۲٠۲۲/٠٦/۱٣ ۱۱:٠۸:۲٠
خطبة صلاة الجمعة 10 ذي القعدة 1443 لحجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ حميد صفار الهرندي


بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 10 ذي القعدة 1443ه.

الخطبة الأولى

  جرت عادتنا على أن نتحدّث في الخطبة الأولى عن أسلوب الحياة وفقاً للرّؤية الإسلامية. وقد وصلنا إلى الحديث عن الحقوق التي ألزم الله تعالى المؤمنين بالتعامل على أساسها.

في المجتمع الإسلامي قد يوجد من يحسب مسلماً ولكنه يخرج من إطار حكم الله تعالى، مع أنه يشهد بربوبية الله تعالى ويشهد برسالة الرسول (ص) ولكنه في مجال العمل قد يخطئ وقد يطغى، وقد يتصرف بحيث يطلق عليه عنوان الفسق، والفسق يجتمع مع الدين ومع الإسلام؛ فالفاسق ليس كافراً.

 فما هو تكليفنا بالنسبة لعلاقتنا مع المسلم الذي يحكم بفسقهِ لارتكابه المحرمات؟ طبعاً يجب ألّا نشجع حرامه، ولكن نعيش مع بعض، فالإسلام يحدد قوانين لمعاملة الفاسق حتى يرتدع عن فسقه، ويرى أن المسلمين يقاطعونه، فيجب أن يعرف أن معاملة المؤمنين له تختلف عن معاملتهم بعضهم ممن لا يرتكبون الحرام.

وتعرفون ما ورد في الآية الكريمة من سورة الحجرات، حيث يقول الله تعالى P يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَO (سورة الحجرات، 6) اشتهر في سبب نزول هذه الآية أن أحد المسلمين - وقد كان فاسقاً ولفسقه أقيم الحد عليه - وهو الوليد بن عقبة، أرسله النبي صلى الله عليه واله وسلم) لجباية الزكاة، فجاء عند بني المصطلق فجرجوا لاستقباله وظن أنهم يريدون أن يقتلوه لعداء وضغينة بينه وبينهم في الجاهلية، فرجع مباشرة إلى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وقال إنّ هؤلاء امتنعوا من أداء الزكاة، وبطبيعة الحال عندما يمتنع قوم من أداء الزكاة يبدو هذا كأنه إيذان بالحرب ضد الحكومة الإسلامية. فنزل جبرائيل (عليه السلام) بهذه الآية التي وصفت هذا الوليد بن عقبة بالفاسق.

ومع كونه يعتبر صحابياً قد أدرك الرسول وآمن به، وادّعى أنه يشهد بربوبية الله سبحانه وألوهيته ورسالة النبي (صلى الله عليه وآله)، ولكن لأنه كان فاسقاً أمر الله تعالى ألا يثقوا بكلامه، وقال عليكم أن تتروّوا وتتحقّقوا من صحة هذا الخبر، إذ لا يمكن أن يوثق بقول مثلِ هذا.

وكذلك بالنسبة لشهادة الفاسق في سورة النور حيث قال الله تعالى Pوَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا O(سورة النور، 4)، وبعد ذلك يصف هؤلاء الذين يرمون المحصنات دون أن يأتوا أربعة شهداء ويتّهمون المرأة المؤمنة والبريئة بأنّها - نستجير بالله - قد زنت، بأنهم "أولئك هم الفاسقون"

والوصف بالفسق من مبتكرات القرآن، حيث استخدم هذا الوصف في معنى لم يكن معهوداً قبل الإسلام وقبل نزول القرآن، هذه الكلمة مأخوذة من فسقت التمرة، فقد كانت العرب إذا نضجت التمرة وخرجت من القشر يقولون فسقت التمرة، فكأن الله تعالى يشبه هذا الإنسان الفاسق بهذه التمرة، فكما أنّ التمرة خرج لبُّها من قشرها، كذلك هذا الإنسان مزّق إطار العبودية وخرج منه وخالف أمر ربه فسُمّيَ فاسقاً.

وكذا نرى أن الله تعالى يأمرنا أن نعتزل الفسّاق ولو أنهم يحسبون من المجتمع الاسلامي بإقرارهم بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ولكن لأجل فسقه علينا اعتزاله، وقد نقل القرآن الكريم قول موسى (عليه السلام) مخاطباً ربّه Pقال ربي إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقينO (سورة المائدة، 25).

وفي رواية عن إمامنا الصّادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه، عن أمير المؤمنين بن أبي طالب (عليه السلام) في مناهي الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) منها: "ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم" (وسائل الشيعة، ج24، ص268)، وهذا خلافاً لما قُلناه من أن المؤمن يدعو أخاه المؤمن إلى طعامه، هذه هي المبادئ، أي من حيث المبدأ يجب أن نجد هكذا حاجز بين الفاسق والمؤمن الملتزم.

ولكن قد يضطر المؤمن أن يجاري الفاسق ليأمن شرّه، وسنقرأ في الخطبة القادمة إن شاء الله روايات بشأن هذه الموارد الاضطرارية

ومن نصائح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الموجّهة إلى صاحب سرّه كميل بن زياد (رض): "يا كميل، قُل الحق على كل حال، ووادّ المتقين، واهجُر الفاسقين" (تحف العقول، ص173).

وعن ميسّر عن أبي عبدالله الصّادق (عليه السلام) قال: "لا ينبغي للمسلم أن يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا الكذاب" (الكافي، ج2، ص640)، وعن محمد بن مسلم وأبي حمزة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن أبيه قال: قال لي أبي علي بن الحسين (عليهما السلام): "يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق. فقلت: يا أبت من هم؟ عرفنيهم. قال: إياك ومصاحبة الكذاب؛ فإنه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق؛ فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك، وإياك ومصاحبة البخيل؛ فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق؛ فإنه يريد أن ينفعك فيضرك" (الكافي، ج2، ص641) فكأنّ الأحمق ليس في قلبه نيّة سوء ولكنه لا يرى الخير ولا يفهمه فيظن أنه يريد بك الخير وإذ به يضرك.

فعلى كل حال علينا أن نجتنب الفسّاق، ولكن لو حصل ما يجعلنا مضطرين أن نكون على علاقة مع هؤلاء فما هو تكليفنا؟ هناك روايات تجوّز لنا أن نكون معهم ونصاحبهم في الظاهر، ولكن في قلبنا علينا ألا نكون مع فاسق.

الخطبة الثانية

 غداً يوم مولد الإمام علي بن موسى الرضا المرتضى المرتجى (عليه السلام) على حدّ قول ابنه الإمام محمد بن علي التقي الجواد (عليه السلام) حيث يسلّم على أبيه ويقول: السلام عليك أيّها الإمام الرؤوف، أهنئكم يا شيعة علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بهذا المولد المبارك، كما أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مولانا بقية الله الأعظم.(عجّل الله فرجه) بمناسبة مولد جده الإمام الرضا عليه السلام، وأهنئ سيدتنا زينب الكبرى (عليها السلام) بمناسبة مولد حفيدها وحفيد أخيها الامام الرضا (عليه السلام). وأذكر هنا لمحة من حياة الامام بشكل خاطف.

الإمام الرضا عليه السلام؛ اسمه علي، ولقبه المشهور هو الرضا، وكنيته أبو الحسن، وبعضٌ يسمّونه أبو الحسن الثاني؛ حتى يفرّقوا بينه وبين أبيه الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) الذي يُكنّى بأبي الحسن.

ولد الإمام الرضا (عليه السلام) في المدينة المنورة سنة مئة وثمانية وأربعين، واستشهد بسمٍّ بيد المأمون العباسي الطاغي في سنة مئتين وثلاثة.

تولى الإمام (عليه السلام) الإمامة بعد استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام) واستمرت إمامته حوالي عشرين عاماً.

بعد أن كان الإمام الرضا (عليه السلام) يقيم في المدينة المنورة انتقل إلى خراسان بأمر من المأمون العباسي؛ ليكرهه على قبول ولاية عهده، وكان الإمام على علم أنه سيستشهد في خراسان بيد المأمون، لذلك عندما كان يودّع أهله في المدينة أمرهم أن يبكوا عليه، وقد قضى حوالي سبع عشرة سنة من إمامته في المدينة المنورة، وهي فترة ما بين سنة مئة وثلاثة وثمانين للهجرة تاريخ استشهاد الإمام الكاظم حتى إشخاصِه إلى خراسان سنة مئتين وواحدة للهجرة.

وعند مروره بنيشابور روى حديث سلسلة الذهب المشهور، وسأقرأ إن شاء الله حديث سلسلة الذهب لنتبرّك به في هذه الخطبة بإذن الله.

وقضى  الإمام (عليه السلام) بعد انتقاله الى طوس بقية حياته فيها لسنتين، حيث استشهد في سنة مئتين وثلاثة للهجرة في شهر صفر، وفيما عدا المدينة المنورة وطوس أقام الإمام لمدة قصيرة في كل من الكوفة والبصرة أيضاً في طريقه إلى خراسان.

أما عن ملامح شخصية الإمام (عليه السلام) وسيرته العبادية فقد ورد منها أنه كان إذا سمع صوت الأذان وهو في مناظرة مع كبار علماء الأديان من اليهود ومن المجوس ومن المسيحيين والفرق يترك جلسة المناظرة ويجيب على طلب المحاضرين لمواصلة المناظرة: نصلّي ونعود، هكذا كان اهتمام الإمام بالصلاة لأول وقتها.

كما وردت أخبار عن تهجده وإحيائه الليل بالدعاء وذكر الله، وحينما أهدى الإمام الرضا (عليه السلام) قميصه لدعبل الخزاعي – الذي تعرفون قصّته وإنشاده في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) قال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صلّيت فيه ألف ليلة وألف ركعة، وختمت فيه القرآن ألف ختمة.

ووصف رجاء بن الضحاك؛ المأمور من قبل المأمون بأخذ الإمام من المدينة إلى مَرو- حال الإمام (عليه السلام) فقال: "فكنت معه من المدينة إلى مرو، فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله تعالى ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه، ولا أشدّ خوفاً لله عز وجل منه، فكان إذا أصبح صلى الغداة، واذا سلّم جلس في مصلّاه يسبح الله ويكبره، ويصلي على النبي حتى طلوع الشمس".

وروى ابن شهراشوب من علماء الشيعة أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) دخل الحمّام ذات مرة ليستحم، فطلب منه أحد الحاضرين في الحمام - وكان لا يعرف الإمام- أن يدلكه، فبدأ الإمام يدلكه، ثم عرفه الرجل بعد أن أشار إليه بعضهم، وجعل يعتذر من الإمام (عليه السلام) لكنّ الإمام طيّب خاطره واستمر يدلّكه.

ومن أبرز مميزات الإمام (عليه السلام) عطفه وإحسانه للمساكين والمستضعفين وخاصة من العبيد، فعن عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل بلخ قال:  "كنت مع الرضا (عليه السلام) في سفره إلى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان، فقلت: جعلت فداك، لو عزلتَ لهؤلاء مائدة، فقال مه [أي اسكت] ماذا تقول؟ إنّ الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال" (الكافي، ج8، ص230) فلا فرق بين هذا الزنجيّ وأنت.

ويصف لنا إبراهيم بن العباس جانباً من أدب الإمام عليه السلام فيقول "ما رأيتُ أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيتُه قطع على أحدٍ كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجله بين يدي جليسٍ له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليسٍ قطّ، ولا رأيتُه شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيتُه تفلَ، ولا رأيتُه يقهقه في ضحكةٍ قطّ، بل كان ضحكُه التبسّم" (عيون أخبار الرضا، ج2، ص198)

ومعلوم أن الإمام (عليه السلام) كان يدعى بعالِمِ آل محمد (عليهم الصلاة والسلام)، وقد قال محمد بن عيسى اليقطيني: "لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة" (بحار الأنوار، ج49، ص99).

وقال عبد السلام بن صالح الهروي: "ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليه السلام ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان، وفقهاء الشريعة والمتكلمين، فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي أحد منهم إلا أقر له بالفضل، وأقر على نفسه بالقصور،
ولقد سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام )يقول: كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلي بالمسائل فأجيب عنها".

قال أبو الصلت: "ولقد حدّثني محمد بن اسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام كان يقول لبنيه هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد صلّى الله عليه وآله، فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم"  (بحار الأنوار، ج49، ص100).

وبعد ما حضر في مرو (مدينة في خراسان) أجاب عن كثير من الشبهات والأسئلة من خلال المناظرات التي نُظّمت آنذاك، وكان المأمون ينظم مناظرات حتى يثبت أن ما يقول الشيعة من أن الإمام عنده علم لدنيٌّ هو قول ليس وراءه حقيقة، فأثبت الإمام للجميع أنه معلَّمٌ من الله تعالى، ويقدر أن يجيب على جميع الأسئلة.

 فقد أقام الإمام عليه السلام مجلساً علمياً في مسجد مرو، ولكن المأمون العباسي خاف على نفسه وخاف من توسيع شعبية الإمام عليه السلام، وحلّ هذا المجلس ومنع الإمام أن يديره ويحضر فيه للإجابة على الشبهات والأسئلة.

قد سمعتم كثيراً على المنابر ما يقال من أن الإمام (عليه السلام) دُعي ليكون ولي عهد المأمون العباسي، ويجهل بعض لماذا طلب هذا الطاغي من الإمام هذا الأمر؟  هذا كان لصالح نفسه؛ لأن العلويين - أبناء الإمام الحسن عليه السلام - كانوا يثورون عليه في أنحاء العالم الاسلامي ويقاتلونه، فأراد أن يُهدّئ الناس ويقول لهم: هذا علي بن موسى وهو رأس بني علي وبني فاطمة وإمام بني علي وبني فاطمة، قد رضي أن يكون في بلاطي، فماذا تقولون أنتم؟ ولماذا تقاتلون رجلاً سلّم الإمام الرضا عليه السلام بحكمه واعترف به خليفة؟ وكان الإمام يعرف غرضه فأبى، فهدده المأمون بالقتل حتى يقبل هذا الاقتراح.

لقد حاز الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) مكانة كبيرة عند الشيعة.الذين يعتقدون كونه الإمام الثامن لهم، وهذا أمر واضح، ولكن هناك من المذاهب أخرى من يعترف بالإمام عليه السلام، وأقرأ لكم نموذجاً كلام ابن حبان حيث يقول: "علي بن موسى الرضا من سادات أهل البيت وعقلائهم، وأجلّة الهاشميين ونبلائهم، وقد زرته مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرتُ علي بن موسى الرضا (صلوات الله على جده وعليه) ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي" وابن حبان من أعلام السنّة ولم يكن شيعياً، يقول : أنا توسّلت بعلي بن موسى الرضا في الشدّة واستجيبت دعوتي بسبب تمسّكي وتوسلّي بهذا الإمام عليه السلام وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك. أماتنا الله على محبّة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين.

أما حديث سلسلة الذهب المروي عن الإمام (عليه السلام) فإنه عن إسحاق بن راهويه قال: "لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك؟ وقد كان قعد في العمارية، فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن (من) عذابي، فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها وأنا من شروطها" (بحار الانوار، ج49، ص123)