۲٠۲٣/۱۱/٠٦ ۱۷:٣۹:۱۹
خطبة الجمعة لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي (أعزه المولى) بتاريخ 18 ربيع الثاني 1445


                                                              بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي (زيد عزه) ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 18 ربيع الثاني 1445 ه.

 

الخطبة الأولى:

 

من الذين نسيناهم وقد ينسى المجتمع مفجوعي الكوارث الطبيعية إذا حدثت السيول أو الزلازل أو ما شابه ذلك هناك من يفجع بهذه الأحداث قد يتهدم بيته وتصبح حياته صعبة بعد هذه الأحداث.

 المسلم المؤمن له تكاليف لهؤلاء، الله تعالى يكلفه بأن يقوم بمواساة إخوانه الذين أصيبوا وأفجعوا.

 في بعض الآيات الشريفة في سورة البلد نحن نقرأ Pفَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ O سورة البلد: (11-16)

في بعض الأحيان قلة الطعام بسبب القحط يجعل مجتمعا يصابوا بمشكلة الطعام الله تعالى هكذا يقول من الواجب علينا كما أن فك رقبة وتحرير عبد أو أمة هذا من واجباتنا كذلك إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة هذه التعليمات العامة هذه الأوامر العامة تدل على أن علينا تكاليف بالنسبة لهؤلاء المصابين بسبب الحروب والزلازل والحرائق والسيول وما شابه ذلك.

  مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ عَنْ مُثَنًّى عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ‌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌ عَنْ أَبِيهِ‌ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: مَنْ رَدَّ عَنْ قَوْمٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ عَادِيَةَ مَاءٍ أَوْ نَارٍ وَجَبَتْ لَهُ اَلْجَنَّةُ‌. الكافي، ج5، ص55.

عادية نار مثل الحريق أو ماء أو نار السيول هذا على سبيل المثال، فإذا يمكن أن نعمم هذا الحكم بالنسبة لكل حدث من الأحداث ما يشابه هذين الحدثين وعد لهم وجوب الجنة.

 رواية أخرى عن أَبُو اَلْبَخْتَرِيِّ‌، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ‌، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ قَالَ‌: «مَنْ رَدَّ عَنِ اَلْمُسْلِمِينَ‌ عَادِيَةَ مَاءٍ أَوْ عَادِيَةَ نَارٍ أَوْ عَادِيَةَ عَدُوٍّ مُكَابِرٍ لِلْمُسْلِمِينَ‌، غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ ذَنْبَه قرب الإسناد، ص132

يعني في هذا الحديث يوجد شيء زائد على الحديث السابق وهو عادية عدو مثلما حدث بالنسبة لهذا البلد بأن عدوا هاجم على المسلمين تعدى عليهم فعلى المسلمين أن يقوموا بعون إخوانهم الذين أصيبوا بهذه المشكلة فيقول الإمام علي عليه السلام: من ردّ عن هؤلاء هذه المشاكل هذه الأشياء المكروهة هو الله تعالى يغفر له ذنبه.

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: من بَنى بُنيانا بغير ظُلم ولا اعتداء أو غرس غرسا بغير ظلم كان له أجرا جاريا؛ ما انتفع به أحدٌ من خلقِ الرحمن. مستدرك الوسائل، ج2، ص501.

الذي يبني بناءً من غير اعتدال الآخرين يبني بناءً ويعطي هذا البناء إلى مثل هؤلاء إلى ذوي الحاجة من مثل هؤلاء الذين قد ذكرناهم. النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول هذا هو ما انتفع به أحد من خلق الرحمن هذا له ثواب هذا له الجنة.

الله تعالى يجعل هذا له أجرا جاريا على حد قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل الصدقة الجارية مهما يستفيد هذا الإنسان الذي هو أصيب بالمصائب هذا له أجر فكم من نظير لمثل هذا ممن كان أهل الخير كان من أصحاب الخير وأيدي خيرة أنهم بنوا بعض البنايات وأعطوا لعائلة شهيد أو أعطوا لمصابين في الزلازل وما شابه ذلك في هذا البلد.

 بعض من الناس قد ابتلوا ببلاء وهذا البلاء هو نقص في جسدهم إما هو أعور أو أحول أو أعمى أو أعرج وما شابه ذلك ما هو تكليفنا تجاههم؟  الجهلة ربما يستهزؤون ويسخرون من هؤلاء بأن هؤلاء ليس جسدهم سليما فلذلك الجاهل قد يرى أن هذا موضوعا للضحك والتفكر وما شابه ذلك هذا مما يثير ويوجب غضب الله تعالى لمثل هؤلاء الجهلة هؤلاء لهم درجة بما أن الله ابتلاهم وهذا الابتلاء إذا يصبرون عليه يعطى لهم أجرا بسبب هذا الصبر.

روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ يَقُولُ‌: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَهُوَ يَذْكُرُ اَلْبَلاَءَ‌ يُصِيبُهُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَوْ بشيء مِنْ مَالِهِ وَوُلْدِهِ لِيَأْجُرَهُ اَللَّهُ عَلَيْهِ أَوْ بِهَمٍّ لاَ يَدْرِي مِنْ أَيْنَ هُوَ. بحار الأنوار، ج78، ص 199-198

يعني الذي يصاب بمصيبة كل أربعين يوماً هذا دليل وعلامة على أن الله يحبه يريد أن يذكره ذكر الله تعالى حتى يصبر على هذا ويحصل على أجر من الله تعالى. هذا بالنسبة له وأما بالنسبة للآخرين أيضا مكلفون ببعض التكاليف فأقرأ لكم بعض الأحاديث:

 عَنْهُ‌ عَنْ أَبِيهِ‌ عَنْ هَارُونَ بْنِ اَلْجَهْمِ‌ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ اَلْبَلاَءِ فَاحْمَدُوا اَللَّهَ وَلاَ تُسْمِعُوهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُمْ‌. الكافي، ج2، ص98

أولا تحمد الله أنك سليم وجسمك سليم، وما ابتليت بهذا البلاء، ولا تسمعوهم يعني لا تقل الحمد لله الذي جعلني بصيرا وهذا المسكين أعمى هو يستاء من مثل هذا التصرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ولا تسمعوهم فإن ذلك يخزيهم هذا تعليمة واحدة علينا أن نتعلم ما يقوله وما يعلمنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ‌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ‌: إِذَا رَأَيْتَ اَلرَّجُلَ وَقَدِ اُبْتُلِيَ وَأَنْعَمَ اَللَّهُ عَلَيْكَ فَقُلِ: اَللَّهُمَّ إِنِّي لاَ أَسْخَرُ وَلاَ أَفْخَرُ وَلَكِنْ أَحْمَدُكَ عَلَى عَظِيمِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ‌. الكافي، ج2، ص97

هذا بالنسبة لنا شخصيا علينا أن نشكر ربنا لصحتنا لسلامتنا ولكن بالنسبة له بالنسبة لهذا يجب أن نعرف هناك آداب روي عن النبي ص أنه قال: أعطوا المجالس حقها قيل وما حقها قال غضوا أبصاركم و ردوا السلام و أرشدوا الأعمى‏ و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر. بحار، ج16، ص241

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ‌، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ‌، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ‌، أَخْبَرَنَا عَبدُ اللهِ‌، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ‌، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ‌: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّمَ يَقُولُ‌: «ابْغُونِي اطلبوا لي ضُعَفَاءَكُم، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ‌». مستدرك الحاكم النيشابوري.

هذه نعمة لكم أن تأخذوا بيد ضعيف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول دلوني على هؤلاء الضعفاء حتى أنا أحصل على شيء من الثواب بمساعدتهم بإعانتهم وإغاثتهم.

 في رواية طَاهِرُ بْنُ حَرْبٍ اَلصَّيْرَفِيُّ‌ قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ اَلسَّعِيدِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ‌ قَالَ‌: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌: لاَ تُدِيمُوا اَلنَّظَرَ إِلَى أَهْلِ اَلْبَلاَءِ وَاَلْمَجْذُومِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُمْ‌. طب الأئمة، ص105

هو عندما يراك أنك تحدق وتحدق ببصرك إليه هو يشعر بأنك تريد أن تحتقره يخجل هذا يذله هذا يخزيه وأما روايات هذا الأعمى نموذج كأنه نموذج من أبرز النماذج من الضعف لأن الذي صار أعمى لا يقدر أن يفعل كثيرا من الأشياء لأنه لا يرى شيئا حتى يهتدي طريقه ويعمل العمل الذي يريد أن يعمل.

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غَفَرَ اللَّهُ لَه‏ مَا تَقَدمَ مِن ذَنبِه.

كأن هذه الأحاديث معمولة بها في أوساطنا الحمد لله هذا يجب أن نعلم أولادنا كذلك الأجيال السابقة نحن طفولتنا كنا نراهم أنهم يفعلون ويقومون بهذا ونحن تعلمنا منهم أنهم إذا رأوا أن ضريرا يريد أن يمشي ويرون أن أمامه مشكلة حفرة وما شابه ذلك هو يأخذ بيده وبحرص وبشوق كذلك وبمنّة يمنّ كأن هذا الأعمى يمن على هذا المعين بأنه يأخذ بيده ويقوده حتى لا يسقط هذا مما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هذا مغفور له ذنبه ذنوبه المتقدمة

 قال صلى الله عليه وآله: مَنْ قَادَ ضَرِيراً أَرْبَعِينَ خُطْوَه عَلَى أَرْضٍ سَهْلَه- لَا يَفِي بِقَدْرِ إِبْرَه مِنْ جَمِيعِهِ طِلَاعُ الْأَرْضِ ذَهَباً فَإِنْ كَانَ فِيمَا قَادَهُ مَهْلَكَه جَوَّزَهُ عَنْهَا وَجَدَ ذَلِكَ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا مِائَه أَلْفِ مَرَّه وَ رَجَحَ بِسَيِّئَاتِهِ كُلِّهَا وَ مَحَقَهَا وَ أَنْزَلَهُ فِي أَعْلَى الْجِنَانِ وَ غُرَفِهَا.

بهذه الأحاديث نحن نتعلم من أحاديث رسول الله وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

هذا ليس ما يقوم به أهل الدنيا حاليا، البعض يقول هذا هو وشأنه هذا ليس شأني كأنه لا يؤلمه ألم الآخرين، الأنبياء علمونا أن نكون هكذا الناس كلهم كجسد واحد إذا آلم عضوا من هذا الجسد يألم الأعضاء الأخرى هذا هو دين الأنبياء وخصوصا الدين الحنيف دين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو أكمل الأديان

قال رسول الله صلى الله عليه وآله‏: من‏ أعان‏ ضعيفا في‏ بدنه‏ على أمره، أعانه الله تعالى على أمره، ونصب له في القيامة ملائكة- يعينونه على قطع تلك الأهوال- وعبور تلك الخنادق من النار، حتى لا يصيبه من دخانها ولا سمومها، وعلى عبور الصراط إلى الجنة سالما آمنا.

كيف كانت معاملة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع هؤلاء المعاقين وما شابه ذلك  أنا أذكر نموذجين النموذج الأول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث عبدالله ابن أم مكتوم عبدالله ابن أم مكتوم ابن خال خديجة الكبرى عليها السلام بعثه إلى المدينة مع مصعب بن عمير ليعلم الناس القرآن إذا نحن نسمع هذا نفهم أن النبي قد قدر هذا الرجل وقدّر ما كان يملكه هذا الرجل وما رأى في هذا النقص في بدنه عيبا وشيئا حتى يجعل في هذه المهمة خللا  هذا ليس أمرا مهما أنه لا يقدر أن يرى هو يقدر أن يعلم القرآن  النبي يرسله كمعلم القرآن لأهالي المدينة المنورة وكذلك هو كان  مؤذن مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  يعني أعطاه مكانة وشخصية في المجتمع مع أن ذاك المجتمع الجاهل ما كان يقدر هذه الأشياء، وكذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما استفسر عبدالله ابن أم مكتوم بالنسبة لصلاة الجماعة قال بيتي بعيد و أنا لا أقدر أن آتي، النبي  صلى الله عليه وآله وسلم قال أنت تسمع النداء تسمع الأذان  قال نعم ، قال : تسمع حي على الصلاة ، قال:  نعم، قال مدّ بحبل من بيتك إلى المسجد وخذ بيدك على هذا الحبل حتى تأتي وتشارك في المسجد يعني لا يعفيه بسبب هذا الشيء حتى يكون مشاركا في المجتمع هكذا يعطي له قيمة ومكانة في المجتمع الإسلامي  كأنه يريد أن يقول الناس يشتاقونك ويقولون أين عبد الله لماذا هو لم يحضر اليوم  نحن اشتقناه على حد قولي هكذا أنا أفهم من هذا الحديث .

عمرو بن جموح: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرِ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ حَدَّثَهُ‌، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ‌: أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ‌: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ‌: يَا رَسُولَ اللَّهِ‌، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ؟- وَ كَانَتْ رِجْلُهُ عرْجَاءَ‌- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ‌: "نَعَمْ‌". فَقَتَلُوهُ‌ يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَ مَوْلًى لَهُمْ‌، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ‌: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ‌". فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِهِمَا وَ بِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. مسند أحمد، ج37، ص247

هناك رجل اسمه عمرو بن جموح هو من الشهداء في أحد هو كان أعرج كان أعرجاً ، أتى عمرو ابن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة يعني كأنه كان يرى ربما الناس كانوا يعني يحتقرونه و يقولون أنت تريد أن تجاهد أنت تريد أن تشارك في المقاتلة في المجاهدة أنت لا تقدر أن تمشي بسهولة كيف تريد أن تشارك هو هكذا يستفسر كأنه يريد الإذن والأجر يعني يريد أن يحصل على شيئين وكانت رجله عرجاء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:  نعم، فقتلوه يوم أُحُد واستشهد هو وابن أخيه ومولىَ له ( عبدٍ له) فمرّ على جنازته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة هكذا بشّره رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا تبين موقف الاسلام بالنسبة لهؤلاء الجماعة هؤلاء هذه الشريحة من المجتمع علينا أن نراقب تصرفاتنا بالنسبة لهؤلاء. هؤلاء موضئ اكتساب البر واكتساب المثوبة والثواب والحسنات فعلينا أن نبادر بما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام.

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

هذه الأحداث التي ما زالت مستمرة هذه الكارثة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم مرةً أخرى يتكلم الإمام الخامنئي حول موضوع القضية الفلسطينية أنا أذكر بعضا من كلمات سماحة السيد القائد حيث أشار إلى أن لولا دعم أمريكا ومساندتها بالسلاح لجرى القضاء على الحكومة الصهيونية الفاسدة والمزيفة والكاذبة منذ الأسبوع الأول ولولا المساعدات الشاملة من أمريكا لكان الكيان الصهيوني سيصاب بالشلل في غضون بضعة أيام وفي قسم آخر من كلام سماحته نحن هكذا نقرأ أن سماحته قال قلوبنا تعتصر دماً بسبب مصائب شعب فلسطين وبخاصة غزة ولكن بالنظرة العميقة إلى المشهد يتبين أن المنتصرين في هذا الميدان هم أهالي غزة وفلسطين الذين استطاعوا أن يحققوا إنجازات عظيمة والمحللون الإسلاميون الغربيين أو الذين لا ينتمون إلى الإسلام هؤلاء أيضا يعترفون بأن وراء هذا الطوفان طوفان الأقصى هناك إنجازات عظيمة مع أن العدو الغاشم بما أنه لا يستطيع أن يقاوم المجاهدين المقاتلين الأبطال يواجهوا الأطفال والنساء والشعب العزل والأبرياء وفي كلمة الإمام القائد يقول استطاع أهالي غزة بصبرهم تحريك الضمير البشري حتى في الدول الغربية هذه بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومختلف ولايات أمريكا حيث يتوافد الناس بحشود غفيرة إلى الشوارع ويطلقون الشعارات ضد إسرائيل وأمريكا  لقد أُريق ماء الوجه لهؤلاء اليهود الصهاينة  كما تعرفون أنتم تعرفون أن  هؤلاء الغربيين لا يسمعون إلا من أجهزة الإعلام التي تكون تحت سيطرة وهيمنة الصهاينة ولكن هذه المظلومية أصبحت صراخا بحيث هؤلاء مع وجود هذا الإعلام المزوّر استطاعوا أن يفهموا ماذا يجري في غزة  فهذا أثر الدم. الدم هكذا يفعل الذين أراقوا دماء أهل بيت الرسول (ص) في كربلاء كانوا يظنون أنهم أخمدوا نيران الثورة وقضوا على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان يظن يزيد أنه هكذا حدث ولكن هذه الدماء الطاهرة ماذا فعلت  بعرش يزيد لم يستطيع يزيد ولاية أولاد أبي سفيان أن يبقوا على عروشهم حيث كما تعرفون بني مروان هم جاءوا مكانهم يعني ما مكث حكمهم كثيرا هذا أثر الدم هذا غلبة الدم على السيوف.

 يقول الإمام القائد حفظه الله الآن يصفون المقاتلين الفلسطينيين بالإرهابيين يقول الإمام القائد هذا دلالة هذا المدعى دلالة على وقاحة هؤلاء  السياسيين والإعلاميين الغربيين وهكذا تساءل سماحته هل من يدافع من بيته ووطنه إرهابي ؟ هل الفرنسيون الذين قاتلوا الألمان ألمان النازي ألمان هتلر  في باريس في الحرب العالمية الثانية إرهابيين إذا هؤلاء إرهابيون هؤلاء أيضا كانوا إرهابيين  أنت الفرنسي يا رئيس فرنسا رئيس الجمهورية الفرنسية إذا تدعي أن هؤلاء إرهابيون الذين تفتخرون بهم أنهم دفعوا الغزو الألماني من فرنسا هؤلاء أيضا كانوا إرهابيين وبعد ذلك يقول الإمام القائد فكيف يكونون مناضلين الذين أنتم تدعون مناضلين ومبعث فخر لفرنسا في حين أن شباب الجهاد الإسلامي والحماس وغيرهم إرهابيين وبعد ذلك يقول سماحة الإمام القائد ينبغي للحكومات الإسلامية هذه مأساة  الحكومات البلاد الإسلامية هؤلاء الذين يحكمون على البلاد الإسلامية يقول الإمام القائد وهو ينصحهم "ينبغي للحكومات الإسلامية أن تصر على الوقف الفوري لهذه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة وليغلقوا مسار تصدير النفط والبضائع إلى الكيان الصهيوني ولتمتنع الحكومات الإسلامية عن التعاون الاقتصادي مع الكيان وليستنكروا في المحافل العالمية كافة وبصوت مرتفع هذه الجريمة وارتكاب الفجائع هذا دون أي تردد وبلا تلعثم أو مواربة" تركيا مصدر النفط وتصدير النفط إلى الصهاينة  أذربيجان مدّ الأنابيب لنقل النفط إلى اسرائيل ومصر كذلك هؤلاء يقومون بتأمين الوقود للصهاينة هؤلاء مسلمون! ولأن يخدعوا شعوبهم في بعض الأيام يعني يقومون بمسرحية حتى يقال إن هذا أيضا ضد الصهاينة كيف؟  حتى الآن في عاصمة تركيا هناك مكان يسمى بسفارة إسرائيل فكيف تتحملون أن يبقى هؤلاء المجرمين في بلدكم  على الأقل لا بد أن تستدعوا سفراءكم وتطردوا هؤلاء السفراء هذا أقل شيء هذا أقل شيء.

 ما فعلوه البرلمان البحريني هؤلاء اقترحوا للملك حتى يطردوا السفير الاسرائيلي وهذا نشر في الأخبار أنه حدث... هؤلاء أنكروا وقالوا لا لم يحصل هذا لم يحدث شيء لم نطرده، ألا تستحون! الإمام القائد حفظه الله يقول إذا أنتم لا تقومون في وجه الصهاينة اليوم سيأتي عليكم هذا اليوم مثل ما حدث في غزة وما شابه. هؤلاء الصهاينة لا يكتفون بهذا المقدار هؤلاء سيتطاولون عليكم،  إذا تريدون عروشكم يجب أن تقابلوا هؤلاء الغدة سرطانية، هذه الغدة تنتشر فهذا يكون عليكم والكيان المحتل عاجز ومرتبك كما يكذب على شعبه وما يبديه من قلق بشأن أسراه  كذب أيضا فالقصف الذي يمارسه يبيد أسراه كذلك  إذا كان يهتم بحياة هؤلاء فلماذا يدمر غزة لا يعرف أن هؤلاء أسراه في نفس هذه المدينة  لماذا يقصف  على الأقل حفاظا على حياة أسراه  يجب أن لا يقصف وأخيرا دعى سماحة الإمام القائد إلى الانتباه  فلينتبه العالم أن الذي يقف في وجه الإسلام وشعب فلسطين المظلوم ليس الكيان الصهيوني فقط  بل أمريكا وفرنسا وبريطانيا أيضا هؤلاء المستعمرين طيلة قرون هؤلاء كانوا مع بعض هؤلاء كانوا ناهبين ثروات الأمم سوريا قد ذاق بطش هؤلاء المستعمرين الفرنسيين  أجدادكم آباؤكُم هؤلاء قد قصوا لكم القصص التي جرى على هذا البلد بيد هؤلاء الفرنسيين المجرمين أنا أقول وبأم عيني رأيت في البلاد الافريقية في هذه القارة السمراء  كم من البلاد التي كانت معذبة تحت براسن هؤلاء الفرنسيين!  السنغال، هناك ميناء في السنغال الآن السياح يأتون ويشاهدون ويرون ماذا جرى على العبيد الذين كانوا يسترقونهم لأن يرسلونهم إلى البلاد الغربية هناك غرفة مكتوب عليه الذي خرج من هذا الباب لم يرجع أبدا إلى بلده إما قتل في السفينة التي كان ينقل فيها إلى البلاد الأوروبية ومنها إلى الولايات المتحدة وإما أنه تحت تعذيبهم في المزارع الأمريكية قد قتل وإما أنه يستعبد وإلى الآن هؤلاء يحسبون عبيدا في البلاد الغربية.

  كما ترون أن الشرطي الأمريكي يقتل السود كأنه يقتل الحشرات هكذا يتعاملون مع هؤلاء المظلومين هؤلاء الفرنسيون قتلوا مليون شخصاَ من المسلمين في الجزائر إذا أنتم تتصفحون صفحات التاريخ...  صفحات التاريخ مليئة بجرائم الفرنسيين والبريطانيين ماذا فعل البريطانيون بشأن الناس في إفريقيا الجنوبية في تنزانيا في كينيا في أثيوبيا في كثير من البلاد الأفريقية في سيراليون وفي غانا في هذه البلاد التي تحسب بلاد تحت الاستعمار البريطاني هؤلاء تاريخهم مليء بالجرائم. تجدهم بالملابس الفاخرة والأنيقة وبالكرافت ربطة العنق ولكن هذا وراءه موجود بشع حيوان شرس هكذا يفعل كما ترون أنهم يقولون لا نرضى بأن يتوقف القصف على غزة تبا لهم أفٍّ لهم ولما يعبدون من دون الله.

علينا أن نعرف كما يقول الإمام القائد ليس لدينا شك في أن وعد الله حق.

إنه وعد إلهي واحذروا من أن يزعزعكم ويوهنكم من ليسوا متيقنين من وعد الله بنسجهم الأباطيل واحذروا أن يوهنكم النصر النهائي والغير البعيد وسيكون حليف الشعب الفلسطيني وفلسطين ان شاء الله تعالى.

 

والحمد لله رب العالمين.