۲٠۲۲/٠۸/۱۵ ۱۲:٤٣:۱٦
خطبة صلاة الجمعة 14 محرم الحرام 1444 لحجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ حميد صفار الهرندي


                                             بسم اللّه  الرحمن الرّحيم

 

خطبة الجمعة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في سورية، بتاريخ 14 محرم 1444هـ:

الخطبة الأولى:

في حديثنا عن نمط الحياة وفقاً للرؤية الإسلامية، وصلنا إلى كيفية التعامل مع بني البشر من غير الملتزمين بنهج القرآن والإسلام، أي غير المعتنقين الإسلام من أهل الكتاب، وقسمنا أهل الكتاب إلى أقسام، وقلنا أنّ لنا مع كل قسم تعاملاً خاصاً بحسب ظروفهم وتعاطيهم مع الحكم والحاكم الإسلامي، فإذا كانوا ممن يحارب الدين والمسلمين فأمرهم يختلف عمن يريد أن يعيش مع المسلمين في سلم وفي ذمة المسلمين.

وأما بالنسبة للعدو فقد قلنا أنّه إما أن يكون عدواً شخصياً، فهذا يشمل المسلمين أيضاً، فقد توجد بينك وبين أخ مؤمن عداوة لسببٍ ما، والإسلام يمنعك من الاستمرار في هذه العداوة ودائماً يفتح لك باب المصالحة والإخاء، ولكن إذا كان العدو عدواً للدين ولله ولأولياء الله فالأمر يختلف، وكيفية التعاطي مع هؤلاء الأعداء تختلف.

فأول شيء هنا هو الثبات على الهدف؛ عندما تجد عدواً لله يجب أن تكون معتقداً بأنه عدو لك، فيقول الله تعالى Pإِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاO (سورة فاطر، 6) يجب أن يحصل الثبات في العقيدة على موقفك حيال العدو، يقول الله تعالى Pقَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُO  (سورة الممتحنة، 4) هذا في العقيدة، أن تصرح: كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً، إلى متى ؟ حتى تؤمنوا بالله وحده، فإذا آمنتم بالله وحده زالت هذه العداوة، أما بين إبراهيم (عليه السلام) وعمه الذي كان يتكفله منذ طفولته، (ويطلق على العم أيضاً في بعض الأحيان أب، وأبو ابراهيم كان اسمه تارخ) فقد وعد إبراهيم أن يستغفر لعمه: سأستغفر لك، وقال: رب واغفر لأبي إنه كان من الضالين، ولكن عندما عرف أنه عدو لله تبرأ منه، هؤلاء لنا قدوة وأسوة، والقرآن يعلمنا أن نتأسى بهم.

 وقال الإمام الصادق عليه السلام: "من أحبَّ كافراً فقد أبغضَ الله ومن أبغضَ كافراً فقد أحبَّ الله، ثم قال (عليه السلام): صديق عدوِّ الله عدوُّ الله " (وسائل الشيعة، ج16، ص180) فمطلوبٌ من كل مؤمن ألا يحب كافراً، فإذا أحب كافراً فقد أبغض الله تعالى، لأن محب الكافر محب لعدو الله، فكيف يمكن للإنسان أن يحب عدو الله ويحسب نفسه محباً لله تعالى؟ لا يجتمع هذا مع ذاك، Pمَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِO (سورة الأحزاب، 4)، لا يمكن أن يكون في القلب حب الله وحب عدو الله. ومن تنعقد صداقة بينه وبين عدو الله يُحسَبُ عدواً لله تعالى، مع أنه لم يصرح بأنه يعادي الله تعالى، ولكن بما أنه أحب عدو الله يصبح عدواً لله تعالى.

وقد وردت هذه الروايات عن طرق العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الآيات القرآنية تدل على أنه لا يمكن أن يتخذ المؤمن أعداء الله أولياء من دون المؤمنين، فكيف لهؤلاء المطبعين أن يبرروا أعمالهم بأن يعادوا المؤمنين ويحبوا هؤلاء الصهاينة؟! هذا أمر واضح لا يحتاج للاستدلال والبراهين عليه.

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) - وهذا حديث مشهور قد تكونون سمعتموه أكثر من مرة – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: "أي عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا الله ورسوله أعلم وقال بعضهم الصلاة وقال بعضهم الزكاة وقال بعضهم الصيام وقال بعضهم الحج والعمرة وقال بعضهم الجهاد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكلِّ ما قلتم فضلٌ وليس به، [يعني وليس بأوثق عرى الإيمان] ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، وتولي أولياء الله والتبري من أعداء الله" (الكافي، ج2، ص125)، فإذا كان ثَمَّ رجلٌ يصلي وهو لا يحب في الله، أو يطوف حول البيت ولا يتبرأ من أعداء الله، أو يجاهد ويدافع عن بيته وعرضه وماله، ولكن لا يحب في الله، لا يحب أولياء الله، فهذا لا قيمة له؛ لأن الحب بوصلة لحياة الإنسان، كما أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "ولو أن رجلاً أحبَّ حجراً لحشرهُ اللهُ مَعَهُ" (أمالي الصدوق، ص278).

هكذا هي قيمة الحب، فإذا صلينا ولم تكن الصلاة ببراءة من أعداء الله فلن تصل هذه الصلاة بالإنسان إلى مكان، وليست هي ما يريده الله تعالى، وكما تعرفون أن جيش عمر بن سعد كانوا يصلون، ولكن كانوا يبغضون حبيب الله وكانت هذه الصلاة بلا أثر، لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاةُ التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والحج والعمرة اللذان لا تتبرأ فيهما من أعداء الله - بل الذين يسيطرون على هذين الحرمين الشريفين ويحبون أعداء الله ويطبعون علاقاتهم مع أعداء الله والمؤمنين والمسلمين - حجٌّ وعمرةٌ لا قيمة لهما. وليس هذا هو الحج الذي يصفه القرآن بقوله Pليشهدوا منافع لهمO وأيُّ منفعة هي أهم من الأمة الإسلامية وقضاياها؟ وأي قضية أهم للمسلمين من قضية فلسطين؟ وهؤلاء يطبعون مع أعداء فلسطين ولا يهتمون بالأراضي المقدسة، ولا يهتمون بالقدس الشريف الذي هو القبلة الأولى للمسلمين، هؤلاء بماذا يأمرهم حجهم؟ إذا كان يأمرهم بالتطبيع فهذا ليس حجاً قد فرضه الله علينا، هذا ليس حجاً إبراهيمياً ولا محمدياً ولا غيره.

وعلى كل حال فإن من أهم الاشياء في كيفية التعامل هو الثبات على الهدف؛ أن تعرف أين موقفك قلبياً واعتقادياً، يجب أن يكون موقفك هكذا: أن تحب في الله وتبغض في الله وأن تتولى أولياء الله وتتبرأ من أعداء الله.

 الثاني في كيفية تعاملنا مع العدو: العِزّة أمام العدو؛ فلا تخنع ولا تخضع لوا ترضخ للعدو وتلتمس منه حاجتك، لأنك إن فعلت هكذا وأراد أن يضغط عليك - كما يضغطون علينا الآن - فإذا كنت تقف على رجليك مكتفياً بالذات لا يقدر أن يملي عليك ما يريده.

أيها الإخوة: في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) اخترتُ منه موضع الحاجة يقول مخاطباً جابر الجعفي: " لا تَسْتَعِنْ بِعَدِّوِنَا فِي حَاجَةٍ وَلاَ تَسْتَطْعِمْهُ وَلاَ تَسْأَلْهُ شَرْبَةَ مَاءٍ" (المحاسن، ج1، ص185)، كل هذه الأمور تدل على أن الائمة عليهم السلام يعلموننا درس العز أمام العدو.

 فإذا تنازل العدو وأراد أن يكون يعقد معك اتفاقاً ولم يعد عدواً لك، فهذا أجنبي يريد أن يتعامل معك، فالتعامل يجب أن يكون تعاملاً عادلاً، لا بأن يكون من قبل الجبار الظالم المهيمن على الإنسان المظلوم الذليل الخاضع له، وقد كان الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه يقول أن علاقة أمريكا مع الشعب الايراني كان علاقة الذئب بالغنم، وبهكذا علاقة يريدون أن يبتلعوكم عبر علاقة غير عادلة، وإنما العلاقة ينبغي أن تكون بشكل متوازن، فلا بأس بها الإسلام، وهو لا يرفض مثل هذه العلاقة، ولكن القوى العظمى تريد من الأمم الاستسلام أمامها والرضوخ لمآربها، والصديق ما كان ليفعل هكذا، إذاً فالإمام (عليه السلام) يتحدث عن هؤلاء الذين نسميهم أعداء، علينا أن نتقوى في مواجهة العدو، فإذا أصبحنا أقوياء لن يتجرأ الأعداء أن يقولوا افعل هذا ولا تفعل ذاك.

