تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التقیة فی الاسلام    المؤلف: عبدالله نظام    الجزء: ۱    الصفحة: ٣۲   

أو بالتوسّل بما یلزم لإقامة شعائره وتنظیم أمره, أو بکتمان بعض حقائقه وعدم إذاعتها إلى غیر ذلک مما یفرضه واقع الحال.
2. تقسیمها بلحاظ الغایة منها
حیث تقسم التقیّة بحسب هذا اللحاظ إلى قسمین:
أ. التقیة الحفظیة: وغایتها حفظ النفوس والدماء وما یلحق بها من الأموال والأعراض من أن یلحق بها أذى یعتدّ به, سواء أکان مادیاً, أم معنویاً.
ب. التقیة المداراتیّة: والتی غایتها المجاملة والمداراة, لحفظ الإلفة والمودة بین المسلمین, ویلحق بها ما یکون لحفظ وحدتهم, وزیادة قوتهم مقابل أعدائهم, وتحقیق فریضة الأمة الواحدة:. یدلّ على ذلک قوله تعالى: ﴿ إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ‌ (92) ﴾ [ الأنبیاء], وکذلک قوله تعالى: ﴿ وَ إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ‌ (52) ﴾ [ المؤمنون], والآیات الناهیة عن التفرّق فی الدین, قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کَانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْ‌ءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِمَا کَانُوا یَفْعَلُونَ‌ (159) ﴾ [الأنعام], وقوله تعالى: ﴿ وَ مَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ (14) ﴾ [الشورى], وقوله تعالى: ﴿ وَ مَا تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ (4) ﴾ [البینة], وقوله تعالى: ﴿ ... وَ لاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُکُمْ ... (46) ﴾ [الأنفال], وکذلک سکوت أمیر المؤمنین علی ({علیه السلام}) عن حقه فی الخلافة لمَّا رأى إحاطة المرتدین بمکة والطائف, وکذلک عدم قبوله بما عرضه علیه أبو سفیان, حیث قال له: والله لئن شئت لأملأنّها علیه [یقصد أبا بکر وقد بویع بالخلافة] خیلاً ورجالاً, فقال له علی ({علیه السلام}) : یا أبا سفیان, طال ما عادیت الإسلام وأهله, فلم تضرّه بذلک شیئاً, أو على روایة أخرى: إنک والله ما أردت بهذا إلا الفتنة, وإنک طال ما بغیت الإسلام شرّاً, لا حاجة لنا فی نصیحتک, [الطبری, أبو جعفر محمد بن جریر, تاریخ الأمم والملوک (المعروف بتاریخ الطبری): مراجعة وتصحیح وضبط: نخبة من العلماء الأجلاء, مؤسسة الأعلمی للمطبوعات, بیروت, لبنان, ج2, حدیث السقیفة, ص449], ولما رُویَ أن رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) قال لعلیّ ({علیه السلام}) : یا ابن أبی طالب لک ولایة أمتی, فإن ولّوک فی عافیة واجمعوا علیک بالرضا فقم بأمرهم, وإن اختلفوا علیک فدعهم وما هم فیه. [المیرزا النوری, حسین النوری الطبرسی, مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل: تحقیق: مؤسسة آل البیت ({علیهم السلام}) لإحیاء التراث, ط2, مؤسسة آل البیت ({علیهم السلام}) لإحیاء التراث, بیروت, لبنان, 1408هـ, 1988م, ج11, ص78], ویؤیّده قوله ({علیه السلام}) لهم عند بیعتهم له بعد مقتل عثمان: إنما الخیار للناس قبل أن یبایعوا. [المفید, محمد بن محمد النعمان, الإرشاد فی معرفة حجج الله على العباد: تحقیق: مؤسسة آل البیت ({علیهم السلام}) لتحقیق التراث, ط2, دار المفید, بیروت, لبنان, 1414هـ, 1993م, ج1, ص243]., وذلک بإظهار



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست