ولد الإمام العاشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام علي بن محمّد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بصريا -قرية أسّسها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة- للنصف من ذي الحجّة سنة 212 هـ.
وقيل: سنة 214 هـ في ملك المأمون.
وقيل أيضاً: أ نّه ولد في الثاني من رجب، وقيل: في الثالث منه، وقيل: في الخامس منه.
وعن الشيخ الطوسي في المصباح، قال: روي أ نّه ولد عليه السلام يوم 27 من ذي الحجّة.
كنيته عليه السلام:
يكنى أبو الحسن، ويقال له: أبو الحسن الثالث.
واعلم أنّ المشهور بين المحدثين في التعبير عنهم بأبي الحسن ثلاثة، وهم: موسى الكاظم، وعلي الرضا، وعلي الهادي عليهم السلام، وإن شاركهم بعض باقي الأئمة عليهم السلام في هذه الكنية، فإذا ورد حديث عن أبي الحسن وأطلق فهو موسى الكاظم عليه السلام، وإذا قيّد بالثاني فهو علي الرضا عليه السلام، وإذا قيّد بالثالث فهو علي الهادي عليه السلام.
أمه عليه السلام:
أمه أم ولد يقال لها: سُمانَة. ويقال لها أيضاً: سُمانة المغربيّة.
وعن ابن الخشّاب: يقال أن اسمها متفرشة المغربيّة. وعن الطبري: يقال لها: السيّدة.
روى أبو جعفر الطبري الإمامي وغيره عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثني أبو النجم بدر بن عمّـار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ، قال: روى محمّد بن الفرج بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر، قال: دعاني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام فأعلمني أنّ قافلة قد قدمت، وفيها نخّاس، معه جوار، ودفع إليَّ سبعين ديناراً، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي.
فمضيت وعملتُ بما أمرني به، فكانت تلك الجارية أم أبي الحسن عليه السلام.
وروي أنّ اسمها سمانة، وأنّها كانت مولّدة.
وروي أيضاً عن محمّد بن الفرج وعليّ بن مهزيار، عن السيّد عليه السلام-الإمام الهادي عليه السلام- أنّه قال: أمي عارفة بحقّي، وهي من أهل الجنّة، لا يقربها شيطان مارد، ولا ينالها كيد جبّار عنيد، وهي مكلوءة-محفوظة ومصانة- بعين الله التي لا تنام، ولا تتخلّف عن أمهات الصدّيقين والصالحين.
ويستفاد من هاتين الروايتين أنّ السيّدة سُمانة كانت على درجة كبيرة من الفضائل والصفات الحميدة والأخلاق العالية ومعرفة حقّ الإمام عليه السلام وغيرها من المزايا التي لا تقلّ درجاتها عن درجات أمهات الصدّيقين والصالحين.
ألقابه عليه السلام:
ألقابه عليه السلام كثيرة، منها: المرتضى، والهادي، والعسكري، والعالم، والدليل، والموضّح، والرشيد، والشهيد، والوفيّ، والنجيب، والمتّقي، والمتوكّل، والخالص، والناصح، والفتّاح، والنقي، والفقيه، والأمين، والطيّب.
وأشهرها: الهادي، والنقي.
وقيل: بل أشهرها المتوكّل، لكنّه عليه السلام كان يخفي ذلك ويأمر أصحابه أن يعرضوا عن هذا اللقب، لكونه يومئذ لقباً لجعفر المتوكّل ابن المعتصم العباسي.
ولقّب عليه السلام بالعسكري نسبة إلى ناحية العسكر التي كان يسكنها عليه السلام في سامراء، قال الشيخ الصدوق رحمه الله: سمعت مشايخنا رضي الله عنهم يقولون: إنّ المحلّة التي يسكنها الإمامان علي بن محمد والحسن بن علي عليهما السلام بسرّ من رأى كانت تسمّى العسكر، فلذلك قيل لكلّ واحد منهما: العسكري.
وقال الفيروزآبادي: وعسكر اسم سرّ من رأى، وإليه نُسِب العسكريان أبـو الحسـن علي بـن محمد بن علي بن موسى بن جعفر، وولده الحسن، وماتا بها.
بوّابه عليه السلام:
عثمان بن سعيد العمري.
وعن ابن شهرآشوب: أنّ بوّابه محمّد بن عثمان العمري.
نقش خاتمه عليه السلام:
قال الطبري: وكان له خاتم نقش فصّه ثلاثة أسطر:
ما شاء الله، لا قوّة إلاّ بالله، أستغفر الله.
وروي أنّ نقش خاتمه: هو الله ربّي وهو عصمني من خلقه.
وفي مصباح الكفعمي: أنّ نقش خاتمه: حفظ العهود من أخلاق المعبود.
وقال السيّد تاج الدين الحسيني: ومعناه أنّ حفظ الأمور التي عهد الله بها إلينا من فعل أو ترك من الأخلاق التي يحبّها الله.
ملامحه عليه السلام:
أمّا ملامحه عليه السلام فكانت كملامح جدّه الإمام الرضا عليه السلام وأبيه الإمام الجواد عليهما السلام.
فقد كان شديد السمرة، ووصفه الرواة بأنه كان أدعج العينين -شدّة سوادها مع سعتها-، شثن-خشن- الكفّين، عريض الصدر، أقنى الأنف، أفلج الأسنان، حسن الوجه، طيّب الريح، وكان جسيم البدن -شبيهاً بجدّه الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام- ولم يكن بالقصير المتردّد، ولا بالطويل الممغط-المتناهي في الطول-، بعيد المنكبين، ضخم الكراديس، معتدل القامة.
ومن وكلائه عليه السلام:
جعفر بن سهيل الصيقل.
شعراؤه عليه السلام:
العوفي، والديلمي، ومحمّد بن إسماعيل بن صالح الصيمري.
نساؤه عليه السلام:
نقل في بعض التواريخ: أ نّه كانت له سُرّيّة لا غير.
أولاده عليه السلام:
خلّف من الولد أربعة، وهم: محمّد أكبر ولده توفّي في حيات، وأبو محمّد الحسن العسكري عليه السلام، وهو الإمام من بعده، والحسين، وجعفر المعروف بالكذّاب، وهو الذي ادّعى الامامة جُرأة على الله تعالى، وأضلّ خلقاً كثيراً، وقد أخبر به الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في زمان حياته.
وله عليه السلام ابنة واحدة مختلف في اسمها، فقيل: حكيمة، وقيل: عليّة، وقيل: عائشة.
وقال الطبري: إنّ له ابنتين هما: عائشة ودلالة.
وروى عن أبي علي محمّد بن همام: أ نّه كان له أبو محمّد الحسن الامام عليه السلام، وجعفر، وإبراهيم، فحسب.
*راجع: موسوعة المصطفى ص والعترة ع، حسين الشاكري، ط1، ج14، ص11-18.