تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل (طبعة جدیدة) - المجلد ۱    المؤلف: العلامة الفقیه الشیخ ناصر مکارم الشیرازي    الجزء: ۱    الصفحة: ۷٦   


هذه المسأله لا تختص بالإسلام طبعا،کل المذاهب فی العالم لها مؤمنون معتقدون،أو معارضون صریحون،أو منافقون محافظون.کما أنها لا تختص بزمان معین،بل هی ساریه فی کل العصور.
الآیات المذکوره تدور حول المجموعه الاولی،و تطرح خصائصهم فی خمسه عناوین هی:

1-الإیمان بالغیب:
«الغیب و الشهود»نقطتان متقابلتان،عالم الشهود هو عالم المحسوسات، و عالم الغیب هو ما وراء الحس.لأنّ«الغیب»فی الأصل یعنی ما بطن و خفی.
و قیل عن عالم ما وراء المحسوسات«غیب»لخفائه عن حواسّنا.التقابل بین العالمین مذکور فی آیات عدیده کقوله تعالی: عٰالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهٰادَهِ هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِیمُ (1) .
الإیمان بالغیب هو بالضبط النقطه الفاصله الاولی بین المؤمنین بالأدیان السماویه،و بین منکری الخالق و الوحی و القیامه.و من هنا کان الإیمان بالغیب أول سمه ذکرت للمتّقین.
المؤمنون خرقوا طوق العالم المادی،و اجتازوا جدرانه،إنّهم بهذه الرؤیه الواسعه مرتبطون بعالم کبیر لا متناه.بینما یصرّ معارضوهم علی جعل الإنسان مثل سائر الحیوانات،محصورا فی موقعه من العالم المادی.و هذه الرؤیه المادیه تقمّصت فی عصرنا صفات العلمیه و التقدمیه و التطوریه! لو قارنّا بین فهم الفریقین و رؤیتهما،لعرفنا أن:«المؤمنین بالغیب»یعتقدون أن عالم الوجود أکبر و أوسع بکثیر من هذا العالم المحسوس،و خالق عالم الوجود



1- 1) -الحشر،22.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست