تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: السنة النبویة فی مصادر المذاهب الإسلامیة - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ محسن الأراکي    الجزء: ۱    الصفحة: ٣۷   


5. في كيفية معرفة الله عز وجل


لقد تحير العلماء منذ القدم وعيت حلومهم، وبانت دهشتهم في العلم والمعرفة بالله عز وجل، وبدأ كأنهم يصطدمون بحجاب نوره الأقدس إذ ينقلب البصر هناك خاسئا وهو حسير:
23 جاء في التمهيد: «فقال الجنيد: المعرفة وجود جهلك عند قيام علمه، قيل له: زدنا، قال: هو العارف وهو المعروف، معناه: إنك جاهل به من حيث أنت، وإنما عرفته من حيث هو، وهو كما قال سهل: المعرفة في المعرفة بالجهل.
وقال سهل: العلم يثبت بالمعرفة، والعقل يثبت بالعلم، وأما المعرفة فإنها تثبت بذاتها. معناه: إن الله إذا عرف عبد نفسه فعرف الله تعالى بتعرفه إليه، أحدث له بعد ذلك علما، فأدرك العلم بالمعرفة وقام العقل فيه بالعلم الذي أحدثه فيه....
وقال أبو سعيد الخراز: المعرفة بالله هي علم الطلب لله من قبل الوجود له، والعلم بالله هو بعد الوجود، فالعلم بالله أخفى وأدق من المعرفة بالله.
وقيل لذي النون: بم عرفت ربك؟ قال: ما هممت بمعصية فذكرت جلال الله إلا استحييت منه. جعل معرفته بقرب الله منه دلالة المعرفة له.
وقيل لعليان: كيف حالك مع المولى؟ قال: ما جفوته منذ عرفته، قيل له: متی عرفته؟ قال: منذ سموني مجنوناً، جعل دلالة معرفة له تعظيم قدره عنده .(1)
24 عن الفضل بن السكن، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: قال أمير المؤمنین علیه السلام : «اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان». (2)
25 وروى الشيخ الصدوق، قال: وسئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام: بم


1. تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل: 26
٢. الكافي، الكليني85:1


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست