تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٣۱٣   

رابعاً: شروط الإکراه


ذکر الکاسانی الحنفی شرطین لتحقق الإکراه:. بدائع الصنائع (م. س): ج6, ص184-185.:
1. ینبغی أن یکون المکرِه قادراُ على تحقیق ما أوعد, لأن الضرورة لا تتحقق إلا عند القدرة, ولذا قال أبو حنیفة: إن الإکراه لا یتحقق إلا من السلطان, وقال أبو یوسف, ومحمد: إنه یتحقق من السلطان وغیره, لأن الإکراه لیس إلا إیعاداً بإلحاق المکروه, وهذا یتحقق من کل قادر مسلط:. وقد وجّهوا قول أبی حنیفة على ما فی بدائع الصنائع والمبسوط وغیرهما بأن غیر السلطان لا یقدر على تحقیق ما أوعد به, لأن المکرَه یستغیث بالسلطان فیغیثه, فلا یتحقق الإکراه.ومن العجیب ما عللوا به الاختلاف بین الإمام وصاحبیه أنه اختلاف عصر وزمان لا اختلاف جملة وبرهان, فزعموا أنه فی زمن أبی حنیفة لم یکن لغیر السلطان قدرة على الإکراه, بینما فی زمن الصاحبین کثر الهرج والمرج وأمکن الإکراه لکل قادر متسلط, مع أنه قد عاصر انهیار الدولة الأمویة ونشوء الدولة العباسیة مع ما یصحبه مثل هذا التغییر والانتقال فی السلطة من هرج ومرج وانقسام, وقد توفی فی عهد المنصور العباسی بینما بقی الصاحبان إلى عصر هارون الرشید, وللمنصور والرشید من القوة ما لا یخفى, وهذا من الشواهد على شیوع العقلیة التوفیقیة بین المتضادات, وإدارة الظهر لحقائق التاریخ, فإن الکثیرین من الباحثین الکبار - قدیماً وحدیثاً - قد ذکروا هذا التعلیل, فراجع: بدائع الصنائع للکاسانی (م. س): ج6, ص184, والمبسوط للسرخسی (م. س): ج9, کتاب الحدود, ص59, ورد المحتار على الدر المختار (م. س): ج6, کتاب الإکراه, ص420, والفقه الإسلامی وأدلته للزحیلی (م. س): ج6, ص4434, وغیرها.فما الضرر فی أن یختلف الأستاذ مع تلمیذه فی مسألة علمیة ؟!.ومع الأسف فإن هذه العقلیة شائعة لدى الکثیر من الباحثین فی العدید من المذاهب الإسلامیة, الذین یدخلون ساحة البحث العلمی بأحکام مسبقة, وبذهنیة بعیدة عن الموضوعیة..




«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست