَساطة في الزواج: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام:‏ أَفْضَلُ‏ الشَّفَاعَاتِ‏ أَنْ تَشْفَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي نِكَاحٍ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا. الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏5 ؛ ص331. 

هذه وساطة بين رجل وإمرأة ليصل بينهما، إلى بعضهما كزوج وزوجة، هذه السنّة الحمد لله حتى الآن هي سنّة جارية بين المؤمنين وقائمة، حيث يقوم بعض النساء ويبحثن عن البنات المؤمنات الصالحات اللواتي يكوننّ مناسبات للعائلة الفلانية، وهي تشير لهذه البنت إلى عائلة ذاك الرجل، فيقومون بالتوسط والوساطة في هذا المجال، هذا من أفضل الوساطات.

وأمّا ثواب الوساطة في الزواج، أنا أذكر أربعة آثار وأربع مواضع في روايات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام:

 أولاً_ الحظوة بلطف الله يوم القيامة: هذا ينال لطف الله تعالى، لطف الله تعالى يمكن يعبر عنه بنظر الله تعالى، إذا ينظر إليه الله تعالى يعني الله تعالى يلطف به،

 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: مَنْ‏ زَوَّجَ‏ أَعْزَبَ‏ كَانَ مِمَّنْ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏5 ؛ ص331

والثواب الثاني والثواب الثالث قد اجتمعا في حديث واحد: الزواج من الحور العين وثواب عبادة سنة على كل خطوة أو كلمة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله عليه وآله:‏ مَنْ عَمِلَ فِي تَزْوِيجِ حَلَالٍ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا زَوَّجَهُ‏ اللَّهُ‏ مِنَ‏ الْحُورِ الْعِينِ وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا وَكَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا عِبَادَةُ سَنَةٍ. جامع الأخبار(للشعيري)؛ ص102 زوّجه الله من الحور العين هذا هو أول الثواب، وكان له بكل خطوة خطاها وكلمة تكلم بها عبادة سنة، كل خطوة هو يخطو بها بهذا العمل وكل كلمة يتكلّم حتى يجمع بينهما بين الزوج والزوجة، هذا له هكذا ثواب عظيم عبادة سنة لكل واحد منهما، كما تعرفون هذه الكلمات ليس فيها مبالغة بل كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. الزواج أمر مهم له دور أساس في المجتمع فلذلك تكون قيمته بحيث أن الخطوة التي تخطوها لهذا الأمر ولتأسيس أسرة هذه الخطوة تكون قيمتها كقيمة عبادة السنة،
وهذه الكلمة التي تتكلم بها لترضي هذا وذاك، هذه لها قيمة قدر عبادة سنة، فإذاً ليس شيئاً عجيباً فيمكن أن تحلل في ذهنك أن هذا العمل له هكذا قيمة. لهذا الأمر المهم في المجتمع والذي يضمن طهارة المجتمع.                 

والرواية الأخيرة تحت ظل عرش الله: الشَّيْخُ الصَّدُوقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّهِيكِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ يَسْتَظِلُّونَ‏ بِظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ؛ رَجُلٌ زَوَّجَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ أَوْ أَخْدَمَهُ أَوْ كَتَمَ لَهُ سِرّاً. مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها؛ ص343 موضع الحاجة من هذه الرواية هو (رجل زوّج أخاه المسلم) الله تعالى ليمن عليه أن يستظل يوم القيامة بظل عرش الله تعالى هذا مهم أن نعرف، ليس المهم أن تحاول محاولة غير معقولة، كأن تشير مثلاً إلى هذه المرأة لذاك الرجل وقد لا توجد مناسبة، طبعاً يجب أن تفكر أن هذه العائلة تناسب هذه العائلة أو لا؟ هذه المرأة تناسب هذا الرجل أو لا؟ خلق هذا الرجل يناسب خلق هذه المرأة أو لا؟ هذه أمور مهمة في الوساطة، تريد أن تقوم بالوساطة عليك أن تدقق في هذه الأمور وتفكر في هذه الأمور وإذا وجدت أن هذان الشخصان مناسبان لبعضهما البعض عليك أن تقوم بهذا وتحاول وبإذن الله تعالى الله يوفقك لكي تكون ناجحاً في هذه المحاولة إن شاء الله تعالى.

الخطبة الثانية:

رثاء أمير المؤمنين لرحيل رسول الله (صلى الله عيله وآله وسلم)...

وَ لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ إِنَ‏ رَأْسَهُ‏ لَعَلَى‏ صَدْرِي‏ وَ لَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فِي كَفِّي فَأَمْرَرْتُهَا عَلَى وَجْهِي وَ لَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ ص وَ الْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي ضَجَّتِ الدَّارُ وَ الْأَفْنِيَةُ مَلَأٌ يَهْبِطُ وَ مَلَأٌ يَعْرُجُ وَ مَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌکلام خفي لا یفهم مِنْهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ‏. نهج البلاغة (للصبحي صالح) ؛ ص311

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ انْقَطَعَ‏ بِمَوْتِكَ‏ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ الْإِنْبَاءِ وَ أَخْبَارِ السَّمَاءِ خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ وَ عَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً وَ لَوْ لَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ وَ نَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ لَأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّئُونِ‏ وَ لَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلًا وَ الْكَمَدُ مُحَالِفاً وَ قَلَّا لَكَ‏ وَ لَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ وَ لَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ وَ اجْعَلْنَا مِنْ بَالِك‏. نهج البلاغة (للصبحي صالح) ؛ ص355

أذكر لكم ما جرى في الأسبوع الماضي في الجمعة الماضية في يوم الأربعين العملية التي سمّيت بعملية يوم الأربعين كانت عملية ناجحة وضربة قاسية على الصهاينة على أيدي إخواننا أبطال المجاهدين.

أول خطوة كانت الانتقام وأخذ الثأر من الصهاينة لجريمتهم التي ارتكبوها باستشهاد الشهيد فؤاد شكر وكما تعرفون موقع غليلوت هذا شيء عظيم وإلى الآن هم يحاولون أن يخفوا ماذا حدث. بعض الجنرالات المجرمين الذين كان لهم دور أساس في الجهاز الاستخباري قد قتلوا بحمد الله تعالى في هذه العملية فنحن لا نعرف ماذا حصل ولكن هؤلاء لا يسمحون أن يعرف أحد ولكن الذي نعرفه أن هذه الضربة كانت ضربة موجعة فلينتظروا الضربات التي ستتبع هذه الضربة من قبل محور المقاومة.

أيها الإخوة ما يجري على في هذه الأيام من مأساة وهذه المأساة حتى الآن لم تنبه بعض القادة وبعض الناس كذلك هؤلاء سيعاقبون يوم القيامة، سيعاقبون بما أنهم يسكتون ويصمتون، هذا الصمت المخزي. هذا سيكون له عاقبة في الدنيا وفي الآخرة. الله تعالى سيعاقبهم بما أنهم يرون بأم أعينهم أنهم يحرقون كتاب الله تعالى. وكذلك يهددون ويتوعدون بأنهم يريدون القبلة الأولى للمسلمين المسجد الأقصى لأي شيء ينتظرون؟ هؤلاء العلماء علماء السوء، هؤلاء الذين يتحدثون عن القرآن وعن الإسلام ينتظرون لماذا لا يتأوهون على هذه المأساة؟ أنا لا أتوقع أن يقولوا ويصيحوا ويصرخوا لماذا لا يتأوهون؟ هذا أقل شيء يتوقع من هؤلاء علماء السوء، الذين هم يتبرأ منهم في جهنم أهل جهنم هكذا يقال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن نتنتهم وتعفنهم بحيث أهل جهنم هم يفرون من هؤلاء علماء السوء الذين يعرفون ولا يتحدثون ولا يقولون بشيء هؤلاء الذين كانوا في أيام الحرب الكونية على سوريا والعراق كانوا يتشدقون بشعارات الجهاد وما شابه ذلك على المسلمين، كانوا يشجعون المسلمين على القتال ضد المسلمين، أين هؤلاء؟  الآن لماذا يسكتون أمام الصهاينة؟ أمام هذه الجرائم هؤلاء سيعذبون يوم القيامة...

 ديننا هكذا قال لنا ومن يشك في أنهم من أهل جهنم في أسفل درك من النار هو لم يفهم الدين، من فهم الدين ومن قرأ القرآن يعرف أن هؤلاء العلماء علماء السوء هم في قعر جهنم.

والحمد لله رب العالمين.