شارك أكثر من 60 وفد أجنبي وعربي، في مراسم تشييع الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه، خاصةً من الدول المجاورة في آسيا الوسطى وغربي آسيا وشمالي أفريقيا وجنوبي آسيا والقوى العالمية، بما عكس جانباً مهماً من النجاحات التي حققها السيد رئيسي وحكومته، وخاصةً وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
فالجمهورية الإسلامية خلال عهد السيد رئيسي (أي 3 سنوات تقريباً)، استطاعت من خلال سياسات خارجية ذكية وفعّالة، من بناء شبكة علاقات آسيوية وأفريقية وأوروبية ولاتينية في غاية الأهمية، ستكون بلا شك قاعدة تأسيس وانطلاق للحكومات المستقبلية.
لذلك كان لافتاً حضور وفود رفيعة المستوى ممثلة للدول المجاورة لإيران، بما يعكس حال العلاقات الثنائية بغير ما دأبت الكثير من وسائل إعلام المعسكر الأمريكي تصويره، بأن الجمهورية الإسلامية "معزولة".
فعلى صعيد الرؤساء والملوك ورؤساء الوزراء ورؤساء مجالس النواب وقادة الدول المختلفة، شارك كلاً من: أمير قطر، رئيس طاجيكستان، رئيس تونس (الذي زار إيران للمرة الأولى)، رئيس وزراء أرمينيا، رئيس وزراء أذربيجان، رئيس وزراء العراق، رئيس وزراء جورجيا، رئيس وزراء باكستان، رئيس وزراء سوريا، رئيس مجلس الدوما الروسي، رئيس مجلس النواب اللبناني، نائب رئيس تركيا، وفد قيادي لحركة طالبان، وزراء خارجية دول مصر والبحرين والامارات والسعودية وغيرها من الدول الآسيوية والأفريقية واللاتينية، ومبعوثين خاصين.
ومما لا شك فيه، فإن محور المقاومة بمختلف فصائله وكياناته، كان مشاركاً بوفود رفيعة المستوى القيادي. وكان لافتاً عقدهم لاجتماع مع قيادة حرس الثورة الإسلامية وقوة القدس، جرى خلاله التأكيد على الثوابت وعلى تصعيد الجهود والمشاركة في معركة طوفان الأقصى الى جانب المقاومة والشعب الفلسطينيين.
مشاركة مصرية مهمة
وكان لافتاً منذ بدء حادثة سقوط طائرة السيد رئيسي، كيفية تفاعل السلطات المصرية معها، من إصدار البيانات إلى الإعلان عن الاستعداد لتقديم المساعدة، مروراً ببيانات التعزية خاصةً من الأزهر الشريف، وصولاً الى الزيارة الأولى لوزير الخارجية المصري "سامح شكري" إلى إيران للمشاركة في التشييع.
كل ذلك، يؤكّد بأن دبلوماسية حكومة السيد رئيسي قطعت شوطاً كبيراً في إعادة بناء العلاقات بين البلدين، بعد عقود من القطيعة والتقلّبات الحادّة.
فما هي أسباب نجاح السياسة الخارجية عند الشهيد السيد رئيسي؟
_ اعتماد السيد رئيسي على ألا تكون سياسته الخارجة ذات بعد بروتكولي فقط، بل التركيز على أن تؤمن خدمة الشعب الإيراني بشكل ملموس، خاصةً بما يتعلق بالمجالات الاقتصادية والحياتية.
_ شخصية الوزير عبد اللهيان الذي يحظى بالاحترام والتقدير، الذي استطاع خلق تفاعل وتواصل مؤثر مع نظرائه من وزراء خارجية الدول الأخرى بل وقادتها أيضاً.
_ اعتمد السيد رئيسي في بناء سياسته الخارجية على مبدأ 20% من العمل الأولي و80% من المتابعة.
_ تحديد أولويات إيران في كل دولة وما تسعى إلى تحقيقه، على المديات الزمنية المختلفة.
_ تعزيز التعاون الإقليمي: وفي هذا السياق جاء الاتفاق مع السعودية (التي لها بعد إقليمي مهم) التي سعت لدى الصين لكي تكون وسيطاً في اتفاق يؤمن مصالح كلا الدولتين. وكانت زيارة السيد رئيسي لبكين هي الخطوة الأبرز في عقد الاتفاق ما بينهما.
وفي نفس المسار، سعت إيران للتعاون مع دول الإقليم في مختلف القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، فشاركت في القمم وقامت بالزيارات الثنائية بتمثيل على المستوى الوزاري والرئاسي.
_ عدم حصر العلاقات بالدول الغربية، وربما هذا ما يفسر غياب وفود غربية رفيعة المستوى. فقد ركّز السيد رئيسي على التواصل مع دول مختلفة وناشئة، في قارتي أفريقيا وأمريكا اللاتينية، الغنيتان والمهتمتان بالعمل مع الجمهورية الإسلامية.
وفي آسيا عملت حكومة السيد رئيسي مع جميع الدول وليس مع الصين فقط، بل مع روسيا وباكستان وتركيا وبنغلاديش وإندونيسيا والهند.