۲٠۲۲/٠۵/۱۵ ۱۷:۵۲:٤٤
خطبة صلاة الجمعة 11شوال 1443 لحجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ حميد صفار الهرندي


                                          بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 11 شوّال 1443ه.

الخطبة الأولى:

اعتدنا في الخطبة الأولى أن نتحدث عن أسلوب الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية، ووصلنا إلى أنّ من حق المؤمن على أخيه أن يكون له داعماً، في المجالات المادية والمعنوية والعاطفية، وفرغنا من الدعم المادي والدعم المعنوي، ووصلنا إلى الدعم العاطفي الذي هو بدوره شقٌّ من الدعم المعنوي.

إن هذه الحضارة الإسلامية قد أسسها النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وعلينا نحن أمة رسول الله أن نجدد هذه الحضارة العظيمة المبنية على تنظيم علاقات الناس بعضهم مع بعض، فهي تختلف عن الحضارة الغربية الأوروبية المرتكزة على أسس مادية، إذ ترتكز حضارتنا على أسس معنوية محورها هو الله تعالى.

فالناس إذاً ليسوا مكائن، بل كل واحد من هذه الأمة إنسان له عواطف، وعليه أن يتبادل عواطفه مع إخوانه، وحتى مع غير إخوانه من البشر، حيث رسم الإسلام طبيعة العلاقة بغير المسلمين وفق الأصول المحددة في القرآن العظيم وما شرعه النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).

من أمثلة ومصاديق الدعم العاطفي للمؤمنين إدخال السرور على المؤمن، فعن أبي جعفر الباقر(عليه السلام): قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "منْ سَرَّ مؤمناً فقد سرَّني، ومن سرَّني فقد سَرَّ الله" (وسائل الشيعة، ج16، ص348).

إنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) هما الحاكم الإسلامي، وهما كمثل البستاني الذي يحافظ على الأشجار فيربيها ويراقبها، والنبي (صلى الله عليه وآله) بوصفهِ أبا هذه الأمة يريد أن يضخ روح التعاطف وينشر الطمأنينة بين أبنائها بتبادل العطف والإحسان فيما بينهم، لذلك فإنّ من سرَّ أخاه فكأنه قد سر القائد النبي (صلى الله عليه وآله)، ومن سرَّ النبي فقد سر الله تعالى لأنه مبعوث منه سبحانه.

وفي رواية مرفوعة إلى الإمام محمد الباقر(عليه السلام) أو الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال الإمام (عليه السلام): "لا يرى أحدكم إذا أدخل السرور على أخيه أنه أدخله عليه فقط؛ بل والله علينا، بل والله على رسول الله (صلى الله عليه وآله)" (الكافي، ج2، 189) فقد أدخل السرور على إمامه (عليه السلام) وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا اعتُبِرَ إدخالاً للسرور على ساحة الله جلَّ وعلا.

وعن الإمام أبي جعفر محمد الباقر(عليه السلام) قال: " إِنَّ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عَبْدَهُ مُوسَى (ع) قَالَ إِنَّ لِي عِبَاداً أُبِيحُهُمْ جَنَّتِي وَأُحَكِّمُهُمْ فِيهَا، قَالَ يَا رَبِّ وَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُبِيحُهُمْ جَنَّتَكَ وَتُحَكِّمُهُمْ فِيهَا؟ قَالَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوراً، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مُؤْمِناً كَانَ فِي مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ فَوَلَعَ‌ بِهِ فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ، فَنَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ فَأَظَلَّهُ وَأَرْفَقَهُ وَأَضَافَهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَوْ كَانَ لَكَ فِي جَنَّتِي مَسْكَنٌ لَأَسْكَنْتُكَ فِيهَا، وَلَكِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَى مَنْ مَاتَ بِي مُشْرِكاً، وَلَكِنْ يَا نَارُ هِيدِيهِ وَلَا تُؤْذِيهِ وَيُؤْتَى بِرِزْقِهِ طَرَفَيِ النَّهَارِ. قُلْتُ: مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: مِنْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ" (الكافي، ج2، 189) لقد أمر الله تعالى النار ألا تؤذيه، فخفف عنه العذاب،  لماذا؟ لأنه ألطف بمؤمن وأرفق به وأضافه، هذا هو شأن من أدخل السرور على قلب مؤمن.

وفي رواية أخرى عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) قال: "مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوراً خَلَقَ الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ خَلْقاً فَيَلْقَاهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَيَقُولُ لَهُ أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ الله بِكَرَامَةٍ مِنَ الله وَرِضْوَانٍ ثُمَّ لا يَزَالُ مَعَهُ حَتَّى يَدْخُلَهُ قَبْرَهُ [ يَلْقَاهُ ] فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَإِذَا بُعِثَ يَلْقَاهُ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ لا يَزَالُ مَعَهُ عِنْدَ كُلِّ هَوْلٍ يُبَشِّرُهُ وَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ الله فَيَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى فُلانٍ" (الكافي، ج2، ص191).

وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ مِنْ قَبْرِهِ يَقُولُ لَهُ أَبْشِرْ بِالْكَرَامَةِ مِنَ الله وَالسُّرُورِ فَيَقُولُ لَهُ بَشَّرَكَ الله بِخَيْرٍ قَالَ ثُمَّ يَمْضِي مَعَهُ يُبَشِّرُهُ بِمِثْلِ مَا قَالَ وَإِذَا مَرَّ بِهَوْلٍ قَالَ لَيْسَ هَذَا لَكَ وَإِذَا مَرَّ بِخَيْرٍ قَالَ هَذَا لَكَ فَلا يَزَالُ مَعَهُ يُؤْمِنُهُ مِمَّا يَخَافُ وَيُبَشِّرُهُ بِمَا يُحِبُّ حَتَّى يَقِفَ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الله عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا أَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ الْمِثَالُ أَبْشِرْ فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِكَ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ الله تُبَشِّرُنِي مِنْ حِينِ خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِي وَآنَسْتَنِي فِي طَرِيقِي وَخَبَّرْتَنِي عَنْ رَبِّي؟ قَالَ فَيَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ تُدْخِلُهُ عَلَى إِخْوَانِكَ فِي الدُّنْيَا خُلِقْتُ مِنْهُ لأبَشِّرَكَ وَأُونِسَ وَحْشَتَكَ" (الكافي، ج2، ص191)، والمثال هو ما يتمثل بصورة بشر، مثل الملك الذي تمثل لسيدتنا مريم (عليها السلام).

فكيف يكون إدخال السرور؟ لإدخال السرور مصاديق متعددة، فبأيِّها أدخلتم السرور والفرح في قلوب إخوانكم فهذا من مصاديقه، ويذكر الإمام الصادق(عليه السلام) بعض مصاديق إدخال السرور فيقول: " مِنْ أَحَبِّ الأعْمَالِ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ إِشْبَاعُ جَوْعَتِهِ أَوْ تَنْفِيسُ كُرْبَتِهِ أَوْ قَضَاءُ دَيْنِهِ" (الكافي، ج2، ص192). أن يرى المؤمن أخاه وليس في بيته ما يقتات به، فيرسل له شيئاً حتى يشبع جوعته، أو يراه حزيناً لمشكلة فيرفع عنه هذه الكربة بأن يحل مشكلته، أو يرى أنّ عليه ديوناً لا يستطيع سدادها، مما جعله يغتم بها فيقضي عنه أخوه هذه الديون، بهذا يدخل السرور في قلب أخيه المؤمن.

ومن مصاديق الدعم العاطفي تكريم أخيك، فلا تحقره، ولا تصغره، ولا تكن كمن لا يبالي أن لديه أخاً، إنّ لك أخاً عليك أن تكرمه، هكذا جعل الله تعالى الأمة أسرة واحدة يتلاحم أفرادها بعضهم مع بعض، وهذه اللحمة بسبب هذا السرور تكون أشد. فينقل الإمام محمد الباقر(عليه السلام) عن جده رسول الله(صلى الله عليه وآله): "مَن أكرَمَ أخاهُ المُسلِمَ ؛ بِمَجلِسٍ يُكرِمُهُ، أو بِكَلِمَةٍ يُلطِفُهُ بِها، أو حاجَةٍ يَكفيهِ إيّاها، لَم يَزَل في ظِلٍّ مِنَ المَلائِكَةِ ما كانَ بِتِلكَ المَنزِلَةِ" (المؤمن، ص52).

وفي رواية أخرى تشبه هذه في بعض الكلمات عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن جده النبي (صلى الله عليه وآله): "مَن أكرَمَ أخاهُ المُسلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلطِفُهُ بِها وفَرَّجَ عَنهُ كُربَتَهُ، لَم يَزَل في ظِلِّ اللّهِ المَمدودِ عَلَيهِ الرَّحمَةُ ما كانَ في ذلِكَ" (الكافي، ج2، ص206).

وفي حديث آخر طويل عن الإمام محمد الباقر(عليه السلام) أقرأ منه موضع الحاجة، قال الإمام (عليه السلام): " أحِبَّ لأخيكَ المسلمِ ما تحبُّ لنفسك، وإن احتجتَ فَسَلهُ، وإنْ سألكَ فأعطِهِ، لا تملّهُ خيراً، ولا يملّهُ لك ... وأكرمْهُ فإنه منكَ وأنتَ منه" (الكافي، ج2، ص170).

والحديث الأخير في هذه الخطبة هو عن كيفية الترحيب بأخيك، فقد جاء عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): "منْ قالَ لأخيه المؤمن مرحباً كتبَ الله تعالى له مرحباً إلى يوم القيامة" (الكافي، ج2، ص206).


 

الخطبة الثانية:

في البداية أرفع التعازي إلى مقام سيدنا بقية الله الأعظم (عجّل الله فرجهُ) باستشهاد إخوتنا من نبُّل والزهراء بعمل غادرٍ من أهل الغدر، من جلاوزة الاستكبار، وأترحم على هؤلاء الشهداء وأدعوكم أن تقرؤوا سورتي الفاتحة والإخلاص على أرواحهم.

في الأسبوع الماضي وقعت أحداث مهمة بعضها يرتبط بمحور المقاومة خصوصاً بهذا البلد الطيب المقاوم الممانع الصامد، وأهم هذه الأحداث زيارة السيد الرئيس بشار الأسد للجمهورية الإسلامية في إيران، وتحديداً لقاؤه بسماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (حفظه الله تعالى)، هذه الزيارة كالزيارة السابقة؛ تدل على أن العلاقات بين البلدين وطيدة أخوية إستراتيجية، وأعرض فيما يأتي محاور كلمة الإمام (حفظه الله) بشكل عابر.

أولاً: خاطب سماحة الإمام الرئيسَ أنّ مقاومتكم رفعت مكانة سورية لدى العالم، لا تظنوا أن هذه المقاومة لم يكن لها أثر، أثرها كان الدمار الذي وقع بهذا البلد؛ بعضهم هكذا يرون، لكن الذي يرى بعين الاعتبار يرى أن سورية مرفوعة الرأس.

أشار الإمام إلى أن مقاومة الشعب والنظام في سورية والانتصار في الحرب الدولية رفعت مكانة سورية وعززت شموخها، هذه الحرب كانت دولية لأن القوات التي شاركت فيها - كما تعرفون - شملت كل الغرب، وبيّنَ سماحته هذه الحقيقة: بأن سورية اليوم ليست سورية قبل الحرب، ومع أن الدمار لم يكن في تلك المرحلة، لكن مكانة سورية واحترامها اليوم أكبر بكثير من السابق، والجميع ينظرون إلى هذا البلد على أنه قوي، ولو لم يكن قوياً لما جاء الذين مولوا المسلحين لزيارة هذا البلد ولتجديد العلاقات السابقة، فبعد أن عرفوا أن هذا البلد لا ينهار يئسوا من أن يدعموا هؤلاء المجرمين، فجاؤوا واقترحوا العلاقة، كما تعرفون وتسمعون من الأخبار.

وبعد تأكيد سماحته رفعة رأس رئيس الجمهورية العربية السورية وشعبها اليوم بين شعوب المنطقة، قال سماحته: بعض قادة الدول الجارة لنا ولكم يجالسون قادة الكيان الصهيوني ويشربون القهوة معاً، لكن شعوب هذه الدول نفسها تملأ في يوم القدس الشوارع بالجموع وبالشعارات المناهضة للصهيونية، هذا هو واقع منطقتنا اليوم، والمتخاذلون هم الذين يهابون ويخافون.

وبعد ذلك رأى قائد الثورة الإسلامية أن هنالك عوامل متعددة أثرت في مقاومة سورية وتحقيقها النصر في الحرب الدولية، مخاطباً الرئيس الأسد: من أهم هذه العوامل الروحية العالية لدى شخص جنابكم، فنسأل الله أن تتمكنوا بهذه الروحية أيضاً من إعادة إعمار ما دمرته الحرب، فهنالك أعمال كبرى أمامكم.

أما المحور الثاني: فهو أن الدفاع عن سورية من قبل الجمهورية الإسلامية كان أداءً للتكليف الإلهي والواجب المقدس، وهنا حيّا السيد القائد ذكرى الشهيد الحاج قاسم سليماني وقال: لقد كان للشهيد الجليل الفريق الحاج قاسم سليماني تعصبٌ خاصٌ لسورية، ولذلك كان يضحي بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولم يكن هناك فرق بين سلوكه في سورية، وسلوكه خلال حرب الأعوام الثمانية التي فرضت على إيران، والشهيد سليماني وسائر الشخصيات البارزة من حرس الثورة الإسلامية ومنهم الشهيد همداني أبو وهب كانوا يبذلون الجهود حقاً من أعماق قلوبهم، وينظرون إلى قضية سورية كتكليف وواجب مقدس، ولم يكونوا يتوقعون شيئاً من أي أحد، هؤلاء قد أدوا واجبهم وتكليفهم أمام الله  تعالى.

والمحور الثالث: كان بشأن العلاقة بين البلدين، فقال إنّ هذه العلاقة أمر مصيري لكليهما، فينبغي أن لا نسمح أن تضعف، بل لا بد أن نقويها قدر المستطاع، مشيراً إلى أن بعض الدول التي تموضعت خلال الأعوام السابقة في الجبهة المعادية لسورية أعربت عن محبتها وصداقتها بالقول، حيث جاؤوا وقالوا نريد أن نكون أصدقاء لكم.

قال الإمام حفظه الله: لابد من إضاءة مسار المستقبل بالاستفادة من تجارب الماضي، عليكم أن تعرفوا كيف تتعاملون مع هؤلاء، لقد جاؤوا وخذلونا ،وعدونا وبدل من أن يفوا بوعدهم ماذا فعلوا؟ تعرفون ما فعلوا للأسف الشديد، نسأل الله أن يكونوا قد ندموا، ونحن نتمنى أن تكون هذه يد صداقة وعون، ليستدركوا ما فعلوه بهذا الشعب الذي هم مدينون له، فقد فرضوا عليه حرباً دامية أقل شيء فيها دمار البلاد والمدن، ودمار النفوس التي استشهدت هذا رأس مال معنوي لا يمكن جبرانه ولا استدراكه.

وفي المحور الرابع رأى قائد الثورة الإسلامية أن روحية رئيس الجمهورية العربية السورية ونشاطه مهد لإنجاز أعمال عظيمة إن شاء الله، وفي الوقت نفسه لفت إلى أن شخص رئيس الجمهورية في إيران السيد رئيسي وحكومتها يتمتعون أيضاً بالنشاط والروحية، وهم يولون الاحترام لقضية سورية ولديهم دوافع حقيقية تجاهها، فلابد من الاستفادة من هذه الفرصة من أجل الارتقاء في مستوى العلاقات بين البلدين، ونحن متفائلون، وبإذن الله سنرى التقدم في آثار هذه العلاقة، فترفع المشاكل على صعيد الأمة بأجمعها.

وهناك لقاء آخر دار بين سماحة الإمام القائد وأمير قطر، أشار فيه الإمام الخامنئي فيما يتعلق بقضية القدس إلى عدم دعم بعض الدول العربية للشعب الفلسطيني في قضية حي الشيخ جراح في القدس، وعدم دعم الدول العربية للشعب الفلسطيني حتى بقدر دعم بعض الدول الأوربية، وهذا شيء مخجل.

وتابع سماحته: إذا كان هذا النهج من الدول العربية نابعاً من الخوف من الكيان الصهيوني، أو بسبب الطمع فيه فعليهم أن يعلموا أن كيان الاحتلال اليوم ليس في وضع يمكن أن يُطمَعَ فيه أو يخشى منه، إن هذا الكيان بدأ العد العكسي لزواله، فلم تعكفون على هؤلاء الصهاينة؟ ماذا تريدون؟ هل تخافون منهم؟ كان هؤلاء سابقاً أشرس من الآن، والآن بدؤوا يضعفون، فكيف تخافونهم؟ بأي شيء عندهم تطمعون؟ هم بدورهم يطمعون فيكم، فاتكِلوا على الله، وعليكم أن لا تهِنوا ولا تحزنوا بصفتكم مسلمين Pإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكمO.