تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: اسباب النزول    المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۷   

سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ، وَکَانُوا سِتِّینَ رَاکِبًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - وَفِیهِمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ، وَفِی الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَیْهِمْ یؤول أمرهم، "فالعاقب" أَمِیرُ الْقَوْمِ وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمُ الَّذِی لَا یُصْدِرُونَ إِلَّا عَنْ رَأْیِهِ وَاسْمُهُ: عبد المسیح، و"السید" إمامهم وَصَاحِبُ رَحْلِهِمْ وَاسْمُهُ: الْأَیْهَمُ، "وَأَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ" أُسْقُفُهُمْ وَحَبْرُهُمْ، وَإِمَامُهُمْ وَصَاحِبُ مِدْرَاسِهِمْ، وَکَانَ قَدْ شَرُفَ فِیهِ وَدَرَسَ کُتُبَهُمْ حَتَّى حَسُنَ عِلْمُهُ فِی دِینِهِمْ، وَکَانَتْ مُلُوکُ الرُّومِ قَدْ شَرَّفُوهُ وَمَوَّلُوهُ وَبَنَوْا لَهُ الْکَنَائِسَ لِعِلْمِهِ وَاجْتِهَادِهِ، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - وَدَخَلُوا مَسْجِدَهُ حِینَ صَلَّى الْعَصْرَ، عَلَیْهِمْ ثیاب الحبرات جُبّات وَأَرْدِیَةٌ فِی جَمال رجال بین الْحَارِثِ بْنِ کَعْبٍ، یَقُولُ بَعْضُ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - مَا رَأَیْنَا وَفْدًا مِثْلَهُمْ، وَقَدْ حَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا فَصَلَّوْا فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "دَعُوهُمْ" فَصَلَّوْا إِلَى الْمَشْرِقِ، فَکَلَّمَ السَّیِّدُ وَالْعَاقِبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "أَسْلِمَا"، فَقَالَا: قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَکَ، قَالَ: "کَذَبْتُمَا مَنَعَکُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ دُعَاؤُکُمَا لِلَّهِ وَلَدًا، وَعِبَادَتُکُمَا الصَّلِیبَ، وَأَکْلُکُمَا الْخِنْزِیرَ"، قَالَا: إِنْ لَمْ یکن عیسى ولد الله فَمَنْ أَبُوهُ؟ وَخَاصَمُوهُ جَمِیعًا فِی عِیسَى، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا یَکُونُ وَلَدٌ إِلَّا وَهُوَ یُشْبِهُ أَبَاهُ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَیٌّ لَا یَمُوتُ، وأن عیسى أتى عَلَیْهِ الْفَنَاءُ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا قَیِّمٌ عَلَى کَلِّ شَیْءٍ یَحْفَظُهُ وَیَرْزُقُهُ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَهَلْ یَمْلِکُ عِیسَى مِنْ ذَلِکَ شَیْئًا؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَإِنَّ رَبَّنَا صَوَّرَ عِیسَى فِی


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست