عبارت البحث: مکان العبارة:          عدد المشاهدات:      
 رقم الصفحة   من 18  » 

۱
۲ قبور أئمة البقيع هدمها الوهابيون لاعتقادهم على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وتعظيمهاً عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظِّمها القتل وإهدار الدم.
٣
٤ غالبيّة أنواع الضّلال، سببها الذنوب التي تصدر عنّا أو الخصال السيّئة التي يختزنها وجودنا. عاقبة الذّنب هي الضّلال؛ إلّا في حال شعّ نور التّوبة في أعماق الإنسان. فتأكيدهم علينا باستمرار بأن "لو أذنبتم، فعليكم أن تتوبوا فوراً بعد ذلك الذنب، وتندموا وتقرّروا عدم العودة إليه" سببه أنّ الانغماس في مستنقع الذنوب خطيرٌ جدّاً وقد يبلغ الإنسان مرحلة لا يقدر فيها على العودة والتراجع.
۵ لطالما آل اغترار الشعوب ومسؤوليهم بهم نحو السّقوط. لا يقولنّ أحد "أنا" فعلت ذلك. فالله عزّوجل يقول في القرآن بلحنه الاستهزائي أنّ قارون قال: "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي" فأسقطه الله إلى أعماق الأرض. علينا أن نبذل الجهود؛ علينا أن نجاهد. فلن يبلغ أيّ شعب أيّ مكانة دون الجهاد، وبذل الجهود، والإبداع وقطع أشواط التقدّم؛ ولا شكّ في أنّ البركة والتوفيق من الله جلّ وعلا.
٦
۷ الإيمان والانجذاب ضربٌ من التسليم. التسليم لحقيقة من الحقائق. أحياناً يدرك الإنسان الحقيقة لكنه لا يُسلِّم قلبه لها بل يقف بوجهها. لذلك تلاحظون أن ما يقابل العلم هو الجهل والشك. أما فـي مقابل الإيمان فلا يأتون بالجهل، بل يواجهونه بالكفر، أي التغطية والتعتيم. أحياناً يقتنع الإنسان بحقيقة ما لكنه يخفيها ويسترها. الموقف المضاد للإخفاء هو الإيمان، أي الهيام والانجذاب والخضوع ، وتقبل الحقيقة بكل الوجود والتسليم لها. كل ما تتصورونه حقيقة، إذا آمنتم به فسيكون هذا أساس عملكم.
۸ أساس النظام الإسلاميّ مبنيّ على طاعة الله عزّوجل: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ» ولطاعة الله تعالى مراتب عدة: الأولى الطاعة المصداقية. في أحوال ومصاديق معينة يقول الله تعالى: افعلوا هذا؛ يقول مثلاً: أقيموا الصلاة، هذا أحد أنماط الطاعة أن يطيع الإنسان الأمر الإلهي وينتهي بالنهي الإلهي. والأهم من هذه أن يطيع الناس المنهج والطريق والمشروع الذي يرسمه الله تعالى للحياة لكي تتحقق هذه الخطّة. وهذه الخطّة لا تحصل بالأعمال الفردية، إنها قضية أعلى وأسمى وتحتاج إلى عمل جماعي حتى يتحقّق المشروع الإلهيّ والهندسة الإلهية بخصوص وضع المجتمع الإسلامي.
۹
۱٠
۱۱ إحدى الآيات الإلهيّة تخاطبكم بالقول: اعملوا لله فيساعدكم الله ويمدّكم بعونه: «ولینصرنّ اللَّه من ینصره». وإحدى الآيات الإلهيّة تقول: ستجدون الله معكم عندما تصبرون وتصمدون: «إن ‌اللَّه مع ‌الصّابرین». لا يمكن المرور بشكل عابر على هذه الآيات. كلّ كلمة من كلمات هذه الآيات تقدّم تجربة حياة كاملة ودرساً وحكمة. لقد وعدكم الله عزّوجل بأن يعينكم لو ثبتّم على دينه ونهجه ونصرتم أهدافه. ونصرة الله تعني نصرة كلّ القوى الموجودة في هذه الطبيعة؛ كلّها ستهبّ لنصرتكم؛ وستشارك أيضاً القوى الغيبيّة.
۱۲ إنَّ الأمر الذي يصبغ مقاومة الإنسان وصراع الأمة بصبغة الجهاد ومعانيه هو التوجّه لله تعالى، الذي تعتبر الصلاة سنداً له؛ ولهذا فإنَّ أول الأوامر التي توجهت للنبي (ص) هو وجوب الصلاة، وأول تبليغ عُيّن من قِبَل الله تعالى للرسول (ص)، “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ“؛ والوصف الذي بيَّنه الله تعالى الى المجتمع الموحّد في الدرجة الأولى، «الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ». هذه هي أهمية الصلاة.
۱٣ تمثل ليلة القدر عقدة القلب في شهر رمضان، وتبلغ فيها المكرمات قمّة نبوغها، وأمر الله تعالى عباده أن يحيوها بأكرم أعمالهم، ويبلغوا فيها أبلغ آماد الصفاء والخشوع ... ثمّ ردّدها في ليالٍ عديدة، كي ينصرف الناس فيها إلى الحسنات، وهم لا يخسرون المعروف إن وفّروه في غير ليلة القدر، بل يحتفظون بآثاراته في ركائزهم، مهما تقادمت العهود، وربما كانت الأخيرة ليلة القدر، فالسابقات ترهف تأهّبهم، واعتيادهم العبادة لليلة القدر....
۱٤ كلّ من ينشد تحقيق هدفٍ ويسخّر لأجله طاقاته، يلقى عوناً من الله. والله يساعده وإن كان ذلك عملاً دنيويّاً؛ ”كلّا نمدّ هؤلاء وهؤلاء“. أي الذين ينشدون الدنيا والذين يرجون الآخرة، يصرّح الله عزّوجل بأنّنا نساعدهم جميعاً. والآخرة لا تقتصر على صلاة الليل والذكر والتوسّل والدعاء وأمثال هذه الأمور. بل هذه تمثّل وسائل أيضاً؛ لكنّ خدمة النّاس والتواجد أينما اقتضى الأمر ذلك من الأعمال الإلهيّة أيضاً.
۱۵
۱٦ كلّ ما ورد في الإسلام مقدّمة لبناء الذات الإنسانيّة ومقدّمة لعروج الإنسان وتركه عالم البهائميّة والحيوانيّة والتوحّش. عندما تقع البشريّة ضمن دائرة التربية الإلهيّة -وهذا ما تستطيع تحقيقه بإرادتها- فسوف تنشأ الحياة الطيّبة في نفوسها وستتعطّر الأجواء ويسودها النّقاء؛ لكن عندما لا يكون هناك مكانٌ لهذه التربية الإلهيّة فسوف تبقى ضمن مستوى الحيوانيّة وستصبح أخطر من سائر الحيوانات.
۱۷ يخاطب الله عزّوجل رسوله في تلك المرحلة الصّعبة التي شهدتها مكّة قائلاً: يا رسول الله! قل لهم أنّني أسير على بصيرة من أمري. أي أنّ الرسول بصيرٌ في الخطوات التي يخطوها، وأتباع وأنصار ومدافعو فكر الرّسول على بصيرةٍ أيضاً. عندما تتوفّر البصيرة، تعجز ضبابيّة الفتنة عن إيقاع الإنسان في الخطأ. وعندما تنعدم البصيرة، قد يخطو الإنسان في المسار الخاطئ وإن كانت نيّته حسنة.
۱۸ ينبغي أن يكون معيارنا في الأهداف والأسس ”فاستقم كما أُمرت“. الأهداف، أهدافٌ إلهيّة وليس جائزاً أيّ تشكيكٍ فيها أو الارتداد عنها؛ لكن ينبغي أن يكون التكامل، والإصلاح، والتغيير وإزالة الأخطاء ضمن مخططاتنا الحاضرة دائماً في مناهجنا. فنحن نتحدّث ضمن إطار أهدافنا عن الثّبات؛ وعلينا أن لا نخلط بين ”الهدف“ و“المنهجيّة“. ليس ضروريّاً الثبات على ”المناهج“؛ فالاختبارات تسري أيضاً على المناهج لتحديد الخطأ والصواب. لكن علينا أن نثبت بقوّة على الأهداف وأن لا نتراجع عنها قيد أنملة.
۱۹
۲٠