إن الأعداء يحددون: فلانٌ يجب أن يكون وزيراً للشؤون الخارجية مثلاً، ونحن نعرف أن سفارة بريطانيا وأمريكا تملي ما تريده على الحكومات ورؤساء الدول، فإنْ تستسلم أمامهم لا تستطيع أن تفعل شيئاً، وإذا كنت ضعيفاً لا تستطيع أن تقاومهم.

علينا أن نصبح أقوياء بقوة العلم والمال، هذا من أهم الأشياء، أقول لإخوتي الشباب أن يدرسوا بجد ونشاط حتى يصلوا إلى القمة في العلم، فالعلم سلطان، والعلم يعطي القوة، وإذا أصبحت عالماً تستطيع أن تصنع كثيراً مما يصنعه هؤلاء، وشبابكم قادرون على صناعة مثل هذه الأشياء إذا حاولوا وجدّوا في دراستهم ووصلوا إلى هذه الدرجات من القوة التي نستطيع بها أن نواجه العدو.

 وثالثاً: من الأشياء التي يمكن أن نذكرها حول كيفية التعامل مع أعداء الدين هو تجنب التشبه بالعدو؛ وقد ذكرت لكم فيما سبق من كلام في مناسبات أخرى ما يشبه هذه البحوث: إنّ الاسلام يرفض التشبه بأعداء الإسلام في اللباس في ونمط المعيشة، هؤلاء يريدون أن يعلّمونا كيف نعيش، ويعلمون أولادنا كيف يعيشون وكيف يلبسون، فيقولون: هذه السنة مثلاً الموضة هي اللون الأخضر، وفي السنة المقبلة اللون البنفسجي وهكذا، يعني كأنهم يديرون العالم حتى يقولوا لنا ماذا نلبس وكيف نلبس، فاللباس شيء به يزرعون ثقافتهم فينا. قل لهم: لماذا لا تلبسون لباس العرب وأنتم تريدون أن نلبس ملابسكم؟

نعم قد يقال إن اللباس شيء بسيط كأن تلبس مثلاً القميص العربي أو الدشداشة أو السروال ولا يوجد فرق بينها جميعها يستر البدن، ولكن المهم هي تلك الثقافة، هذا يعلمك كيف تلبس وكيف تغير، فيكون بمثابة قائد لك، كقائد السيارة، يقود الشباب فيقول: هذه السنة اِلبس هذا وافعل هذا، وترون أنهم يطرحون موضات جديدة فيها شيءٌ من ترويج العري بالنسبة للرجل والمرأة، هذا زرعٌ لثقافتهم من خلال اللباس.

عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: "سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي، ولا تسلكوا مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي" (عيون أخبار الرضا، ج2، ص23).

يعني هذا لأجل ثقافتهم، وإلا فإن اللباس ليست له صبغة عربية أو غير عربية، لم نكن نلبس هذه الملابس الغربية ولا آباؤنا وأجدادنا كانوا يلبسونها، والآن نلبس فأصبح أمراً عادياً، المهم عندهم أن تقفوا وراءهم وهم يقولون في أي يوم: اِلبس هكذا، ونحن نتبعهم ونقول: هذا مجاراة للعالم، ويجب أن نتجدد بتجدد العالم، وإن لم نكن هكذا لن نكون متحضرين!

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعلنا من المعزين للإمام الحسين عليه الصلاة والسلام ووفقنا لإقامة العزاء للإمام الحسين عليه السلام وأولاده وأهل بيته وأصحابه الأوفياء الشهداء، وأعاده الله علينا بإحياء المراسم بإذنه تعالى.

في هذا الأسبوع كان انتصار المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال أمراً مهماً أثبت لنا مرة أخرى بأن المقاومة قادرة على أن تقضي على هذه الغدة السرطانية، وعلينا أن نقاوم الأعداء.

إن الأعداء عندما يشعرون بالخطر يبثون في أوساطنا روح اليأس ويذكرون بعض الأشياء من قبيل: أننا لا نقدر ولا يمكن ولا ولا، ولكن كما قال سماحة الإمام القائد في رسالة رداً على الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أجاب سماحته مشيراً إلى هذه النقطة المهمة: إن بعض فصائل المقاومة تقدر على التصدي لهؤلاء المجرمين فضلاً عن أن نكون مجتمعين يداً واحدة، هؤلاء الأعداء لن يستطيعوا عندها أن يقاوموا محور المقاومة، ولن يصمدوا إلا - على أكثر التقدير – عدد السنين التي قدرها سماحة الإمام القائد لهذه الغدة السرطانية.

وإن شاء الله سنرى يوماً نزور فيه القدس الشريف هذه البقعة المباركة، ونصلي هناك، وهذا ليس حلماً بل هذا أمر حقيقي سيتحقق عن قريب بإذن الله تعالى، وقد جاء في رد السيد علي الخامنئي (حفظه الله) على رسالة الأمين العام حركة الجهاد الاسلامية في فلسطين الاخ المجاهد زياد النخالة:

بسم الله الرحمن الرحيم، جناب الأخ المجاهد السيد زياد النخالة، دام توفيقه، السلام عليكم،

تلقّيتُ رسالة جنابكم الرصينة والمبشّرة. جزاكم الله خيراً وقرّب النصر النهائي للشعب الفلسطيني الشامخ والمظلوم.

لقد ضاعفت الحادثة الأخيرة افتخارات حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، ورفعت مكانة «الجهاد الإسلامي» ضمن حركة المقاومة المجيدة للشعب الفلسطيني. لقد أبطلتم بمقاومتكم الباسلة السياسةَ الخادعة للكيان الغاصب. كما أثبتتم أن كل جزء من مجموعة المقاومة يستطيع وحده تمريغ أنف العدو بالتراب وبربطكم بين المجاهدين في غزة مع الضفة، وبدعم سائر قوى المقاومة لـ«الجهاد الإسلامي»، استطعتم إظهار وحدة جهاد الشعب الفلسطيني في وجه العدو الخبيث والمخادع. يجب أن تكون جهود الفصائل الفلسطينية كافة في أرض فلسطين كلها من أجل الحفاظ على هذه الوحدة. العدو الغاصب آيل نحو الوهن، والمقاومة الفلسطينية تزداد قوة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نحن ما زلنا إلى جانبكم. السلام عليكم، والعهود على حالها...السيد علي الخامنئي

أيها الإخوة، أذكر شيئاً وأختم هذه الخطبة، إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعد المسلمين وبشّر المسلمين بنصرهم وبفتح إيران وفتح الروم في غزوة الخندق، حين حفر خندقاً وقايةً من هجوم الأحزاب على المدينة، فكان بعض المنافقين وضعاف الإيمان يضحكون من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويقولون لقد حفر الخندق خوفاً من الأعداء والآن يقول أبشركم بفتح المدائن والقبض على كسرى وسقوط فارس وإمبراطورية الرومان؟

وكذلك كان بعضٌ يضحكون من رسالة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) إلى الرئيس الأخير للاتحاد السوفييتي، حيث كتب الإمام له أن الشيوعية يجب أن توضع في متاحف التاريخ، يعني قد قضي وقتها، وكان السوفييت ما زالوا موجودين، ولم يكونوا يظنون أن هذه الكلمات إنباء عن شيء سيحدث عن قريب، فكان بعض يضحكون من الإمام الخميني ويقولون: يعاني هو وشعبه من غزو العراق لهم، والآن يتحدث عن انهيار الإتحاد السوفيتي؟

عندما نسمع نحن أيضاً خبر انهيار الكيان الصهيوني وهذا الكيان الغاصب نتفاءل أنه سيهزم بإذن الله تعالى ويزال من الوجود، كما أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) قال للمسلمين أن يزيلوا هذه الغدة السرطانية، نعلم أن هذا الأمر  قاربَ على التحقق، وبعض من ضعاف الإيمان يسخرون منا إذا تحدثنا عن انهيار الولايات المتحدة القوية العملاقة التي لم نكن نجرؤ على الحديث عنها قبل عشرين سنة، أما الآن، فما نراه أن قادة الولايات المتحدة هم بأنفسهم يقولون نحن على وشك الانهيار، هذا وعد إلهي، ووعد الله غير مكذوب، P وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ O(سورة آل عمران، 139) .