وانتشر خبره بین المسلمین، فقال قوم: کفر عمار، فقال رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) : کلا إن عماراً ملئ إیماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الإیمان بلحمه ودمه:. المازندرانی, مولى محمد صالح, شرح أصول الکافی: ضبط وتصحیح السید علی عاشور, ط1, دار إحیاء التراث العربی, بیروت, لبنان, 1421هـ, 2000م, ج9, باب التقیة, ص123.، وفی ذلک نزلت الآیة الکریمة: ﴿ مَنْ کَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِیمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ وَ لٰکِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْراً فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ‌ (106) ﴾ [النحل], وکان عمار یبکی فجعل رسول الله ({صلی الله علیه و آله}) یمسح عینیه ویقول: إن عادوا فعُد لهم بما قلت:. مجمع البیان فی تفسیر القرآن (م. س): ج3، ص388..
لقد أرشد الله تعالى فی کتابه الکریم إلى لزوم الحفظ، ومنذ ذلک الیوم اعتبر جمیع المسلمین أن العمل بالتقیة أمر مشروع، وإن اختلفوا فی بعض التفاصیل، والذی علیه أکثرهم أن التقیَّة هی حفظ النفس والمال والعِرض، وأن المناط فیها هو درء الأذى عنهم, وهو أمر راجح شرعاً, ومقصد من مقاصد الشریعة, وبتنقیح المناط: تنقیح المناط: استنباط سبب الحکم وعلّته. [راجع: الحکیم, محمد تقی, الأصول العامة للفقه المقارن: تحقیق: وفی الشناوة, ط1, مرکز الدراسات العلمیة التابع للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة,طهران, إیران, 1431هـ, 2010م, ج1, بحث القیاس, ص355, تنقیح المناط]. نصل إلى ما قرَّره الإمام الشافعی (رضی الله عنه) : أن الحالة بین المسلمین إذا شاکلت الحالة بین المسلمین والمشرکین, حلَّت التقیّة محاماة على النفس:. الرازی, محمد فخر الدین ابن العلامة ضیاء الدین عمر الرازی, تفسیر الفخر الرازی (المشتهر بالتفسیر الکبیر ومفاتیح الغیب): ط1, دار الفکر, بیروت, لبنان, 1425هـ, 2005م, مج3, ج8, ص13, تفسیر الآیة (28) من سورة آل عمران..