۲٠۲۲/٠۵/٠۸ ۱٣:٠۹:۱۸
خطبة صلاة الجمعة 4 شوال 1443 لحجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ حميد صفار الهرندي


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي ممثل الغمام الخامنئي (دام ظله) بتاريخ 4 شوال 1443ه.

الخطبة الأولى:  

كما كان دأبنا في الخطبة الأولى أن نتحدث عن أسلوب الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية على أساس الكتاب وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي علمنا إياها أهل البيت (عليهم السلام)، وقد وصلنا إلى أن من حقوق الأخ على أخيه الدعم المعنوي، ومن أمثلته إجابة دعوة المؤمن، إلا إذا كنت لا تستطيع أن تجيب دعوته لعذرٍ ما.

يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "مِنْ حَقِّ المسلمِ على المسلم أنْ يُجيبَهُ إذا دَعَاه" () وعن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) عن أبيه السجاد (عليه السلام) عن جده عن علي بن أبي طالب(عليهما السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): " يَا عَلِيُّ سِرْ سَنَتَيْنِ بَرَّ وَالِدَيْكَ‌، سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَكَ، سِرْ مِيلًا عُدْ مَرِيضاً، سِرْ مِيلَيْنِ شَيِّعْ جَنَازَةً، سِرْ ثَلَاثَةَ أَمْيَالٍ أَجِبْ دَعْوَةً" (الفقيه، ج4، ص361) أي لو كانت المسافة التي بينك وبين والديك بحاجة لسنتين لقطعها فعليك أن تفعل، ولو احتجتَ حتى تصل رحمك أن تقطع المسافة خلال سنة فافعل، وإذا كان من إخوتك مريض وبيته في مسافة ميل (حوالي ٢ كيلومتر) عليك أن تقطع هذه المسافة حتى تعوده، وإذا توفي أخ لك، وكان تشييع الجنازة في هذه مسافة ميلين فعليك أن تقطعها، وإذا كنت بحاجة لأن تقطع فرسخاً واحداً لإجابة دعوة أخيك، كما لو دعاك لطعام أو زيارة فعليك أن تجيب دعوته.

وهناك مصداق أخر للدعم المعنوي لأخيك المؤمن، هو إطعام المؤمن وأكل طعامه، ولا أقول أن تحرج أخاك بأن يأكل من بيتك، ولكن في الحالة العادية يجب أن لا تستحي من أخيك عندما يدعوك إلى طعام فترفض أو تتقاعس أو تراوغ، وإذا رتب لك مائدة - ولو كانت بسيطة - فعليك أن تستقبل دعوته وتذهب وتأكل.

عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام) يقول: "يُعرَفُ حبُّ الرجلِ بأكلِهِ مِنْ طَعامِ أَخيهِ" (المحاسن، ص413) فلا يرفض إلا إذا كان هناك مانع حقيقي.

وعن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال: "كُنْتُ عِنْد أبِي عبْدِ اللّهِ عليه السلام فقدّم إِليْنا طعاماً فِيهِ شِواءٌ وأشْياء بعْدهُ ثُمّ جاء بِقصْعةٍ فِيها أرُزٌّ فأكلْتُ معهُ، فقال: كُلْ، قُلْتُ: قدْ أكلْتُ، فقال: كُلْ، فإِنّهُ يُعْتبرُ حُبُّ الرّجُلِ لِأخِيهِ بِانْبِساطِهِ فِي طعامِهِ. ثُمّ حاز لِي حوْزاً بِإِصْبعِهِ مِن الْقصْعةِ، فقال لِي: لتأْكُلنّ ذا بعْد ما قدْ أكلْتَ فأكلْتُهُ" (الكافي، ج6، ص279) .

و عن أبي الربيع قال: "دعا أبُو عبْدِ اللّهِ (عليه السلام) بِطعامٍ فأُتِي بِهرِيسةٍ فقال لنا اُدْنُوا فكُلُوا، قال: فأقْبل الْقوْمُ يقْصُرُون، فقال (عليه السلام): كُلُوا؛ فإِنّما يسْتبِينُ مودّةُ الرّجُلِ لِأخِيهِ فِي أكْلِهِ عِنْدهُ، قال: فأقْبلْنا نُغِصُّ أنْفُسنا كما تغصُ الْإِبِلُ" (الكافي، ج6، ص279)  تُغصُّ الإبل: بمعنى أن تلقمها في فمها العلف.

وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال: " أكلنا مع أبي عبد الله عليه‌ السلام، فأُتينا بقصعة من اُرز، فجعلنا نعذر، فقال: ما صنعتم شيئاً، إنَّ أشدَّكم حبّاً لنا أحسنكم أكلاً عندنا. قال عبد الرحمن : فرفعت كسحة المائدة فأكلتُ، فقال: الآن، ثمَّ أنشأ يحدّثنا: أنّ رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله أُهدي له قصعة اُرز من ناحية الأنصار، فدعا سلمان والمقداد وأبا ذرّ رحمهم‌ الله فجعلوا يعذرون في الأكل، فقال: ما صنعتم شيئاً، أشدّكم حبّاً لنا أحسنكم أكلاً عندنا، فجعلوا يأكلون أكلاً جيّداً، ثم قال أبو عبد الله عليه ‌السلام: رحمهم الله، ورضي عنهم، وصلّى الله عليهم" (وسائل الشيعة، ج24، ص284)، يبدو أن الإمام فهم أن هؤلاء يستحون، وإلا فهو لا يريد أن يحرج أحداً بشيء لا طاقة له به، وختام قوله: "رحمهم الله، ورضي عنهم، وصلّى الله عليهم" ليس دعاء، بل يبدو أن الإمام يريد أن يخبر أن الله قد رحمهم وصلى عليهم بإجابة دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله).

قد ذكرنا سابقاً أن المضيف يمكن أن يقدم لضيفه ما يوجد عنده، عندما يراه في الشارع ويدعوه، أو هو يقترح ويقول: هل عندك شيء نأكله؟ فيقول له تفضل نأكل سوية مما يوجد في البيت، هذا هو الأدب الإسلامي؛ أن لا تكلف نفسك لمثل هذا الضيف، ضيف يأتيك دون برنامج أو إعلام مسبق فتقدم له ما يوجد في بيتك، فيقول النبي (صلى الله عليه وآله): "لا تستقل هذا الطعام" أي لا تحتقره، لا تحسبه قليلاً هذا الذي تقدم لضيفك.

هذا من آداب العِشرة الإسلامية، أنك إذا دعوت شخصاً يجب أن تكلف نفسك، لكن لا تكلف نفسك بحيث تقترض قرضاً يكون فيما بعد ضغطاً على أهلك في حياتهم، بل يكون قرضاً معتاداً.

و عن عبد الله بن عُقيل قال: "حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "كفى بالمرء إثماً أن يَستقِلَّ ما يُقرِّبُ إلى إخوانِهِ، وكفى بالقومِ إثماً أن يَستقِلّوا ما يُقرِّبُهُ إليهم أخوهم" (وسائل الشيعة، ج24، ص277) ومعناه أنك تأثم إذا ظننتَ أن الذي تعطيه لصديقك شيء قليل، لأنك بإخلاص تريد أن تطعمه، وهذا ليس قليلاً عند الله تعالى، هذا إثم وكفران نعمة، أنت استطعت أن تطعم صديقك في بيتك فلا تستقله، ولا تحتقرن هذا الذي تعطي.

وفي الجانب الأخر "وكفى بالقوم اثماً أن يستقلوا ما يقربه إليهم أخوهم" هذا أيضاً إثم، لأنه بذل جهداً ليطعم إخوته، فكيف تحتقر ما فعل أخوك.

وعن صفوان بن يحيى قال: "جَاءَنِي عَبْدُ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ. بَعَثْتُ اِبْنِي وَأَعْطَيْتُهُ دِرْهَماً يَشْتَرِي بِهِ لَحْماً وَبَيْضاً، فَقَالَ أَيْنَ أَرْسَلْتَ اِبْنَكَ؟ فَخَبَّرْتُهُ فَقَالَ رُدَّهُ رُدَّهُ. عِنْدَكَ خَلٌّ؟ عِنْدَكَ زَيْتٌ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ فَهَاتِهِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: هَلَكَ اِمْرُؤٌ اِحْتَقَرَ لِأَخِيهِ مَا حَضَرَهُ، هَلَكَ اِمْرُؤٌ اِحْتَقَرَ مِنْ أَخِيهِ مَا قَدَّمَ إِلَيْهِ (المحاسن، ج2، ص414).

هذه صيغة أهل البيت (عليه السلام) فلا نخلط الأمور بعضها ببعض، نقول علينا إكرام الضيف، نعم إكرام الضيف صحيح ولكن إكرام الضيف هذا بأن لا تكلف نفسك ولا تكلف أهلك، تريد أن تقيم وليمة لعرس ابنك أو ما شابه، يمكن أن تكلف نفسك، ولكن لو جاءك صديقك يقول: هل عندك شيء نأكل سوياً؟ فلا حاجة أن ترسل ابنك حتى يشتري شيئاً، هذه سيرة أهل البيت(عليه السلام)، هذه هي الشريعة السمحة السهلة التي تسهل كل الأمور لنا، وتجعل الحياة جميلة للجميع.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي منَّ علينا أن قضينا شهر رمضان صائمين قائمين عابدين، وروضنا أنفسنا على التقوى وعلى الإمساك عن المحرمات، وجعلنا الله وإياكم من المداومين على هذا النهج، نهج الإمساك عن الحرام، والعمل بالفرائض والسنن إن شاء الله تعالى.

كل عام وأنتم بخير وأعاد علينا وعليكم عيد الفطر بالصحة والسلامة والانتصارات بإذن الله تعالى.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، P يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَO (سورة التحريم، 6).

كما تعرفون منذ بدء الخلق هناك شُكّلتْ جبهتان، جبهة الحق وجبهة الباطل، جبهة الله وجبهة الشيطان، ودارت بينهما المجابهة والمقاتلة، وهذه المجابهة مستمرة إلى يوم القيامة، ونحن يجب أن نعرف عدونا المتمثل في الشيطان الرجيم، وفي شياطين الإنس والجن، فهؤلاء دائماً يرصدوننا حتى يضرونا، فعلينا أن ننتبه.

قد يأتي العدو في صورة قتال صريح واضح وبعتاد عسكري، وقد يأتي بآلات لا نشعر منها بأي عنف وخشونة وما شابه ذلك، بل العدو يدير حرباً ناعمة ضدنا، فنحن نواجه غزواً عسكرياً وغير عسكري من قبل العدو.

وبعض الأعداء نعرفهم وبعضهم لا نعرفهم، هؤلاء يحيكون لنا دائماً خططاً مختلفة، بعضها خفية علينا، وبعضها تتكشّف لنا، نحن نرى بقربنا العدو الصهيوني - هذه الغدة السرطانية- التي نجابهها وبإذن الله تعالى سنقتلعها من هذه المنطقة، كما أن الشعب الفلسطيني أثبت أنه عازم ومهتم بقلع هذه الغدة السرطانية والقضاء على هذا الكيان بإذن الله تعالى. وما حدث بالأمس هذا شيء مما سيحدث في المستقبل أكثر، وستكثر مثل هذه العمليات البطولية الانتقامية من هؤلاء الصهاينة الأنجاس.

وأما هؤلاء فلهم وجهة أخرى في الحرب علينا هي الحرب الناعمة، من خلال وسائل الإعلام، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال بعض الخطط التي تنفذ من خلال المنظمات الدولية التي ثبت عندنا أنها من أعدائنا، مثل منظمة الأمم المتحدة حيث وجدتم في هذه الحرب الكونية كيف كان موقفها تجاه المظلومين، وقارنوا ماذا فعلت هذا العدو، كيف تعاملت مع الحرب في أوكرانيا ومع الحرب في سوريا؟ كيف كانوا يبكون على الأطفال الأوكران وكيف تعاملوا مع مسألة السوريين الذين كانوا يقتلون أبرياء، هؤلاء نحن قد عرفناهم.

وهناك بعض الخطط في مجال التعليم، في مجال التربية، في مجال تعليمنا ما يسمونها بتثقيف الأمم، وهم بهذه التسمية يدخلون إلى الساحة، وفي الحقيقة هذه حية ليّنٌ مَسُّها وقاتل سمها.

إنّ العدو يضخ مفاهيمه الزائفة والمفسدة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، يغرز ما يريده في قلوب أولادنا ويزرع ما يحبه، وبهذا الطريق يقلب المفاهيم والقيم في نفوس الأجيال، حتى يهجم على عقر دارنا من دون إراقة دماء جنوده، بل جعل الهجوم في عهدة من يوظفهم في أوساطنا، ومن أنفسنا، من خلال الألعاب والمسابقات المغرية في وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى ما شاء الله تنتشر هذه الألعاب! ويشوهون من خلالها صورة الدين، حيث هنالك بعض ألعاب تقضي بأن يحرق اللاعب القرآن، أو يضرب مسلماً كإنسان جانٍ مجرم،  وهكذا يبرزون المفاهيم، حتى يقلبوا في قلب وذهن الطفل المسلم ما يريدونه، حتى يقول إسرائيل صديقتنا، والدول الإسلامية أعداؤنا.

وهكذا يشوهون صورة الدين وقادتنا وقيمنا ويجعلون مكانها قيماً مزيفة، وبعد فترة تجد أن جيلاً كان من المفروض أن يدافع عن وطنه، أصبح لا حمية له ولا غيرة ولا نخوة، بل يفتخر بأن يكون تابعاً للأعداء، يستقبل عدوه بحفاوة وفخر، هكذا يصبح المجتمع خاوياً وينهار من داخله، ولا يحتاج العدو أن يدخل بجنوده حدودنا الجغرافية، بل استطاع من خلال هؤلاء الجنود المحليين الذين جندهم التوغل في معظم أمور الشعب، ويتحكم حيث يشاء.

ومن خلال تعليماته يغير العدو أسلوب ونمط حياة المجتمع، ويملي عليهم ماذا يلبسون وكيف يلبسون، وماذا يأكلون ولا يأكلون وكيف يأكلون وكيف يتعاملون.

ترى حتى تحيات اللقاء قد تغيرت في أوساط الأجيال الجديدة، لأنه ترك ونسي السلام فيما بيننا، مع أن السلام تحية إسلامية قد علمنا إياها آباؤنا، يخلق العدو مكان هذه العادات والتقاليد تقاليد جديدة، ويقترح علينا كيف نربي أولادنا، وما هي المفاهيم التي يجب أن نلقنهم إياها.

هل سمعتم عن خطة "عشرين ثلاثين" أي 2030؟ هذه خطة ظاهرها جميل لكن باطنها خبيث، يريد الأعداء من خلالها أن يغيروا المجتمع الإسلامي كما يشاؤون، فيقولون: تحدد خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ رؤية مستدامة ترتكز إلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

أتعرفون ما هي المعايير الدولية لحقوق الإنسان؟ نشر بعضٌ صورة مفادها أن شخصاً أدان عمل المخنثين (المثليين) فاعتقلوه وحبسوه وعاقبوه، لكن الذي يشتم الأنبياء لا عقاب له لأنه يمارس حقاً من حقوق الإنسان! يقولون أن هذا من حرية التعبير، تعبير عن كل شيء، كلُّ شيء مقدس إلا الله تعالى وإلا القيم الدينية، هكذا يقدمون لنا تعاريف جديدة لحقوق الإنسان.

والإنسان بنظرهم مَنْ هو؟ هو صاحب الشعر الأشقر الذي يعيش في أوروبا وما إلى ذلك، كما رأيتم في أوكرانيا ماذا فعلوا، ليس قصدي أن اللون الأشقر هو علامة، اللون الأشقر أيضاً في سورية موجود، ولكن بما أنكم لستم أوروبيين ما كانوا ليدعموكم بل يضادون، أي أن هذا اللون أصبح رمزاً للأوربيين، لذلك ذكرتهُ.

ولكن اثبتوا أن حقوق الإنسان هذا أمر إزدواجي ، المواجهة مع هذا المفهوم إزدواجي في العالم، إذا كنت من هذه المنطقة فأنت ليس لك حق أنت لست إنسان، ولكن إذا كنت تعيش في تلك المنطقة نعم فكل الحقوق لك.

هؤلاء يقولون نريد المساواة لعدم التمييز بين الرجل والمرأة، هؤلاء في هذه الخطة هكذا قرروا، أن الطفل الذي يدرس في الابتدائية يجب أن تعلموه جنس، يقولون هذه وقاية من الأمراض ومن فلان ومن فلان، هذا من حقوق الإنسان أن يعلم الطفل البريء الشؤون التي لا يرتبط بها، فرضوا على بعض أن يعلموا، وبعض الدول قد وقعوا على هذه الخطة، وانخدعوا بهذه الخدعة حيث يقولون بأنها حقوق الإنسان، هكذا بنعومة وفي صمت يأتون يتوغلون حتى تشعر لا سمح الله بعد ١٠ سنوات ٢٠ سنة لا يوجد غيرة ولا يوجد عائلة ولا يوجد شيء، كما أنه في أوربا هكذا هم يتواجهون مع هذه المشاكل وهذه المصائب.

علينا أن ننتبه، نحن على أعتاب فصل الصيف، فصل عطلة الطلاب تلاميذ المدارس، علينا أن نملئ أوقات الفراغ لأطفالنا، ونراقب حتى لا يصطادهم هؤلاء الأعداء، علينا أنا نسوي برامج ترفيهية لهؤلاء الطلاب، وعلى الوالد والوالدة أن يراقب طفله وأن يربيه حتى لا يربيه الآخرون، حتى لا يربى في أحضان الأعداء.

جعلنا الله وإياكم من المؤمنين الملتزمين ونستجير بالله ونعوذ بالله من شر هؤلاء الذين ينشرون الحرام، ويخالفون احكام الله تعالى يبثون الفحشاء المنكر، ينشرون الدعارة فيما بين أولادنا، وبإذن الله تعالى سنواجه هذه الخطة أيضاً وسنكون المنتصرين إذا نحن نبقى على الخط.

أنا تذكرت قصة، قصاصاً كان يقص قصة أن مجموعة من الحمام كان عند حرم كانوا ماذا يأكلون، يأكلون مما ينفق الله لهم، مثلاً القمح ولكن هناك شيء أفخر من هذا اسمه الماش الأسود، جاءت حمامة إلى هؤلاء الحمامات قالت هناك سيد لي هو يعطي هذه الأشياء، أنتم تأكلون القمح وهذا شيء بسيط عندنا أشياء بسيطة وطعام لذيذ عليكم أن تأتوا إلي، وبهذا جر  واحداً من هؤلاء،جاء هناك ووجد أن الذي هو يبقى هناك هو سيد هذه الحمامة نعم يرمي له الماش الأسود الحبوب المختلفة المنوعة الملونة وبدلاً من هذا كل ليلة يدخله ويحبسه في قفص، فقال هو يعطينا شيء لذيذ في البداية ولكنه بعد أيام وجد نفسه مسلوب الحرية، وهو بحاجة إلى الحرية يريد أن يطير، ويجب أن يشقلب لهذا السيد وليس للآخرين، فهذا بكل شيء استثمر لنفسه وهذا يكون لصالح هذا السيد الذي يرمي له هذه الأشياء، قال أنا سأترك هذا المكان لأنه قد سلب حريتي وطارت هذه الحمامة إلى حرم الإمام الرضا حيث كان فيه وبدأ يعيش هناك، واقتنع بالقمح بدل هذه الحبوب الملونة، وقال أنا هنا حر وهنا بخدمة سيد أعرفه وهذا السيد لا يحبسني، الذي يهرب من بلده لهذه الحبوب الملونة، يذهب هناك حتى يعيش وفي البداية يظن أنه هرب من عدم الكهرباء من عدم الماء من المشاكل من مصاعب وما شابه ذلك، هو لا يعرف أن الإنسان إذا ما كان في خدمة شعبه أفضل من أن يكون في خدمة الأجانب ويكون عميلاً لهم.

جعلنا الله من مثل هذه الحمامة التي فضلت الحرية على سيادة الأجانب.