تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: المعجم في فقه لغة القرآن و سرّ بلاغته - المجلد ۱    المؤلف: قسم القرآن بمجمع البحوث الاسلامیة    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲   

و منبع کلّ حکم، من قال به صدق، و من عمل به أجر، و من حکم به عدل، نورا یتوقّد مصباحه، و ضیاء یتلألأ صباحه، و دلیلا لا یخمد برهانه، و حقّا لا تخذل أعوانه، و حبلا وثیقا عروته، و جبلا منیعا ذروته. کتابا لا یأتیه الباطل من بین یدیه و لا من خلفه، تنزیل من حکیم حمید.
ظاهره أنیق، و باطنه عمیق، لا تفنى عجائبه، و لا تنقضی غرائبه، کثیر الدّرر، غزیر الغرر، متواصف السّمات، متناصف الصّفات، سیّارا فی الأنجاد و الأغوار، طیّارا فی الآفاق و الأقطار.
و قد ضرب اللّه فیه الأمثال، و قصّ فیه غیب الأخبار، و بیّن فیه الشّرائع و الأحکام، ففرّق بین الحلال و الحرام، و صرّف فیه العبر للأفهام، فجعل أمثاله و أخباره و عبره عظة و تذکرة لمن تدبّرها، و شرائعه و أحکامه هدى و تبصرة لمن استبصرها.
کتابا عجز الفصحاء عن معارضته، وعیّ الخطباء بمناقضته، و خرس البلغاء عن مشاکلته، فقد تحدّاهم النّبیّ بهذا القرآن، و خاطبهم مرارا بآیات التّحدّی، فقال تعالى:
أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مثله وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ یونس: 38.
أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَیاتٍ هود: 13.
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ کانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِیراً الإسراء: 88.
وَ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‏ عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْکافِرِینَ البقرة: 23، 24.
فلم یأتوا بمثله- و لن یأتوا- و لم یعارضوه. و لو کان لسجّلوه و ضبطوه، کما ضبطوا کلام مسیلمة الکذّاب و من ماثلوه، و لکفاهم عن ما تحمّلوه من الحروب و المشاقّ، و عن ما بذلوه فی سبیله من الأموال و النّفوس و الأعراق. فإذ لم یعارضوه بما یماثله فی الفصاحة، أو یقاربه فی الصّناعة- رغم کثرة من عندهم من أمراء الکلام و البلاغة، و أساطین البیان و الشّعر و الخطابة- ثبت عجزهم عن مجاراته و مباراته، و لزم تفوّقه علیهم فی سوره و آیاته.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست