تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء - المجلد ۱    المؤلف: الفیض الکاشانی    الجزء: ۱    الصفحة: ۲   

أحادیثنا المرویّة عن أهل العصمة و الطهارة و أهل بیت الوحی و السفارة- صلوات اللّه علیهم أجمعین- ببیان أحسن و طریق أتقن.

و کان فیه من الحکایات العجیبة و القصص الغریبة المرویّة عن الصوفیّة ما لا یتلقّاه أکثر العقلاء بالقبول لبعدها عن ظواهر العقول مع قلّة فائدتها و نزارة عائدتها[1]إلى غیر ذلک من الأمور الّتی کان یشمئزّ عنها قلوب أهل الحقّ من الفرقة الناجیة الإمامیّة و ینبو [2]بسببها عن مطالعته و الانتفاع به طباع أکثرهم.

فرأیت أن أهذّبه تهذیبا یزیل عنه ما فیه من الوصمة و العیب، و أبنی مطالبه کلّها على أصول أصیلة محکمة لا یتطرّق إلیها شکّ و لا ریب، و أضیف إلیها فی بعض الأبواب ما ورد عن أهل البیت علیهم السّلام و شیعتهم فی ذلک الباب من الأسرار و الحکم المختصّة بهم علیهم السّلام و أختصر بعض مباحثه بنظم فرائده و حذف زوائده لکی یزید فیه رغبة متناولیه، و أفصّل أبوابه الطویلة بفصول قصیرة[3]لئلاّ یملّ متعاطیه من دون تصرّف فی ترتیب أبوابه و فصوله بتأخیر ما قدّم أو تقدیم ما أخّر، و لا فی تقریر ألفاظه و عباراته مهما تیسّر، لأنّها کانت فی غایة الجودة و الإحکام، و نهایة المتانة و الإبرام، و مثل هذا الکتاب ممّا لا بدّ منه للأنام، ینتفع بتذکّر الخواصّ و العوامّ، لا سیّما فی هذه الأعصار و الأیّام الّتی عمّت فیها الجهالة، و فشت الضلالة، و صار الأمر کما قاله أبو حامد- رحمه اللّه- فی زمانه: «إنّ الدّاء عمّ الجمّ الغفیر، بل شمل الجماهیر من القصور عن ملاحظة ذروة هذا الأمر و الجهل بأنّ الأمر إدّ[4]، و الخطب جدّ، و الآخرة مقبلة، و الدّنیا مدبرة، و الأجل قریب، و السفر بعید، و الزّاد طفیف[5]، و الخطر عظیم، و الطریق سدّ، و ما سوى الخالص لوجه اللّه من العلم و العمل عند الناقد البصیر ردّ، و سلوک طریق الآخرة مع کثرة الغوائل من غیر دلیل و لا رفیق صعب، متعب، مکدّ،


[1] أی قلة ثمرتها.

[2] فی النهایة «نبا عنه بصره ینبو أی تجافى و لم ینظر إلیه، و نبا به منزله إذا لم یوافقه، و نبا حد السیف إذا لم یقطع کأنه حقرهم و لم یرفع بهم رأسا».

[3] فی بعض النسخ [بفصول فیه‌].

[4] الإد- بالکسر و الشد-: الأمر الفظیع.

[5] الطفیف: القلیل.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست